تجسير الماضى مع الحاضر/ ميلاد ثانى لرؤية السودان الجديد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 10:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-22-2017, 11:19 PM

إحسان عبد العزيز
<aإحسان عبد العزيز
تاريخ التسجيل: 05-30-2012
مجموع المشاركات: 3094

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تجسير الماضى مع الحاضر/ ميلاد ثانى لرؤية ا (Re: إحسان عبد العزيز)

    نحو ميلاد ثاني لرؤية السودان الجديد
    قضايا التحرر في عالم اليوم
    ياسر عرمان- الجزء الثالث
    20 سبتمبر 2017م
    لماذا لـم يتمـكن تنظـيمـنا مـن تغـيير المــركز

    بعد انتفاضة إبريل ١٩٨٥ كنت حينها من قادة حركة الطلبة الذين شاركوا مع الملايين فى إنتفاضة إبريل التى أطاحت بنظام نميرى. كنت قد أمضيت عاما قبل الإنتفاضة فى سجن كوبر جذبتني فيه رؤية الحركة مثل المجاذيب فى كل زمان ومكان، واطربتني إيقاعات ودفوف الكفاح المسلح التى أخذت حيزاً واسعاً منذ ستينات القرن الماضي. وعلى أيام نميرى كنا نطالع تجارب الكفاح المسلح فى افريقيا وامريكا اللاتينية، وتوصلنا الى ان الكفاح المسلح يحتاج الى حركة سياسية سلمية كجناحي طائر ليحلق. قمت مع أصدقاء العمر "حسن نابليون" و"على العوض" بمحاولة تكوين جماعة " الخبز والسلام والتحرر" ودخلنا فى نقاشات مطولة مع آخرين وكنا ننوى بناء جناح سياسي فى المدن للحركة لجذب قوى هائلة معطلة الطاقات لتناصرها ولتطرح قضايا الخبز والسلام والتحرر وتناضل من أجلها فى شوارع المدن. ولكننى حينما ألتقيت بالمسؤلين عن مكتب الحركة فى الخرطوم ومنهم الراحل الدكتور " بيتر نيوت" و " أدوارد لينو" و"يوهانس يور أكول" ولمحاذير التاريخ والسياسة والجغرافيا وترصد أجهزة الأمن ومفارقات الإثنية التى تتغذى على أكل الثقة بين مختلف القوميات، لم تجد فكرتنا صدىً عند مكتب الحركة السري فى الخرطوم.
    بعد ذلك اتجهت للإنضمام للجيش الشعبي. وحينما وصلت معسكر اللاجئين فى "إتنغ" فى الحدود الأثيوبية السودانية بالقرب من مدينة "قمبيلا" فى يناير ١٩٨٧ قمت بترجمة برنامج حركة "الخبز والسلام والتحرر" مع الراحل والصديق الصحفي "شول كوانج" والصديق العزيز " جورج ماكير بنجامين" وأعطينا نسخة للراحلين الكبيرين "اروك طون اروك والعم اليجا مالوك" ولاحقا ناقشتها مع الدكتور جون قرنق حينما التقيته للمرة الأولى فى المدرسة السياسية فى معسكر" الزنك" فى أحدى ضواحى قمبيلا فى منتصف ١٩٨٧، تناقشنا فى هذه القضية الهامة التى ظللت أطرحها بإستمرار فى مختلف منابر الحركة ولكنها لم تجد العناية اللازمة على مر سنوات الحرب الطويلة مع ان قرنق ويوسف كوة مكى كانا من مؤيدى هذا الطرح، لكن الكفاح المسلح ظل يفرض أولوياته باستمرارعلى الحركة.
    لم تتمكن الحركة لأسباب عديدة أخرى ومثلها حركات الكفاح المسلح فى مناطق السودان الأخرى من التحليق بجناحين، ولم تستطع ربط الكفاح المسلح فى الريف بالعمل السياسي السلمي فى المدن والمزج بين القوى الناعمة والخشنة. كان ذلك سيستنهض جماهير واسعة المشارب كتلك التى إستقبلت قرنق فى الساحة الخضراء لاحقاً. هذه الجماهير بالضبط هى ما كان يحتاجه الكفاح المسلح ليلحق الهزيمة بمركز السلطة، وجماهير المدن تحيط بالحاكمين إحاطة السوار بالمعصم، خصوصا إن المدن على أيام الحرب الأولى كانت تعج بملايين المهمشين من جنوب السودان والمناطق الأخرى.
    على الرغم من أهيمة الدور الذى لعبه الكفاح المسلح ولازال يلعبه ضد فاشية الإسلام السياسى إلا أن حرمان الكفاح المسلح من أهم حليف إستراتيجي الحق الضرر بقضايا المهمشين.
    الحركة بوصفها كبرى حركات الكفاح المسلح، والأم الروحية لحركات الهامش، مؤهلة للإتجاه صوب المدن وبناء حركة تحرر للحقوق المدنية والسياسية والإجتماعية، تصادم ولا تهادن أنظمة الخرطوم، وتحرر مركز السلطة بتلاحم العمل السلمى الديمقراطي المدني فى الريف والمدينة، مما يعطى روح جديدة لا تجعل حركات الكفاح المسلح نهباً للإتفاقيات التى تؤجل حل القضايا، وتقدم أطواق نجاة للنظام القديم. وقد آن الأوان للحركة أن ترد الإعتبار لنضال مهمشي وفقراء ومثقفى المدن، وأن تصعد درج سلم المدن نحو بناء حركة جماهيرية جذرية قادرة على فرض أجندة المواطنة المتساوية وبناء دولة ديمقراطية لا تغفل العدالة الإجتماعية وديمقراطية الثقافة والسلطة وتبصر الإضطهاد بعينين.
    الحركة فى ذلك لا تبدأ من الصفر، فلها وجود فعلي فى مدن وريف السودان، ولديها تنظيمات ذات تجربة وبنية تحتية طوال الفترة الإنتقالية (٢٠٠٥-٢٠١١)، وقد تبلورت ظاهرة جديدة فى الحرب الثانية لم تكن موجودة من قبل، فقد برز قادة من الحركة في كل الولايات والقطاعات أعلنوا مواقف صريحة ضد النظام وتحملوا السجون ومعاناة النضال وهم من سيقود العمل التنظيمي والسياسي الذى ننشده.

    قضايا التنـظـيم والممـارسة التأريخـية

    ترتبط قضايا الحركة التنظيمية إرتباطاً لا إنفصام لعراه بممارساتها الفعلية وحصاد الممارسة فى العقود الماضية، ولابد من تقييم وسائل عملها وهياكلها خلال هذه الفترة والنتائج الفعلية التى توصلت لها. توفرت للحركة موارد بشرية جيدة، وقد ظل عشرات الألاف من الشباب ومن كادر الحركة متفرغين بشكل يومى لآداء المهام التى تطلبها القيادة، ومع ذلك يمكن القول ان هذه الموارد البشرية الضخمة لم تستخدم بكفاءة عالية على الرغم من مجهودات بناء القدرات السياسية والعسكرية.
    يشار أيضاً الى إن فئات المثقفين الذين إنضموا للحركة لم يجدوا الفرص الكافية والمساحة المناسبة لتمدد قدراتهم. يرتبط النجاح المحدود فى إستغلال مقدرات الأعضاء بشكل رئيسى بقضية إعتماد الحركة على الكفاح المسلح دون الأشكال الأخرى. كما اعتمدت الحركة عسكرة بنيتها التنظيمية لإدخال الإنضباط فى صفوفها بجانب انها ورثت تجارب الأنانيا الأولى وكثير من سلبياتها، كما أن قادتها الكبار الذين أتى معظمهم من الجيش السوداني قاوموا فى كثير من الأوقات التحديث الثورى الذى أدخله قرنق. كذلك إستنزف إختلاط ما هو موضوعي مع الذاتي فى قضايا الهامش والتباعد وعدم الثقة التاريخية بين القوميات المهمشة الكثير من الوقت والطاقات. والآن بعد مضى كل هذا الزمن فإن الحركة تمتلك تجربة ثرّة حول ما يمكن أن تتحصل عليه من الكفاح المسلح وما ينقصها من آليات وهياكل جديدة للإنفتاح على قوى أكبر. ولذلك فإننا حينما نتجه لتجديد الرؤية علينا أن نتجه الى تجديد الوسائل والهياكل والأليات فقضايا التنظيم مثلها مثل الرؤية تحتاج الى إعتماد وسائل كفاحية وهياكل تنظيمية تتناسب مع المهام التى تطرحها الرؤية، والتجديد الذى نتطلع للقيام به والدروس المستفادة من تجارب الماضي.
    إن الحركة لن تحرز تقدم الآ إذا اعتمدت وسائل وهياكل وآليات جديدة مرنة تسمح بالقدر المطلوب من الديمقراطية الداخلية والمساواة الحقيقية بين اعضائها، غض النظر عن خلفايتهم الإجتماعية والثقافية والجغرافية ووسائل نضالهم، ولابد من انتقاد الممارسات فى السنوات الماضية التى عملت على تحجيم الحركة فى داخل الحواضن الإثنية للكفاح المسلح. أن كثير من القضايا التنظيمية الجديدة ستستفيد من تجاربنا السابقة وتغتنى وتحل قضايا المستقبل بالنظرة لماضى التجربة، فالنظرية نفسها تتطور من خلال الممارسة.

    حقـوق المواطـنة المتساوية وحقوق العـضـوية المتساوية

    يحتاج الوصول الى حقوق وواجبات دستورية متساوية لكل المواطنيين معيارها الوحيد هو المواطنة بالضرورة الى حركة يساوى دستورها وممارستها الفعلية بين عضويتها فى الحقوق والواجبات. يجب أن لا تتسبب الوسائل المختلفة التى يشارك بها الأعضاء كل من موقعه فى النضال فى التفرقة بين الأعضاء على أسس غير موضوعية.
    إن الذين يشاركون فى الكفاح المسلح من مصلحتهم جذب اكبر قطاعات تتخذ وسائل العمل السلمى الى صفوفهم وإظهار رحابة فى النضال المشترك لبناء كتلة تاريخية بإفق استراتيجى للقضاء على المظالم الإجتماعية والتهميش من كافة جوانبه. لقد أثبتت إتفاقية السلام ان هنالك قطاعات شعبية واسعة مستعدة للكفاح المشترك من أجل إقامة مجتمع جديد. وبالرجوع لتجربتنا فإن المساواة فى الحقوق والواجبات الدستورية بين جميع أعضاء الحركة لن تغفل العطاء والكفاءة والولاء والآداء والمساهمة التأريخية للأفراد والجماعات، وتجربة المؤتمر الوطني الإفريقي وحلفائه لاسيما تجربته قبل وصوله للحكم تجربة جديرة بالدراسة فى كيفية خلق منظمة عابرة للإثنيات، على الرغم من المتاعب التى يعانيها المؤتمر الإفريقى الآن.

    الإنتاج الفـكـرى والثقـافى

    التخريب الذى طال كل مناحى الحياة لا سيما العقول بعد تجربة الإسلام السياسي ولد أسئلة جديدة لن نستطيع ان نجاوب عليها، وشق طريقنا نحو المستقبل إلا بإنتاج فكرى وثقافى يفوق هذا التخريب، ومالم نتفوق فكرياً لن نتفوق سياسياً، ولن نستطيع ان نتفوق سياسياً وفكرياً وثقافياً إلا بجذب المثقفين والأكاديمين والباحثين للمساهمة الفاعلة فى الإجابة على الأسئلة بشكل صحيح. لقد إبتعد كثير من المثقفين والأكاديميين من العمل السياسى إما لفقر العمل السياسى او لأن مطالب الحياة قد أنهكتهم، او بالهجرة الى خارج السودان التى باعدت بين بعضهم وبين الإهتمام بالقضايا الفكرية. وعلينا أن نولى هذه الجبهة الإهتمام اللائق بها وأن نزلل العقبات التى يضعها العمل السياسي والهياكل التنظيمية والبيروقراطية ومطالب الولاء التنظيمى الطاردة حتى نمكنهم من المساهمة الفاعلة.

    النسـاء

    تمثل قضية المرأة قضية رئيسية لأى منظمة تقدمية، والنساء هن مهمشات المهمشين كما ذكر قرنق، وهن صاحبات المصلحة الأكبر فى إنهاء المظالم وإقامة المجتمع الجديد، لأن مظالم النساء هى الأعمق فى التاريخ الإنساني.
    لقد دفعت النساء السودانيات ثمناً فادحاً تحت حكم فاشية الإسلام السياسى، ولذا فإن قضاياهن ونهوض حركة المرأة تظل قضية مفتاحية فى بناء اى منظمة ديمقراطية جديدة.
    تصحيح مظالم المرأة يقتضى تمثيل النساء فى مواقع إتخاذ القرار والتمييز الإيجابى لمصلحتهن وطرح برنامج جرئ يعطى الأولوية لإنصافهن ووضع قضيتهن فى أعلي الاجندة الوطنية امر لابد منه.
    أولت الحركة طوال تاريخها إهتماما ملحوظا بقضايا النساء وهى أكثر خبرة بقضايا المرأة الريفية، لكننا لا نزال نحتاج لتطوير برامجنا لمخاطبة قضايا النساء فى المدن ومراجعة تجربتنا حينما وصلنا الى الحكم وما قمنا به لإنصافهن. علينا أن نضع برنامجاً واضحاً منحازاً للنساء والوقوف بوضوح ضد القوانيين واستخدام الإسلام السياسى للدين بطريقة ممنهجة ومدروسة لإضطهادهن.
    ثمثل قضايا المرأة لبنة أساسية لازمة لبناء حركتنا ولبناء الكتلة التاريخية، فالنساء أكثر الفئات المتضررة من المجتمع القديم، وقد أظهرت تجارب الحرب إن النساء لعبن دورا رئيسياً فى صمود الحركة وجيشها، ودفعن كلفة باهظة فى كل الحروب التى جرت فى مناطق الهامش.
    تقوم نظرتنا على إن انصاف النساء فى تنظيمنا هو المقدمة الطبيعية لأنصافهن فى المجتمع العريض وعلينا أن نقدم نموذجاً جديداً ومغايراً فى قضايا المرأة وتحريرها، فلن نصل الى تحرير المجتمع مالم يتم تحرير النساء.

    الطـــلاب

    تمكن الطلاب السودانيون بشجاعة من إعلاء رأية الحركة فى الجامعات والمعاهد العليا مستخدمين العمل السلمي، وتضحياتهم محفّزة وتجربتهم ثرّة لنقلها الى جميع الفئات الإجتماعية الأخرى. تلك التجربة الثرّة يجب أن تنفتح على كل الطلاب من جميع القوميات والإثنيات وكذلك على المراحل الدنيا من مؤسسات التعليم. وتحتاج الحركة أن تولى عملها فى وسط الطلاب أهمية فائقة فهم يشكلون قوى حاسمة فى بناء حركة جماهيرية وفى التأثير على المجتمع العريض بجانب أنهم فئة تقدمية قابلة لإستيعاب الجديد وتوظيفه، ويمتلكون مهارات متنوعة يمكن توظيفها لخدمة أجندة التغيير.
    قدمت الحركة الطلابية السودانية المعارضة تضحيات كبيرة فى مقاومة النظام، ولم تستسلم طوال الثماني وعشرين عاماً الماضية. للحركة أرث طويل فى حركة الطلبة التى رفدتها بقيادات كثيرة على مدى سنوات الكفاح المسلح. للطلاب طاقة جبارة يمكن توظيفها لبناء حركة حقوق مدنية ديمقراطية فى مدن السودان المختلفة، وبناء ونقل حركتنا الى المدن سيلعب فيه الطلاب دوراً رئيسياً. ولذلك من الضرورى أن يجد النقاش لتجديد رؤية الحركة وآلياتها إهتماماً مبكراً وواسعاً فى أوساط الطلاب المنتمين للحركة أو المنتمين لغيرها. ولتمكين الطلاب من لعب دورهم الفعال فى عملية التغيير نحتاج لبذل المزيد من الجهد فى بناء حركتنا فى اوساطهم فهم بمختلف إتجاهاتهم الثورية ما بخلوا بالتضحيات فى سبيله وقدموا الشهيد تلو الشهيد لإنجازه.

    الشــباب

    إجترحت حركات الشباب السودانية أشكالاً عديدةً ومتنوعةً ضد حكم الإنقاذ، أخرها تجربة العصيان المدنى. ظلت الحركة ذات صلة مباشرة بحركات الشباب وأولت إهتماما كبير بهذه الحركة الناهضة. لقد تعرض الشباب السودانى الى موجات قمع واسعة، واستخدم كوقود لحروب الإسلام السياسى وسُدت أمامهم آفاق الحياة الإنسانية اللائقة وتُركوا فريسة للعطالة والحرمان من الخدمات، وفرض عليهم فى مختلف جوانب الحياة برنامج سياسي متخلف لا صلة له بالعصر وتم عزلهم عن حركة التقدم والعلم والعالم من حولنا.
    واليوم، يشكل الشباب أوسع شريحة ذات طاقة فى التغيير فمن الصعب إنجاز التغيير بدونهم أو المراهنة على المستقبل دون مشاركتهم ولذا فإن الإهتمام بهذه الشريحة التى تحمل مشاعل التغيير هى قضية من قضايانا المقدّمة لبناء حركتنا واحداث التغيير.

    وسـائل وأشـكال جـديدة للبناء والتنظــيم

    تحتاج الحركة بشكلها الجديد أن تستخدم أشكال متنوعة وجديدة للبناء ووسائل وادوات حديثة لا سيما إننا ندخل عصر البرمجيات الجديدة. وعلى الحركة ان تتجه بشكل أكثر فاعلية لإستخدام الوسائل الناعمة والى جماهير المدن وبالذات الى الشباب والنساء والطلاب والمثقفين، وان تنوع القضايا التى تهتم بها وان تربط بين وجودها التأريخي فى الريف وتَقَدمها نحو المدن وأن تطرح القضايا الجديدة مثل قضايا البيئة ونحن نحتاج فى ذلك:-

    تقوم الأجهزة القيادية للحركة على الإنتخاب وتحديد مدد بعينها لشاغليها وان تكون المؤتمرات واجتماعات الأجهزة القيادية ثابتة، وان نعلى من القدرات الإدارية فى المتابعة والمحاسبة على التنفيذ وان نرسى مناهج العمل الجماعى.

    الديمقراطية الداخلية يجب ان تتعمق وان نرسى تقاليدها فى بيئة تمكنها ان تنمو وتزدهر.

    إستخدام أدوات وبرمجيات التكنولوجيا الحديثة لحل قضايا العمل القيادى والتواصل بين القواعد والقاعدة وإتاحة فرص المساهمة للجميع والوصول لقرارات التنظيم عبر حوار داخلى يقبل بالمساهمات.

    بناء قوة إقتصادية وإستثمارية بمختلف الأشكال تتيح للتنظيم ان يتصدى لكثير من مهام العمل المطروحة امامه، والتجارب أمامنا ماثلة وعلينا إختيار أفضلها مع المحاسبة والتصدى للفساد فى القضايا التى تخص التنظيم والتطوير المستمر للموارد.

    تدريب الكادر وبناء القدرات وتوارث التجارب كقضية رئيسية ولاسيما لفئات الشباب والنساء والطلاب
    والموارد البشرية والمادية هى التى تخلق تنظيم ذو أثر.

    الإعلام يظل قضية رئيسية لتوصيل رؤيتنا وبرنامجنا وتفاعلنا مع الجماهير وجذب أكبر قطاعات للتغيير والتصدي لخصومنا ونحن فى حاجة لدراسة تجاربنا السابقة فى هذا المجال.

    العمل السياسي يجب أن يقوم على فوائد ملموسة للمجتمع الذى تعمل فية المنظمة السياسية ويقدم خدمات وإصلاحات للمجتمع المعنى بداية من الإهتمام بإصلاح البيئة وبالمنظمات التعاونية والعون الصحى والقانونى والمشاركة فى تقديم الخدمات للفقراء وإعانة الفئات الأكثر حرمانا والدفع بقضايا الإستنارة وبرؤيتنا فى مختلف المنابر الثقافية وإحياء والتبشير بقيم الخير .
    التصدي للعنصرية ومفاهيمها ودراسة تأريخها وخلق مناخ ثقافى وبيئة صالحة للقبول المشترك.
    يجب أن نولى ذلك أهمية لتطوير تنظيمنا والمضى بذلك للتبشير بخلق مجتمع جديد من أحشاء المجتمع القديم.

    تجديد الحركة الشعبية مع قوى أخرى يحتاج ان نتعامل مع تلك القوى على قدم المساواة والقبول بصيغة ديمقراطية دون هيمنة اى من الأطراف، و أن نستطيع الإجابة على الاسئلة والمهام التى لم يستطع اى من المكونات السابقة الإجابة عليها على نحو مشترك وجماعي.

    المنظومة الجديدة تحتاج الى مرونة وسعة افق لإنجازها مع الآخرين.
    إننا نحتاج ان نتحول الى قوى قادرة على المنافسة الديمقراطية وان نصل إلى السلطة عبر صناديق الإنتخابات وان نحتكم الى الشعب وليس عبر اى شكل من أشكال المغامرات والإنقلابات التى جربتها قوى غيرنا والعاقل من يتعظ بتجارب الآخرين.

    الإنفـتاح على قـوى الإسـتنارة والتقـدم

    ما نريد هو بناء تنظيم عضوى بين مهمشى المدينة والريف وفق رؤية السودان الجديد المنفتحة على كل قوى الإستنارة والتقدم. نريد بناء منظمة تنهل من أرث فكرى متقدم ومتفاعلة مع القوى المستنيرة فى مجتمعنا وفى ذلك لدينا مناقشات حيوية وتفاكر مع عدد من القوى الديمقراطية وقوى السودان الجديد. تنظيمياً نحن على إستعداد للإندماج فى تنظيم موحد مع هذه القوى لخلق حركة تَحرّرية للسودان الجديد، وتجربتنا فى الإنتقال الى مرحلة جديدة واحد من مهامها الإنفتاح على هذه القوى فى تفاعل مشترك وسنعمل لخلق تنظيم واحد مع الذين هم على إستعداد لخوض هذه التجربة . وجزء من مهام التجديد التنظيمي هو الإنفتاح على هذه القوى تنظيمياً دون شروطٍ أو تعالٍ.

