عبد الرحمن أحمد عيسى لم أره يدرس في القولد مع انه كان الوحيد بين العاملين في المدرسة من نال تدريبا على التدريس، ولئن كان يصفع وهو يدرس فإن الطلاب الآن بمنجاة من عمل كفه، لكنهم لم ينجوا من خيزرانته لمن يخطئ، كان حازما في رفق، فقد كان الأب للمئين من طلاب المدرسة . قسا ليزدجروا ومن يك حازما ÷÷÷÷ يقس احيانا على من يرحم عبد الرحمن احمد عيسى كان الى جانب ذلك، أمين المخزن والمحاسب الذي لا تفارقه مفاتيح المخزن والخزنة ، وكان الإداري ومفتش التعليم ...عديدا في واحد . كإداري كان كثيرا ما يدخل في مكاتبات يقتضيها العمل ولا كاتب يتولاها غير يده وقلمه ، كما كان عليه انشاء الملفات وحفظها ، كان عليه ان يتأكد ان لكل طالب المقعد والكراريس والكتب المقررة لمرحلته الدراسية، كان عليه حفظ العهدة - اي ما في مستودع المدرسة ، كان عليه ان يراجع وان يتأكد من نوع و كميات الطعام الموردة للطلبة ، كان عليه ان يقرر جدول الحصص ويوزع حصص التدريس على المدرسين، كان عليه كمحاسب متابعة أمر المصاريف المدرسية وحفظها ومحاسبة متعهدي الغذاءات وحفظ حساباتهم، كان عليه كمفتش تعليم أن يراقب أداء الأساتذة، كان وكان وكان . سألني تلميذ سؤالا احتجت لاجابته أن أستعمل الطباشير والسبورة . الطباشير في مكتب الناظر. طلب الطباشير أشعرالناظر ما كنت بصدده فما كان منه إلا أن أطل من شباك الفصل ليراقب كيف أتعامل مع ما سئلت عنه.كان هكذا عبد الرحمن احمد عيسى يراقب من كان يعمل معه. للاتحاق بالمدارس الثانوية– على قلتها وقتئذ- كان على جميع طلاب المدارس الوسطى بالسودان، الجلوس لامتحان يُختار من بين الناجحين فيه من يلتحق بالمدارس الثانوية . كان عبد الرحمن أحمد عيسى عاقدا العزم لأن تكون مدرسة القولد على حداثة عهدهاهي الأولى على مدارس السودان ، وأن يكون أول الممتحنين على اطلاقهم من مدرسة القولد وقد كان ، نتيجة حققها جهد الرجل وقيادته . الرئيس الذي لا يفرط كان صديقا لكل الأساتذة ، ما كان يضيق بأحد منهم حتى زميلنا مدرس اللغة العربية الذي إن لم يكن في الفصل يدرس التلاميذ فهو في مكتب الناظر وليس في مكتبه هو ، يأبى إلا أن يشغل الناظر بأقاصيصه والناظر يأبى إلا أن يكون بين أوراقه وحساباته ، ومع ذلك يرفع رأسه بين الحين والآخرويضع قلمه ونظارته ليدخن سيجارة أو ليسمع قصص الأستاذ ولا يبخل عليه بقهقهة عالية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة