|
Re: طينة الوطن ( قديما والعهد الوسيط وحديثا ) .. (Re: ابو جهينة)
|
ولوج في معمعة تراب الوطن : الغرض هنا من هذه السياحة هو : إضافة اللمسات الجديدة التي لوّنتْ وتلون وجه الحياة في هذه المناطق المذكورة في أبيات الكتاب، أو في المنطقة برمّتِها، وذلك لتعم الفائدة. لنقم بتسليط الضوء على سبل كسب العيش التي أتى بها ذلك المنهج، ومحاولة معرفة ما طرأ من تغيرات في التركيبة السكانية والعمرانية والبيئية وطرق العيش: قال المؤلفون عبر تلك الأبيات التي موْسقتْ حصص الجغرافيا في ذلك الزمن الجميل : فى القولد التقيت بالصديق أنعم به من فاضل صديق خرجت أمشى معه في الساقية ويا لها من ذكريات باقية فكم أكلت معه (الكابيدة) وكم سمعت : ( أور وو ألودا) * * * أختزل المنهج بالقولد كل مناطق الشمال بقبائلها العديدة والمتنوعة، أو بالأخص كل القبائل التي امتهنت مهنة الزراعة باعتماد الساقية آلية لجلب الماء من النيل، و تلك القبائل التي تُزَيِّن ( الكابيدا – القراصة ) موائدهم، ثم أختزل اللغة النوبية في كلمتين وحرف نداء. ولكن كما هو ملاحظ لم يتطرق المنهج إلى أشياء عديدة في تلك المناطق كان من شأنها أن تجعل التلميذ في غرب البلاد يعرف مثلا كيف هي شكل البيوت بهذه المنطقة ومم يبنونها وما هي المحاصيل ومواسمها، ومعلومات كثيرة أخرى تصب في صلب المعرفية الجغرافية والسكانية بكل أبعادها. المنطقة بالشمال الممتدة من دار جعل والرباطاب والمناصير والشايقية والبديرية والدناقلة والمحس والسكود والحلفاويين. هذه القبائل لعهد قريب كانت مدينة أتبرا بالنسبة لهم جميعا بوتقة تمازج، ولكن نسبة التزاوج كانت بمقدار ضئيل، فالقبلية كانت تقبض بتلابيب الفكرة رغم ذلك النسيج الاجتماعي الذي نسجته مدينة أتبرا بكل اقتدار حتى بين هذه القبائل وقبائل السودان الأخرى. قبائل الشمال في العقدين الأخيرين، استقبلت أفواجا من كل قبائل السودان، فكان أمرا عاديا أن ترى جنوبيا في مدينة (عبري) أو (فوراويا) في (دلقو)، حيث كان هذا الأمر غير وارد في الثمانينيات والسبعينيات من القرن المنصرم.
( الآن التعدين والبحث عن الذهب في جبال ووديان الشمال أتتْ بشباب من مختلف القبائل ، ولكن شتان ما بين الذين أتوا وكانت حياتهم ما بين الأراضي الزراعية المتاخمة للنيل وبين شريط النخيل المحاذي للنيل. فالمعدنين بعيدون كل البعد عن مناطق سكن الأهالي ، لا يأتون للقرى إلا لماما )
|
|
|
|
|
|
|
|
|