ظل أهل الإنقاذ يقللون من أهمية الإعلام الاليكتروني ويصفون تناوله للقضايا المصيرية بالزوبعة في فنجان والفقاعات، لتتضح الحقيقة التي لا تقبل الجدال وهي إن الحرب الإسفيرية باتت هي الأنجع والأنجح والأيسر لإشعال أي ثورة والشاهد على ذلك تكثيف الحكومة حملات ضد الناشطين بوسائل التواصل الاجتماعي الذين أطلقوا على من يلاحقونهم إسفيرياً (الجداد الاليكتروني). والثورة الاليكترونية كما هو معلوم هي الأقوى والأشد فتكاً بالأنظمة الديكتاتورية وشلَ حركتها تماماً ودوننا ثورة 25 يناير بمصر ومشعلها نجم الفيسبوك وقتها المصري وائل غنيم، والذي استطاع من خلال صفحته المخصصة لمناهضة النظام وكشف تجاوزاته وفساده، وإستطاع حشد عشرات الملايين في ميدان التحرير ليمتد الحشد والتعبئة في جميع محافظات مصر لينهي الإعلام الإسفيري أسطورة الرئيس حسني مبارك الذي لم يكن يجروء (أعتي مواطن) من نطق اسمه علناً، ولكنه الفيس بوك وتويتر والواتساب، هي العوالم الافتراضية التي كثيراً ما استهنا بها وقللنا من تأثيرها. وبالسودان السلاح الأقوى والأسرع والذي يعتمد عليه معظم الشعب السوداني وهو برنامج الواتساب الأكثر تاثيراً وشعبية حيث تتعامل معه غالبية فئات الشعب بمختلف أعمارهم وتوجهاتهم وتعتبر (قروبات الواتساب) هي المفضلة بين جميع الوسائط بالسودان خاصة لكبار السن، وتجئ أهميتها لسهولة التعامل معها وبساطتها ورخص رسوم خدماتها والأهم من كل ذلك فإنها لا تكلفك سوى ضغطة زر لتحصل على المعلومة أو لتبث أخرى. العديد من الأنظمة وخلال الثورات التي مرت بها بعض الدول ذات الأنظمة الشمولية ظلت تعتمد على كتائب الدعم الاليكتروني وترصد لها ملايين الدولارات ورغم ذلك فشلت في تثبيت أركانها وضعفت جداً أمام سيل المدَ الشعبي العفوي غير المدفوع لسبب بسيط وهو أن الفرق شاسع بين المواطن صاحب القضية والذي يفدي قضيته بكل ما يملك وبين الذي يدافع عن نظام أو أفراد بمقابل مادي. الشعب أصبح واعياً بما فيه الكفاية، بات يعلم أن ما ظل مخفياً لـ 29 عاما من فساد وتجاوزات أدت لهذا الوضع الحرج والكارثي، كشفه الفضاء الإسفيري، وهو نتيجة حتمية لعلاقته الحميمة بالسوشيال ميديا في السنوات الأخيرة بعد أن ضنَت عليه الصحف الحكومية بالمعلومة الصحيحة والحقيقية، لذا فإن كتائب (الإسناد الاليكتروني) المدعومة مادياً ومعنوياً ولوجستياً والمطلوبة بشدة هذه الأيام من قبل النظام مؤكد لن تكون مجدية وذات فائدة، بل عبء إضافي على خزينة الدولة وإهلاكاً لها، (فقد وقعت الواقعة وليس لوقعتها كاذبة)، فقط على أهل الإنقاذ أن ينتبهوا انه ما عاد هناك فائدة من تشكيلات جديدة وكيانات الغرض منها تمديد أيام إضافية لبقاء نظام بات منبوذاً وغير مرحب به من كافة فئات الشعب عدا الفئة المستفيدة من بقاءه فقط وهي أقلية.
الحرب القادمة ستكون إسفيرية طاحنة بين جيوش (الإسناد الاليكتروني الحكومي) وبين كتائب الشعب السوداني الأعزل إلا من إيمانه بقضيته وحبه لوطنه مسنوداً بإصرار كبير على البحث عن المزيد من الحقائق وكشف المستور تمهيداً للخلاص. الجريدة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة