|
Re: سلمية سلمية.. عبق أكتوبر يعانق ذكرى الأستا (Re: Yasir Elsharif)
|
كان أكبر انتكاسات الحقبة الديمقراطية التي أعقبت ثورة أكتوبر 1964 هو حل الحزب الشيوعي السوداني وطرد نوابه المنتخبين من البرلمان في عام 1965، ثم مؤامرة محكمة الردة ضد الأستاذ محمود في 18 نوفمبر 1968، مما مهد الطريق لمجيء حكم نظام مايو العسكري في 25 مايو 1969. كان طبيعيا أن يرحب الأستاذ محمود بنظام مايو وقتها، مع أن واجهته كانت هي الشيوعيين والقوميين العرب، ومعروف موقفه الفكري من هذين الاتجاهين، ولكنه اختار أخف الضررين إذ كان الخيار الآخر هو ديكتاتورية مدنية باسم الإسلام والدستور الإسلامي.
لذلك انصرف الأستاذ محمود والجمهوريون إلى العمل على تحقيق الثورة الفكرية والثورة الثقافية التي جاء الحديث عنهما في مقدمة كتاب "لا إله إلا الله" المقتطفة بعاليه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سلمية سلمية.. عبق أكتوبر يعانق ذكرى الأستا (Re: Yasir Elsharif)
|
في عام 1976 أخرج الجمهوريون كتابهم "معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية - الكتاب الثانى" وقد جاء في ذلك الكتاب ما أحب أن أثبته في هذا الخيط:
(( ثورة أكتوبر
لقد ثار الشعب على الحكم العسكري وأسقطه في أكتوبر عام 1964م وتكونت حكومة أكتوبر الأولى.. وقد أنيط بها المضي في تحقيق ما نادت به الثورة من شعارات الإشتراكية والديمقراطية وعزل الطائفية.. وقد كان تقويم الجمهوريين لثورة أكتوبر أنها ثورة مجيدة، وهي، على عظمتها، تمثلت في الجانب العاطفي فقط، وينقصها الجانب الفكري، ولقد نبه الجمهوريون إلى إمكان الإرتداد إلى عهد ما قبل الحكم العسكري، عهد سيطرة الأحزاب الطائفية، ومن بيانهم في هذا الصدد المنشور بتاريخ 12 نوفمبر 1964م بجريدة "السودان الجديد" نقتطف هذه الفقرات: (إن ما وفق إليه هذا الشعب الكريم، من تمام الوحدة وسلامة الفطرة، وصلابة العود، وسداد الرأي في مقاومة الحكم العسكري لهو مثل يحتذى، وعلى كل حال مثل تقل نظائره في التاريخ. ونحن الآن نعيش في نشوة الظفر، وما ينبغي لنا أن نذهل عما ينطوي عليه الموقف من جلائل العبر.. إن الحكم العسكري سيء، من حيث هو عسكري، ولا يجد له ما يبرره على الإطلاق إلا أمراً واحداً هو قصور الشعب الذي يخضع له، وعجزه عن حكم نفسه بأساليب الكرامة والشرف. ولقد تعرضنا لهذا العجز المهين في ساعة من ساعات تاريخنا القصير في ممارسة حكم أنفسنا، حتى استهدفت البلاد للنفوذ الخارجي حين باع نوابنا أنفسهم لمن يدفع أكثر، وأصبحت حكومتنا الدستورية معرضة للسقوط غداة فتح البرلمان.. ولمصلحة من سقوطها؟؟ لمصلحة الدولة التي تقدمت بدفع ثمن النواب على أيدي ساسة يعرفهم الناس جيداً.. ما ينبغي أن نذهل في نشوة الظفر بإسقاط الحكم العسكري عن حقيقة هامة وهي أن هذا الحكم جاء في ساعة رهيبة كان فيها بمثابة إنقاذ للبلاد من النفوذ الخارجي الذي مكن له فشل قادة الأحزاب. إننا إن ذهلنا عن هذه الحقيقة نكون حريين أن نتورط في نفس الخطأ الذي جعل الحكم العسكري على سوئه بمثابة إنقاذ للبلاد.. وما ينبغي أيضاً أن نفهم من هذه العبارة، أن قادة الأحزاب رجال شريرون، قليلو الوطنية.. بل على النقيض، فإنهم رجال طيبون شديدو الوطنية، ولكنهم لا يملكون فلسفة الحكم التي تعصمهم عن الخطأ، وتجعلهم قادة للشعب عن كفاية ومقدرة.. وظاهرة إنعدام فلسفة الحكم ظاهرة اتسمت بها حركتنا الوطنية منذ فجرها الباكر، وكثيراً ما نعاها عليها الحزب الجمهوري في كتاباته المستفيضة. والآن فإن الخطر ماثل.. وهو ماثل في صعيدين.. الصعيد الأول أن الأحزاب، وقد علمت شدة كراهية الناس لماضي حكمها، ستعود تحت تكتلات جديدة، وبأسماء جديدة، وستتبنى شعارات جديدة في عبارات منمقة ومزينة بفنون الصياغات الفنية. ولكنها في حقيقتها، ما هي إلا الخواء القديم، ونحن نخشى أن كثيراً من الناس سينخدع لهذا المظهر الكاذب، ونعلم أن قادة الأحزاب أنفسهم سينخدعون له.. ولا عاصم للناس من أن ينخدعوا إلا إذا علموا أن فلسفة الحكم عند الأحزاب لا تهبط عليها فجأة، وإنما هي امتداد لفلسفة قادتها، ونظرتهم للحياة، وأخلاقهم، وميزان القيم عندهم، في معيشتهم اليومية. فالقادة المحبون للرئاسة، الكلفون بالتسلط، الفرحون بالجاه والثروة، لا يمكن أن يعطوا أحزابهم فلسفة حكم صالحة.. "فأنت لا تجني من الشوك العنب") )) انتهى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سلمية سلمية.. عبق أكتوبر يعانق ذكرى الأستاذ محمود (Re: Yasir Elsharif)
|
نواصل القراءة في نفس الكتاب، "معالم على طريق تطور الفكرة الجمهورية خلال ثلاثين عاما.. الكتاب الثاني":
ــــ (( الطائفية تُجهِزُ على ثورة أكتوبر
ولم تقع على الأرض، كلمات الجمهوريين غداة نجاح الثورة، فسرعان ما استشعرت الأحزاب الطائفية الخطر، فاستجمعت قواها، وتكاتفت، ودبّرت مؤامرتها التي أسقطت حكومة أكتوبر الأولى، وذلك بأن ضغطت على رئيسها فقدّم استقالته بليل، وكوّنت الأحزاب حكومة أخرى برئاسته!.. وقد كانت مراقبة الجمهوريين للموقف دقيقة وبياناتهم متوالية. ونقف هنا متأملين في كلمات بيانهم عن سقوط أكتوبر:- (لسنا ندري بماذا يفتي رئيس القضاء، عن دستورية حكومة الأحزاب المتآمرة، ولكنا ندري ألاّ ضرورة لهذه الفتوى، فإن الأمر واضح، وجلي. حكومة وقف الشعب الثائر كله خلفها، وأيّدها، وعهد إليها بتنفيذ ميثاق قومي.. تآمرت عليها الأحزاب الثلاثة، وجلبت جماهير الطائفة الأنصارية، وضغطت على رئيسها، واسترهبته، واضطرته إلى الاستقالة بصورة مريبة، ثم كونت من نفسها حكومة بدأت تعنف بالمعارضين عنفاً يذكرنا بعهد العساكر الذي هبت البلاد كلها في مواجهته.. فدخل بوليسها على العمال وهم في ناديهم، وألقى قنابله على اللجنة وهي مجتمعة في قاعة اجتماعاتها.. هذا في الوقت الذي تتجمهر فيه عشرات الآلاف من الأنصار في كل دار من دور آل المهدي، وهم يحملون السلاح، ولم يجلبوا من ديارهم إلا بغرض الضغط والإرهاب، ثم لم تعترض عليهم الحكومة ببوليسها ـ فأي دستورية تنتظر لحكومة كهذه؟؟ ما هو عذر الأحزاب المتآمرة في كل ذلك؟؟ خطر النفوذ الشيوعي على البلاد؟! إن هذا قول لا يجوز إلا على صغار الأحلام.. إن من الشيوعية على هذه البلاد خطراً، ولكنه خطر بعيد.. وإن من الطائفية على هذه البلاد خطراً، ولكنه خطر ماثل.. والطائفية تشعر بأن الشيوعية تشكل خطراً ماثلاً ولكنه عليها هي، وليس على هذه البلاد. وقد نجحت الطائفية أن تخدع بعض الناس، وأن تضلل أتباعها، على مألوف عادتها دائماً، بأن خطر الشيوعية هو الخطر الذي يهدد البلاد. إن الطائفية والإقطاعية هي التربة الصالحة دائماً، لإزدهار الشيوعية، ورعرعتها. وإن كانت الطائفية مخلصة في محاربة الشيوعية فلتقلع عن إستغلال الناس بإسم الدين، وتخديرهم بإسم الدين، ولتترك الناس ليتعلموا، ويترقوا، ويكونوا بشراً لهم من الكرامة ما لزعماء الطائفية أنفسهم.) )) انتهى الاقتباس من الكتاب والمنشور.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سلمية سلمية.. عبق أكتوبر يعانق ذكرى الأستا (Re: Yasir Elsharif)
|
نواصل القراءة من حيث انتهينا من نفس الكتاب:
((التاريخ يعيد نفسه
لقد تدافعت الأحداث واشتد الصراع بين الأحزاب الطائفية نفسها، وصارت الحكومات إذا أصبحت إحداها لا تأمن أن تمسي، من فرط التكالب على السلطة.. وكان الحال في أوائل عام 1969 يشبه الحال عام 1958، وكأنما أعاد التاريخ نفسه فكانت المؤامرة تنسج في القصر بين رجال الطائفية، لإجازة "الدستور الإسلامي المزيف" بأي سبيل.. وقد صدر بيانهم بتاريخ 8/5/1969 ونشر بجريدة الصحافة: (أصدر الحزبان المؤتلفان البيان التالي حول مفاوضاتهما التي تمت مساء أمس الأول بالقصر الجمهوري.. اتفق الحزبان على أسس الدستور الرئيسية على أن تقدم مسودة الدستور للجمعية في شهر يوليو 1969 بحيث تتمكن من إجازته في وقت أقصاه آخر ديسمبر 1969 فإذا حان ذلك الوقت ولم تتمكن الجمعية من إجازته في مرحلة القراءة الثانية، تعرض المواد الرئيسية التي لم تُجز على استفتاء شعبي تكون نتيجته ملزمة وهي: إسلامية الدستور أو علمانيته، رئاسية الجمهورية، أو برلمانيتها، إقليمية الحكم، أو مركزيته. وأن يشتمل الإستفتاء أية مواد أخرى يتفق على أهميتها حينذاك .. والتزم الحزبان على أن يتفاوضا مع الأحزاب والهيئات الأخرى لجمع كلمتها حول هذا المشروع والتزما أن يشملا في الإتفاق النقاط اللازمة لضمان حقوق الأقليات والحريات العامة والحريات الدينية، والله ولي التوفيق. إمضاء: محمد عثمان الميرغني، إسماعيل الأزهري، الهادي عبد الرحمن المهدي، علي عبد الرحمن الأمين، الصادق المهدي، عبد الحميد صالح، حسين الهندي). )) انتهى الاقتباس من الكتاب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: سلمية سلمية.. عبق أكتوبر يعانق ذكرى الأستا (Re: Yasir Elsharif)
|
بيان حول وضع المعتقل محمد عبدالله الدومة نائب رئيس حزب الأمة القومي January 29, 2018 (حريات)
*بسم الله الرحمن الرحيم*
*حزب اﻷمة القومي*
*الأمانة العامة*
*بيان حول وضع المعتقل الأستاذ محمد عبدالله الدومة نائب رئيس حزب الأمة القومي*
تواترت معلومات للحزب عن معاملة سيئة يتلقاها نائب رئيس حزب اﻷمة القومي، رئيس هيئة محاميي دارفور، السيد محمد عبدالله الدومة، المعتقل منذ 17 يناير 2018 إلى جانب العشرات من الشرفاء والكريمات على امتداد الوطن، علاوة على تدهور حالته الصحية، ونقله لسجن شالا في الفاشر، غرب البلاد.
إننا إزاء ما يرشح من معلومات، نؤكد اﻵتي:
أولا: لم يتسن لنا ولا لأسر المعتقلين ولا محامييهم مقابلتهم منذ اعتقالهم، في انتهاك واضح لحقوق اﻹنسان.
ثانيا: هذا الوضع يلقي بظلال كثيفة على أوضاع المعتقلين وظروف الاعتقال، ويعيد للأذهان بيوت الأشباح سيئة السمعة.
ثالثا: النظام وجهاز أمنه يتحملان المسؤولية الكاملة عن حياة وصحة الحبيب محمد عبدالله الدومة، وكل المعتقلين والمعتقلات، فلا ريب إن ساعة الحساب آتية.
رابعا: ان هذه الانتهاكات تزيد صمودنا وإصرارنا على المضي قدما حتى تحقيق خلاص الوطن، هذا عهد قطعناه مع وطننا وشعبنا.
خامسا: ان حزب اﻷمة القومي سيضع نصب عينه متابعة أوضاع كل المعتقلين وإبلاغ الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي بأي تطورات حول أوضاعهم.
*28 يناير 2018*
*دار الأمة – أم درمان*.
| |
|
|
|
|
|
|
|