•°°•°°•°° 1 ريشُكَ بِلِسانِي يا طيرُ ورُوحِي تُراوِدُهَا العُزلةُ.
2 يا عُمرِي الذي خرجَ من نوافِذِ الجسدِ كُنْ بِأمانٍ، فلا حاجةَ لِي بِكَ لكِنّي أطلُبُ إِليكَ أن تمُدَّ أُمِّي بِفُتُّوتِكَ.. ها، قبلَ أن تنصرِفَ إِليهَا تعالَ لِتضُمَّ إليكَ ما تبقَى عِندي من أمدٍ.
3 كان لِي صوتٌ أضعتُهُ في الشّارِعِ داعبتْهُ الرِّيحُ فبنَى لِتضارِيسِهِ أُفقاً اِحتوتْهُ شجرةٌ في الغيمِ خامرَهُ الظَّنُّ أنّهُ مطرٌ سيرتوِي بِسِيرتِهِ المدى فنّدتْ عن مسامِهِ همساتٌ وضِحكةٌ خفِيضةٌ واِنتوَى في سِرِّهِ أن يمُدَّ لِسانَهُ لِي كان لِي وكُنتُ أظُنُّهُ.
4 اِنتبْهُ لِيدُكَّ أيها اللّيلَ أنها تُثقِلُ كتفِي تحُدُّ خطُوِي في الشّارِعِ.
5 الشّارِعُ قهقتِي المُدوِّيةُ نُسُورُ أصابِعِي السّمراءِ في النّزقِ والغِوايةِ.
6 مررتُ بهذِهِ التّجرِبةِ قبلَ قلِيلٍ كُنتُ سأتزوّجُ بِحبِيبتِي لكنها هجرتنِي تحسّستُ رأسِي مِراراً إثرَ (الشّاكُوشُ) حتى اِكتشفتُ سِرَّ الكلِماتِ فطفِقتُ أُغمِسُهُ في حُرُوفِهَا ذهبتْ النّدبةُ وبقِي في القلبِ هذا الفراغُ الضّخمُ.
11 - ما الخبرُ؟ - جاءَ الصّباحُ المُنتظرُ. - ومن لِعينِ اللّيلِ يا كفّ المطرِ؟
12 ما كتبتُ اليومَ على يدِكَ وتسرَّبَ في عُرُوقِكَ؟ أنهُ مِنها وهي تهِبُّ لِنهلِهِ كي تستعيدَكَ.. أيُّ بَحرٍ لِلحُرُوفِ، يأخُذُ، إذن، من يديكَ رقصةَ الوجدِ المُسمّاةَ نشِيدَكَ.
13 الحُريّةُ هي ألّا يشغلَكَ شاغِلٌ اِسمُهُ البِلادُ أن تتسلّقَ قِمّةً عالِيةً، أعنِي صرخةً مُدوِّيةً وتسقُطُ مثل حجرٍ على الزُّجاجِ.. الحُريّةُ أن يقتُلَكَ العطشُ لِبِلادٍ تُسمى بِلادَكَ ولا تجِدُهَا لا على الخرائِطِ أو الأرضِ فتضحكُ مِلءَ نزقِكَ تنُشِئُ بِلاداً بين أصابِعِكَ ثم تضعُهَا بِجِيبِكَ وتُبلِّلُهُ بِالماءِ. 27/10/2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة