القضية ليست سياسية الآن .. القضية الآن ليست قضية صراع آيدلوجي بين يسار معارض و يمين حاكم .. و ليست قضية مفاضلة بين البديل أشيوعي هو أم ليبرالي ؟ القضية الآن ليست قضية أيكون الحكم مركزياً أم فيدرالياً ؟ القضية الان ليست قضية هل تطبق قوانين الشريعة قسراً أم تترك الناس لرب الناس ؟ ليست قضية أطراف مهمشة و مركز متحكم القضية الآن قضية وجود... قضية بقاء .. قضية جوعى و فقراء و مسحوقين .. قضية شعب إن لم يخرج مات جوعاً و مرضاً و إن خرج مات برصاص عسسك أنت من أوصلنا إلى هذا الحال ، حين أستمرأت إذلال الشعب و أكتفيت بشراء ذمم بعض المعارضين و بعض الحركات المسلحة ظناً منك أنهم يمثلون هذا الشعب و سيقبل الشعب بكل مظاهر الظلم و العسف و التجويع لأن ممثليه المزعومون ، بعضهم الآن يحاورونك و بعضهم يشاركونك الحكم و بعضهم يناورونك خوفاً و طمعاً و ترقباً .. هذه الحسابات لن تكون مجدية الان .. أنت الان في مواجهة الشعب نفسه دون إسقاطات سياسية و لا صراعات آيدولوجية .. إن أردت البقاء ، ،، فعليك إسكات كل بطن جائعة و علاج كل كبد مريضة و توفير التعليم لكل طفل عجز أهله عّن إرساله فصول الدرس المتهالكة ، لأنهم ببساطة لا يملكون بضعة دراهم تغطي كلفة تعليم منهار .. .. أنت الآن تحاصر نفسك بنفسك و لن تنجو إلا أن تجلس مرة أخرى في تلك القاعة بمقر منظمة الدعوة الإسلامية و تقوم بإعادة تلاوة بيانك ذاك ، بيانك الذي تلوته عشية الثلاثين من يونيو قبل أكثر من ربع قرن ، و تعمل على تنفيذ وعودك حرفاً حرفاً و تطبيق بنوده بنداً بنداً .. بيان الإنقاذ المزعوم ذاك .. إن لم يتحول إلى حقيقة .. فلن تستطيع قوات الدعم السريع ، و لا يد الأمن الباطشة ، إنقاذك من سيل الجوعي و المفقرين و المسحوقين ، الذي سيكبر هديره كل صباح ، حتى يحاصر قصرك و يطبق على أنفاسك .. الرصاص لن يسكت بُطُون الجوعى .. و لن يخرس ألسنة المرضى .. و لن يرهب المعدمين .. ... .. .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة