|
Re: ( ابتعدي عني فلن أتزوجك) أمل دنقل..هي كلمات (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
هذه بعض من قصائد الشاعر أمل دنقل
قصيدة حمامة
حمامة حين سَرَتْ في الشارعِ الضَّوضاءْ واندفَعَتْ سيارةٌ مَجنونةُ السَّائقْ تطلقُ صوتَ بُوقِها الزاعقْ في كبدِ الأَشياءْ: تَفَزَّعَتْ حمامةٌ بيضاءْ (كانت على تمثالِ نهضةِ مصرْ.. تَحْلُمُ في استِرخاءْ) طارتْ, وحطَّتْ فوقَ قُبَّةِ الجامعةِ النُّحاسْ لاهثةً, تلتقط الأَنفاسْ وفجأةً: دندنتِ الساعه ودقتِ الأجراسْ فحلَّقتْ في الأُفْقِ.. مُرتاعهْ! أيتُها الحمامةُ التي استقرَّتْ فوقَ رأسِ الجسرْ (وعندما أدارَ شُرطيُّ المرورِ يَدَهُ.. ظنتُه ناطوراً.. يصدُّ الطَّيرْ فامتَلأتْ رعباً!) أيتها الحمامةُ التَّعبى: دُوري على قِبابِ هذه المدينةِ الحزينهْ وأنشِدي للموتِ فيها.. والأسى.. والذُّعرْ حتى نرى عندَ قُدومِ الفجرْ جناحَكِ المُلقى.. على قاعدةِ التّمثالِ في المدينهْ .. وتعرفين راحةَ السَّكينهْ!
قصيدة الطيور
الطيورُ مُشردةٌ في السَّموات, ليسَ لها أن تحطَّ على الأرضِ, ليسَ لها غيرَ أن تتقاذفَها فلواتُ الرّياح! ربما تتنزلُ.. كي تَستريحَ دقائقَ.. فوق النخيلِ – النجيلِ – التماثيلِ – أعمِدةِ الكهرباء – حوافِ الشبابيكِ والمشربيَّاتِ والأَسْطحِ الخرَسانية. (اهدأ, ليلتقطَ القلبُ تنهيدةً, والفمُ العذبُ تغريدةً والقطِ الرزق..) سُرعانَ ما تتفزّعُ.. من نقلةِ الرِّجْل, من نبلةِ الطّفلِ, من ميلةِ الظلُّ عبرَ الحوائط, من حَصوات الصَّياح!) *** الطيورُ معلّقةٌ في السموات ما بين أنسجةِ العَنكبوتِ الفَضائيِّ: للريح مرشوقةٌ في امتدادِ السِّهام المُضيئةِ للشمس, (رفرفْ.. فليسَ أمامَك – والبشرُ المستبيحونَ والمستباحونَ: صاحون – ليس أمامك غيرُ الفرارْ.. الفرارُ الذي يتجدّد. كُلَّ صباح!) (2) والطيورُ التي أقعدتْها مخالَطةُ الناس, مرتْ طمأنينةُ العَيشِ فَوقَ مناسِرِها.. فانتخَتْ, وبأعينِها.. فارتخَتْ, وارتضتْ أن تُقأقَىَء حولَ الطَّعامِ المتاحْ ما الذي يَتَبقى لهَا.. غيرُ سَكينةِ الذَّبح, غيرُ انتظارِ النهايه. إن اليدَ الآدميةَ.. واهبةَ القمح تعرفُ كيفَ تَسنُّ السِّلاح! (3) الطيورُ.. الطيورْ تحتوي الأرضُ جُثمانَها.. في السُّقوطِ الأخيرْ! والطُّيُورُ التي لا تَطيرْ.. طوتِ الريشَ, واستَسلَمتْ هل تُرى علِمتْ أن عُمرَ الجنَاحِ قصيرٌ.. قصيرْ؟! الجناحُ حَياة والجناحُ رَدى. والجناحُ نجاة. والجناحُ.. سُدى!
قصيدة ماريا
ماريّا ؛ يا ساقية المشرب اللّيلة عيد لكنّا نخفي جمرات التنهيد ! صبى النشوة نخبا .. نخبا صبى حبّا قد جئنا اللّيلة من أجلك لنريح العمر المتشرّد خلف الغيب المهلك في ظلّ الأهداب الإغريقيّة ! ما أحلى استرخاءه حزن في ظلّك في ظلّ الهدب الأسود ………………. ماذا يا ماريّا ؟ الناس هنا كالناس هنالك في اليونان بسطاء العيشة ، محبوبون لا يا ماريّا الناس هنا – في المدن الكبرى – ساعات لا تتخلّف لا تتوقّف لا تتصرّف آلات ، آلات ، آلات كفى يا ماريّا نحن نريد حديثا نرشف منه النسيان ! …………………….. ماذا يا سيّدة البهجة ؟ العام القادم في بيتي زوجة ؟ ! قد ضاعت يا ماريّا من كنت أودّ ماتت في حضن آخر لكن ما فائدة الذكرى ما جدوى الحزن المقعد نحن جميعا نحجب ضوء الشمس و نهرب كفى يا ماريّا نحن نريد حديثا نرشف منه النسيان ……………… قولي يا ماريّا أوما كنت زمانا طفلة يلقي الشعر على جبهتها ظلّه من أوّل رجل دخل الجنّة واستلقى فوق الشطآن علقت في جبهته من ليلك خصله فضّ الثغر بأوّل قبله أو ما غنّيت لأوّل حبّ غنّينا يا ماريّا أغنية من سنوات الحبّ العذب
ضد من
رقم القصيدة : 392 نوع القصيدة : فصحى ملف صوتي: لا يوجد
في غُرَفِ العمليات,
كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ,
لونُ المعاطفِ أبيض,
تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات,
الملاءاتُ,
لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن,
قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ,
كوبُ اللَّبن,
كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.
كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!
فلماذا إذا متُّ..
يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ..
بشاراتِ لونِ الحِدادْ؟
هل لأنَّ السوادْ..
هو لونُ النجاة من الموتِ,
لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ,
***
ضِدُّ منْ..؟
ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ؟!
***
بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء..
الذينَ يرون سريريَ قبرا
وحياتيَ.. دهرا
وأرى في العيونِ العَميقةِ
لونَ الحقيقةِ
لونَ تُرابِ الوطنْ!
|
|
|
|
|
|