لقد اثرت الاسلاموية على معظم معتنقي الدين الإسلامي وصاروا كائنات همها الاول والاخير الايمان بالغيب وما سيكون فيه من عذاب أو نعيم في الحياة الأخرى يظنون أن إصلاح الدنيا ليس له علاقة باصلاح الآخرة وصاروا بذلك مشوهين ومخربين للحياة الدنيا بالنفاق الاجتماعي والكذب والتدين الشكلاني ، الذي يجعل الإنسان يرتكب كل الموبقات ثم يذهب ويصلي ويصوم ويذهب للعمرة أو الحج ويكون بذلك مرتاح البال لان كل همه اصلاح اخرته لان اصلاح دنيته ليس من شأنه فالدنيا يوجد بها كفار يفكرون لإصلاح الدنيا قد هيئهم الله لهذا الكائن الغيبي الذي يظن أن هولاء الكفار حمقى لأنهم سيدخلون النار وهو من سيدخل الجنة ونسى أن يقرأ المصحف ونسى أن يفهم القران لأنه يحرك لسانه ليعجل به لا ليتامل فيه وكان هذا المصحف الذي يختمه آلاف المسلمين ملايين المرات في الشهر والسنة بفضل القنوات والهارديسكات والميموري كارد والفلاش ديسك الذي لم يساهم في اختراعها وحفظت له هذا الذكر الذي لم يسمع فيه بأية اسمها أية تخاصم اهل النار.
وصار البخاري ومسلم عنده كأنهم من الآلهة ويقدس بشر اسمهم الصحابة يخاف أن يظهر عشرة منهم مبشرين بالجنة في أعمال تاريخية درامية من قبل ممثلين ولا يفكر في أن لماذا لم يكن بين العشرة المبشرين بالجنه نسوة وهو كل يوم كالببغاء يردد أن الجنة تحت اقدام الامهات كما أن الاستمتاع بالدنيا صار حق الرجل فقط هو يستمتع بكل ما يعتبره موبقات لأنه سيغفر الله له أما امه واخته يجب تولد عذراء وتموت عذراء من المهد الى اللحد بسبب العادات والتقاليد لن تتزوج الا من هو كفء لنسب الأسرة الكريمة
لذلك صار معظم المسلمين غير مبالين بالظلم وعدم المساواة ولا تهمهم الحرية في شي سوى أنهم يريدون أن يمارسونها في السر ويريدون أن تكون هذه الحرية حكرا على الرجال ، فصاروا بهذا يخادعون ويقدسون العادات والتقاليد يمكن لاحدهم أن يأتي نفاقا في ليلة زفافه شيخ ليلقي خطبة بدلا عن فنان لكنه لن يزوج ابنته أو أخته لمسلم من جنوب السودان او اي دولة أفريقية أو عربية أو آسيوية .
إن لم نعتبر أن تشويه الروح الإنسانية لدى شعوبنا هي سبب ضنكهم لن يتحرروا أو يقيموا ثورة بمعناها الحقيقي ثورة تريد تحرير الإنسان والعقل ثورة يكون فيها ما لله لله يعاقب فيها من يشاء في الحياة الآخرة أو يعفو عمن يشاء من عباده في الآخرة ايضا ،ويكون فيها ما لقيصر لقيصر .
وقيصر هذا صار الان ثلاث سلطات منفصلة عن بعضها لا دخل لقياصرة كل سلطة في التدخل في تغير مجرى القانون والعدالة ثلاث سلطات منفصلة هي السلطة التنفيذية و التشريعية والقضائية ليست من أجل أن تقوده لما يحلم من نعيم في الحياة الآخرة ولكن من أجل تأمين نعيم الدنيا وملذاتها لتأمين حياة الناس من الجوع والخوف ولحماية حرية كل فرد وتوفير الخدمات الصحية والكهرباء والماء الصالح للشرب والتعليم والمسكن وتدافع عنه وتصون كرامته فليس هناك موبقات في الحياة الدنيا غير إهدار كرامة الإنسان.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Samih Elsheikh
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست