بعد عامين بالقولد تركتها لأواصل في جامعة الخرطوم ومن بعدي ترك عبد الرحمن احمد عيسى مدرسة القولد بعد أن أدى دوره فيها كاملا وغير منقوص ، لم يتهيأ لي بعدها لقاؤه إلا حين زرت بعض أقاليم السودان لإجده فيها مشرفا على التعليم في مديرية بأسرها بعد أن كان مشرفا على التعليم في مدرسة في قرية من قرى السودان النائية. وكنت قد لقيته مرة أخرى ولا أذكر التاريخ حين زارني زيارة قصيرة في داري بأم درمان. ذلك عبد الرحمن المعلم. في القولد، أنظر إلى فارق السن بيني وبين بعض الطلاب ممن حولي فأجدني في مدرسة الأبيض الوسطى ،وأنظر إلى الطلاب والمدرسين في صعيد واحد فأجدني في مدرسة حنتوب الثانوية ، في مرحلتين مختلفتين وإن تتاليتا. وحين أنظر لماذا أنا في القولد أجدني في الوظيفة ( تصور أيام الدراسة وواقع العمل)، كل ذلك في وقت واحد . كموظف يلزمني المكتب والكرسي والطربيزة ورئيس لا يلتك من حقك شيئا ،وهو ما توفر لي. وكتلميذ لم أكن في فصل وسبورة وطباشير، ولكني كنت في فصل الحياة ومدرستها العريضة. عبد الرحمن أحمد عيسى كان الرئيس وكان المدرس . كرئيس تعيش معه التجربة وأنت جزء منها ، وكمدرس فهو لا يستعمل الطباشير والسبورة ولكن يقدم لك القدوة . وإلا ان تكون ممن لا يفيدون من الآخرين وتجاربهم ، فأنت رابح.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة