"عدد من البوستات يحكي أصحابها عن تلقيهم نبأ موت مصطفى .."
حسنا يا أصدقاء!
كانت أزاهر!!.. وكانت كافيتريا صيدلة!!!
وكان ذات صباح قديم في الروح حزنذاك
ترى كم لبثنا؟! عام ام بعض عام!
وكأن تلك السنوات محض ظهيرة عابرة!!
"مسافة يشتهي الغرقان شهيق"
وهذا الحزن لم يتسنى ولم يتغير طعمه بعد!
مازال طازجا على نحو ما.. وكأنه كان البارحة..
بيد أنه كان صباحا قديما في الروح بكل تأكيد!!
حزنذاك .. باكرا اعني .. وانا أدلف لكافتيريا الصيدلة من جهة البوابة الاقرب للمريديان..
حسنا!! تبعثرت مني اتجاهات الذاكرة الأربعة، ولكني اظن جازما ان البوابة كانت شمالية..
وذلك صحيح، فقط، في حال كان شارع القصر يجري من الجنوب إلى الشمال...
نعم .. حتما هي البوابة الشمالية كما أتخيل الأن منحنى النيل الأزرق عند المقرن نحو الشمال...
ما زلت فاقد البوصلة مذ غادرت امدرمان ذات نهار حزين!!! ولكني ما أن دلفت الكافيتيريا حتى باغتني، ونحوي بالتحديد، نشيج أزاهر الباكية... ونحوي بالتحديد .. كان للحزن صهيلا يجلجل في فضاء الذات ..
آآآخ يا محمد.. مصطفى مات
مصطفى منو؟!
مصطفى سيد احمد..
وابتدأ النحيب.. تتسع دائرة الحزن قليلا قليلا في المكان بمجيء الطلاب.. يجيء الطلاب.. تتسع الدائرة.. يجيء الطلاب..!!!
كنت ولاول مرة اعايش مشهدا مهيبا بهذا القدر...
كنا (نقالد) بعضنا البعض وننتحب في مشهد غريب على المكان
انتحبنا طويلا ثم تجالسنا حول هذا الحزن طويلا.. تقاسمنا "نبقة" الاحزان باشتراكية تميل قليلا لليسار الرحيم.. قبل ان نتهامس حول اشياء كموعد الوفاة وموعد وصول الجثمان الخ ...
انتبذ بعضنا أركانا قصية وسعتها جغرافية الحزن بصورة مدهشة بين دهاليز كلية الصيدلة.. كان حزنا مهيبا بحق...
خرجت لشارع القصر هاربا من ذاك الاحساس العميق بالفقد.. عندها انتبهت لاتساع الحزن خارج حدود الكلية... عدد كبير من العربات حملت لافتات تحمل كلمات من اغاني المغني.. لافتات (ورحل صوت المغني حزين) و (الحزن النبيل) و (سافر .. محطات الوداع ضجت قدامك وراك) تقع عليها عينك انى يممت وجهك صوب تلك الشوارع
انتابني، على نحو مباغت، شي من الرضى الحزين .. غمرني بالسلام... فلقد رضيت لمصطفى هذا الحزن النبيل يمشي في شوارع الوطن التي أعلنت الحداد..
وبكى الوطن مصطفى في حزن مهيب .. شارع السيد عبدالرحمن .. شارع افريقيا.. المطار.. ود سلفاب!!
ذات الوطن الذي عاش بعشقه مصطفى .. وغنى بعشقه مصطفى.. ومات على عشقه مصطفى.. وما بدل تبديلا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد حيدر المشرف
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست