الماسونية: السرّية و اللغز : اتهامات و ادعاءات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 08:45 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-20-2017, 05:57 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10907

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الماسونية: السرّية و اللغز : اتهامات و ادعاءات

    04:57 AM November, 19 2017

    سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    الماسونية: السرّية و اللغز : اتهامات و ادعاءات
    قرأت اليوم عدة موضوعات في صحيفة (المدن) في شكل ملف تتحدث عن الماسونية.
    تلك الكلمة ‏الغامضة و التي يُنسب لها كثير من الشرور و الاتهامات.‏
    ليس لدي ما أقوله من عندي في مقابل الكثير المطروح : المُلغِز و المثير و المتناقض و المتنافر.‏
    لذا سأكتفي بعرض هذه الموضوعات التي تقول الكثير و لكنها أيضا تزيد من مساحة الحيرة و الغموض. ‏




















                  

11-20-2017, 06:05 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10907

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماسونية: السرّية و اللغز : اتهامات و ادع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    المقالة الأولى:
    المحفل الماسوني المصري:
    المحفل المصري: محفل الفنان المصري
    محفل الفنان المصري: يضم بعض من كبار الممثلين السينمائيين المصريين
    محمود الزيباوي ‏‎| ‎السبت ‏‎19/08/20‎

    عاد الكلام عن ‏‎"‎شبح الماسونية‎"‎، ومع عودته ظهرت هذه الحركة في صورتها الطليعية الأولى التي تلاشت بشكل شبه ‏كلي في زمننا، إذ تحوّلت إلى "منظمة يهودية سرية تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم"، كما يُقال اليوم بخفة ‏تثير الدهشة. قبل صدور قرار وزارة الشؤون الاجتماعية المصرية بحل جميع المحافل الماسونية والتحفظ على أموالها ‏ومقراتها في ربيع 1964، جذبت حركة "البنائين الأحرار" بشعاراتها التنويرية العديد من كبار رجال الفكر والسياسة، ‏كما جذبت الكثير من نجوم المسرح والسينما، وكان لهؤلاء محفل من محافلها عُرف باسم "محفل الفنان المصري‎".‎


    كانت الماسونية اشبه بحركة "باطنية" تقوم على شعائر وطقوس محجوبة لا يحق الكشف عنها للعامة، لكنها لم تكن مؤسسة ‏سرية. على العكس، كانت هذه الجمعية القانونية تقوم بعشرات الأنشطة الاجتماعية، وكانت الصحافة تتابع هذه الأنشطة ‏بشكل عادي بلا أي تحفظ. على سبيل المثال لا الحصر، نقلت صحيفة "الاهرام" في 26 أيلول-سبتمبر 1924 خبر انعقاد ‏‏"الانتخابات في المحفل الأكبر الوطني بمصر"، وقالت ان وفود محافل المدن والأقاليم اجتمعت في مركزها الرئيسي، ‏‏"وعند الساعة السابعة فُتحت الجلسة، ودخل الناخبون إلى هيكل المحفل، فضاق بهم على اتساعه، وأُجريت عملية ‏الانتخابات طبقاً للتقاليد‎".

    سجّلت الصحيفة نتيجة هذه الانتخابات، ونقلت أسماء الفائزين، من "الأستاذ الأعظم"، و"نائب الأستاذ الأعظم"، و"مساعد ‏نائب الأستاذ الأعظم"، وصولاً إلى "المنبه الأول الأعظم‎"‎، و"المنبه الثاني الأعظم"، و"الخبير الأول الأعظم"، و"الخبير ‏الثاني الأعظم" و"أمين الدفاتر" و"أمين الأختام" و"المرشد الأول" و"المرشد الثاني"، وقالت إن انتخاب أعضاء اللجنة ‏الدائمة وأعضاء لجنة النقض والإبرام تأجّل إلى جلسة أخرى. تجدر الملاحظة هنا، أن أسماء الأعضاء الفائزين بهذه ‏المناصب تبدو كلها لمصريين من المسلمين، باستثناء اسم أمين الخزنة الأعظم، وهو إرنست فيروتشي بك‎.

    تتكرّر هذه الأخبار في الثلاثينات والأربعينات، ومنها خبر آخر في "الإهرام" يتحدث عن "الحفلة السنوية للملجأ الماسوني" ‏بحضور محافظ القاهرة عبد السلم الشاذلي باشا، والطبيب الشهير عثمان لبيب عبده، الوزير حسين صبري باشا، الوزير ‏عبدالسلام باشا الشاذلي باشا، وعميد الحالية الإيرانية في مصر الميرزا مهدي رفيع مشكي بك. بحسب هذا الخبر، كان هذا ‏الملجأ يضم 110 أطفال، "يسيرون في تعليمهم على منهج وزارة المعارف، ويُدرّبون إلى جانب ذلك على صناعات ‏التجارة والسجاد والجلود والقش"، وهو تابع للمحفل الأكبر الوطني المصري، ويتولى مجلس ادارته حسين صبري باشا. ‏اشتمل برنامج هذه الحفلة على ألعاب رياضية ومسابقات مسلية عزفت خلالها الفرقة الموسيقية الخاصة بالملجأ الالحان ‏والأناشيد، بعدها وزع المحافظ الجوائز على الفائزين في المسابقات والمتفوقين في الدراسة وفي الصناعات المختلفة، ثم ‏زار المدعوون أقسام الملجأ، وتوقّّفوا طويلا في معرض خاص ضمّ صناعات يدوية من نتاج أطفال الملجأ‎.

