|
Re: الأستاذ صالح فرح يكتب عن إنسان من زمن جميل (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
عبد الرحمن احمد عيسى - عليه رحمة الله - لم يكن في اول الصف بالنسبة لعائلة المعلمين في السودان، ولكنه في أي موقع كان في تنظيم المجموعة ، له دور. من في المقدمة يحتاج لدور عبد الرحمن احمد عيسى. عبد الرحمن أحمد عيسى كان رجلا من الذين يتم دورالرجال بهم، و" الراجل بالرجال " كما يجري المثل. كان رجلا في حرصه على دوره لا يعبأ أن يكون في المقدمة أو المؤخرة أو بين ذلك ، ولأنه كان معنيا بالإنجاز لم يكن ليعبأ أين يكون مكانه في الصف . سمعت به أول عهدي بالدراسة في المرحلة الوسطى . كان ذلك في أوليات أربعينات القرن الماضي، كانت المدينة الأبيض بغرب السودان. في المدرسة الوسطى كانت بداياتنا مع تعلم اللغة الإنجليزية . كان بيننا كبار لهم زوجات و أبناء . خطط الإرتقاء بالإدارة الأهلية أدخلتهم في سلك التعليم بدون النظر لاعتبارات السن المقررة للقبول في المرحلة الدراسية المعنية. إلى جانب هؤلاء كان بيننا كبار في السن ، المرحلة التعليمية التي يلتحقونبها الان، غيابها في مناطقهم برر قبولهم.أولئك وهؤلاء كانوا يجدون صعوبة في حفظ الكلمات الإنجليزية. بين هؤلاء وبين آخرين في الفصل كان هنالك من يجد صعوبة في نطق بعض الكلمات أونطق بعض الحروف نطقا سليما. قبل التعليم الحديث عرف الناس الخلوة . فيها يحفظ الطلاب القرآن الكريم ويتعلمون القراءة ومبادئ الحساب . معلم الخلوة ـ ويعرف بـ "الفكي"، إليه يزف الوالد ولده بعبارة " ليك اللحم ولي العضم " – رخصة لأن يشتد الفكي على الطالب في سبيل تعليمه ، الفلقة كانت العقاب الذي ينتظرمن كان اجباره ضروريا للتعلم . مع التعليم الحديث استغني عن الفلقة وبقيت فلسفة الإجبار على التعلم قائمة. لذلك كان الصفع وكانت كف الأستاذ في حركتها لأن تصفع أسرع من قدرة التلميذ لأن يزيح رأسه لتفادي الصفعة . وكانت لبعض المدرسين قدرة المواظبة على الصفع كيف ما كان عدد المنتفعين من " بركة " الصفع. في ما قيل لنا عبد الرحمن أحمد عيسى كان أحد هؤلاء الأساتذة. يوم التحقنا بمدرسة الأبيض الوسطى كان قد غادرها منقولا إلى مدرسة أخرى . ولكننا لم نعدم من بين من بقي من أساتذة المدرسة من يخلف عبد الرحمن أحمد عيسى في ذلك النشاط. فإذا شكا بعضنا مما يجده من صفع أستاذ اللغة هنأه من سبقه إلى التجربة لأنه محظوظ ، فقد غادر عبد الرحمن احمد عيسى قبل أن تلتحق أنت بالمدرسة .
|
|
|
|
|
|
|
|
|