Quote: لا أعتقد إنها فطرة ولا محض خلل في الجينات الشرقية ، كما إنها ليست حالة مقصورة على الشرق (فقط خذ أوروبا الأميراطورية الرومانية المقدسة، أحوال ما قبل عصر التنوير ثم النازية والفاشية وترمب كأمثلة غربية). كما وقد لم يقع لي، ما يعضد قولك بالأستعداد الشرقي الفطري، أي درس في علم الاجتماع الحديث فيما بعد المدرسة الخلدونية وتابعيها. وكذلك ستنفي التعميم الشرقي، تجربة التحديث الهندية وفي تايوان مثلا، وبالذات التجربة اليابانية التي رغما عن قيمها العشائرية والأبوية التليدة، ورغما عن مركزية بل وقداسة الإمبراطور فيها، فقد عبرت المخاضات، القاسية أحيانا، وعبر قرون، نحو حداثتها الخاصة والمشهودة منذ عصر "المييجي" ولا تزال تطّرد. نحن أيضا يحب أن نجد طريقنا الخاص بما تمليه تحديات الواقع.
أظني تحدثت سابقاً عن التناقض الظاهر في دولة مثل اليابان، التي تبدو ظاهرياً محصنة ضد مقولتي بفطرة الانقياد، لكنها بقليل من التعمق ستجدها تقود هذه المسيرة
Quote: إمبراطور اليابان "هيروهيتو" والد الامبراطور الحالي "أكيهيتو" لغاية سنة 1945 لم يتحدث إلى الشعب، ولم يسمعوا صوته أبداً، حتى أرغمه الجنرال دوغلاس ماك آرثر أن يخاطب الشعب في الراديو ويقول لهم (أنه ليس إله بل لم يكن إلهاً من الأصل)، فانتحر العشرات على أبواب القصر لكونهم فقدوا إلههم للتو، الامبراطور الحالي أيضاً لن تسمع له صوتاً فهو في الواقع نصف إله.
ديانتهم الحالية "لم يغيرها الأمريكان" ترصد أن الأسرة الحاكمة سلالة من الإلهة أماتيراس التي هبطت من الشمس، علم الدولة الحالي هو "الشمس" على خلفية بيضاء ويطلقون على أنفسهم "أبناء الشمس" وعلى الدولة "بلاد الشمس المشرقة"، فعقيدتهم حاضرة لم تتوارى.
الصين لا تختلف كثيراً عن ذلك، وإندونيسيا والفلبين و تايلاند ...إلخ ____ مفعول عجيب لمزيج الجهل والخوف (من المعلوم)
الأمريكان فطنوا مبكراً لذلك أي لهذه الفطرة، نعم قد تكون رؤية منحازة للمركزية الأوروربية لكن التعاطي العملي على أساسها أثبتت الأيام نجاحه وفعاليته، لذلك لم يتدخلوا في شأنهم الطقسي وأعرافهم ومعتقداتهم تماماً كما فعل الإنجليز مع الهنود والسودانيين، هنالك أداة ممتازة للسيطرة فلم العناء؟. وبالمناسبة حتى اللحظة هم يستندون إلى خرافة أنهم سلالة من آلهة نزلت من الشمس!
في العام 2014 وبعد خسارتها من ساحل العاج في كاس العالم في البرازيل احتل خبر تنظيف المشجعين اليابانيين لمدرجاتهم عناوين الأخبار
غض النظر عن (رقي) السلوك الذي ينتهز أهل تلك الجزيرة أي فرصة للتعبير عنه فهو يأخذك مباشرة إلى قرون من التربية النظامية الصارمة القائمة على التراتبيات والطاعة العمياء، وهنا ليس المجال للإفاضة، لكن بقليل من البحث ستكتشف أن اليابان تحديداً وبرغم تربعها على سقف العالم الأول مع أمريكا إلا أنها لم تغادر هذا التصنيف.
صحيح أن الغرب مر بهذه التجربة، لكن انظر أين هم الآن، سأترك الفيديوهات تتكلم
لاحظ أن المرأة تدافع عن حقوق المسلمين! وهذا ما عجزوا هم عن فعله في بلادهم
ينسحب ذلك حتى على الأطفال! الطفلة هنا تعتقد أن أوباما يستحق فترة رئاسية أخرى و(تناقش) في إمكانية ذلك لأن البيئة التي نشأت فيها تعطيها هذا الحق، حق أن لا تخنع أو تكون مجرد تابع ذليل لعقيدة قبلية متخلفة أو دين محنط أو أفكار جاهلية تكرس للدونية، هذا هو الوعي
هذه الطفلة تملك من حرية التعبير والوعي أضعاف ما (ظهر) لنا من بوادر وعي صاحب البوست. الذي يحدثنا (بكل فخر) عن اعتزازه بالانقياد لمجرد (دلوكة).
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة