|
|
|
 Re: زرت مدينة تورنتو Toronto الكندية .. و التقيت أ� (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
وصلت الى مدينة تورنتو فى مساء ساخن جدا يشبه مساءات الخرطوم فى ليالى الصيف النارية ..
و تحيرت لامر هذه المدينة الباردة و التى تغطى اسطح منازلها الثلوج فى فصل الشتاء و تلمتلى شوارعها بجبال منه ..
و يكتسى سكانها بطبقات من ملابس صوفية كثيفة حتى لا يدخل البرد الى اجسادهم ..
و تصببت عرقا و لم ارتدى غير فانلة واحدة بكم طويل تحسبا لهبوط فى درجات الحرارة ..
خاصة انى قدمت من مدينة لا تبعد عنها غير ساعتين بالطائرة ..
و كانت السحب عند مغادرتى لها تكسوا السحب فضاءتها من كل جانب ..
بل كادت ان تمطر ..
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: زرت مدينة تورنتو Toronto الكندية .. و التقيت أ� (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
هبطت الطائرة فى مطار بيرسون .. المطار الرئيس فى مدينة تورنتو .. بسلام .. فحمد الله على ذلك حمدا كثيرا .. خاصة انى لا اطيق الاماكن العالية الا مكرها ..
و لا اقبلها لدرجة انى لا اسطيع فى كثير من الاحيان تغيير لمبات البيت الا مجبرا .. شعرت بهذا الاحساس .. و هو الخوف من الاماكن العالية مؤخرا فى حياتى ..
و يسمى باللغة الانجليزية .. Acrophobia .. و له هذا النوع من الخوف .. يخاف حتى و ان لم يكن حقيقة فى مكان عال .. لذلك لا اطير الا مضطرا ..
و دوما ما احاول الجلوس فى منتصف الطائرة الا مؤخرا اجلس فى الشباك و لكنه ليس المكان المفضل لى حتى هذه اللحظة ..
لملمت اطرافى و ما معى من "الخموم" كعادة اهل السودان عند السفر .. من داخل الطائرة .. و تحركت نحو مكان استلام الامتعة ..
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: زرت مدينة تورنتو Toronto الكندية .. و التقيت أ� (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
و لما وصلت الى مكان استلام الامتعة حيث سيور الامتعة المتحركة واضح أنها من احدث ما وصلت اليه التكنولوجيا فى هذا المجال ..
ليس كمطار عاصمتنا الخرطوم .. اليتيم .. "المكعكع" التى تئن سيوره أنينا و تتحرك ببطء تحسد عليه ..
نتمى و نطالب و نسعى لان يكون مطار الخرطوم و المطارات الولائية الاخرى مثل هذا المطار و تلك المطارت العالمية التى تستقبل ارتالا من المسافرين على مدار الساعة دون عنت ..
أثناء انتظارى لوصول أمتعتى .. راوداتنى فكرة .. و هى ان اجد مكانا لتخزين ما معى من امتعة داخل المطار ..
على أن آخذ معى ما ساحتاجه فى الليلتين اللتين سوف اقيمهما فى مدينة تورنتو ..
فمن أجل ذلك تلفت يمينا و يسارا .. و من ثم اتجهت الى .. Information desk و الذى يتبع للخطوط التى وصلت بها الى مطار Pearson فى تورنتو ..
و بالفعل تحدثت مع الموظف الذى قابلنى بحفاوة و ترحاب منقطع النظير .. كعادة أهل كندا .. و اضف الى ذلك ان بشرته مثلى تماما ..
فدرج ذوى البشرة السمراء فى كل من امريكا و كندا .. على تحية بعضهم البعض .. دون ان تكون لهم سابق معروف .. و هذا ما يسمى بالاتفاق الغير مكتوب .. unwritten deal
فاعتذر اولا لى اولا و من ثم .. قال لى ان مثل هذه الخدمة كانت موجودة غى هذه الصالة الا انها لسبب ما انتقلت الى الجزء الاخر من صالة الوصول ..
و وصف لى وصفا دقيقا كيف لى ان اصل الى حيث يمكننى ان استودع امتعتى .. طبعا بمقابل مالى .. و بدأت السير على النحو الذى وصفه ..
فمررت و شاهدت وجوه كثير مختلفة .. من كل أنحاء العالم .. و كل متحرك بسرعة و يهرع الى وجهته دون ان يلتفت الى من حوله من الناس ..
و أثناء رحلتى أثار انتباهى العدد المقدر من الشباب ذوى البشررة السمراء الذين يعملون فى المطار .. و لهم شعور كثة .. و طويلة ..
تذكرنى حينما كنا شبابا حيث كانت موضوة الافارو .. Afro منتشرة بين كل الشباب تقريبا و كثير من الشي انذاك ..
فتعمدت الاقتراب من بعضهم و بعد ذلك "رميت اضانى" حتى القط ما يقولن .. فوضح لى انهم يتحدثون اللغة الصومالية ..
فقلت فى نفسى .. ها .. يا لك من رجل سمارت smart يا ترودو "رئيس الوزراء الكندى ..
لذلك اخترت ان يكون وزير الهجرة من هذا الاصل .. لوجود اعداد كبيرة من أهله فى مدينة تورنتو و غيرها ..
طبعا بعد ان أثبت وزير الهجرة الكندى انه أهل لذلك .. لا توجد واسطة فى لمثل و غيرها .. الكفاءة هى الفيصل ..
وصلت الى حيث المصعد .. و أخذته الى الدور الاعلى .. و فوجدت نفسى قبالة .. المكان الذى اقصده .. فتحدثت الى الشخص المسؤول .. و كانت سيدة ..
و واضح انها من جنوب شرق آسيا من خلال لغتها الانجليزية .. التى يصعب فهمها الا بعد جهد جهيد ..
عجبنى عرضها ..
الا اننى .. قدرت ان المسافة بعيدة جدا التى فيها أمتعتى بعيد للغاية .. قد تكون كذلك ..
او قد يكون التعب قد أخذ منى مأخذا كبيرا .. فقررت الا أخزن شنطى .. و عدت الى حيث .. أمتعتى ..
نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: زرت مدينة تورنتو Toronto الكندية .. و التقيت أ� (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
و لما عدت ادراجى الى حيث أمتعتى .. و اجهتى مشكلة و هى ان اذهب الى باب يقع على مسافة بعيدة .. حتى يتثنى لى طلب سيارة تاكسى ..
فطلبت من الشباب الذين يجلسون على كراسى قريب من الباب الذى اردت الخروج عبره ان يسمحوا لنا بالخروج عبر ذلك الباب فى اشارة ان الامتعة التى بصحبتنا كثيرة ..
و بالتالى يصعب علينا المسير بها الى مسافة طويلة ..
فوافقت أحدى الفتيات .. و أظنها عطفت على حالنا .. و قامت بمساعدتنا .. فخرجت معنا الى خارج الصالة .. و واضح وفقا لما ريت من علامات انه يمنع وقوف سيارت التاكسى فى تلك النقطة ..
فاشارت الفتاة الى احدى السيارات بالتوقف و من ثم اشارت اليه ان الوقوف هنا يمكن اعتبارا لحالتنا الاستثنائية .. فشكرناها على وقفتها معنا ..
و اتضح لنا ان اسم تلك الفتاة التى لم تجاوز عمرها العشرين .. منى .. فكررت شكرى لها ..
لاحظت ان المنطقة خارج المطار .. تنتشر فيها اعقاب السجاير .. و فهى ليست بالمستوى الذى كنت اتخيله للنظافة .. مقارنة مع المطارات الاخرى التى سافرت عبرها ..
بل ان مطار بيرسون نفسه من الداخل يعد من انظف مطارت العالم .. غير ان خارجة لا يتناسب مع داخل و مكانة المطار .. هذه ملاحظتى .. اتمنى ان تكون تلك حالة عابرة .. او مؤقتة ..
اتجهت الى مساعدة سائق التاكسى .. فى رفع الامعتة فى السيارة .. و لما انتهينا .. جلست بالقرب منه .. و سالنى عن الوجه التى اريد الذهاب اليها ..
و انا فى تورنتو مثل الاطرش فى الزفة ..
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: زرت مدينة تورنتو Toronto الكندية .. و التقيت أ� (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
و كنت أعلم من واقع الحجز ان وجهتى ليست بالعيدة .. و دوما ما يتمنى سائق التاكسى و يأمل ان يجد مشوارا بعيد المسافة حتى يحصل على أكبر قدر من المال ..
لان نظام دفع الاجرة بالعداد و ليست بالكوار او الاتفاق كما هو الحال فى كثير من بلاد العالم الثالث .. فكلما بعدت المسافة كلما كان الاجر أكبر ..
فدفعت بهاتفى الذى فيه العنوان الى السائق الذى .. صقع .. لان مشوارى قريب جدا .. فى حارة المطار .. على مرمى حجر من الصالة التى نحن امامها ..
فقال لى برجاء مادا يديه .. هل يمكنك ان تدفع لى قمبال انى ساعدتك فى تحميل الشنط .. و انا فى وضع لا اريد و لا اتحمل حتى مجرد الكلام و النقاش الذى
لا طائل منه .. فاشرت له .. ما فى مشكلة .. فاطمأن الى كلامى .. و بدأت سيارته فى رحلتها نحو الفندق ..
نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: زرت مدينة تورنتو Toronto الكندية .. و التقيت أ� (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
توقفت سيارة التاكسى امام الفندق التى حجزت لى فيه غرفة مسبقا .. و لا تزال اسرتى داخل السيارة ..
فاراد سائق التاكسى الجنوب شرق اسيوى انزالنا على عجل ليجد له مشورا آخر كعادة سائقى التاكسى فى كل مكان .. و لا الوم الرجل لان تلك الكيفية التى يحصد بها رزقه ليعول نفسه و اسرته ..
فطلبت من ان يصبر على اتأكد أن لى حجزا فى الفندق ..
لانك لا تضمن ان كان الحجز التى قمت به على النت .. لا يزال منتظرك .. فى كثير من الاحيان ..
و لما دخلت الى ردهة الفندق .. كانت أمامى مجموعة من الناس لعلهم يردون تسجيل بيناتهم او لديهم استفسارات من موظفى الاستقبال ..
فانتظرت دورى بدون قلق .. و قبل مضى بضع دقائق .. اشار الى موظف الاستقبال ان اتقدم نحوه ..
و فدنوت منه و اردت ان أمد اليه جواز سفر .. فطلب من مستفسرا عن اسمى الاخير .. فقلت له .. قريمان .. و من ثم تهجيته .. حرفا حرفا .. كعادة بلاد الانجليز ..
فسرعان ما رد على ..
بلكنة انجليزية كندية تميز بها أهل مدينة تورنتو على الاقل دون غير من بقية أهل كندا ..
و سرعان ما أردف ذلك بالسؤال عن كيفية نطق اسمى الاول .. فقلت له .. كيف لك ان تنطقه أنت .. و لما نطقه .. قلت له هو كذلك ..
و الحق ذلك بسؤال و فى وجهه ابتسامة .. و ود .. و محبه .. و حسبت ان ذلك .. لان لون بشرته مثلى تماما .. فسألنى عن خلفية اسمى .. و هل اخترته أنا ..
فردت عليه بما يناسب الموقف .. فضحك و ضحكت ..
و قلت له ان والديي هما من اختارا لى اسمى الاول .. فضحكنا مرة أخرى و تبادلنا كلمات لبداية حديث قادم ..
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: زرت مدينة تورنتو Toronto الكندية .. و التقيت أ� (Re: الطيب رحمه قريمان)
|
أخذت التعب منا مأخذا كبيرا .. خاصة أننا لم نخلد الى الراحة فى الليلة التى سبقت سفرنا ..
و فجعت أكثر حينما علمت ان على ان اضع حقايبى او بعضا منها فى مخزن فى الدور الارضى .. لان الفندق الذى اخترناه ليست به مصعد كهربائى ..
و علينا ان نصعد الى الدور الاول عبر السلم .. لم نعانى أنا و سرتى من خشونة فى الركب .. او زيادة فى الوزن الى يمنعانا من الصعود و قد يرضان ركبنا الى عنت .. و ألم .. لله الحمد ..
أقترح علينا ذلك الرجل المليح ان نصعد الى غرفتنا و هو سوف يتولى حمل الامتعة الى غرفتنا ..
و هنا رايت الفرق الشاسع بين .. الانسان الرياضى .. الجاد فى عمله و ذلك الكسول الذى لا يأبه بالزباين ..
او الذى يعتمد على عامل مسكين يتقاضى بضع دارهم ليعين بها أهله او أسرته فى بلاده التى هجرها بسبب العوز و الفقر ..
و كانما .. ذلك الاسمرانى فى سباق لنيل جائزة مقدارها مليون دولارا .. بدأ رحلته و على كتفه حقبية تزن حوالى الخمسة و عشرون كيلو .. فى نشاط و قوة عضلية بينة و كأنه فهد مروض فى سرعته ..
و ما مضت دقائق و كل حقائبنا فى داخل الغرفة .. فشكرته .. الا انه هز رأسه مشيرا الى ان الامر لا يحتاج الى شكر او عرفان .. لان ذلك من صميم عمله ..
نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
الطيب رحمه قريمان
ياسر السر
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست