|
Re: أين اختفت القرية؟ (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
القرية التي أقصدها تسمى (القيزان) و سميت بهذا الاسم لكثرة القيزان التي تحيط بالقرية و وسطها. و تقع (القيزانفي الجزء الغربي من قرية المقرن التي تقهع عند التقاء نهري عطبرة و النيل و هي تقع في الشاطيء الجنوبي المقابل لمدينة عطبرة.. و ينتمي سكان قرية القيزان و معظم قرية المقرن إلى منطقة (ديم القرّاي) التي هاجر أجدادهم منها قبل حوالي سبعين عاما أو يزيد كما افادني أحد اجدادي..
......و لا زالت علاقات سكان القيزان و المقرن مستمرة مع أهلهم في ديم القراي. كنا نحن منذ نعومة اظفارنا نزور أهلنا في القيزان فكانت زيارتنا لها كأننا نزور منتجع ريفي نحن القادمون من الخرطوم و ما ادراك ما الخرطوم في السبعينات
و اوائل الثمانينات…
.....زكنا نلمس الإعجاب البادي في نظرات اندادنا في القرية حينما نزورهم ..فكان يرون ملابسنا غريبة و لهجتنا و نعومتنا كذلك. ....
.....و هم الخشنون المخشوشنون الذين ادركوا مبكرا أسرار الحياة و عالجوها بمقدرة تغلب عليها الحكمة الممتدة من الآباء و الأجداد و الأسرة الممتدة....
........فكانت الحياة بالنسبة لهم محددة المراحل :انتماء للحقل منذ الصبا ثم زواج مبكر و أخيرا مسئولية أسرية قبل بلوغ العقدين…
أما نحن فكنا نرى في منظر البئر و نشل الماء منه شيء مسلّي و نرى في ركوب الحمير متعة لا تضاهييها متعة و كذا السباحة اليومية في النهر.....
......و معظم الصبية يتعاملون مع السبحاة بمهارة كأنهم أبناء تماسيح...بل حتى عمتي عاشة رحمها الله كانت تكوّر التوب فوق رأسها و تقتحم النهر مثل عجلة بلدية... . كنا نرى في حياتهم متعة و في أسلوب حياتهم ما يستدعي الإعجاب …و لم نكن نظن أن يأتي َ يوم تسحب فيه المدنية دثارها على تلك القرية…
|
|
|
|
|
|
|
|
|