    كان للماسونية المصرية عدد من المحافل، منها محفل خاص بالفنان المصري، ولم يكن نشاط هذا الحفل سرياً كما نتخيّل ‏اليوم. في منتصف حزيران-يونيو 1953، نشرت مجلة "الفن‎" ‎تحقيقاً خاصاً بنشاط هذا المحفلة، وقالت في مقدّمته: "لأوّل ‏مرة في تاريخ الماسونية، تتسرّب الصحافة إلى القاعات السرية، وتشاهد بعض الطقوس الخاصة من تقاليد هذه الجمعية ‏العريقة. كان ذلك مساء الثلاثاء الماضي، وقد حفلت الدار الماسونية بجمهور كبير من الفنانين الماسون، نذكر منهم يوسف ‏وهبي ومحسن سرحان وفريد شوقي وأحمد كامل مرسي ومحمود المليجي وفؤاد شفيق وعبد السلام النابلسي وحلمي رفلة ‏وحسن رياض ومحمود فريد وعيسى أحمد وعلي رشدي وأحمد سعيد وغيرهم كثيرين". استُدعي أعضاء الحركة لدخول ‏إحدى القاعات المغلقة، ومُنع الزائرون من الدخول، بما في ذلك الصحافيين، ولمّا طال غياب الإخوان في هذه القاعة، ‏تبيّن أنهم باشروا الطقوس التقليدية لتكريس الممثل محسن سرحان. تسلّلت عدسة مصوّر المجلة إلى القاعة من خلال ‏‏"فرجة فُتحت قليلاً"، والتقطت صورة لمحسن سرحان وهو معصوب العينين، وسط يوسف وهبي وعيسى أحمد، " كل ‏منهما يرتدي الزي الرسمي للماسون، شاهراً بيده سيفا من الخشب حلّق به على رأس محسن سرحان‎".

    بعد تكريس عضوية محسن سرحان، أُغلقت الفرجة، وانقطع كل اتصال بين الزائرين وبين الأعضاء الحاضرين في داخل ‏القاعة السرية. طالت هذه الجلسة المغلقة، وتبيّن ان السبب في هذه المرة كان تكريس يوسف وهبي رئيساً لمحفل الفنان ‏المصري. عند انتهاء طقوس هذا التكريس، أراد بعض الأخوان الماسون التقاط صورة تذكارية داخل الهيكل السري في ‏هذه المناسبة، وبعد أخذ وردّ، خرجوا باقتراح آخر يقضي بضرورة عصب عيون المصورين اثناء التقاط الصور، لكن ‏المصورين رفضوا هذا الاقتراح نظراً لاستحالة التصوير في هذه الحالة. في النهاية، وافق الملتزمون على التقاط الصور ‏التذكارية، فدخل الزوار الهيكل السري، وقد أحاط بكل منهم عدد من الإخوان، وحُرم عليهم التلفّت يمنة ويسرة. وفي هذا ‏الجو، التُقطت بعض الصور التذكارية، وبعد مدة قصيرة لم تتجاوز الخمسة دقائق، صدرت الأوامر بإخراج الزوار من ‏الردهة، فخرجوا مستسلمين. اجتمع الفنانون الماسون من جديد في حفلة شاي، وانضم إليهم بعض الفنانين الضيوف، منهم ‏المخرج السينمائي السيد زيادة، والممثلتان فردوس حسن ودرية أحمد، وبعد ذلك انتقل الجميع إلى حفلة سمر أحيتها ‏المونولوجست الصغيرة زيزي والمغنية الشامية وداد محمد‎.

    في دردشة سريعة، سأل محرّر "الفن" النجم محسن سرحان عن الاجراءات التي اتُخذت في حفل تكريسه، فهزّ رأسه ‏ضاحكاّ، وقال إنه لا يعرف شيئاً. واصل المحرّر هذا الحوار، وسأل الممثل: "هل الماسونية هيئة دينية؟"، فردّ بالنفي، ‏فأردف الصحافي مستفسراً: "لماذا يقولون باسم مهندس الكون الأعظم؟"، فأجاب بأن ذلك يماثل قول المسلمين "باسم الله ‏الرحمن الرحيم"، وقول المسيحيين "باسم الآب والابن والروح القدس". واستنتج المحرّر: "إذا هي جمعية دينية لأن لها ‏بسملة؟"، فتملّص محسن سرحان من الإجابة، وقال: "لا، لا، انا لا أعرف، اسأل أخ أقدم مني، أنا ما زلت جديداً"، ورفض ‏بعد ذلك أن يجيب على أي سؤال. ويمكن القول ان هذه الدردشة تعكس صورة الماسونية الملتبسة في المخيّلة الجماعية ‏على مرّ العصور‎.

    نقع على صور أخرى تسجّل نشاط "محفل الفنان المصري‎" ‎في ذلك الزمن، ومنها صورة يظهر فيها الممثل جالساً على ‏كرسي سدّة المحفل، وأخرى يظهر فيها الممثلون زكي طليمات وأحمد علام وكمال الشناوي في جلسة من جلسات هذا ‏المحفل. فوق هامات الحاضرين، تظهر على الجدار "عين المهندس الأعظم" داخل المثلث الشهير المعروف أحياناً باسم ‏‏"الدلتا المضيء". تُعرف هذه العين كذلك باسم "عين العناية الإلهية"، وهي مثبتة على وثيقة "إعلان حقوق الإنسان ‏والمواطن" الفرنسية، كما على "ختم الولايات الأميركية العظيم‎" ‎وعلى ورقة الدولار الأميركي، وحضورها هذا يشهد لقوّة ‏الماسونية وسيطرتها على العالم في نظر عامة الناس في الشرق‎.‎
                  

11-20-2017, 09:26 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماسونية: السرّية و اللغز : اتهامات و ادع (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الماسونية عبارة عن كنيسة .. لا اكثر.
                  

11-21-2017, 08:22 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10907

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماسونية: السرّية و اللغز : اتهامات و ادع (Re: Abureesh)

    الموضوع الثاني عن الماسونية: و هو منقول و بدون تعليق مني
    الموضوع الثاني:
    شبح الماسونية: هل بنوا بغداد والمسجد النبوي؟

    أحمد ناجي

    شبح الماسونية: هل بنوا بغداد والمسجد النبوي؟
    أحمد ناجي | الأربعاء 16/08/2017
    شارك المقال :

    551
    Google +2

    0

    شبح الماسونية: هل بنوا بغداد والمسجد النبوي؟ لم أستطع طوال عمري القصير أن أعثر على كلمة عربية طيبة عن الماسونية
    (*) تتفاخر الحسابات الإسرائيلية في الشبكات الاجتماعية العاملة باللغة العربية، بنشر تغريدات وكتابات وفيديوهات لمواطنين من مختلف الدول العربية يتباهون "بإعلان تأييدهم" للاحتلال الإسرائيلي، أو حبهم في "جيش الدفاع". أرى في إعادة نشر الصفحات العربية الإسرائيلية لمثل هذه "التويتات"، خصوصاً عند الأزمات السياسية، حالة بائسة من استدرار الشفقة، ولا أعرف حساباً رسمياً لدولة أو جهة حكومية أخرى يقوم بهذا "المحن" سوى الحسابات الإسرائيلية. لكن هذه الرسائل التي تأتي مُدعمة بالفيديو والصور أحياناً، تكشف أنه حتى مع الحصار الإعلامي العربي والدعاية السلبية والحروب والدماء العربية التي تسيل على يديهم، يتسلل المتلقي العربي ليقع في شباك الحب والغزل مع أفيخاي أدرعي في "تويتر".

    لكن الشيطان الحقيقي الذي أبداً لم يلق أي دعم أو تأييد عربي طوال أكثر من خمسين عاماً، واستحق لعنات كل التيارات السياسية العربية وكل الطبقات بل وهاجمته كل الأصوات الإعلامية العربية والمصرية من يسري فودة حتى توفيق عكاشة، هو الماسونية.

    هذا الشيطان الخفي، أبديّ الشر، والذي يعلق عليه الجميع في المنطقة كل هزائمه. لم أستطع طوال عمري القصير أن أعثر على كلمة طيبة، أو موضوعية على الأقل عن الماسونية، لكاتب عربي، منذ الستينات وحتى الآن، على الرغم من أن الجمعيات الماسونية كانت ناشطة وتعمل في أنحاء الجمهورية المصرية حتى صدور قرار وزارة الشؤون الاجتماعية المصرية يوم 16 أبريل 1964 بحل جميع المحافل الماسونية والتحفظ على أموالها ومقراتها. وبحسب السجلات الرسمية المعلنة، تعليقاً على القرار، فقد كان عدد الجمعيات الماسونية الرئيسة، خمس مجموعات أبرزها محفل خوفو، جمعية الشرق الأكبر المصري، والجمعية الخيرية الماسونية بالمنصورة. وتحت جناح كل جمعية، عشرات المحافل المنتشرة في طول البلاد وعرضها، أبرزها محافل القومية، التحرير، الزيتون، إسماعيل، هيرميس، إيزيس. ويمكن أن نلاحظ مزيج الأسماء بين العهد الملكي وشعارات العهد الجمهوري والفرعوني بالطبع.

    لم يكن موقف النخبة المصرية بمثل هذا التشدد والعنف من الماسونية قبل الستينات، فقد كانت الماسونية جمعية قانونية تقوم بعشرات الأنشطة الخيرية والثقافية والتعليمية، وتضم في عضويتها نجوم المجتمع في الفن والأدب الذين يتفاخرون بعضويتها والكتابة في منشوراتها. لكن كل هذا التاريخ اختفى الآن وغمره النسيان.

    كنت مقيماً في مدينة "بيرويت" الألمانية العام 2011، حينما صادفت أثناء تجوالي مبنى قديماً وسط حديقة لطيفة، وعلي لافتة كتب فيها "المحفل الماسوني". كان الباب مفتوحاً فدخلت متوقعاً كل الثعابين والخناجر والكهنة والسحر الأسود الماسوني الأكبر، لكني وجدت مكاناً أشبه بنادٍ للعجائز، يجلسون في الشمس، مرتدين معاطف من الصوف. جلستُ وشربتُ قهوتي مراقباً الجميع من حولي، متوقعاً أن ينكشف لي السر الماسوني الأكبر، لكن شيئاً لم يحدث. وحينما هممت بالانصراف، سألتُ النادل الذي كان عجوزاً أيضاً إذا كان هذا المكان محفلاً ماسونياً حقاً، فهزّ رأسه مجيباً بنعم، ودار حديث قصير عرض خلاله عدداً من منشورات المحفل التي تغطي أنشطته الخيرية والاجتماعية، لكن معظمها كان بالألمانية وبأسعار مبالغ فيها.

    سألته بدافع الفضول: ماذا إن أردتُ الانضمام إلى الماسونية؟ حينها سألني عن جنسيتي وحينما أخبرته أني من مصر، تهللت أساريره، وقال بثقة إنه يمكنني التواصل مع محفل "ممفيس" في القاهرة. اندهشت من إجابته فلم أعرف أن هناك محفلاً ماسونياً في مصر.

    عدت إلى غرفتي وأجريت بحثاً قصيراً، حتى وصلت لقرار 64 القاضي بحل المحافل الماسونية ومنعها. وفي اليوم التالي، عدت لإخباره بأنه لا محافل ماسونية في القاهرة، وأن هذا الأمر ممنوع منذ زمن. فأبدى اندهاشه، ثم ببساطة قال لي: "يمكنك إذن أن تبدأ واحداً"... كان هذا في العام 2012، عام انفجار التنظيمات والأحزاب والانتخابات. وفي وسط حماسة التنظيمات التي تطغى على الجو، كنت كثيراً ما أطرح الفكرة على أصدقائي بقدر من الهزل والجد: فلدينا حزب نازي مصري تحت التأسيس، وآخرون يؤسسون حزب التحرير الإسلامي، فلماذا لا نحيي التنظيم الماسوني؟ لكني لم أكن أملك إجابة واضحة حول ماهية الماسونية، ومع الوقت فقدتُ شغفي بأشكال التنظيم أو العمل الجماعي، ناهيك عن الرغبة في إحياء أى شيء في بلد راقد في رمال الماضي.

    لكني، منذ تلك الفترة، بدأت أهتمّ بجمع وقراءة كل ما له علاقة بالماسونية، بشرط واحد فقط، أن تكون نصوصاً أو كتُباً كتبها ماسونيون عن الماسونية. فالكتابات الناقدة للحركة كثيرة، لكن الغائب دائماً هو صوتهم.

    يقول جرجي زيدان في كتابه "تاريخ الماسونية العام" أن كتابه هذا هو أول مصنف عربي يعرض للماسونية وتاريخها. يقدم زيدان نفسه في المقدمة كماسوني فخور بانتمائه. معظم المصادر تُرجع تاريخ نشر الكتاب للعام 1889 حينما طبع في مطابع دار المحروسة.
    "بسم الله فاتحة كل عمل".. يبدأ زيدان كتابه الماسوني بتلك العبارة. هو جرجي زيدان، المسيحي الذي أعاد اكتشاف التاريخ الاسلامي، ومؤسس الرواية التاريخية العربية، واللغوي المتمكن الذي ألّف كتباً عديدة في تاريخ اللغة العربية وفلسفتها، وكذلك الماسوني الذي يبدأ كتابه بالبسملة.

    يشرح زيدان في مقدمته أن ما دعاه إلى تأليف الكتاب، هو الجدل المثار حول الماسونية ومهاجمة الكثيرين لها، والسبب هو سرية اجتماعاتهم وطقوسهم، حيث يرى المهاجمون أن هذه السرية دليل على إخفائهم لحقيقتهم، وأن المبادئ التى يعلنون انحيازهم لها كالتسامح والأخوة والتقدم وسعادة الإنسانية.. ليست سوى قناع لأهداف سرية لا يفصحون عنها.

    يرد زيدان على هذه الاتهامات قائلاً: "والظاهر لديَّ أن هذه الجمعية لم تؤسس على شعائر يجب أن تبقى محجوبة على الأبد، على أن ما لم يزل محجوباً منها ليس بالأمر المهم لدى الجمهور، وإنما هي إشارات ورموز جُعلت واسطة يتعارف بها أبناء تلك العشيرة، فيتميزون بها من سواهم (...) ولكن سيأتي زمن ولا يبقى فيه بين أبناء تلك الجمعية وسائر الناس حجاب أو شبه حجاب، ومن يعشْ يَرَ"...

    للآسف من عاش لم يرهم، لا من خلف حجاب، ولا من دون حجاب. ولم تتحقق أمنية زيدان حتى الآن، لكنه ترك لنا وثيقة نادرة وفريدة من نوعها، حيث حاول زيدان للمرة الأولى إقامة روابط تاريخية بين الماسونية وبين مسار تاريخ وتطور الحضارة العربية، وهو الأمر الذي لا يمكن أن نجده في أي مرجع آخر عن الماسونية.

    مثل معظم مراجع التاريخ الماسوني، يقسم زيدان تاريخ الماسونية إلى مرحلتين أساسيتين. الأولى هي الماسونية العملية، والثانية هى الماسونية الرمزية. يقول زيدان أن بعض المصادر يعيد بداية الماسونية إلى سيدنا آدم، ويضيف في مبالغة ماسونية معتادة: "بل يبالغ البعض أن الله سبحانه وتعالى أسس الماسونية في جنة عدن وأن جنة عدن كانت هي أول محفل ماسوني". لكن بموضوعية الباحث التاريخي، يرفض زيدان هذه الروايات، ويرجع أصول الماسونية إلى الكهنة في مصر القديمة، مشيراً إلى وثائق من أوراق البردى تتحدث عن جمعية "إيزيس السرية".

    يكمل زيدان رواية التاريخ المتشابك للماسونية، قبل المسيح وبعده، وكلها روايات متناثرة في مراجع التاريخ الماسوني الانكليزية والفرنسية. ويحاول زيدان الاعتماد على المصادر الموثقة التي تشير إلى تاريخ الجماعة، وأقدمها لائحة رومية من العام 715 قبل الميلاد، وهي أولى الشرائع الماسونية لمدارس البنّائين التي أسسها نوما بومبيليوس في رومية، وهي مندرجة في اللوح الثامن من ألواح الشرائع الرومانية التي ظهرت في العام 451 قبل الميلاد ويقال لها "لائحة رومية". لكن الجديد الذي يقدمه زيدان في كتابه، هو أن الماسونيين (البنّائين الأحرار) ساهموا في الدولة الاسلامية منذ عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك العام 88 للهجرة، لبناء المساجد في بلاد الشام ودمشق.

    يستند زيدان إلى رواية ابن خلدون، عن عمليات توسيع المسجد النبوي في عهد إمارة عمر بن عبد العزيز، حيث يقول ابن خلدون، أن ابن عبد الملك بعث لملك الروم في القسطنطينية بأنه سيشرع في بناء المسجد النبوي، فبعث إليه الأخير بمئة ألف مثقال من الذهب، ومئة من المهندسين والبنّائين. ويرى زيدان أن البنّائين الأحرار (الماسونيين) أدوا دوراً مهماً في بناء العاصمة الرومانية القسطنطينية، وبالتالي كانوا هم من بعث بهم ملك الروم إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز لبناء المسجد النبوي وتوسيعه.

    لكن دورهم لم يتوقف عند هذا الحد، ففي تفصيله لتاريخ بناء بغداد يروي ابن الأثير: "كانت الأسواق في المدينة (بغداد)، فجاء رسول من ملك الروم، فأمر الربيع فطاف به في المدينة، فقال كيف رأيتها؟ قال: رأيت بناءً حسناً، إلا أني رأيت أعداءك معك، وهم السوقة. فأمر بإخراجهم إلى ناحية الكوخ، وقيل إنما أخرجهم لأن العرباء يطرقونها ويبيتون فيها وربما كان فيهم الجاسوس". ثم يكمل ابن الأثير تفاصيل إعادة تخطيط المدينة بناءاً على نصيحة ملك الروم فيقول: "وكان الأستاذ من البنّائين يعمل يومه بقيراط فضة والروزكاري بحبتين"...

    هنا يتدخل صاحب دار الهلال ومؤلف كتاب "تاريخ آداب اللغة العربية" في أربعة أجزاء ليعلق قائلاً: "فما معنى قوله –ابن الأثير- (الروزكاري)؟ لقد قلبت كثيراً من القواميس العربية فلم أعثر على هذه الكلمة، ولم أفهم معناها إلا ما يؤخذ من القرينة، فهي إذن كلمة أعجمية، وقد وجدت في المعجمات الفارسية كلمة (روزكار) ومعناها (الروزكاري) الدنيا أو الزمان أو العالم أو البخت. فإذا كانت نسبة إلى هذه، يكون معناها (العالمي) أو (الزماني) وهو لقب يقصد به (عامة الناس غير الكهنة)، ولا يزال هذا استعماله إلى هذا العهد. فاستعمال هذه الكلمة في معرض التكلم عن البنّائين يستفاد منها عامة الناس الذين هم غير الإخوة البنائين. والماسون إلى هذا اليوم يدعون من هو ليس من جمعيتهم بالخارجي أو الأجنبي، وهو يشبه التعبير المتقدم ذكره".

    يستنتج صاحب موسوعة "تاريخ التمدن الإسلامي، خمسة أجزاء"، مما سبق، بأن الماسونيين هم بنوا من مدينة بغداد، ثم انتقلوا بعد ذلك إلى الأندلس تلبية للدعوة التي أطلقها عبد الرحمن الداخل لكل البنّائين الأحرار للمجيء إلى الأندلس.

    تأويلات زيدان مفرطة بعض الشيء بالطبع، لكنها تمثل سعي الماسونيين العرب، في بدايات القرن الماضي، إلى راوية تاريخهم الخاص، ولصناعة رواية ماسونية شرقية تكمل مسار الرواية الغربية. وهي رواية تبدو هشة إذا كان الحديث عن التاريخ القديم، لكنها تصير أكثر تماسكاً حينما نتقدم في التاريخ مع زيدان في المقال المقبل.

                  

11-22-2017, 08:39 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10907

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماسونية: السرّية و اللغز : اتهامات و ادع (Re: محمد عبد الله الحسين)


    الموضوع(03)
    شبح الماسونية:قِرد الاستعمار أم رواد الحداثة العربية؟

    شبح الماسونية: قِرد الاستعمار أم رواد الحداثة العربية؟
    أحمد ناجي | الأربعاء 23/08/2017
    شارك المقال :



    شبح الماسونية: قِرد الاستعمار أم رواد الحداثة العربية؟ جرجي زيدان: لا بد أن صلاح الدين كان على شيء من الماسونية، ما يفسر معاملته للملك ريتشارد قلب الأسد




    تسعى غالبية المراجع الماسونية التي كتبها ماسونيون عن الحركة، إلى خلق امتداد زمني لا نهائي لوجودها. يبالغ البعض، مثلما يقول جرجي زيدان، ويجعل جنة عدن التى طرد منها آدم، أول مَحفل ماسوني، وذلك بسبب التاريخ القديم المتشعب للحركةِ حينما كانت أشبه بنقَابةِ مهنية تَضم المهندسين وعمال البناء ويتداولون أسرار العمارة والبناء في سرية، مثل أصحاب أي مهنة أو حرفة في ذلك الزمان.

