|
Re: مالذي يعطّل وحدة المعارضة ؟ (Re: معاوية الزبير)
|
الإخوة طه الصادق معاوية لكم تحياتي.. نعم سلبيات العمل المعارض أورثنا الاحباط.. وهي سلبيات لا مجال لتقليصها أو تجاوزها إلا من خلال التسامي في هذه المرحلة والتركيز على الهدف .. كل الفعاليات السياسية يجب أن تفهم أن هذه ليست هي المرحلة التي يتكسب من خلالها .. صحيح موقفه من النظام ودرجة مقاومته يُحسّن من كسبه المستقبلي بعد زوال العصابة الحاكمة .. ولكن في النهاية صناديق الاقتراع هي التي تحكم وتتحكم .. دوافع الصراع والغيرة وأحيانا المكايدات بين الفعاليات السياسية .. لن نتجاوزها إلا بتكرار دورات المنافسة الديمقراطية الحرة .. فهي وحدها الكفيلة بتصحيح الاخطاء واستعدال المسار .. هذا الميراث الثقيل من المكايدات وعدم التوافق حول القضايا الكبرى .. وعدم استقرار الحكم الديموقراطي بصيغته التعددية .. أسهمنا فيه أيضا نحن كشعب لم يصل وعيه بعد إلى مرحلة التخلص من عصبيته التنظيمية والروحية .. فباستثناء التجربة الانتخابية الأولى التي أنجزت الاستقلال .. لم يفوض الشعب حزب واحد حتى يمكنه من تنفيذ برنامجه .. ومن ثم محاسبته على إخفاقاته بحرمانه من الأصوات في الدورة التالية .. بل كنا بطريقتنا في منح الأصوات نضع اللبنة الأولى في عدم استقرار الحكم .. لأننا كنا نجبر الأحزاب على التحالف لتكوين الحكومة .. وكان ذلك أس بلاء العمل الحكومي وعدم استقراره .. الأمر الذي يفتح شهية الطامعين في اللجوء إلى العسكر .. ومن ثم إجهاض التجربة دون أن تكمل دورتها الأولى .. نحن نحتاج لتكرار التجارب الديمقراطية حتى وإن كانت فاشلة دون تسلط من العسكر .. إلى أن يرتقي وعي وفهم الشعب في ممارستة لحق الاقتراع إلى مستوى البرنامج المطروح .. لا مجرد الولاء التنظيمي لحزب بعينه .. بذلك وحده تنضج تجربة الفعاليات السياسية وتتراكم خبرتها ويستقر الحكم .. ويمضي تداول السلطة سلميا وينتقل سلسلا عبر الأجيال كما الحال في الدول المتقدمة.. في حاضرنا علينا دعم فيما هو بين أيدينا .. والعمل معا نحو جسر وتضيق شقة الخلاف فيما بينهم سواء كان ايديولوجيا أو برامجيا .. إلى أن نعبر ونتخطى بالوحدة عقبة عصايات الحكم الكأداء .
|
|
|
|
|
|
|
|
|