|
Re: رسالة مؤثرة من قلب الأم الضائع بين إبنتها (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
عبور نحو الإسلام الأصولي
من أجل استعادة حب كريم، تقربت شارلوت من شقيقته نورة ورافقتها. كثيرا ما كانت تفر إلى بيتها حيث تستمتع ببيئة "العيش فيها جميلا". بدأت شارلوت تتعرف أكثر فأكثر على الإسلام، وبعدها المداومة على الصلاة في المسجد. كما وجد القرآن مكانا على رفوف خزانتها بين كتبها المدرسية. تغيرات في شخصية الشابة لمحتها الأم، لكن من دون أن يثير ذلك قلقا لديها. خلال الست سنوات المقبلة، سيجر بشارلوت نحو التطرف والأصولية.
تحفظ لو نوفا من هذه التجربة عدة مؤشرات إنذار: التسرب المدرسي كان في الدرجة الأولى. "عندما يسقط التعليم أمام الإيديولوجية السلفية، من الصعب الكفاح ضده"، تقول لو نوفا، مؤكدة بأنها "فعلت كل شيء من أجل أن لا تترك ابنتها المدرسة". لتضيف "كان ضروري بالنسبة إلي أن أبقيها على صلة بالمجتمع".
العشرات من الجلابيب مخبأة في خزانة
المؤشر الثاني كان الجلباب (اللباس الذي يغطي جسد المرأة من الرأس حتى القدمين) حيث عثرت الأم على العشرات منه مخبأة في خزانة الفتاة. يومها تقول أن "مؤشر الحرارة العاطفي لديها بلغ أشده". وطيلة السنوات التي تلت، حاولت الأم وابنتها "التفاوض" للتوصل لأرضية تفاهم حول هذا اللباس "الدخيل" الذي جاء ليفرض نفسه على العائلة.
تسارعت الأحداث يوم اتصلت إدارة الثانوية التي كانت تدرس شارلوت فيها، بالأم لو، لتبلغها بمشاريع ابنتها للذهاب إلى مصر لمتابعة دروس دينية مركزة. أول ما فعلته الأم يومها كان الاتصال بالرقم الأخضر، الذي وضعته السلطات الفرنسية تحت تصرف العائلات التي ترصد أفكارا جهادية لدى أبنائها. لتبدأ بعد ذلك إجراءات إدارية لمنعها من الخروج من الأراضي الفرنسية. كما قامت بمصادرة جواز سفر شارلوت التي صنفت ضمن قائمة "إس" للأشخاص الذين يمثلون خطرا محتملا على الأمن العام.
اتصالها بمركز الوقاية من الانحرافات الطائفية المرتبطة بالإسلام، جعل لو تخرج من عزلتها. "أعطوني عامين لإخراج شارلوت من الذي كانت فيه" تقول هذه الأم التي لم تتوان عن مقابلة شباب متشبعين بأفكار جهادية لتنظيم "الدولة الإسلامية" مع ابنتها المراهقة. تقاسمت الاثنتان أوقاتا من الود المتبادل، لكن في الحقيقة كان الوقت قد فات "كلما أظهرت رقة من الخارج، زادت حدة من الداخل" تقول لو.
|
|
|
|
|
|
|
|
|