تعلم البشير كثيراً من حفظ توازنات سياسية مع النقيضين برشاقة يحسد عليها فحكومة السودان لها علاقات ممتازة مع إريتريا وفي نفس الوقت علاقات فوق الممتازة مع كل من غريمي إريتريا, إثيوبيا وجيبوتي. كما أنها استطاعت أن توافق بين علاقتها الجيدة مع الصين وبحث مسارات تعاون مع أمريكا لها علاقات قوية وأخوية مع قطر وتحفظ نفس الحق لكل من السعودية والإمارات والبحرين استطاعت بناء علاقات جيدة مع روسيا في الوقت الذي تفاوض فيه أمريكا لرفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب قامت مصر ببناء حلف استراتيجي مع اليونان وقبرص فقام النظام الحاكم في السودان ببناء حلف استراتيجي مع تركيا جدير بالذكر أن العلاقات التركية من جهة والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى تشهد تباين وتباعد في المواقف السياسية خاصة في ما يتعلق بالعلاقة الحميمية بين تركيا وقطر والعلاقات المعتدلة بين تركيا وإيران. ولعل أقوى ملف بحث السودان فيه عن مصالحه الذاتية هو ملف سد النهضة فيه ظهر جلياً استقلالية القرار السوداني وأنه لم يعد يعتد بالشعارات الفراغة والفضفاضة من قبيل "نحن أبناء النيل" و"نحن بلد واحد" و"العلاقات الأزلية" و"التاريخ المشترك".
فكما بحثت مصر عن مصالحها وتحالفت مع إسرائيل وتتلقى مقابل هذا التحالف المليارات سنوياً من امريكا فلا غرابة أن يبحث السودان عن مصالحه.
العنوان
الكاتب
Date
البشير يتهادى على حبل سيرك السياسة العالمية برشاقة
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة