|
Re: غريبة! موضوع المجالس الرئيسية لم يجد الاه� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
المجالس السياديِّة عثمان ميرغني
أعلن مساء أمس تشكيل “المجالس السياديَّة”، وهي، الأول؛ مجلس رئاسة الجمهورية، والثاني؛ المجلس القومي للاقتصاد الكلي، والثالث؛ المجلس القومي للسياسات الخارجية، والرابع؛ المجلس القومي للإعلام.
القرار بدا مُربكاً للغاية، لأنَّه ترك أسئلة كثيرة معلقة بلا إجابات، مثلاً، هل المجالس السيادية بديلاً عن مجلس الوزراء؟ أم هل هي بديلاً عن القطاعات في مجلس الوزراء؟
الملاحظ أنَّ عضوية المجالس السيادية في غالبها هي عضوية مجلس الوزراء، مع إضافة بعض الشخصيات بصفتها الاعتبارية (مثلاً، مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني) أو الطبيعية (مثل البروفيسور علي شمو في مجلس الإعلام وشخصيات أخرى كثيرة في بقية المجالس).
كيف يميز الوزراء بين عملهم في مجلس الوزراء وعضويتهم في المجالس السيادية؟ ألا يعني ذلك Redundancy يعطل واحدة من المهمتين.
ليس واضحاً المعايير والأسلوب الذي اتبع في هذا التشكيل، فبينما تكررتْ المهام في مجالس مختلفة لنفس الجهة (مثلاً المجلس القومي للتخطيط الإستراتيجي) أهمل التشكيل مؤسسات مهمة مرتبطة بعمله مثل “الجهاز المركزي للإحصاء”، وللغرابة هو أكثر جهة منوط بها مراقبة الأداء الحكومي والنشاط القومي وكونها تملك الأرقام والتفويض بالإحصاء الرسمي.
الملاحظ وجود السيد رئيس الجمهورية على رأس كل المجالس، بما يعني إشرافه المباشر على العمل التنفيذي، ألا يعطل ذلك تفويض السيد رئيس مجلس الوزراء الذي يفترض أنَّه بحكم رئاسته لمجلس الوزراء القومي مسؤول عن الأداء ومراقبته أيضاً.
لكن الأكثر غموضاً في هذه المجالس السيادية كونها لا تفسر ولا تقدم حيثيات وافية للأسباب التي دعت لتكوينها.. فهل المشكلة في السياسات أم في التنفيذ؟ وألا يؤدي استحداث مزيد من الأجسام إلى مزيد من (تعقيد الإدارة)، كون أنَّ المجالس الجديدة ستخلق مزيداً من التقاطعات مع الهياكل الموجودة أصلاً.. فيصبح مطلوباً مزيداً من الهياكل التنسيقية.
هل طبيعة المجالس استشارية، غير ملزمة للوزارات؟ أم هي مجالس تستمد قوتها من كلمة (السيادية) المدعومة برئاسة السيد رئيس الجمهورية لكل مجلس.. فتصبح المجالس ملزمة بل (مرعبة) في مواجهة الجهاز التنفيذي (مجلس الوزراء)..
حسناً؛ إذا سلمنا أنَّ هذه المجالس لحل مشكلة بعينها.. فما هي هذه المشكلة بالتحديد؟ هل هناك بطء في عمل مجلس الوزراء والوزارات؟ إذاً كيف يصبح هؤلاء أعضاء في مجالس تشكلتْ خصيصاً لتخطي عجزهم وبطء حركتهم؟ كيف يصبح الداء هو الدواء؟
ثم أخيراً؛
ما هي المرجعية الدستورية والقانونية لهذه المجالس؟ التيار
|
|
|
|
|
|
|
|
|