عزل رئيس الحزب الإتحادي الأصل "محمد عثمان علي" خطوة في إتجاه تصحيح مسار الحزب

Quote: “صراعات الأشقاء” تعزل مجموعة (أم دوم) مولانا الميرغني من رئاسة الحزب الاتحادي ويرد مناصروه بأن الأصل هو بزعامة الميرغني، فمن يملك الحزب؟ الخرطوم ـ الزين عثمان يوم السبت كانت مجموعة من عضوية الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل تعقد مؤتمراً استثنايئاً واعتبرت أنه تمهيد لانعقاد المؤتمر العام للحزب الذي قالت إنه بات أقرب من أي وقت مضى انتهى المؤتمرون إلى إعادة انتخاب هيئة رئاسية من ثلاثة أفراد هم على محمود حسنين وحسن أبو سبيب وتاج السر الميرغني، وهو ما يقرأ في أن مجموعة أم دوم بمؤتمرها التمهيدي قامت بعزل رئيس الحزب وراعي الطريقة الختمية مولانا محمد عثمان الميرغني. ومؤكد أن هذا الأمر كاف لأن يعيد صراعات الاتحاديين إلى قمة المشهد مرة أخرى ويؤكد في الوقت ذاته على عمق الأزمة في تيار الوسط بحسب ما يعرف الأشقاء حزبهم. كانت قرارات السبت هي الفعل في انتظار الرد عليها من قبل المجموعة الأخرى أو حتى من قبل رئيس الحزب المعزول وفقاً لمخرجات اجتماع أم دوم تنقل صحيفة (التيار) تصريحاً لمولانا الميرغني على ما جرى حيث تقول إن السيد قابل الخطوة بسخرية في أعقاب إطاحته ونجله مساعد رئيس الجمهورية مولانا الحسن الميرغني من قيادة الحزب مقللاً من قيمة المؤتمرات التي عقدتها هذه المجموعة تحت راية الاتحادي الأصل. لكن مقرر المكتب السياسي وفقاً لمخرجات المؤتمر أزهري الحاج مضوي يقول إنهم عزلوا الميرغني وفقاً لمخرجات الدستور “ففي المرة الأولى قمنا بتكوين هيئة رئاسية وعقب انعقاد المؤتمر الاستثنائي اصبحت اللجنة الرئاسية منتخبة وأخذت وجودها القانوني وأن الخطوة القادمة هي عقد المؤتمر العام”. ويرى أن خطوتهم تأكيد على أن “الحزب الاتحادي هو في الأساس ملك لجماهيره وليس ملكا لشخص بعينه وأن وجود الحزب الاتحادي الديمقراطي كان سابقاً لوجود مولانا محمد عثمان الميرغني”. أزهري يؤكد أنهم سيمضون في سبيل إعادة بناء الحزب واستعادة دوره المؤثر على الحراك السياسي في البلاد. المكتب الذي اختار أزهري مقرراً اختار أيضاً الشيخ أحمد الطيب زين العابدين أميناً سياسياً بينما اختار أن تكون الهيئة الرئاسية مكونة من علي محمود حسنين المقيم خارج البلاد ومعه تاج السر الميرغني الغائب أيضاً في حين أكدت المجموعة التزامها بمواجهة المؤتمر والعمل على إسقاط الحكومة التي يشارك فيها الميرغني عبر وزرائه وعبر منصب المساعد الذي يشغله نجله. لم تكن المعركة لتنتهي عند هذا الحد ودون أن يخرج الصوت الاتحادي في الطرف الآخر.. بالنسبة لميرغني مساعد فإن من يوقعون على قرار عزل الميرغني من زعامة الأصل لا يفقهون شيئا في الفعل السياسي ويجهلون تاريخ الحزب ورموزه “الميرغني باق كزعيم للأصل وعزله تطاول مراهقين ومن يفعلون ذلك يفعلونه استناداً على تاريخ آبائهم”.. بالنسبة للمساعد فإن ما جرى لا يتجاوز كونه “حالة من العبث السياسي والتطاول بلا حساب ويمكن أن نطلق عليه مجرد عمل طفولي لتيار بلا سند جماهيري ويسعى فقط لإثارة الفتن داخل المؤسسة الحزبية”. وكمن يحسم الجدل يقول مدير المركز العام للحزب الاتحادي الأصل إن كل من يرفض زعامة الميرغني للحزب الاتحادي الأصل عليه أن ينشئ حزبه الخاص ويكمل: “من شكلوا الهيئة الرئاسية لا يحق لهم حتى الحديث بلسان الأصل ناهيك عن عزل مولانا الميرغني”. معركة الاتحاديين في الحزب الأصل الأخيرة لا تخرج من السياق العام الذي يتحرك فيه الحزب الاتحادي منذ فترة وربما يكون فاقمها بشكل أساسي القرار الذي تم اتخاذه بالمشاركة في السلطة وما ترتب عليها من مواقف رافضة للخطوة التي اتخذها الحسن الميرغني بمباركة من والده وهو الأمر الذي اعتبرته بعض العضوية مفارقة لقيم الحزب الذي قام على أساس مواجهة الشمولية والعمل على إنجاز التحول الديمقراطي، لكن معركة تيار أم دوم في مواجهة الميرغني وتبادل الإتهامات تعيد السؤال الأساسي حول من يملك الحزب الاتحادي الديمقراطي؟ المفارقة أن الفريقين يلجآن نحو الإجابة بأن جماهير الاتحاديين هي التي تملك حزبها.. أنصار الميرغني يقولون إن جماهير الحزب هي في الأساس جماهير الميرغني وهي التي بصمت على خيار استمراره رئيساً للحزب حتى دون قيام مؤتمر عام، بل إن البعض يستخدم مفردة (مبايعة) للتأكيد على ألا زعيم غير مولانا ولا حزب يمكن أن يتحرك خارج سياق جلباب الختمية. ربما هنا تأتي السيرة على نائب رئيس الحزب ورئيس القطاع التنظيمي ومساعد رئيس الجمهورية محمد الحسن الميرغني الذي قال في آخر ظهور له في رمضان الفائت إن والده هو اخر زعماء هذه البلاد وإنه وحده من يستطيع أن يخلفه.. لم ينس ساعتها صاحب المعركة الأشهر مع الرافضين للمشاركة أن يؤكد على اقتراب قيام المؤتمر العام.. لم يعلن ساعتها ميقات محدد وبالطبع لم يتخذ الخطوات التي تجعل من الكلام فعلا تبصم عليه الجماهير باختياراتها.. لم يظهر الحسن في ثنايا الرد على مجموعة أم دوم وربما ترك المهمة لينجزها آخرون من مناصريه, بينما تنتهج المجموعة الأخرى ذات الاتجاه حين تؤكد أن خطواتها الأخيرة تأتي مدعومة بالسند الجماهيري وهو يسعى لإنجاز مرحلة التكوين الثالث لحزب يعبر عن تطلعات السودانيين في الحياة الكريمة وفي الديمقراطية. بالنسبة لمراقبين للمشهد فإن معركة الاتحاديين الجديدة تمثل امتدادا موضوعيا لمعاركهم السابقة في ظل تباينات في الرؤى المتعلقة بإدارة شأن الحزب وهي معركة ربما تنتهي نتيجتها إلى ذات ما انتهت إليه المعارك السابقة حيث سيظل مولانا رئيساً ورمز للاتحاديين مقروناً ذلك بارتفاع الأصوات المحتجة عليها مثلما أنه لن يغير اتجاه هذه المجموعات لتكوين منظومة جديدة شيئا في الخارطة الاتحادية إلا بإضافة تيار جديد يذوب في التيارات الأخرى فيما يظل من يشاركون باسم الحزب في حكومة الوحدة الوطنية في كراسيهم الوزارية يكتفون بالصمت وربما الفرجة على ما يمكن أن يحدث في الغد القريب. ويظل سؤال: (من يملك الأصل؟) معلقاً إلى حين.