|
Re: أسئلة زي الرصاص و إجابات كذلك: آخر حوار مع (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
والرئيس السادات؟
– أخرجني من المعتقل في بداية عهده، وتم تعييني في جريدة “الجمهورية” لكني اختلفت معه بسبب سياساته. وقد قام الرجل بإنجازين عظيمين الأول تحطيم الطابع الشمولي الذي كان قائما في عهد سلفه عبد الناصر وسماحه بانفراجة ديمقراطية كانت مهمة في ذلك الحين. والثاني قيادته لحرب أكتوبر. لكن في المقابل السادات له أخطاء قاتلة منها سياسة الانفتاح الاقتصادي وتحالفه مع الجماعات الدينية المتشددة لضرب اليسار، وهي السياسة التي خلقت لنا مشكلات مازلنا نعاني منها حتى اليوم، وكذلك زيارته لاسرائيل وتوقيعه على الصلح المنفرد معها.
ومبارك؟
– عمل إنجازات مهمة في الفترتين الأولى والثانية من حكمه، منها إعادة العلاقات بين مصر والعالم العربي، واستمرار الإنفراجة الديمقراطية الجزئية التي بدأت في عهد سلفه، كما سمح بدرجات من الانفتاح في الحريات وصلت إلى ذروتها في السنوات الخمس الأخيرة من عهده. مكتبته تحفل بالعديد من المؤلفات التي تربت عليها أجيال
في المقابل هناك مشكلات أساسية بدأت تتنامى في عهده مثل انتشار الفساد على نحو لم يسبق له مثيل، وتفكيك القطاع العام، وتخلي الدولة عن مسؤوليتها تجاه الطبقات الشعبية ومقاومة الضغوط العنيفة من أجل إحداث نوع من التطور السياسي يهيئ الأوضاع للانتقال السلمي للسلطة بعد رحيله وتحالف السلطة مع رأس المال.
ماذا عن علاقتك بالقذافي؟
– قابلته مرة واحدة لأجري معه حديثا صحفيا عام 1986. ويعتبر القذافي نموذجا لثورات التحرر الوطني خلال فترتي الخمسينات والستينات، لكنه بقي في السلطة أكثر من أربعين عاما دون إنجاز نقلة حضارية لشعبه، وكان عليه أن يدرك أن الجماهير لن تظل تنظر إليه النظرة القديمة نفسها طالما أنه لم يحقق مطالبها، وهكذا تحول الرجل من ثائر إلى قيصر وجلاد يطيح بكل من يتجاسر على معارضته ومن الطبيعي أن تودعه الجماهير بالأحذية.
كيف تنظر إلى مشهد مقتل القذافي؟
– مقتل القذافي وإعدام صدام حسين مشهدان لا أحب أن أتذكرهما. وكنت أتمنى من الشعب الليبي – بغض النظر عن حجم الفظائع التي ارتكبها القذافي بحقه – ألا يقتل الرجل وأن يقدمه بدلا من ذلك لمحاكمة عادلة على الأقل لمعرفة الكثير من الأسرار التي يمتلكها. لقد كان الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي شريكا وصديقا للقذافي الذي لديه كنز من الأسرار المشينة للعديد من القادة الأميركيين والأوروبيين الذين أتصور أنهم هم من أعطوا الأوامر والتعليقات بقتله وتصفيته فورا.
|
|
|
|
|
|
|
|
|