البكاء في صيوان عزاء الوطن السليب.. مجدي عبد القيوم (كنب)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 08:33 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-04-2018, 12:47 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
البكاء في صيوان عزاء الوطن السليب.. مجدي عبد القيوم (كنب)

    11:47 AM February, 04 2018

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    ابك يا ولدي كما تبكي النساء فقد ضيعت ملكا بناه قبلك الرجل))

    هكذا حدثنا التاريخ وخرجت المقولة من بين انقاض دولة حكام الأندلس في عهد اخر ملوكها المعتمد بن عباد ،اطلقتها والدة الملك وهو يبكي ويندب حظه العاثر،وحقيقة الامر انه اتما يبكي فشله وسوء ادارته للدولة وفساد حكمه..
    هكذا طافت بمخيلتي صورة الملك الباكي وانا اقرأ تسريبات بكاء الرئيس في معية ضباط الحركة الاسلامية التي اذاقت شعبنا صنوف العذاب..
    في دولة الأندلس التي اسماها شاعرنا الدبلوماسي المحجوب وهو يرثي حالها (الفردوس المفقود) في تلك الدولة التي شادت مجدا اضاعه سفهاء القوم في البلاط الملكي تماما كما حاشية الرئيس الباكي، ولم تكن الأندلس او طليلة الا امتدادا لارث الحضارة في الشام ولعل شاعرنا الاخر كان صادقا وهو يرثي دمشق او جلق في قصيدته الذائعة التي مطلعها:
    قم ناج جلق وانشد رسم من بانوا
    مشت علي الرسم احداث وازمان
    الي ان يقول:
    لولا دمشق لما كانت طليطلة
    ولا زهت ببني العباس بغدان
    كان الشاعر صادقا وكانه يفتح كتاب بن خلدون ويقرأ تاريخ الأمم ولعله كان اجدر بالسيد الرئيس في المقام ان يقرأ سفر عبد الرحمن الكواكبي( طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد )فلعل فيه منجاة له من غصة حلقه الذي فاضت به دمعا ثخينا باعتبار ان تلك نهاية كل حاكم متجبر يحيط نفسه بثلة من المفسدين ولعل في ذلك عزاء له..
    في الاندلس التي كان لابن زياد شرف دخولها بعد احرق مراكب الجند وهو يصيح(( البحر خلفي والعدو ازائي )) حتي كانت تلك الصورة التي كنته بابن القباب الحمر لقول الشاعر:
    يا بن القباب الحمر ويحك من رمي بك فوق هذه اللجة الزرقاء
    من علم البدوي نشر شراعها
    وهداه للابحار والارساء..
    ولعل المشهد الذي شكلته الصورة الذهنية والسفن تحترق والذي نقله الشاعر..
    وتلفتوا فاذا الخضم سحابة حمراء مطبقة علي الأرجاء .
    لعل ذلك المشهد في دخول الأندلس هو الذي اعطي تاريخها رونقا ،ومن ثم ما تلي ذلك من دولة شادت مجدا اضاعه السفهاء في البلاط الملكي جعلت والدة المعتمد بن عباد تطلق تلك المقولة التي دخلت التاريخ..
    الشاهد ان بلاط حكام الأندلس شهد ما شهد من ليالي ومجون وفساد، ولم يقتصر الأمر علي العشق الشعر فقط كما نقلته حكاية بن زيدون في عشقه لولادة بنت المستكفي، وان كانت ابيات بنت المستكفي تشي بما كان يدور في ذلك البلاط ولعل بعض النقاد لم يتجنوا كثيرا وهم يصفونها بالسفور والمجون وهي القائلة:
    والله اني اصلح للمعالي
    وامشي مشية واتيه تيها
    وامكن عاشقي من صحن خدي..
    واعطي قبلتي من يشتهيها .
    بل بلغ بيها الفجور ان قالت:
    واعقد مئزري عقد ضعيفا..
    علي دعص ركام من كثيب..
    والشرح يفسد الشعر علي قول فقهاء اللغة ولكن المعني واضح وشرحه يكشف المستور التي لم تحرص بنت المستكفي علي ان يكون الوصول اليه صعبا بل ايسر ما يكون ولا يحتاج الا لحل العقدة المرتخية اصلا
    بنت المستكفي نالت شهرتها بخلاعتها ومجونها قبل ان يفعل ذلك بن زيدون في نونيته المشهورة..
    اضحي التنائي بديلا من تدانينا
    وناب عن طيب لقيانا تجافينا
    بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا
    شوقا اليكم ولا جفت مأقينا
    الي ان يقول:
    غيظ العداء من تساقينا الهوي
    فدعوا بان نغص فقال الدهر امينا
    فانحل ما كان معقودا بانفسنا
    وانفك ما كان موصولا بايدينا..
    ولعل النونية وصاحبها بن زيدون ومعشوقته ولادة بنت المستكفي طبقت شهرتهم الأفاق في الأرث الادبي وضاعت المقولة بالغة الدلالة التي اطلقتها والدة اخر حكام الأندلس وهي تعاتبه علي اضاعة ذلك المجد الزاحر الذي شاده رجال اشاوس قبل ان ينتهي اليه ليهيل عليه التراب وهو يبكي ..
    ها هو التاريخ يعيد نفسه والرئيس الذي يبكي استلم مقاليد امور شعب طبقت شهرته الأفاق اعتدادا بالنفس وسلوكا وكبرياء وحياء لا يخدش،امة في الارث الشعبي اشتهر عندها ( مقنع الكاشفات) بكل دلالة المصطلح الموغل في الوجدان، وذاع صيت (اخو ابنات) ، فاذا بالعسس والجند في دولة المتأسلمين التي يترأسها يختطفون الحرائر من بيوتهن ابتزازا لوالدهن ..
    وكم بزغ في الحلال والقري في الريف والحضر من نجم اصبح (دخري الحوبة) لكل ام ..
    سطأ الاسلاميون علي السلطة ليلا والديار غناها :
    عجبوني الليلة جوا..
    ترسوا البحر صببوا..
    فاحالنا القمع والتقتيل الي شعب خنوع ذلول..
    سطأ المتأسلمون علي بلادنا وكنا نغني للكرم ونحن علي سعة ..
    يا خريف الرتوع..
    الشقق قمر السبوع..
    فوق بيتو بسند الجوع ..
    يا قشاش الدموع..
    فاحالونا الي امة تخشي الضيف لا عن بخل بل لضيق ذات اليد.
    ابك يا ريس..
    لعل البكاء يشفي جراحنا ونحن نبك علي الشرف المسفوح علي جوانب الطرقات وشاهد قبر ((المشروع الحضاري )) ينتصبا دارا تسمي (( دار المايقوما)) تلك التي تجمع خطايا المجتمع ..
    نبكي ونحن نقرأ التحقيقات في الصحف عن شارع عبيد ختم او شارع جبرة جنوب.
    لم نكن يا ريس قبل الانقاذ ليجتريء علينا احدا دعك عن ان يقتطع منا (الفشقة) او (حلايب)
    نبكي نحن الذين لم يكن ايا منا يطوف بخلده ان يغادر ديارنا اخونا (منقو زمبيري ) او ان ترحل (ميري )بعيدا عن (عشه)
    نبك نحن فاننا اجدر بالبكاء لاننا تركنا السفهاء يعتلون القمة وهي اصلا مكانا للنسور فاذا بها في دولة الاسلاميين لبغاث الطير من كل جنس...
    يبكي شعبنا الموجوع والجوع يفتك بفلذات اكباده حين عز الخبز...
    نبكي ونحن نعايش عجزنا عن مداواة سقم الأحباء حين يعز الدواء بفعل سفهاء القوم ممن يحتكرون عقودات الامدادات الطبية، حتي يغادر احباءنا الفانية الا دار الخلود لتفيض دموعنا انهارا وبالحلق غصة وعبرة وبالقلب وجع...
    نبكي نحن والعجز عن مد يد العون لمن هو احوج يقتلنا،فما اقساه من شعور ممض..
    كنا وقبل ان تأتي جحافل التتار الجدد نقرأ مؤلفات مصر من مطابع بيروت حتي قيل(( ان القاهرة تؤلف وبيروت طبع والخرطوم تقرأ)) فاذا بالرقيب يصادر الصحيفة من المطبعة والكتاب من المعرض..
    لم لا (( نقالدك)) ونبكي علي هواننا وسجون التعذيب في العواصم والمدن العربية تفتك بأبناء وطننا؟ أليست مأساتك كولي لأمرنا من مأساتنا؟
    دعنا نعزيك كما نعزي بعضنا علي موت الضمير وحاويات الموت تعبر البحار لتدخل حظيرة الجمارك وتخرج من بوابة الجنوبية لتفتك بشباب بلادنا..
    سيدي الرئيس:
    نحن احري بالبكاء عجزا وسفلة القوم الذين يحكموننا يهربون ذهب بلدنا عبر المطار ليتحول الي ابراج سوامق في دبي وكوالا لامبور...
    نعم ..نحن احري بالبكاء لاننا اصحاب هذا الوطن الحقيقيين لا اولئك الذين يحملون جنسياته من شذاذ الافاق الذين وصموا شعبنا المسالم ودولته بالارهاب ولان(( البكاء بحررو اسيادو))..
    كنا ارث وتليد ومجدا زاخرا وحضارة..
    كنا (علوة) و(كرمة) و(سوبا) و(المسبعات)
    نعم كنا بعانخي وتهراقا والمهدي
    المهدي سيد السيف..
    الخلي النصاري..
    تقيف هناك في القيف
    كان لسان حال بلادنا ..
    نحنا الساس ونحن الراس..
    نحنا اليما واليابا...
    وكذلك :
    ونحنا يمين اذا ثرنا...
    نخلي الواطة رقابة...
    تقولي شنو وتقولي منو....
    نبكي نحن ونترحم علي روح وطننا السليب، وتبكي انت علي بلد بناه قبلك رجال..

    مجدي عبد القيوم (كنب)




















                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de