    لكن منذ القرن الثامن عشر، تزايد تعقيد العَالم الداخلي للماسونية. فلم تعد تقتصر على حركة "البنّائين الأحرار" الذين يرسلهم ملك روما للخليفة الأموي ليبنوا له مسَاجد دمشق. فبسبب الرموز والطقوس التى، كما يصر زيدان، كان الغرض منها أن يتعرفوا على بعضهم البعض ويحافظوا على أسرار الصنعة، أصبحت حركة باطنية عملية. تجمع بين الإيمان بالعلم وقدرته على تحسين حياة الإنسان، وبين الإيمان المطلق بعالم غيبي له طقوسه التى يواظبون عليها ويأملون من خلالها في كشفِ المزيد من الأسرار، حيث كل سر يُرفع حجابه يساعد الفرد الماسوني في الترقي داخل المنظمة وفي تحصيل المزيد من المعرفة.

    استند جرجي زيدان في كتابه "تاريخ الماسونية" الصادر العام 1889، على المصادر الماسونية فقط. وهي مصَادر، مثلما يوضح، ليست مَكتوبة أو مُسجلة، باستثناء سجلات محفل مصر. بالتالي، فالمعلومات والتواريخ التى يذكرها زيدان مصادرها هم نقولا حجى رئيس محفل بيروت، وليم أسعد خياط رئيس محفل فلسطين، بالإضافة إلى زملاء ماسونيين آخرين لم يذكر أسماءهم لأنهم لم يسمحوا له. إذاً، يجب أن ننتبه إلى أن ما نقرأه لدى زيدان –ولدى معظم المراجع التى سأعتمد عليه في هذه المقالات- هو أشبه ما يكون بالدفاع عن الماسونية العربية، والدعاية لها، وليست درَاسات موضوعية. زيدان نفسه في المقدمة يشير إلى إخفاء بعض الأسرار المحظور إعلانها، ويلتمس العذر إن كان في كتابه قد كشف أسراراً مَحظُورة.

    في النهايةِ فالحقيقة ليست قصراً مُشيداً وسط حديقة من الورود، بل صُور مُتعددة ومُتنَافرة للأمر الواحد، وما نحاول معرفته هو كيف قدم الماسونيون العرب لأنفسهم.

    يسرد زيدان تاريخ عدد من الجمعيات السرية القديمة، أحياناً تكون جمعيات سياسية في بلغاريا قبل ولادة المسيح، أحياناً تكون جمَاعة من المتصوفة الرحّل، وأحياناً مثل جماعة الهرمنداد في أسبانيا القرن الثالث عشر بعد الميلاد، والتى كانت تنظيماً سرياً يجمع عدداً من المواطنين ليحاربوا ظلم الحكام. يرى زيدان أن كل هذه الجمعيات السرية لم تكن إلا صورة من صور التنظيم الماسوني.

    كأنما سعت الماسونية إلى فرض شبحها على تَاريخ التنظيمات السرية الانسَانية كافة. الأمر الذي أكسبها الجلال، كمنبع أول لكل عمل باطني، وأكسبها اللعنات كمنبع لكل الشرور.
    وتشير أول لائحة ماسونية مكتوبة، إلى ضرورة السرية وتنظيم عمليات اختيار الأعضاء وإلحاقهم، وتعرف بلائحة "يورك"، كتبت العام 926 ميلادياً في مدينة يورك الانكليزية. وهي مكونة من 16 بنداً، وأشبه بلائحة للعمل النقابي، تُنظم العلاقة بين الأستَاذِ البنّاء والتلميذ، وبين الأساتذة وبعضهم البعض، وتنظم قوانين التنافس بين مقاولي البناء، وتؤكد على الروابط بين أعضاء الرابطة وضرورة الإخلاص لأخيك الماسوني وأن تنقل له العلم والمعرفة، وتنص على سرية الجماعة وعدم السماح لأي شخص غير ماسوني بحضور اجتماعاتهم، والإجراءات الواجب اتخاذها لاعتماد عضو جديد.

    يرى زيدان أن هذه اللائحة ساعدت في تقوية التنظيم الماسوني في انكلترا، ويؤكد أن ريتشارد قلب الأسد ملك انكلترا – يكتب زيدان اسمه ريكاردس- كان أستاذاً في جماعة الهيكل وأستاذاً في جمَاعة الماسونيين. ومن هنا يقول صاحب "تاريخ التمدن الإسلامي": "يستلمح من الحادثة المشهورة التي حصلت بين هذا البطل –يقصد ريكاردس قلب الأسد- والسلطان صلاح الدين الأيوبي أثناء الحروب الصليبية في سوريا، أن هذا الأخير كان على شيء من الماسونية، لأن المعاملة التي عاملها السلطان صلاح الدين لريكاردس حال كونه من أعداء وطنه ودينه لا يمكن أن تحدث إلا عن ارتباط داخلي أشد متَانة من رَابطةِ الوطنية، ألا وهي رابطة الأخوية الماسونية. والله أعلم"...

    الحماسة المفرطة لتاريخ الجماعة تجعل زيدان مستعداً للتعامل مع الحروب الصليبية بصفتها حرباً بين أبناء التنظيم الماسوني الوحيد. مثل أي مؤمن، يصبح العالم انعكاساً لإيمانه. أو ربما لأن زيدان وزملاءه من الشرقيين، رأوا في الماسونية أفقاً للتعاون والتكامل بين أعضاء الرابطة، يتجاوز الصراعات الاستعمارية لزمنهم بين الشرق والغرب، ويطمح إلى عالم ماسوني يسوده التسامح والسعي لتقدم الإنسان وسعادته، وتختفي فيه الحاجة إلى الرموز السرية.

    تم تعديل وتحوير لائحة "يورك" العام 1350، وخلال هذه المدة يعدد زيدان أعمال الماسونيين والكنائس الشهيرة والمباني العظيمة التى بنوها في أوروبا. في هذا الزمن تبدو الماسونية كتنظيم نقَابي للمهندسين والبنّائين، يحافظُ التنظيم على تماسكه وهرميته من خلال الإشارات والطقوس السرية المتداولة بين البنّائين الأحرار، ونتيجة لتوسع هذا التنظيم وسرية اجتماعاته وطقوسه فقد سعى عدد من الملوك إلى حلّه في أوروبا القرون الوسطى، لكن الماسونيين تمكنوا دائماً من النجاة. وفي فترة من الفترات كان أستاذ كل محفل يدفع مبلغاً سنوياً للملك، عن كل أستاذ ماسوني، وكأنها ضريبة مهنية.

    لكن منذ القرن التاسع عشر، أصبح التنظيم يتقبل في عضويته، عُلمَاء وفلاسفة، بل وأحياناً كُتَاباً وشعراء، لتتسع الدائرة وتتحول الماسونية من شكل من أشكال النقابات المهنية للعاملين في البناء، إلى جمعية سرية، تضم مؤمنين بالتسامح والأخوة الإنسانية يجمعهم شغف البحث عن المعرفة. لكن ظهور لوثر والبروتسانت، وصراعهم مع الكنيسة الكاثوليكية، جعل الكنيسة تشن حرباً ضروس على التنظيمات السرية، ومنها الماسونية. وتدهور الوضع تدريجياً حتى كادت شمعة الماسونية تنطفئ في أوروبا والعالم، حتى القرن الثامن عشر، حينما بدأت مجموعة من الماسونيين القدامى في تحديث اللوائح وإحياء التنظيم والبحث في الأرشيف عن تاريخه.
    ليتحول التنظيم إلى كيان سري نخبوي، يضم في عضويته الأطباء، والفلاسفة، وأساتذة التاريخ وكل المشتغلين بالنشاط العلمي والأدبي والصناعي والسياسي.

    ظهرت درجات العضوية التى كانت في البداية ثلاث درجات، ثم وصلت إلى شكلها الحالي، لتصبح 33 درجة أو مرتبة، يرتقيها الأخ الماسوني حتى يصبح مرشداً أو أستاذاً مبجلاً، وظهرت الطقوس والملابس التي ما زالت أساساً لمعظم الطقوس المستخدمة في التنظيمات الماسونية حتى الآن، ومن إنكلترا انتشرت الماسونية الرمزية الجديدة في أنحاء أوروبا.

    هذا الانتشار ساهم في إضعاف مركزية الحركة، فافتتحت محافل جديدة كمحفل الشرق الكبير في فرنسا، ومحفل ألمانيا الذي يعمل باستقلالية كبيرة عن محافل انكلترا، بل وابتكر محفل فرنسا طبقات وألقاب جديدة. تعقد قاموس الرموز والاشارات الماسونية. لكن وجودهم ترسخ، وكذلك ودورهم المجتمعي. فالمحافل الماسونية كانت أشبه بأن تكون صالونات أدبية تجمع نخبة العصر، كانوا ينفقون أيضاً على انشاء المكتبات والأنشطة الخيرية.

    في أميركا لعب الماسونيون أدواراً رئيسية في كتابةِ الدستور وتأسيس أميركا، انطلاقاً من القواعد الماسونية الرئيسية، حيث ما زالت الرموز الماسونية عناصر أساسية في الهوية الأميركية، بدءاً من العين والهرم على ورقة الدولار النقدية، وصولاً إلى تخطيط مباني مدينة واشنطن العاصمة.

    دخلت الماسونية الحديثة، الشرق العربي، للمرة الأولى، مع حملة نابليون بونابرت إلى مصر، حيث جري تأسيس أول محفل، وهو "محفل أخوية ايزيس" في القاهرة، وسعى الماسونيون إلى اجتذاب أفراد من السكان المحليين إلى المحفل من العُمد والمشايخ. لكن الأمر انتهى بانسحاب الماسونيين من مصر. ثم ظهرت المحافل الماسونية في الدول العربية، بداية من أواسط القرن التاسع عشر. فأول محفل عربي علني تأسس في بيروت العام 1862، وكان محفلاً انكليزي الطابع، ثم ظهرت محافل أخرى. ويرى زيدان أن النهضة التي شهدها العمران في سوريا مرجعها نشاط الأخوة الماسونيين، وأن الفضل يعود إليهم في بناء بيروت الحديثة، حيث تعددت المدارس والجرائد وحرية الفكر، ويصف المدينة بعاصمة الماسونية العربية والتي لم يفلح الجيزويت (اليسوعيون) رغم كل دعايتهم السلبية فى جريدة "البشير"، من النيل منها.

    أما دمشق فقد دخلتها الماسونية على يد الأمير عبد القادر الجزائري، بطل الاستقلال المهزوم الذي سجن لسنوات في فرنسا إلى أن نُفي إلى سوريا. ويؤكد زيدان أنه كان أول رئيس لمحفل سوريا. ولا يفوت زيدان أن يشير إلى فضل الماسونيين على مسيحيي الشرق حينما تدخل الأمير عبد القادر إلى انقاذهم من المذابح.

    يصف البعض الماسونية بأنها القرد الذي كان يحمله الاستعمار على ظهره في طريقة للشرق. وهكذا، بينما كانت الآلة الحربية الأوروبية، تعمل على حصار جيش محمد علي، وتقييد حدود الدولة العثمانية، كانت المحافل الماسونية تعمل على تحقيق نوع آخر من التواصل مع النخب الحاكمة لتلك الدول وخلق روابط ماسونية الطابع، تتجاوز في قوتها الروابط الأخرى، على أمل تحقيق مجتمع مستنير يجمع الشرق والغرب، أو بمعنى آخر لتركيب شكل من أشكال السيادة الاستعمارية الثقافية من خلال الهيمنة الفكرية والثقافية على نخب تلك الشعوب.

    في القرن التاسع العشر، القرن الذهبي للماسونية الرمزية، استفادت الماسونية من الأساطيل التجارية والحربية الأوروبية، التي كانت تتصارع على خريطة العالم، وتمكنت من الانتشار عالمياً بفضلها. لكن حكاية صغيرة من ذاك الزمن، تكشف لنا أن تأثير الماسونية لم يكن في اتجاه واحد من الغرب إلى الشرقِ، بل أحياناً في الاتجاه العكسي.

    صموئيل حنس، قبطي مصري وطني –هكذا يصفه زيدان، كان على ما يبدو أحد معلمي القبط، وانضم إلى "محفل ايزيس" الذي أسسه الفرنسيون تحت ظل بونابرت. وحينما غادر الفرنسيون في العام 1801، رفض أن يذهب معهم مثل بعض القبط الذين تعاونوا مع الفرنسيين. مكث صموئيل الوطني في الإسكندرية وعمل في التجارة والترجمة والمكاتبات التجارية. لكن شغفه بالماسونية ظل داخل قلبه ناراً لا تنطفئ. حتى كان العام 1814، فترك زوجته وأولاده وحياته في مصر، وسافر إلى فرنسا بحثاً عن محفل ماسوني يقبل به عضواً. ولما فشل في نيل عضوية المحافل الماسونية الفرنسية، أنشأ في "مونت أمبو" محفل "تلامذة ممفيس" بمساعدة الأخ جبرائيل متى مركونيس، والبارون دوماس والماركيز دي لاروك. وفي خلال سنوات قليلة، جذب هذا المحفل آلاف المنتمين، وأنشأ عشرات المحافل الفرعية، وبعد عشر سنوات، أصبح "محفل ممفيس" واحداً من أهم المحافل الماسونية في العالم.

    في عهد الخديوي اسماعيل، عمل الماسونيون في مصر بشكل علني ورسمي، وكانت فروعهم تنتشر في طول مصر وعرضها، وكانت لديهم عشرات الجمعيات الخيرية، وأنشأوا دوراً للأيتام ودعموا إنشاء مرفق الإسعاف المصري، وأصدروا الجرائد والمجلات العربية وضموا في عضويتهم عشرات النخب المصرية والفنية والأدبية، وكانوا يقيمون طقوسهم الدينية في المعابد الفرعونية وبالقرب من الأهرامات، ويؤمنون بأن منشأ الماسونية هم كهنة مصر القديمة، ويثقون في قدرة الرموز المصرية القديمة على الكشف والمدد.

    ظل "محفل ممفيس" الذي أسسه مصري قبطي مهاجر، يعمل في مصر بشكل علني حتى العام 1964، حينما حل عبد الناصر كل المحافل الماسونية. لكن المحافل العلنية العاملة على طريقة وتقاليد ممفيس المصرية القديمة، ما زالت منتشرة في فرنسا والكونغو. وما زال الأعضاء النافذون يحجون إلى "معبد فيلة" في الأقصر أو إلى الأهرامات، حيث يقيمون اجتماعاتهم التذكارية وطقوسهم الصوفية. وفي شعار "محفل ممفيس"، حيث الرموز الماسونية المعتادة، من الأفعى التي تأكل ذيلها، ومسطرة الهندسة، والبرغل المفتوح(البيكار)، نجد شعاراً مصرياً فريداً وهو بيضة شم النسيم، الأيقونة البصرية الأهم لمحفل ممفيس، إذ ترمز البيضة إلى الخصوبة وصيرورة تجدد الحياة. بيضة بيضاء، تحتوي كل الرموز الماسونية الحديثة، ويحملها جناحان. بيضة مصرية مقدسة مجنحة.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de