|
Re: بيوت من طين . (Re: shaheen shaheen)
|
6 لن تعود " الزيداب " ابداً كما كانت فى السابق قتل " اسعد فضيل " , وقصة المطار الجديد , بينهما اسبوع واحد فقط , وبعد هذا الاسبوع ظهر الاغراب بكثافة , يسألون عن منازل ومزارع معروضة للبيع , يحملون فى ايديهم اوراق متسخة بالعرق واقلام , يرسمون خرائط لاحياء القرية , البعض قال انهم سماسرة , والبعض قال بوليس سرى , لكن حتى الان لم يطلب احد بنبش الجثة ! بعد القلعة الطينية والضريح الاسمنتى الابيض , يبدأ حى " السوادنة " , تفوح فى منتصفه رائحة خمور بلدية , ينتهى لتظهر على يساره بعد ميدان واسع , حلة الحلب وانا منذ ايام لا استطيع ان اقود دراجتى الهوائية حتى تلك المناطق , اشعر بضيق حاد فى التنفس , اتوقف قليلاً للاستراحة ثم اواصل الى مشارف شارع الاسفلت - يا ربى ده بيكون من السجاير ؟ . اشتريت من المخبز الرئيسى رغيف وجبات اليوم الثلاث , على بابه الاخضر القذر فى اهمال كانت هناك كتابة بخط قبيح للغاية ( خالى من برومات البوتاسيم والله على ما اقول شهيد ) , وجدت " حمدانى " تاجر المواشى يجلس امامه وهو يتحدث بصوته المتحشرج المزعج عن " اسعد فضيل " مع بعض الاغراب , التقت عيوننا وانتظر ان القى عليه السلام لكننى لم افعل مررت بحلة الحلب , توقفت امام منزل " الشامة " , تظاهرت اننى اُريد تفحص الآطار الامامى للدراجة , خرج من منزلهم طفل حلبى صغير عارى حتى نصفه الاسفل , وقف ينظر للدراجة فى انبهار , ثم طلب منى ان اعطيه رغيف حمله فرحاً بين يديه وطلب منى فى الحاح نقود لشراء طحنية , بحثت عن نقود معدنية كانت فى جيبى لم اجدها , واكتشفت ان هناك ثقب كبير فى البطانة الداخلية لجيب بنطالى - معليش يا عسل الظاهر قروشى وقعت منى . اخذ يبكى ويشتمنى , خرجت " الشامة " على صوته , خفق قلبى كانت ترتدى جلباب منزلى اصفر خفيف ومتسخ سروالها الداخلى الصغير كان يظهر بوضوح من خلاله , لونه ابيض وعليه زهور صغيرة باللون الاحمر , عندما لمحتنى تغيرت تعابير وجهها , ضربت الطفل الصغير عندما شاهدت الرغيف بين يديه - يا وسـخ , مليون مرة قلنا ليك ما تشيل حاجة من الزيداب . جرى الى الداخل يبكى , وكان يشتمنى ويشتم اهل " الزيداب " - يا مغاربة يا عواليق , جدكم الكبير كان همباتى . تقدمت منى وتعابير الغضب ما زالت على وجهها - اسمع هنا يا العاص , انا حامل , عارف الكلام ده ؟ . جف حلقى , وقفت انظر لها فى ذهول - لازم تشوف ليك حل فى المصيبة دى , رجلك فوق راسك , اوعك من حقارة المغاربة , انا ما مسكينة زى اسعد فضيل الليلة نتقابل الساعة سبعة , عارف لو ما جيت انا طوالى بمشى اتفهام مع امك , ولو امك ما حلت لى الموضوع ده , انا بمشى افتح فيك بلاغ فى النقطة , انا عمرى 15 سنة , والاعتداء على قاصر فيهو اعدام عشان تكون عارف , افتح لى اضانك دى كويس . عادت الى المنزل واغلقت خلفها الباب الخارجى بكل عنف صعدت على دراجتى وانا اشعر اننى عاجز عن التنفس , الطفل الصغير ظهر براسه من على الحائط - ادينى قروش اشترى طحنية , يا مغربى يا معفن . لم اشعر بنفسى الا وانا اسقط على الارض من دراجتى على مشارف مربوع منزلنا - الحقونى .. ما قادر اتنفس , ما قادر اتنفس , ما قادر . بعدها سمعت صوت امى وهى تبكى , وشقيقتى " نورالشام " تصرخ بعصبية كعادتها الدائمة , بينما كانت خالتى تتحدث فى هاتفها المحمول تسأل عن ارقام عربات الاسعاف .
|
|
|
|
|
|