    الكتـلة التأريخـية وشكلها التنظــيمى

    ليس لدينا سيناريو مكتوب لبناء الكتلة التاريخية، ويعتمد بنائها على عوامل كثيرة وعلى الصراع السياسى الدائر الآن وفى المستقبل. كما أنها تعتمد على عملية البناء والتجديد التى نمر بها وعلى التحالفات التى بإمكاننا القيام بها مع فئات وقوى إجتماعية جديدة ومع كل الراغبين فى سودان جديد. وهذه مهمة إستراتيجية لا يمكن إنجازها بتجميع الراغبين فى السودان الجديد او الإندماج مع تنظيمات ديمقراطية تناضل من أجله، فالكتلة التاريخية مهمة أوسع وأكبر من هذه العملية السياسية المحدودة، وهنالك قوى واسعة فى المجتمع المدنى، ومن المهنيين والعمال والمزارعين و الرعاة والنساء والشباب والطلاب والإتحادات والنقابات والتجمعات الأهلية التقدمية وغيرها، ستكون من ضمنها. وبنائها يعتمد على نتائج الصراع السياسي الواسع الذى تقوم به قوى السودان الجديد وإمكانياتها للإستجابة لمصالح إجتماعية واسعة فى داخل مجتمعنا. لقد أقعد غياب الكتلة التاريخية حركات الهامش وأدى الى إنفصال الجنوب، ولذلك فإن الوصول اليها يعتمد فى إنحيازنا لمصالح قوى إجتماعية عريضة متضررة من الأنظمة التى حكمت السودان وأدت نتائج حكمها الى ما نحن عليه الآن وهى مهمة معقدة وتحتاج الى كثير من التضحيات ولن تتم دون مواجهة حقيقية مع مركز السلطة والمستفيدين منه.

    عمـل أجهـزة الأمـن ومهـام البناء التنظـيمى

    صنع نظام الإنقاذ أجهزة أمنية عديدة لتخريب الحياة السياسية والإجتماعية كجزء من آليات السيطرة على السياسة والمجتمع، وقد تحول عمل هذه الأجهزة لشدة رسوخه على مدى ثلاث عقود الى ثقافة فرعية راسخة فى الحقل السياسي والإجتماعي. ستصطدم محاولات بناء حركة حقوق مدنية وديمقراطية فى المدن بممارسات الأجهزة الأمنية والإسلام السياسى ومحاولات التخريب، ولدينا تجارب سابقة، وعلينا دراسة كيفية تفادى التخريب الذى طال البنية السياسية والإجتماعية وكيفية بناء منظمة لا تصل أجهزة الأمن الى نواتها الصلبة وهى قضية مهمة أهمية المشروع الذى نطرحه.

    ظـاهــرة الإنشقـاقـات

    بعد ثلاث عقود من تحّكم النظام فإن الإنقسامات الأثنية والجغرافية والإجتماعية تعصف بمجتمعنا وبكافة القوى السياسية، ويكرّس النظام هذه الظاهرة كجزء من آليات السيطرة. كما أن الحروب الطويلة وافقار الريف والمدن أدت الى إنقسام فى الوجدان الوطني والإجتماعي والسياسي، وعملية البناء التى ننشدها ستواجه كل ذلك. وبناء منظمة من تنوع مجتمعنا وقومياته وثقافاته ومصالحه التى تبدو أحياناً متضاربة يحتاج لرؤية وبرنامج يجيب على الأسئلة التى تولد التناقضات، ويعزز العلاقات بين أصحاب المصالح المكونة لهذه المنظمة، ويحتاج لترسيخ القيم والمبادئ وبناء القدرات والتدريب السياسي والوضوح الفكرى لاسيما على مستوى القيادة.

    الخــط التنظــيمى الثــورى

    إنشاء منظمة ثورية يحتاج لوسائل وأدوات عمل تنظيمية ثورية حتى تضمن المنظمة نموها وبقائها وتطورها وحمايتها لمصالح جماهيرها، وهو الذى سيحمى هذه المنظمة من عاديات وتعديات الأنظمة الحاكمة.

    الـخـاتمــة : قــرنق والسباحـة فى بحـر مـن المتناقضات

    فى ختام هذه المساهمة أود ان أهديها الى زعيمنا وقائدنا وصديقنا وآخانا الكبير الدكتور جون قرنق دى مبيور، وأن نشكره على تلك السنوات الزاهرات المضيئات التى أمضيناها معاً، ولحسن قيادته وقوة شكيمته وعصيانه على الإنكسار، وقدرته الفذة فى تحويل الكارثة الى منفعة، والسباحة فى بحر من المتناقضات المعاصرة والتاريخية و الداخلية والخارجية، وتناقضات الجغرافيا والثقافة والإثنيات، وتصميمه على العبور الى الضفة الأخرى؛ الى وحدة السودان وإفريقيا، رغم بعد المسافة ووحشة الطريق.
    مستلهمين روحه الوثّابة وقدراته الفذة كمقاتل عنيد من أجل الحرية، ها نحن نعود مرة أخرى اليه، الى رؤية السودان الجديد فى ظل متغيرات وطنية وإقليمية وعالمية واسعة وعلى رأسها أن السودان نفسه لم يعد بلداً واحداً. نعود اليه ونحن نعلم أن بعض أخطاء اليوم ترجع فى بعض جوانبها الى أيامه. ولكننا ندرك إدراك الحاضرين والمشاركين فى التجربة، والتى نتحمل معه أخطائها قبل إيجابياتها الكثيرة، وندرك أيضاً أنه لو كان بيننا اليوم لما توانى أو تردد فى طرح المعالجات بعقلية نقدية. فعندما وضع رجله فى الساحة الخضراء كانت تلك لحظة فارقة وكان على أبوب الإنتقال الى مرحلة جديدة ، وقد كان أكبر من أن يحتمله خصومه.
    ونقول لخصومه إن قرنق لو عاد اليوم لما ترددنا للإنضام لصفوفه مرة أخرى.
    إن الرجوع لرؤية قرنق نقطة صلبة لإلتقاء الشمال والجنوب مجدداً، فتحت رؤية قرنق وقيادته إجتمع الجنوبيين والشماليين؛ فهو السياسي السوداني الوحيد الذى يحظى اليوم بالإحتفاء فى ضفتى السودان.
    علينا أن نأخذ من قرنق قدرته وبراعته فى تحويل الكارثة الى منفعة، وقديماً قال الثورى والقائد الفذ محمد أحمد المهدي: "إن المزايا فى طئ البلايا والمنن فى طئ المحن"، وهى مقولة تحمل سمات الجدل الثورى من ثائر غيّر المركز.
    وفى الختام، فبعد عقودٍ من الممارسة الطويلة للحركة فإن البعض إتسمت نظرته بالجمود والسلفية السياسية، ولم ينظر للتجربة بعين فاحصة وناقدة، لكننا عازمون على الدفع فى طريق التجديد بكل قوتنا، وعازمون على بناء نموذجاً مغايراً يتجاوز القديم حتى الذى صنعناه بأنفسنا.
    في كل الاوقات، حينما نعالج القضايا الكبرى علينا الرجوع الى الجماهير فإن إجاباتها دائما حاضرة.

    قد تطــول رحلتنا، لكن ثقــتنا فى شعبنا لا حـدود لها




















                  

العنوان الكاتب Date
تجسير الماضى مع الحاضر/ ميلاد ثانى لرؤية السودان الجديد إحسان عبد العزيز10-22-17, 09:07 PM
  Re: تجسير الماضى مع الحاضر/ ميلاد ثانى لرؤية ا إحسان عبد العزيز10-22-17, 09:10 PM
    Re: تجسير الماضى مع الحاضر/ ميلاد ثانى لرؤية ا إحسان عبد العزيز10-22-17, 09:31 PM
      Re: تجسير الماضى مع الحاضر/ ميلاد ثانى لرؤية ا إحسان عبد العزيز10-22-17, 11:19 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de