علاء أننقا .. مودتي .. ارجو رجاء خاص أن تقرأ الموضوع الذي كتبته عن عمنا علي داؤود رحمه الله عمنا علي كان بالنسبة لي صديق رغم فارق العمر .. من أيام كان في شركة كرمة .. لأنه كان صديق مقرب من الوالد الله يرحمه .. وكان يزورنا في البيت .. ثم جاء إلى المدرسة عاملاً ولم يكن مقتنعاً بهذه الوظيفة لأنه كان ذو شخصية قيادية المهم هي المعايش رغم أن وظيفة عامل في المدرسة في ذلك الزمان إلا بواسطة قوية كمان هو حاضر البديهة ذو كاريزما وطول وشخصية ، جلابية وعمة على أعلى مستوى .. كان مسيطر على المدرسة .. ويجهز العزائم للمدرسين وضيوف المدرسة لدى وجهاء كرمة رحمه الله رحمة واسعة ،،
علاء هذه الخواطر هدية .. لأنه كان ذكي ويلتقط المصطلحات ويستخدمها حسب قدرته
إليك الهدية يا علاء ..
10-09-2017, 01:56 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
وهو عمنا علي داؤود ( رحمه الله ) .. كان انيق الملبس فارع الطول من فرط اناقته وقوة شخصيته كنا نتجنب حضوره لأنه طاغي على كل من حوله . لا يقرأ ولا يكتب ولكنه كان حصيفاً وذكي .. كان مدير المدرسة من ابناء سكوت ( عبري ) واسمه عبدالفتاح رحمه الله .. في ذلك الزمن الجميل كانت في المدارس ماكينات طابعة ( رونيو) لطباعة الاختبارات وغيرها .. وتعطلت الماكينة بمدرستنا وجاء معلم اللغة العربية وهو من ابناء بدين اسمه ( ابراهيم ) من خريجي الازهر وهؤلاء كان زيهم هي الجلاليب ويطلق عليهم لفظ (مولانا) وكان هناك نوع التهميش الاداري والوظيفي لهم .. فلابد من طباعة بعض اوراق امتحانات اللغة العربية خارج المدرسة .. وقام الناظر بإرسال الاستاذ مولانا / ابراهيم وعمنا علي داؤود الى مدرسة كرمة البلد بنات للقيام بهذه المهمة هناك .. وقد حكى لي احد الزملاء الاستاذة في مدرسة البنات عما حدث هناك .. جاء الاثنان الى حيث مكاتب المدرسين .. تقدم عم علي اولاً نحو مكتب المدير وقام بواجب السلام والمجاملة على اكمل وجه ثم كان مجلس الانس الذي يضم كل الاستاذة والناظر .. ودائماً ما يكون حديث المدرسين عن المناهج ومستوى التلاميذ حيث كانت المنافسة بين المدارس .. هنا انقلب الوضع تسلم عم علي زمام المبادرة واصبح هو المعلم الذي يعرف المناهج بدون استثناء .. فإعتدل في جلسته وقال ((نحن في مدرسة البرقيق .. ناس سنة ثالثة .. خلصوا كتاب الجورنال الانجليزي ويقصد الجونير Junior .. ثم اضاف كمان في آخر درس في ريدر ستة ويقصد Reader Six ذلك الكتاب الذي كان مقرراً في تلك الايام .. وفي الكومبوشيشن ويقصد composition حوالي عشرين موضوع .. )) واشار الاستاذ ابراهيم مرافقه الذي كان لقبه ( كوجر ) بالايجاب ووافق أن كلام عم علي صحيح لأنه معلم لغة عربية في ذلك الزمان الازهريين وليس لديهم خلفية عن مقررات اللغة الانجليزية وهذا يدل على ذكاء عم علي الذي بدأ ينظر في عالم يجهله مولانا تماماً .. وبذكائه إلتقط عم علي كل هذه المعلومات من ونسة المعلمين لأن معظم جلوسه كان معنا في المكتب وليس مع العمال ... تواردت الاخبار ووصلت الى ناظر مدرستنا .. وكان وقعها عليه كالصاعقة لأن عم علي اشتهر في مجالس المدرسين بمواقفه واحاديثه ودخل في موسوعة كتاب نقابة المعلمين كأظرف عامل مر خلال تاريخ مدارس المنطقة وساء هذا الامر الناظر بأن هذه السخرية والتهكم تنسب الى مدرسة عريقة مثل مدرسة البرقيق .. ورغم ذلك كان عم علي واحداً من اروع البشر في المنطقة جمالاً ومساعدة للاخرين ومحبوباً من الجميع .. لقد شهدت واقعة تدل على ذكاء عم علي رحمه الله وظرفه وخفة دمه وحضور البديهة لديه وسرعة الاجابة .. كنت ذاهباً الى الحصة الثانية في الصف الثاني ( لغة الانجليزية ) عندما استوقفني عم علي وكان الوقت نهاية الشهر وكانت له سلفة مستحقة قيمتها طرادة ( 25 قرش) عند عم عبدالله الحلفاوي عامل بالمدرسة ايضاً وشاهدت عبدالله قادماً الينا وهو واضعاً يده في الجهة اليسرى من صدره وكأنه يشكي من مرض في القلب ليستدر به عطف عم علي لاسقاط المطالبة المالية .. نظر اليه عم علي ملياً وعرف ان عبدالله يريد ان يجد عذراً لتأخير الدين المطلوب منه فقال له (( يا عبدالله انت ما عندك مرض قلب انت عندك مرض الجيب .. لأن جيب الفلوس فوق القلب مباشرة )) .. وقفت افكر في كلام هذا الرجل المبدع ومدلول ومغزى هذا الحديث الغريب .. وأذكر اليوم عندما زارنا مندوب عن المحاكم قادم من مروي ووجد ان المدرسة انسب مكان لاستضافته في جلسة اخوية في مكتب المدير حيث جاء عم علي وكأنه يريد أن يشارك بأي صفة ولكن سوف لن يسمح له بالجلوس مع المدرسين .. وسلم على الضيف وافقاً وأراد ان يعرفه بالبرقيق متخطياً الناظر والوكيل وكل الحضور لأنه بأناقته وطلعته البهية خطف انظار الضيوف وبدأ يتحدث الى الضيف بدون مقدمات ( طبعاً .. البرقيق ده .. منطقة .. ثقافية وعمالية .. وكذلك .. ) هنا قاطعه المدير .. ( يا علي امش اضرب الجرس وخلي الاولاد يدخله الفصول .. رحم الله عمنا علي رحمة واسعة .. وهكذا وجد الناظر الفرصة الملاءمة التي كان ينتظرها لتحجيم عم علي ..
رحم الله عمنا علي رحمة واسعة .. ا
10-10-2017, 09:59 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
كمان الخبر السيء أن مارقريت التي كانت في مستشفى البرقيق تم إختطافها في الفاشر .. كانت تعمل في عنبر الاطفال وعنبر الولادة وكانت معروفة لناس المنطقة .. وكانت ساكنة في حي الممرضين كانت تزورنا في البيوت أيام كنا معلمين خبر حزين جداً
10-10-2017, 04:52 PM
علاء سيداحمد علاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162
صدقت يا حبوب فكل المشاريع الجميلة الزمان راحت في حق الله! أسوة بباقي المشاريع التنموية المنتجة في السودان! كرمة الجميلة ما قاعد افوتها في كل زياراتي للشمالية ولازم امشي متحف كرمة عشان يسوقني لزمن الاجداد لأخذ البركات .. طالما محمد فضل موسى إبن عمك فنسألك عن أخبار الزول السمح علي فضل موسى؟ آخر مرة قابلته في التسعينيات في الهند! وياريت لو اوصلتني معاهو .. [email protected] بعدين تقول ليهوا أحمد ساتي
الف مرحب اخوى احمد .. تعرف على فضل دا واحد من اجمل الناس فى كرمة زول ولوف واجتماعى درجة اولى وذو خلق عظيم لذلك نحنا سامينو فى الحلة ( ابونا ) لانه يحمل اخلاقيات وجمال ابائنا الاولين .
يمكنك التواصل معه : 00249912460443 00249124714773
10-10-2017, 04:57 PM
علاء سيداحمد علاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162
بالمناسبة يا حمد ساتى هل لديكم علاقة قرابة مع صديقى الاستاذ / محمد ساتى زيادة وهو من ارتقاشا وقد عمل مدرسا فى المدارس المتوسطة فى المنطقة لفترة طويلة والان هو فى امريكا ( هو وابن اخوى هشام عبدالمنعم سيداحمد يقيمون معاً فى شقة )
10-10-2017, 05:02 PM
علاء سيداحمد علاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162
العزاء : فى الماضى كان اهل الميت يتقبلون العزاء فى ميتهم لمدة زمنية طويلة وكانوا يجدون المشقة فى توفير مستلزمات العزاء واذكر جيدا فى بدايات سبعينات القرن الماضى اتى الاستاذان الفاضلان ابن خالى جمال محمد عباس وابن عمى محمد حسن سيداحمد بفكرة رائعة جدا لحمل الثقل عن كاهل اهل المتوفى وتطبيق التكافل الاجتماعى على ارض الواقع . وذلك بتقسيم الاكل على بيوت حلتنا فى حال وفاة احد افراد الحلة وعلى ان تقتصر العزاء لمدة ثلاثة ايام فقط . وقد نجح المشروع نجاحا منقطع النظير وقد وقد استنّ بسنة الحلة الحلال المجاورة وكثير من المناطق النوبية الاخرى واليوم نرى ان الامر ربما قد غطى المنطقة النوبية كلها .
10-11-2017, 07:03 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
قهوة عمنا عبدالله محمد حسن (رحمه الله ) بسكويت المحشي .. صدمة حضارية
رجل يعلو وجهه كل معاني الوسامة .. نظيف الملبس .. وحسب متطلبات المهنة ..عراقي ابيض وسروال .. طبعاً من الدبلان الابيض وناصع البياض خاصة مع .. تعلو راسه طاقية منسج حمراء اللون .. كان مبدعاً في عمله ينظف كل ما حوله .. رغم وجود كناسين في السوق .. نشاطه الفعلي يبدأ من العصر .. كنا نساعده في رص الطاولات الخضراء في الساحة امام المقهى بعد رش الارض .. ثم يقوم بأخراج تلك النملية ( الدولاب) الى الساحة وبه بعض ( الكبابي ) .. وفي الرف الاول .. ذلك الشيء بغلافه ذو البريق اللامع باللون الاحمر .. كنا نذهب هناك لنتفرج فقط على ذلك شيء الجميل الذي كان يسيل له اللعاب .. لأنه صعب المنال إلا ايام موسم التمر عندما تكون الارصدة النقدية في قمة ارتفاعها ويمكن لنا شراءها .. لأن قيمتها ( ستة قروش ) يعني شلن بالاضافة الى قرش .. كان مبلغاً بالنسبة لاطفال في مثل سننا جاهاً وترف .. هذا الشيء العجيب هو ( بسكويت المحشي ) من نوع ( اكسفورد ) صناعة بريطانية .. واذا دعتك قدرتك الى شراء واحدة منها لا بد ان تنفرد بها في خلوة كاملة يعني خلف الجدول او في دائرة الادارسة .. لأنك سوف تتعرض لكل معاني الارهاب وحق القوة .. من المتربصين من الدفعة .. وفي المخبأ .. تخرج تلك البسكويته وتأكلها برقة .. تبدأ بفصلها من الجزء الاخر .. لتدخل في مذاق آخر يحلق بك الى عالم لا تتخيله .. هي تلك الكريما البيضاء .. ثم تستمر هذه الوليمة الفردية لفترة طويلة حتى تقضي عليها وللتأكيد على السبق والامتياز لا بد من الاحتفاظ بالغلاف وبعض العوالق على الفم لعرضها على زملائك .. انها سادية الاطفال .. كل هذا الجمال والرفاهية كانت متوفرة لدى عمنا ابن كرمة .. عبدالله محمد حسن .. صاحب احدث مقهى في ذلك الزمان بل احدث كثيراً من الخرائب وأكوام الزبالة الموجودة في سوق البرقيق حالياً وتسمى مقاهي ومطاعم .. وبعد العصر يأتي جموع الافندية من المدرسين والعاملين في الزراعة ومستشفى البرقيق .. تمتليء الطاولات .. وننزوي نحن الى ركن قصي بعيد عن مرأى المدرسين والناظر وخاصة الامبراطور احمد علي ناظر البرقيق الاميرية الوسطى .. ويبدأ هؤلاء في لعب الطاولة وتناول المشروبات الساخنة .. شاي بالحليب .. كاكاو .. وسحلب .. طبعاً مع البسكويت الحلم .. يأتي كومر الزراعة .. والمهندس محمد سعدالدين .. وباقي نجوم المجتمع .. هكذا كان احد ابناء كرمة البلد من له السبق في النشاط الاقتصادي بالبرقيق .. تلاه في نفس المكان بعد ذلك عمنا عثمان بدري .. كمان لا ننسى .. قهوة ( كروش ) في جزء الشمالي من السوق .. وهو اول من روج لمشروب ( الفرنساوي ) وعلى ما أذكر هو ( قهوة بالحليب ) .. وكنا نسترق السمع (ادينا واحد فرنساوي) .. وفي المقابل كانت طبقة المزارعين وغيرهم يتجمعون في برندة سوق البرقيق والتي احترقت حسب اعتقادي في اول السبعينات بفعل ثلاجة تابعة لعمنا ( سعيد رز ) من كرمة البلد بعد ان تم بيع البرندة كملك خاص واستثماري وكانت فكرة مبكرة ورائدة في ذلك الزمان .. ولكن تجمع هؤلاء كان في منتصف النهار او وقت القيلولة حيث بائعات الترمس والرطب .. بالفعل كانت هذه المنطقة ظليلة وممتدة على طول اكثر من ثلاثون متر وعرض عشرون متر تقريباً مما كان يجعل المجال متاحاً للجميع ممارسة ما يريدون .. ونحن في ذلك العمر كنا نمارس فقط خطف ملء اليد من الترمس عندما ننتهز فرصة غفلة من البائعة حبذا لو كانت تلك العجوز ( جارة تجارب ) لأن الحاجة العواضة كانت من الشراسة التي تكفي عدم الاقتراب منها او من معروضاتها .. وبين فترة واخرى كنا نسمع التصفيق والاصوات ترتفع من مجالس هؤلاء وهي النقطة التي كانت تسجل فيها انتصارات في لعبة ( السيجا ) كان عمنا ادريس ومحمد عثمان من الحارة الاولى رحمهم الله وعمنا الياس ادريس وعم فرج ذلك الرجل القادم من جبال النوبة والذي استوطن في حواشة العم مسكن سعيد ..
مع التحية ..
10-11-2017, 03:59 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
أيها الاحبة الكرام .. هي خواطر من الزمن الجميل .. عبدالفتاح إبن عبدالله محمد حسن معانا في جدة ومتزوج من بنتنا الاستاذة من ارتقاشا دائماً ما أحدثه عن والده رحمة الله عليه ووالدته توفيت قبل ثلاثة أسابيع تقريباً رحمها الله .. مودتي ..
Quote: .أيها الاحبة الكرام .. هي خواطر من الزمن الجميل .. عبدالفتاح إبن عبدالله محمد حسن معانا في جدة ومتزوج من بنتنا الاستاذة من ارتقاشا دائماً ما أحدثه عن والده رحمة الله عليه ووالدته توفيت قبل ثلاثة أسابيع تقريباً رحمها الله .. مودتي ..
تحياتى اخوى على عبدالوهاب
عبدالله محمد حسن هو خـــــــــال الاستاذ جمال محمد عباس ( وهو شقيق والدة جمال محمد عباس - حليمة محمد حسن رحمهم الله جميعا )
10-12-2017, 04:31 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
شكراً علاء .. يا سلام على أستاذ رمز الوفاء والامانة والصدق .. عندما نجمع تبرعات المستشفى في زيارة لمحمد زبير وخليفة زمراوي .. كان فقط نقول للناس أن المسئول من هذا المال هو الاستاذ جمال محمد عباس .. وهو أستاذي عندما كان في ريعان الشباب وعملت معه معلماً في البرقيق الثانوية العامة كل إجازة أمشي البلد لازم أبحث عنه أينما وجد .. بيننا علاقة قوية جداً .. مودتي علاء
10-12-2017, 04:33 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
كبائن الهاتف أيام العز أمام دكان العم / بابكر حسن عكاشة وفي مدخل البرندة من الامام الى اليمين كان هناك دولاب بالحجم الكبير مساحته تقريباً مترين في متر ونصف وارتفاعه حوالي المترين بلون ازرق فاتح وفي الاعلى نوافذ زجاجية .. كنت ارى هذا الصندوق واذكره كما امامي الان انيقاً جيد الصناعة لا يخلو من المسحة الجمالية والمتانه كدأب كل شيء في ذلك الزمان الجميل .. ويسمى (كولوبوكس) والمقصود به ( Call Box ) او كبائن الهاتف بلغة اليوم كان الناس يلجون اليه من باب محكم القفل ثم يجلس بعد ان يسحب المقعد من طرف الدولاب وامامه التلفون وكان يمكن الاتصال حتى الخرطوم ولكن عن طريق ( الكوبانية ) او ما يعرف اليوم ( بالسنترال ) والكوبانية كانت في كرمة النزل وكنا نسمع بعض العبارات على الدوام مثل (( يا كوبانية .. الخرطوم .. ايوه الخرطوم .. بالله ياعبدالله ما تنسنا .. )) وعبدالله هو موظف الكوبانية في كرمة النزل وكان مشهور باسم ( عبدالله كوبانية ) وهكذا كانت تتم المكالمات الهاتفية آنذاك .. واذكر ان تلفون المدرسة الوسطى رقمه (14) والمستشفى (12) وكان هناك تلفون في استراحة الادريسي وكذلك في شركة كرمة وسوف آتي اليه لاحقاً .. العم بابكر كان دوره مقتصر على حساب الوقت بساعة الجيب ولا اعرف كم كانت قيمة الدقيقة في ذلك الوقت بالنسبة للمكالمات صدق الحلفاويين عندما قالوا ( ضيعناك وضعنا وراك يا عبود ) ..
مودتي علاء أننقا
10-12-2017, 06:50 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
فتحت ابواب المستشفى من كل الاتجاهات وركض الناس في انبهار تام وخاصة من ارضيات البلاط اللامعة على طريقة ( الشطرنج ) رحمك الله عمنا (علي بلاط) الطرق الداخلية المرصوفة بالطوب الاحمر .. وكذلك زجاجات البيرة المغروسة على جوانب الطريق مثل الرصيف وتلك الكميات من زجاجات البيرة الفارغة تدل دلالة واضحة على نوعية الحياة في ذلك الزمان ( بيرة ابوجمل ) ومازالت بعض زجاجاتها الفارغة تتوسد الحائط عند بعض الامهات وبها بعض العطور الخشبية القديمة .. بدأنا الجولات داخل المستشفى نركض داخل العنابر والعيادات ولكن اكثر ما جذب الناس وبهرهم غرفة العمليات وعدد المقصات ومشارط داخل الفترينات ولكن الاهم هو سرير العمليات وبدأ الشخص المسئول يعرض للزوار كيف ان هذا السرير يمكن رفعه وخفضه عن طريق الضغط بالرجل من الاسفل وهنا انطلقت الاهات من الاعماق اعجاباً بهذه التكنولوجيا وهي نفسها المطبقة لدى أي حلاق في البرقيق اليوم .. سبحان الله .. اذكر ذلك اليوم جيداً والناس في فرح وحبور حتى وصلنا الى ما يسمى ( بالمشرحة ) في آخر ركن من الجنوب في المستشفى وهو مكان غيسل الاموات وعندما رأي الناس احواض الغيسل مصحوباً بشرح من الدليل المرافق عن كيفية اسجاء الميت داخله عرف الناس ان هذا المستشفى اوله دخول وعلاج وآخره ربما موت زؤآم واصيب الجميع بالكآبة وتعرف مدى حب اهلنا للحياة وتشبث بها وكما قال احدهم في المثل وهو في قمة النشوة (( ما مدام في موت ما في فائدة )) .. وبدأ العمل مباشرة في المستشفى وأول مريض من أهلنا دخل المسشتفى للعلاج وكان في حالة غيبوبة تامة وبعد ان تلقى العلاج الكامل ورجع الى وعيه قفز من السرير الى خارج العنبر ورفض الدخول وعندما ألح عليه الممرضون واهله عن السبب اوضح الرجل قائلاً (( إن كا مرقي كمو )) ومعناه كيف انام في بيت ليس به ( مرق في السقف ) او العوارض الخشبية التي ترفع السقف لأن المستشفى كان من الداخل مغلف بالاسبستوس العازل .. لك الرحمة أيها الخال العزيز ..
استاذنا علي عبد الوهاب نتاوق من حين لاخر لهذا البوست التوثيقي الرائع لذكرياتكم الثرة والتي تزيد من ثقافتنا لتقاليد وعادات احفاد بعانخي وتهراقا،(قبل ما ندخل حصة التاريخ كنا بننطق الاسم ترهاقا ولكن فهمونا ان الاسم الصحيح تهراقا، ولهسع ما عارفة الاسم الصاح ياتو فيهم)... نستمتع ايما استمتاع بهذا الحكي الطاعم كالفول بالجبنة والمترع بزيت السمسم الكنا بناكله في دكان عم عثمان في حي الداخلة في عطبرة).. ولكن ما كتبته من فقرات في البوست كوم وما كتبته عن احداث افتتاح مستشفى البرقيق كوم تاني،،،وخصوصا اهات الاعجاب بسرير غرفة العمليات الذي يمكن رفعه وخفضه بدوسة رجل اسفل السرير،وهو الموجود في كراسي الحلاقين اليوم،،وكمان تعليق احدهم بقوله:"ما دام في موت مافي فايدة""..لكن كان جينا للكلام الصحي كلامه صاح،،ما دام في موت مافي فايدة......ونتم الجملة ..مافي فايدة في الدنيا...""". ونحن نشيد باسلوبك السلس والممتع في رواية هذه الذكريات الطريفة... لكن الليلة فرجت عننا هم كبير من هموم ومصاعب الغربة القساية،، ورسمت الابتسامات والضحكات على وجوهنا،،،، ودمت بالف خير وصحة وعافية
10-15-2017, 10:50 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
.ولكن ما كتبته من فقرات في البوست كوم وما كتبته عن احداث افتتاح مستشفى البرقيق كوم تاني،،،وخصوصا اهات الاعجاب بسرير غرفة العمليات الذي يمكن رفعه وخفضه بدوسة رجل اسفل السرير،وهو الموجود في كراسي الحلاقين اليوم،،وكمان تعليق احدهم بقوله:"ما دام في موت مافي فايدة""..لكن كان جينا للكلام الصحي كلامه صاح،،ما دام في موت مافي فايدة......ونتم الجملة ..مافي فايدة في الدنيا...""".
=============
التحية للاميرة بسمات .. ولباقي الاميرات . تخيلي مستشفى بمواصفات ذلك الزمان كانت أحدث من الحداثة وأطباء على مستوى .. في اقصى شمال السودان وإفتتحه الحكام العسكري للمديرية الشمالية كان يأتي من الدامر بسيارة كومر .. ولا مجلس تشريعي وحكومة ولاية ولا صرف ولا بذخ .. أذكر ذلك اليوم كما الأمس كنا منبهرين جداً
شكراً على المداخلة الثرة ويعجبني حبك لعطيرة .. الوفاء للوطن مهم .. تدل على الاصالة والاخلاص ..
شكراً كثير الاميرة بسمات .. وتحياتي لباقي الاميرات
10-14-2017, 11:16 AM
Ahmed Alim Ahmed Alim
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 2762
لانكم وفرتوا لي وسيلة تواصل مع أخونا الجميل على فضل .. وزي ماقلت إنسان جميل بكل ما تحمل الكلمة من معنى .. ودائماً مبتسم . وبالمناسبة عنده كم هائل من الحكاوي والقصص التراثية الجميلة.
للأسف ما بعرف الاستاذ محمد ولا تشرفت بمعرفته هنا في أمريكا، أسم ساتي هو اسم الوالد فقط ولكن اكيد حيكون في قرابة من جهة جدي لأمي لانوا عنده جدة من آل الشيخ محمد عيسى زيادة سوار الدهب. بالاضافة لانوا ناس مشو وأرتقاشا وكل القرى الحولنا بتجمعهم صلات دم ومصاهرات .. وياريت لو رسلت لي في إيميلي المبين في المداخلة السابقة أرقامهم عشان اتواصل معهم .. محبتي وتقديري
10-13-2017, 12:11 PM
Ahmed Alim Ahmed Alim
تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 2762
أخونا العزيز محمد زمراوي كتر خيرك كتير على المعلومة ..
سنين طويلة انقطع التواصل بشكل كامل مع اخونا الجميل علي فضل .. طبعاً كان كل نهاية اسبوع بشرفنا في بيت العزابة عشان الكابيدة :)
وهو بالمناسبة ما كان بحب يتكلم عربي نهائياً :) وتحس بيه بكون متألم لما يتضطر يتكلم عربي ههههههه.. بالله تحياتنا الكتيرة ليهوا لحدي ما نقدر نتواصل معاهو ..
محبتي وتقديري
10-14-2017, 09:58 AM
علاء سيداحمد علاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162
Quote: اتذكر عند زواج صلاح عبدون في 1973 غنى في عرسه الفنان الراحل جمعة جاد اغنية ما زلت اتذكرها لونك اسمراني لا سوداني لا لا لونك افريقي يا ملك الزمان..
تحياتى شاعرنا المبجل عبدالاله زمراوى وكل موسم حصاد تمر وانت طيب بمجرد ان اطلعت ماسطرته انت فى المقتبس اعلاه خطر ببالى ان الاخ العزيز جمال على ادريس كان قد متع ناظرينا قبل فترة بصورة - سيرة العريس صلاح عبدون ادريس ستية الصورة من صفحة الاخ جمال ادريس ستيه : ولاتنسى ان عربات السيرة فى تلك الفترة الزمنية كانت تطوف مابين القبتين سبع مرات !
10-15-2017, 07:52 AM
عبدالأله زمراوي عبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744
Quote: تحياتى شاعرنا المبجل عبدالاله زمراوى وكل موسم حصاد تمر وانت طيب بمجرد ان اطلعت ماسطرته انت فى المقتبس اعلاه خطر ببالى ان الاخ العزيز جمال على ادريس كان قد متع ناظرينا قبل فترة بصورة - سيرة العريس صلاح عبدون ادريس ستية الصورة من صفحة الاخ جمال ادريس ستيه : ولاتنسى ان عربات السيرة فى تلك الفترة الزمنية كانت تطوف مابين القبتين سبع مرات !
يا سلااااااااااااام يا ود عمي شقيقي علاء... والله اتذكر تلك الفترة بكل تفاصيلها واتذكر الراحل جمعة جاد وهو يحمل العود؛ بل اتذكر الرتاين الستة التي اشعلوا سراجها ونفخ الرتينة وتفاصيل كثيرة جدا ما زالت عالقة كأنها بالأمس....
استاذنا علي ارجوك ان تكتب لنا ايامك في مدرسة همبرتي كروج بكرمة النزل والذين زاملوك بها. حتما ستبهرنا بلغتك الساحرة الصادقة الروائية...
10-15-2017, 08:57 AM
عباس محمود عباس محمود
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 1441
علي أمبس . اتزكرتك يوم الخميس السابق وانا عند مدخل مدينة البرقيق وذلك المنظر البديع حيث تحيط الأشجار بالطريق.وانا في طريقي لزيارة مجمع حضارة كرمة .. أعتقد انك كتبت من قبل عن هذا المشهد وأعتقد برضه انو نزل فيديو هنا عن نفس المشهد .. اما الصعود الي قمة الدفوفة وما يحمله الموقع من قيمة تاريخية فكان بالنسبة لي أمرا مدهشا وانا أزول المكان لأول مرة .. تنظر من عل وأشجار النخيل تحيط بالمشهد من كل جانب فهو أمر لا ينسي .. يا سلاااااام .. ربما أعود للبوست ثانية.
10-15-2017, 02:36 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
اتزكرتك يوم الخميس السابق وانا عند مدخل مدينة البرقيق وذلك المنظر البديع حيث تحيط الأشجار بالطريق.وانا في طريقي لزيارة مجمع حضارة كرمة .. أعتقد انك كتبت من قبل عن هذا المشهد وأعتقد برضه انو نزل فيديو هنا عن نفس المشهد .. اما الصعود الي قمة الدفوفة وما يحمله الموقع من قيمة تاريخية فكان بالنسبة لي أمرا مدهشا وانا أزول المكان لأول مرة .. تنظر من عل وأشجار النخيل تحيط بالمشهد من كل جانب فهو أمر لا ينسي .. يا سلاااااام .. ربما أعود للبوست ثانية.
========================== يا سلام .. عباس أمبس في مكان ما في هذا البوست كنت أتحدث عن مؤسس البرقيق ومن صمم مدخل البرقيق وحلة الزراعة وكبري البيارة ومن غرس أشجار المهوقني تلك الاشجار الضخمة التي تمتد عمرها إلى من 1944 تقريبا .. وهو مؤسس مشروع البرقيق الاسكتلندي مستر لانق .. ورغم أن الحكومة تلاعبت في التصاميم وأحدثت تغييرات معيبة في المباني إلا أن القليل منها باقي إلى اليوم فكان الاسفلت .. وإنحسار الحيوانات التي ترعى ولذلك حدثت كثافة في التشجير والبرقيق وكرمة البلد أكثر المناطق تشجيراً في داخل الاحياء في الولاية كلها .. أما إذا صعدت فوق الدفوفة فأنت ترى الجمال والعالم الممتد من أطراف الصحراء في الشرق إلى ارتقاشا وكرمة البلد التي تنام حضن قوسين من الذهب الدفوفة و النيل .. مودتي عباس أمبس الله عليك أثرت الشجون .. وأخرجتني من وعثاء الغربة والجفاف .. الحديث يمكن أن يطول إلى مئات الصفحات ولدي خواطر بعشرات صفحات ..
10-15-2017, 02:21 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
شاعرنا الجميل .. سبحان الله أول أمس في منتدى أدبي مصغر تطرقت إلى قصيدتك أنا ملك نوبي ، وقصيدة لا تسخروا مني وكان مدخلي عن عبقرية الشعراء الذين لديهم عمق في الثقافتين خبروا النظم باللغتين ( النوبية والعربية ) وهنا تتسع القاعدة وتتفوق على الاحاديات وسمحت لنا قصائدك أن ندخل في مصطلح الادب النوبي ( بأنه ليس شرطاً ان تكون القصيدة باللغة النوبية ) ولكن أن تفهم القصيدة زمانياً ومكانياً بأنها من العمق النوبي فبدأت بنموذج خليل والصور التي حملها في دواخله منذ الطفولة .. وكنت أنت شاعرنا الجميل إبن حضارة كوش وكرمة بؤرة الانتماء .. كانت ليله فيها إثراء بلا حدود المشكلة يا عبدالاله أنا جوالي أبوكشاف البدائي وكنت وثقت .. لسع نحن في ظل نخيل أرتقاشا لأن هدفي هو نشر مصطلح الادب النوبي .. أو القصائد العربية التي هويتها النوبية .. هي مهمة صعبة ولكننا في بداية المشوار وسوف تلعب قصادئك الدور المحوري في هذه الرسالة ..
مودتي شاعرنا الجميل ..
10-15-2017, 01:55 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
علاء أننقا .. يا أخي إنت تثير الذكريات وتخفف الضغط العمل والكفيل والغربة والاقامة والتجديد يا سلام يا علاء .. ذكرتنا النيل عكاشة الله يرحمه والفورد ( ابوأربعة ) وإخوانه ناس عبدالحميد وحسان ذكرتنا السيرة ما بين قبة الشيخ زمراوي الولي وكان دورة أمام مستشفى البرقيق .. كان مرات شيخ منور بس أحياناً الطريق كان ما صالح عند جنينة الحكومة .. الله عليك يا علاء ..
10-15-2017, 01:55 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
علاء أننقا .. يا أخي إنت تثير الذكريات وتخفف الضغط العمل والكفيل والغربة والاقامة والتجديد يا سلام يا علاء .. ذكرتنا النيل عكاشة الله يرحمه والفورد ( ابوأربعة ) وإخوانه ناس عبدالحميد وحسان ذكرتنا السيرة ما بين قبة الشيخ زمراوي الولي وكان دورة أمام مستشفى البرقيق .. كان مرات شيخ منور بس أحياناً الطريق كان ما صالح عند جنينة الحكومة .. الله عليك يا علاء ..
10-15-2017, 10:51 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
الحبيب محمود عباس .. أمبس .. لدي خواطر عشرات الصفحات عن إجازتي الاخيرة بالبرقيق وهذا جزء يسير جداً منها :
قاتل الله الغربة فقد اختلط على البقر والشجر والطريق والبشر ، لقد تبدل الأمر ففي سابق كنت أدرى الناس بالمنطقة ومعرفةً بأهلها وهذه إحدى فوائد التدريس وأما اليوم فقد اختلط علي الامر فطوال وقت الرحلة اكتشفت أنني صرت غريب الذاكرة وليس غريب الوجه واليد واللسان وخاصة في معرفة قرى شرق النيل وقد تبدلت تلك الاماكن التقليدية ( حامدنارتي و تورالشرق و مسجد حاج محمد .. الخ ) وبدأت استحضر ذلك الزمان الجميل واتيت بصور الماضي وايام دنقلا الثانوية وسفر يوم بأكمله بين دنقلا والبرقيق حتى في رمضان كنا نفطر بذريعة أننا على سفر ( غفر الله لنا وعفا عنا وعن صاحب ذلك الفتوى ) عند كبري البيارة ادركت الخطوط والتضاريس واستحضرت كل شخصيات الماضي من الاباء والاعمام فالبيارة واضحة المعالم رغم جور الزمان وكم ردد عمنا إدريس طمبراوي ذلك الاعرابي الرائع (فارق البيارة وخلى الناس حيارى ، كومر الزراعة ، شايل النعناعة ، تنكسر ضراعة) وكذلك اغنية ( حرم كوكو يا جفاله ، من بيت نعمة للبيارة ، ارتقاشا لي خباره ) اشجار المهوقني التي شتلها الخواجة ( مستر لانق ) مؤسس البرقيق مازالت قائمة فرعها في السماء واصلها ضارب في جذور الجمال تقف بعزة ومنعة رغم قساوة الاسفلت ، هذه مقابر شيخ منور وبجانبها الحي السكني الذي اصبح من احياء ارتقاشا الناضرة موطن الشباب والحيوية بعد ان كانت وادي غير زرع ومخصص لاستضافة الاموات أما اليوم فأصبح مرتعاً للشباب والحيوية واختفت القباب ( قبة هارون وشيخ منور) ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بكل هذا الجمال والبهاء ، فتلك الارض كانت لسباق الابل (أو الهجن كما في الخليج ) أيام كيمبيشي شيخ العرب والخيول ايام العيد ومن فرسانها ابراهيم ارصد رحمه الله ،
شكراً كثير محمود على تحفيزك لنا .. وإشعال الذكرى ..
10-16-2017, 05:13 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
الحبيب محمود عباس .. مودتي .. تعرف الخواجة مستر لانق الاسكتلندي كان خطط لجنائن مفتوحة للناس وقد عاصرنا هذه الجنائن ونحن المدرسة الوسطى .. كانت جنائن مفتوحة بالمجان .. واحدة في بداية البرقيق أو في المدخل بعد كبري البيارة وهي المنطقة التي وصفتها وكانت محاطة بأسوار تدخل وتأكل كما تريد ولكن لا تستطيع أن تحمل أي شيء خارج الجنينة وإذا وجد أي فاكهة منها في السوق على الطول العمدة عباس رحمه الله عمدة البرقيق والمشروع وارقو الشرقية لأن الناس بعرفوا في البلد من هم ملاك الجنائن ويبيعون الفاكهة .. وكانت هناك جنائن مفتوحة أيضاً في ( المشتل أو ما يسمى بالتجارب ) والمشتل كان بعد صف حواشات ناس عبدالمتعال وبرعي وعمنا فلاح كوشيه ثم التجارب .. كان فيها برتقال ولارنجا وقريب وليمون يبدو أن هذه الجنائن كانت خدمة للصحة العامة يعني تأكل فواكه وتتغذي وتختفي الاوبئة .. أما جنينة عمنا على منقا فكانت محصورة للشتول وتحسين نوع الفاكهة .. وكما أن مسموح فقط لعدد معين من أشجار الفواكه لكل حواشة وأفضل حواشة فيها فواكه كان حواشة عمنا إدريس ستيه شمال الجدول قصاد حواشات ناس عبدالمتعال وبرعي جنوب الجدول .. لأن عمنا إدريس ستيه الله يرحمه كان رجل جاد وصارم ومنضبط جداً وكان مزارع صحيح صاحب أكبر إنتاج وكان حواشته مجاورة لحواشة جدنا عبدالله بلال من ارتقاشا وقد تأثر عمنا زبير عبدالله بلال وهو من أكبر منتجي الفاكهة اليوم ..
آه يا زمن .. ليهم الحق آباءنا عندما يأتوا بسيرة مستر لانق .. كان يقولوا ( رحمه الله عليه )
شكراً حبيبنا محمود رجعتنا للزمن الجميل .. السودان ده كان شيء تاني ..
10-17-2017, 07:08 AM
عبدالأله زمراوي عبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744
لمْ أحتملْ زهوَ الحروفِ على قرابينِ الرِّياءْ، الأناشيدَ التي تأتي على نارِ المساءْ، وعصافيري التي أفرخها القلبُ فنامتْ عندَ أحزانِ الضياءْ!
أيُّها المذهولُ من رَهقِ الرَّجاءْ أنبىءِ القلبَ عنِ الوجدِ الذي ما أنفكَّ مصلوبًا على خَدِّ اللقاءْ! زمِّليني يا مطاراتِ التَّسكُع أحمليني لبلادي ودَعيني أحملُ البشرى لشمسِ الأستواءْ! دثِّريني بحريرٍ من سَناها يوقظُ الصَّمتَ الذي رَانَ على صمتِ السَّـماءْ!
بالذي بعثرَ في ليلي شموسًا من دموعٍ وحنينٍ ورجاءْ! وسقاني من كؤوسٍ أسكرَتني، ساومَتني، ألْجمَتني بحريرٍ من بهاءْ! فقرأتُ الكَفَّ والغيبَ وأسرجتُ بُراقي عندَ سدرِ الاشتهاءْ!
داوني بالعزِّ والعزُّ صنيعُ الكبرياءْ لا تَكِلْني للبشاراتِ التي أشعلها القلبُ أنينًا وبُكاءْ!
أيُّها الوطنُ الذي داسَ على جلاَدِه وتسامَى شامخًا نحوَ السَّماءْ! أيُّها الوطنُ الذي قد صالَ في عُرصَاتِه جيشُ أحزاني وخيطٌ من دماءْ! يا بلادي أنتِ تقتاتينَ مِن صبري على رَهقِ الغناءْ!
زمِّليني بالذي أسرجَ في ليلي قناديلَ البهاءْ وخُذيني مثلَ برقٍ من عيونٍ لا تراني جاثيـًـا أبكي على غَيْـمِ الشتاءْ!
.
10-17-2017, 07:36 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
أيُّها المذهولُ من رَهقِ الرَّجاءْ أنبىءِ القلبَ عنِ الوجدِ الذي ما أنفكَّ مصلوبًا على خَدِّ اللقاءْ! زمِّليني يا مطاراتِ التَّسكُع أحمليني لبلادي ودَعيني أحملُ البشرى لشمسِ الأستواءْ! دثِّريني بحريرٍ من سَناها يوقظُ الصَّمتَ الذي رَانَ على صمتِ السَّـماءْ! ============ شاعرنا الجميل .. لك التحية وانت تجمل صدر البوست بهذه المقاطع التي تغوض بنا إلى العمق الصوفي بمفرادتها ( زمليني .. دثريني .. صمت السماء ) حفيد زمراوي الولي وشيخ منور أبو علي
مودتي
10-17-2017, 11:01 AM
علاء سيداحمد علاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162
ذكرتنا النيل عكاشة الله يرحمه والفورد ( ابوأربعة ) وإخوانه ناس عبدالحميد وحسان ذكرتنا السيرة ما بين قبة الشيخ زمراوي الولي وكان دورة أمام مستشفى البرقيق
ولا تنسى ابداً كومر جابر وهو من ابناء كرمة النزل وايضاَ كومر مستشفى البرقيق وكومر الزراعة ( مشروع البرقيق )
طبعاً الكومر كان موضة فى تلك الازمان .
10-17-2017, 01:06 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
علاء أننقا .. يا اخي إنت زول جميل .. الكومر كانت سيارات أنجليزية مصممة للسودان .. نعم حتى الاغاني كانت : كومر الزراعة شايل النعناعة تنكسر ضراعه أنا يا ناس الله لي والليله
أشهر سواقي الكوامر عمنا عبدالمطلب رحمه الله أبو ناس خيري ، ومأمون ، وعزالدين وعمنا محمد سعدالدين مهندس البيارة أبو ناس صلاح كان بردى والقميص والبرنيطة وجاء بعده المهندس عبدالغني أبو شمس الدين لاعب الكرة الماهر جداً وعبداللطيف عبدالغني وردي الصغير
الله على الزمن الجميل ..
10-17-2017, 04:44 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
حبيبنا علاء .. السودان كان كل شيء فيه مرتب و في محله .. عربيتين إسعاف .. كانوا السائقين في البداية .. عمنا الطيب الحواشات .. وعمنا عبدالرحمن حاج حمد من ناس جزيرة بنا كمان عمنا عثمان شوليب من جهة السير .. ( كان عازف عود ماهر وأنيق ردى وقميص وطويل القامة ) كان في إسعاف مخصص للدكتور منذ بداية دكتور أمين وجاء بعده دكتور مخلص وتوالى الاطباء إلى أن جاء دكتور عزالدين وله قصة طريفة .. وكانت اللقصة بعد ظهور بنطون أرقو .. وفي أحد الايام لم يستطيع دكتورعزالدين إدخال الاسعاف في البنطون وكان عمنا وابيا السواق المشهور في الانتظار لإدخال اللوري لأن سعة البنطون عربيتن .. وأخذ المفتاح من الدكتور وأدخل الاسعاف في البنطون .. وقال وقولته المشهورة حتى الدكتور كان يرددها (( يا دكتور إنت ما قادر تدخل العربية في البنطون إتعلمت تفتح بطن الناس كيف )) رحم الله عمنا وابيا سائق الخط المشهور وجميل أنني قابلته قبل وافته في جدة جاء للعمرة ..
الله على الزمن الجميل والناس الجميلين .. شكراً علاء دخلتنا في قصة الكوامر ..
10-17-2017, 05:26 PM
السر عبدالله السر عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-10-2006
مجموع المشاركات: 1495
حبيبنا علي عبد الوهاب(اننقا) التحايا النواضر لكم ولذكرياتكم الظريفة عن كرمة البلد والمناطق المجاورة وبمناسبة ذكر المرحوم وابية ، طيب الله ثراه، عندي ذكريات ظريفة معاهو،،، والمعروف انه كان من امهر السواقين في خط الشمالية، وعندما كنت طالبا بمدرسة كوستي الاميرية الوسطي كنت اسافر للبلد لقضاء الاجازة، وفي احدى سفرياتي ركبت البص الذي كان يقوده وابية ، وبعد اجاويد وتحانيس وافق عل ان اركب معه في الامام وعلى يمينه، لان هناك في ثلاثة ركاب قاعدين على شماله، وفي البداية كان رفض رفض بات لركوب اي شخص على يمينه، لان هذا ممنوع بالقانون ولكنه في النهاية وافق،،،وركبت معه بقدام والفرحة لا تسعني ان اجد مقعدا مريحا مع السواق، وكنت اشعر بفخر وانا قاعد بقدام والناس تكابس بورا في المقاعد الضيقة،. وتحرك البص من كرمة في الصباح الباكر ، وما متذكر اذا مسافة الطريق يومين او ثلاثة، ولكن ما اتذكره جيدا وحتى الان انه عندما قربنا نصل امدرمان وفي منتصف الليل اوقف وابية البص وقال للركاب انزلوا كلكم وحتبيتوا هنا وندخل امدرمان الصباح، وهنا طلب الركاب من وابية ان يواصل السير ويدخل امدرمان بالليل عشان يبيتوا مع اولادهم... نقيف شوية هنا ونشوف اذا هو قبل او رفض والسبب في رفضه او قبوله،،، كنت وانا راكب معاهو قدام وعندما انعس شديد انوم ولكن راسي كان بيقع في يده الماسك بيه الدركسون، ويقوم هو يلزني بعيد عنه وتاني انعس وانوم واتكل على يده ويقوم يلزني بعيد وهو ينقنق ويواصل السير،،، وعندما قرر المبيت على بعد مسافة قريبة من امدرمان وطلب منه الركاب ان يواصل السير رفض بشدة وقال( اسوق كيف اذا في شافع حيوان راكب جنبي بقدام وينوم ويتكل على يدي انتو عاوزني اقلب ليكم البص في الخلا ده ولا ايه الحكاية). وسكت الركاب جميعا واقتنعوا بكلامه وناموا ليلتهم في الخلاء ودخلنا امدرمان الصباح سالمين،،،
10-17-2017, 05:32 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
حبيبنا السر .. مودتي .. يا سلام على الخواطر الجميلة رحم الله عمنا وابيه كان محبوب من الجميع رغم العنف اللفظي ولكن كان طيب القلب .. إتكاءة جميلة .. شكرا حبيبنا السر ..
مودتي ..
10-17-2017, 06:29 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
قبل حوالي أكثر من نصف قرن .. خلف بيوتنا فارغة .. مساحات شاسعة جداً حتى تخوم كرمة البلد والسلخانة في وادي غير ذي زرع .. اتخيل الصباح الباكر في ذلك التاريخ الوالد والعم احمد والعم محمد عبدالسلام ( رحمهم الله ) كل في زيه الخاص للذهاب الى العمل .. عمنا محمد عبدالسلام باللباس الكاكي ( عراقي حتى تحت الركبة مع جزمة وشراب كاكي كذلك العمة من نفس اللون) كان يتباهى بذلك الزي الجميل في ذلك الوقت .. والذي يعبر عن وظيفة في الدولة حتى لو كانت على نطاق السوق وما حوله .. لم تكن الشوارع مزدحمة بأي حركة من اي نوع .. هدوء تام لا يعكر صفوه إلا ( طاحونة عمنا خيري بدري ) والحاجة عمتنا (زينب شوكت ) التي تروج للعيش واللقيمات وهي متجهة الى حي الموظفين او امكان تواجدهم ( وهم المدرسين والعاملين بالزراعة .. والمستشفى كان في مرحلة الانشاء ) أختي فاطمة كانت تلميذة بمدرسة كرمة البلد الاولية بنات ( مدرسة حسون تاما ) لا اعرف في أي مرحلة كانت ومعها بعض الاخوات .. أذكرهن كيف كانت اثوابهن البيضاء والطرحة البيضاء فستان بكم قصير وتحت الركبة فضفاض من الاسفل وجزم كانت تشبه جزم الباتا سابقاً ولكن نسائية .. الشعر مشاطة وضفائر متدلية من على جنبات الوجه كل واحدة لديها ( خرتايه ) من نوع البناتي طبعاً من قماش ( وزن عشرة).. تتحرك هذه المجموعة من النوارس البيضاء نحو كرمة البلد في رحلة شاقة ( كداري ) عبر ذلك الفضاء الذي كان يبدو كصحراء مجهول النهاية وكنا نرى المدرسة كسراب حيث لا حاجب للرؤيا .. كنت انتظر في بداية الحي وحالياً هي العيادات او منزل ( العمدة عباس ) وسابقاً منزل عمنا حمانتود من مقاصر وكان طباخ في المدرسة الاميرية الوسطى .. هكذا مثلت كرمة رمزية تعليم المرأة وبها اقدم مدرسة إبتدائية بنات
10-18-2017, 05:38 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
سوف اورد لكم قصة خاصة بي تدل على سلوك ذلك الزمن العجيب أذكر يوماً انني فكرت أن اقلد الفنان ابراهيم عوض وكان تلك الايام قمة مجد الفنان الذري واغانيه الرائعة التي كانت تبث في قهوة العم عبدالله محمد حسن في البرقيق من راديو كبير ببطارية شبيهة ببطارية العربات حالياً وفي خلواتي كنت احاول تقليده .. وقبل ذلك كنت قد رأيت صورة الفنان ابراهيم عوض في المدرسة عندما كانت تنشر صوره في مجلة اسمها (الشباب والتربية) كانت تلصق في لوحة الاعلانات في المدرسة مع مجلة اسمها الصبيان بها قصص العم تنقو .. واذكر تماماً ان المجلة كانت تنشر صور فنان ولاعب في منتصف المجلة .. وفي ذلك العدد نشرت صورة ( جكسا وابراهيم عوض ) وهم اكثر اثنان اشتهروا في تاريخ السودان الحديث في الرياضة والفن وسميت اسماء الموضة ( حلاوة جكسا ، وفستان ميني جوب اسمه جكسا في خط الستة .. الخ ) ولابد من بعض التاريخ الاجتماعي .. تقمصت شخصية الفنان ابراهيم عوض وحاولت تقليد طريقة تسريحته وهو شق الشعر وبالطبع سوف لن اخرج به الى الشارع وإلا وصفت بصفات اخرى ولكن ربما لاشباع رغبة في ذلك السن وبللت شعري بالماء واخذت المشط وكان للبنات فقط واثناء انهماكي في تسريح الشعر وطبعاً لا توجد مرآة ولكني كنت استخدم الزير لعكس الصورة وفوجئت بالوالد رحمه الله سألني ماذا تفعل ؟ لم استطيع الكذب وقلت له أنا بقلد ابراهيم عوض وكان الرد سريعاً ابراهيم في عينك وكان العقاب البدني ..
هذه الخواطر تمهيد للدخول في عالم الحلاقين بسوق البرقيق زمان
10-19-2017, 11:47 AM
عبدالأله زمراوي عبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744
تقمصت شخصية الفنان ابراهيم عوض وحاولت تقليد طريقة تسريحته وهو شق الشعر وبالطبع سوف لن اخرج به الى الشارع وإلا وصفت بصفات اخرى ولكن ربما لاشباع رغبة في ذلك السن وبللت شعري بالماء واخذت المشط وكان للبنات فقط واثناء انهماكي في تسريح الشعر وطبعاً لا توجد مرآة ولكني كنت استخدم الزير لعكس الصورة وفوجئت بالوالد رحمه الله سألني ماذا تفعل ؟ لم استطيع الكذب وقلت له أنا بقلد ابراهيم عوض وكان الرد سريعاً ابراهيم في عينك وكان العقاب البدني ..
أوسكار والله رجعتنا لماضٍ سحيق جميل بريء جدا...هل تعلم يا استاذنا الجليل بأنني ما شاهدت شارع اسفلت او استخدمت الدش او تسامرت بالتلفزيون حتى دخولي جامعة الخرطوم. وفوق هذا وذاك بعد فصلي من جامعة الخرطوم سافرت للدراسة في المغرب ونزلت طائرة سودانير في روما ايطاليا يا للهول من كرمة الساب الحفيرة الى روما ليوناردو دلفنشي. اتذكر كانت لي شنطة حديد بداخلها قرض وشوية تمائم حجبات اعطتني لها الوالدة وخُلال لتزيين الشعر وجزمة كُلُب بنية فاصر الشرطي على فتح شنطتي فذهل من رائحة القرض. وصفك لبنات مدرسة كرمة الإبتدائية وهن يتخطفن الخطى نحو المدرسة وصف روائي عجيب. كانت لي أخت في السنة الثالثة في نفس المدرسة وتزوجها صلاح عبدون في تلك السنة. وكنا منهمكين في لعبة انا وهي عندما أخذوها بالقوة لتصبح زوجة في ذلك العمر الباكر...تحياتي لعلاء كبدو واخي السر عبد المنعم. بالله خلي السر يحكي ليك لما قابل مسئول في وزارة التربية. هذا السر عندما تجلس اليه عليك بطلب الإسعاف لانك ستدوخ السبعة دوخات من الضحك الهستيري. رجل من أروع الروائيين فقط لا ينشر...تحياتي لكل المرور من هنا ومودتي...
شاعرنا الجميل .. حفيد الشيخ زمراوي الولي .. يا سلام على تلك الحاضنات الانسانية والمجتمع المنضبط بالأخلاق والقيم والذي ترعرعنا فيه .. هكذا شاعرنا الجميل ان يكون الشخص بكل تلك القيم والانسانية وحسن التعامل وبمجرد أن تلقى تعليماً أو خرج من تلك الدائرة والحاضية الجغرافية إلى عالم أوسع يعرف أنه شخص مميز سلوكياً ومجتمعياً ويرى نفسه مختلفاً عن الآخر ..
قرض وحجاب .. علاج بالدواء وعلاج بالروح .. تلك التمائم التي كانت جزء من الممارسة العقدية كان هناك حجاب للطفل بعد الولادة مباشرة ( كورتيه سور ) حراسة من العين .. ثم الحجاب الآخر بعد حتى سن السابعة كان ينزع عندما يتم القبول في المدرسة .. حجاب للكبار .. وللمرأة عند أنواع .. هذا إمتداد للمعتقدات النوبية ( القوة الخفية التي تحرك الكون ) .. حتى الشرطي الايطالي لو عرف كم نسبة الجريمة في المنطقة التي اتيت منها لتناول القرض ولربط الحجاب
مودتي شارعنا الجميل . . في إنتظار حبيبنا السر وعلاء
10-19-2017, 06:52 PM
علاء سيداحمد علاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162
يا مراحب بالاحباب على عبدالوهاب وعبدالاله زمراوى والسر عبدالمنعم
يا على اخوى عايزنك تحكى لينا عن :
- البلطجة والبلطجية فى المنطقة فى تلك الازمان والازمان قبلها وسأشاركك بأحد بلطجية كرمة النزل واسمه ( اب سبعة ) هذا الرجل كل الناس كانت تهابه فى كرمة النزل واذكر جيداً فى نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضى لا استطيع تحديد العام وفى عيد من اعياد الفطر المبارك والعادة كانت ان يكون الاحتفال فى اليوم الاول فى وادى خليل واليوم الثانى فى شيخ منور والحادث كان فى اليوم الاول من ايام العيد السعيد فى وادى خليل : كان هناك احد ابناء كرمة البلد وهو من شريفكى و( بالمناسبة يا على عبدالوهاب هو ابن عم صاحبك محمد ميرغنى ) واثناء تواجده فى ساحة الاحتفال فى وادى خليل جاء اليه البلطجى اب سبعة وطلب منه ان يخرج له ما فى جيبه من اموال ورفض هذا الشخص اعطاءه المال فما كان من اب سبعة الا وان بادره بالضرب وبدأت المعركة وتناول اب سبعة خشبة كبيرة واراد ان يضرب بها هذا الشخص فما كان منه الا ان تمكن منه واخذ منه الخشبة ووقع فيه ضربا الا ان جاء الناس وبصعوبة بالغة ان يفكوا الخناق بينهما وبدأ الناس يتضاحكون على اب سبعة لانه كان مثالا للقــــوة الباطشة فى تلك الازمان واستطاع شاب صغير ان يوقفه عند حده .. ومن المفارقة ان هذا الرجل لم تقم له قائمة بعدها ابدا حيث انه انزوى وتوارى عن الانظار ..
احكى لينا عن حسن برقيق الذى دوخ الناس فى خمسينات القرن الماضى والذى كان يرابط مابين الحضور والبرقيق ( الجلابة ) وآخرين :
- ايضا احكى لينا عن الاكلات الشعبية مثال : اللبن الرايب ب ( الجقراكابد ) والتركين وقراصة السمن بالسكر ( كداد بالقراصة ) بليلة اللوبا وفى بدايات ظهور زراعة الفول المصرى ( قلى الفول الاخضر بالزيت ) اكلات اخرى ,
10-19-2017, 09:13 PM
السر عبدالله السر عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-10-2006
مجموع المشاركات: 1495
شكرا شاعرنا الكبير عبد الاله زمراوي حفيد الشيخ زمراوي الولي على حسن الظن والاشادة وان شاء الله سنلبي طلبك وطلباتك اوامر ،،، ويا علاء جوعتنا بسيرة القراصة بالسمن والسكر،،،، ونتمنى من حبيبنا علي عبد الوهاب ان يستمر في ذكرياته الممتعة ويحكي لينا عن حسن برقيق وزي ما قال علاء عن الاكلات الشعبية في ذلك الوقت،،، ويا علي برضه عبد الاله زمراوي لديه ذكريات ظريفة جدا وممتعة في كرمة وهو مثلك يمتلك نواصي الكلم، ونرجو ان يجود بما لديه من ذكريات لهذا البوست الروعة الذي يعيدنا للعهد الذهبي، وكذلك ان يجود بشعره الرصين هنا،،
10-20-2017, 05:56 PM
علاء سيداحمد علاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162
حبيبنا السر .. مودتي يا جميل .. ناس عبدالاله ديل ناس موهوبين في الكلام والونسة ولا أنسى أخي عبدالمجيد عندما كان يعمل في مسنشفي البرقيق كان محبوب من كل الناس .. لدي خواطر عن الفمح والقراصة وكيف أهلنا كان يحبوا القمح ويعتبروا الذرة أكل الناس المساكين .. المجتمع النوبي فيه عمق جميل .. لولا القمح لما تعلم أمهاتنا فن الطبخ والخبيز في زمن داك القرقوش والمنين لم يكن معروفاً على مستوى القطر
مودتي السر .. سوف أهديك خاطرة عن القمح والتركينج
10-22-2017, 08:03 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
حبيبنا علاء أننقا .. يا سلام يا علاء .. شكراً على المناظر الجميلة من أرتقاشا أبشرك كمان بالخير .. طبعاً كثيرين رحلوا من الجزيرة إلى البرقيق بعد الفيضان تعرف يا علاء أرتقاشا بقت زراعية وقلة وجود الناس فيها محافظة على البيئة إزدادت أرتقاشا جمالاً ونضارة .. والحبل السري بين ارتقاشا وكرمة وطيدة .. إرابنجي ، وناس حسين إيكي ، ومرينتو ، وكمان ناس قاسم إكي وأهلهم حمادي في أرتقاشا ================== أعمامنا الفتوات كانوا في شيخ منور ووداي ناس وش القطر وأب سبعة لدي خواطر عن إحتفال الاعياد في شيخ منور وشيخ زمراوي ..
وقبل ذلك عن القمح والقراصة والتركينج
هاك الخواطر مهداة لكم جميعاً ..
10-22-2017, 08:03 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
جميع الشواهد تدل أن النوبة كانت لديهم معرفة تامة بفنون زراعة القمح ويظهر ذلك جلياً من خلال الصور والحفريات على الجداريات الاثرية التي وجدت على متداد ممالك النوبة القديمة حتى داخل الحدود المصرية الحالية .. ومازال القمح يمثل قيمة غذائية وإقتصادية بالنسبة لأهلنا ، فكان لابد من الاهتمام به على أعلى مستوى خاصة وان زراعة القمح تأتي في موسم هاديء ومثالي بعد الفيضان وكل العوامل الطبيعية تكون مهيئة ومتاحة للمزارع بعد ان يكون قد جمع محصول التمر واستراح من وعثاء الفيضانات التي تمثل اجازة اجبارية ( جاد الحال) للمزارعين وعائلاتهم ليكونوا جاهزين ذهنياً وبدنياً للموسم الزراعي الشتوي وهو الاهم .. وقد اكتسب القمح اهمية خاصة لدى اهلنا لمعرفتهم بالقيمة الغذائية لهذا المحصول وفوائده التي لا تحصى وهذه حقائق مكتسبة نتيجة لخبرات متراكمة وموروثات من الاجداد الذين تميزوا بالحكمة والمعرفة .. واذكر أن اباءنا رحمهم الله كانوا لا يحبذون غير أكل القمح وكانوا يعتبرون أن الذرة هي خبزالفقراء رغم أن الذرة في منطقتنا كانت من اجود الانواع وفي مواسم الرخاء كانوا يقدمونها كغذاء للحيوانات خاصة الحمير ذات السلالات المميزة ومن رواياتهم أن كثرة أكل الذرة تسبب امراض وبالتحديد نوع من المرض كان يطلق عليه ( سوفور Sofor ) وهو الهزال او الانيميا وسوء التغذية وكان الشخص المصاب بهذا المرض يميل النحافة المفرطة وإنتفاخ في البطن وجحوظ في العينين وكان من المعيب ان يقال ( فلان مصاب بالسوفور) .. ومن معتقداتهم ايضاً ان أكل الذرة بكثرة يجلب انواع من القمل والطفيليات البيضاء التي تصيب شعر الرأس ( كيد Keed ) او ما يسمى ( صواب) بالعربية وكان استخدام الكسرة يقتصر على المصابين بالتخمة ( وتاب) بعد ان يضاف اليها قليل من الماء والشمار ويسمى ( إسين كل ) او ( كسرة بالموية ) وهو بمثابة الدايت حالياً .. ولأن زراعة الذرة تأتي مع موسم الفيضانات لم يكن أهلنا يتحمسون لها إلا تلك الانواع التي تسمى ( موقود ) وقد انقرضت حالياً وكانت مقاومة لمياه الفيضان بسيقانها الطويلة والسميكة ولسماكتها كانت تحصد داخل المياه وبفؤوس صغيرة حادة الطرف وفي الغالب كانت تستخدم فقط كغذاء للحيوانات
نواصل ..
10-22-2017, 08:05 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
.. ومن أجمل انواع الذرة منظراً وجمالاً وأنفعها علفاً هي نوع ( الديابي ) وقد شبه بها الفنان محمد وردي محبوبته في اغنية ( ديابي مريه ) .. أما القمح فقد طرأ عليه تغييرات شكلاً ونوعاً بعد أن تلاعبوا به في المعامل وتم تغيير النوع الذي كان معروفاً لدينا بالقمح ( البلدي ) بسنبلته الكبيرة وحبه المميز بكبر الحجم والممتليء بمادة بيضاء كاللبن لدرجة اننا كنا نشويه على الجمر ونأكله تماماً كالذرة الشامية ( قنقريه) وكانت مزارع القمح البلدي تميل الى الخضرة الدائمة تتماوج فيها القمح وتنحني لثقل السنبلة وتسمع حفيفها مع نسمات شهر ( امشير ) ويقال ان المزارع كان يتمايل طرباً عندما يسمع تلك الموسيقى المنبعثة من مزرعته وهو مستلقي على سريره في ليالي الشتاء .. وقد تبدل نوع القمح وضاعت تلك الجينة الموروثه من عصر الممالك النوبية بحجة التطوير وبدأت دخول انواع غريبة من القمح مع عهد حكومة مايو حيث بدأت بتقاوي ( القمح الامريكي ) .. ومازالت في الذاكرة طعم رقائق القمح البلدي ( انجاويد ) باللبن الرائب بالثوم والفلفل والقراصة ( بالتركينج ) .. فالقمح كان ومازال هو سيد الطعام ولكن مع تغيير واضح في النكهة والمذاق ورحم الله ذلك الزمان .. ولأننا أول من عرف القمح فقد اظهرت امهاتنا براعة فائقة في استخراج الكثير من عجين القمح مثل انواع الكعك والخبائز والرغيف الشمسي والمعجنات وكذلك مواد التجميل مثل ( البوكريه ) او الدلكة وغيرها من المزيلات ومنها انطلقت هذه الثقافة الى كل انحاء الوطن ..
تحياتي .. ووو .. أنقريي
10-22-2017, 07:13 PM
علاء سيداحمد علاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162
Quote: ومن أجمل انواع الذرة منظراً وجمالاً وأنفعها علفاً هي نوع ( الديابي ) وقد شبه بها الفنان محمد وردي محبوبته في اغنية ( ديابي مريه )
ياسلااااااام يا على اخوى : آل دياب المذكورين ديل هم : دياب ارو ناصر في المنطقة النوبية عموما و جزيرة سـمـت خصوصا وآل دياب ارو ناصر اعمام والدتى ربنا يديها الصحة والعافية .. وقد تغنى وردى لمحصول الذرة في مزارعهم وشبه طول شعر محبوبته بطول الذرة المزروعة بدرى بعد استوائها .
ecver=1" frameborder="0" allowfullscreen>
10-22-2017, 07:40 PM
علاء سيداحمد علاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162
Quote: وكان استخدام الكسرة يقتصر على المصابين بالتخمة ( وتاب) بعد ان يضاف اليها قليل من الماء والشمار ويسمى ( إسين كل ) او ( كسرة بالموية ) وهو بمثابة الدايت حالياً
حبوبتى ام ابوى رحمها الله رحمة واسعة واسكنها فسيج جناته عاشت اكثر من 125سنة - كسرة بالموية واللبن والتمر كان افضل وجباتتها , كانت تحكى دائماً عن جيش ود النجومى الذى اتى الى المنطقة وهم في طريقهم لغزو مصر والفظائع التي كانوا يرتكبونها وهمجيتهم اللا محدودة وكيف انهم كانوا يدخلون في كل البيوت وينهبون كل ما يقع تحت أيديهم .
10-23-2017, 07:00 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
كانت تحكى دائماً عن جيش ود النجومى الذى اتى الى المنطقة وهم في طريقهم لغزو مصر والفظائع التي كانوا يرتكبونها وهمجيتهم اللا محدودة
================== حبيبنا علاء .. حكي لنا الاجداد أن ارتقاشا لم يدخلها الانصار لأن أهلنا ربطوا المراكب وقاطعوا الشرق والغرب وأصبحوا ملتزمين داخل الجزيرة ومنعوا التعدية إلى مشو وكرمة والحفير .. بعدما عرفوا أن الانصار لا يعرفون العوم ولا يعرفون تعدية المراكب وثقافة البحر عندهم معدومة وقد عانى الناس شرق وغرب النيل وخاصة من يونس ود الدكيم الذي إستقر في الحفير لفترة طويلة .. فكانت مجاعة سنة ستة ..
لا نريد أن ندخل في التاريخ بعمق ========================= شكراً على الاغنية الجميلة إنت زول ذواق .. مودتي ..
10-23-2017, 07:16 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
خواطر مهداة إلى الاخوة .. دعني أرجعكم إلى الزمن الجميل .. أيام شيخ منور أبوعلي وشيخنا زمراوي الولي
============================ ثاني يوم العيد في شيخ منور
عند ساحة مقبرة ( شيخ منور ) يتجمع المئات من الناس وكانت القرى عامرة بأهلها قبل النزوح الى الكلاكلات والدروشاب .. وكانت هناك حلقات كثيرة للعرض .. اذكر حلقة كان اعمامنا ( الصعايدة ) يستعرضون لعبة العصا وهي كيفية الضرب والحماية بطريقة كانت تذهل اهلنا وهم جماعة من ناس ابورواش أذكر منهم دسوقي وأبوالحسن وفوزي وهم كان يأتون الى مناطقنا لزراعة الخضار ( وهم تماماً مثل الاباء والاعمام ) وكان لهم دور اساسي في تدريب أهلنا ببعض انواع الزراعة ( مثل الفلفل الاخضر ، وزراعة الجزر والبنجر ) ما تنسى ان هذا الخضار كان يستهلك دائماً بواسطة طبقة من اهلنا في أرقو والموظفين في البرقيق .. أما اهلنا فلم يكن لهم نصيب في تلك الايام من بعض انواع هذه الخضر .. كان العرض يبهر اهلنا وتجدهم جالسين وكل منهم فاغراً فمه بالدهشة مما يراه .. ماعدا من هم كانوا في مصر من قبل منهم عمنا ابراهيم الذي كان يأخذ عصا القنا ويستعرض مثلهم تماماً مما يثير حفيظة بعض المنافسين من الشباب .. وكان ذلك هو اليوم الوحيد الذي يتوج فيه ملكاً على أقرانه .. ويزول مفعول هذا الملك بزوال ذلك اليوم (عز يوم ولا بهدلة سنه ) رحمك الله ياعمنا ابراهيم .. كان البلد بخير ووفرة .. وقد غادر هؤلاء ولكن البعض تزوج وامتدت ذريته الى اليوم
10-23-2017, 07:19 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
بعدها يتفرغ الشباب لهواية غريبة جداً ربما لا تكون موجودة إلا بين الارتاويين آنذاك .. حيث يقوم الشباب بركوب العربات اللواري وقطع المسافة بين شيخ منور وكرمة النزل لعدة مرات .. أما اللواري فكانت من نوع ( تويوتا لوري .. فارغو .. اوستن ..تيمس .. بدفورد أو سفنجه ) .. كانت هذه العربات تتجمع في ساحة شيخ منور ويقبل عليها الشباب وتكلفة الرحلة ( قرشين ) ويتم ركوب اللواري بطريقة (حميرية) يعني تماماً مثل ركوب الحمار ويكون الصندوق فارغاً من اي راكب لأن الجميع متشبثين في طرف اللوري .. يفضل بين اللواري من له بوري جميل ويسمى آنذاك (بوري توسكا ) بوري بثلاثة زراير .. وكان سائق يتفنن في اخراج الحان مموسقة من البوري لينال الاولوية من الركاب .. هذه الممارسة ربما كانت نوع من التنفيس عن الكبت داخل الجزر وعدم السماح بأي نوع من الترفيه ثم ان عقدة ركوب العربات .. حيث ان معظم هؤلاء لم يكن لهم مبرر يجعلهم يستخدمون العربات إلا المسافر منهم لذا كان ركوب العربة يمثل لهم نوع من الامنية التي لا تتحقق إلا في ايام العيد فقط وعندما تتحرك الرحلة تسمع صراخ هؤلاء الانتحاريين لأن الموضوع كان فيه خطورة كبيرة جداً وبدون اي احتياط لأن نصف اجسادهم خارج صندوق اللوري .. وهم يرددون فقط (( عوووك .. عوووك .. عوووك )) وهذه اصوات يتفرد بها الارتاويون وتستخدم عند استدعاء المركب او شخص بعيد غير معروف الملامح او عند تسجيل انتصار في سباق او عند الدهشة او في ذكر شيء مبالغ فيه .. ومع الصرخات التي تملآ الدنيا وتصم الاذان (عوووك .. عوووك ) ينتهي يوم هؤلاء وينفض السامر مع المغيب .. وكانت هذه العربات معظمها بقيادة اولاد عكاشة من كرمة النزل وهي عائلة معروفة وهم اول السائقين في خط حلفا ..
10-23-2017, 07:24 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
وبين هذا وذاك كان هناك البعض يستدرجون هؤلاء الطيبين ويفرغون جيوبيهم بلعبات عجيبة اقرب ما توصف بالقمار .. وينادي .. ) تعال علينا جاي .. لبس تكسب ) وتجد امامه بعض حلقات الحديد ويتم شراء هذه حلقات ورميها في اهداف معينة إذا طوقتها او ( لبست فيها ) فأنت تكسب .. وجميع المعروضات كانت من المغريات في ذلك الزمان .. تخيل (( حقة صعود فارغة بمراية في الواجه .. علبة حلاوة .. زجاجة عصير وكان في الحقيقة عصير بولندي جميل .. وبسكويت محشي اكسفورد برضه طعمه خيالي .. واهمها جميعاً بطارية كشاف بحجرين .. )) ويشتري هؤلاء المساكين عدة حلقات حديدية ويظل يرمي بها حتى يفرغ جيبه تماماً ثم مكافأة له تعطى له فرصة مجانية ( دور فلس ) .. واؤكد لكم وفي جميع الاعياد التي حضرتها وربما التي لم احضرها لم يفز واحد من اهلنا بشيء لأنه من المستحيل ان تطوق تلك حلقة اي من المعروضات .. ولكن هكذا كان اهلنا ورغم خسارة بعض الدراهم ولكن لا بأس من قضاء يوم ترفيهي في وتسلية لن تتاح له إلا في كل عيد ..
مودتي للاحباب ..
10-23-2017, 07:48 AM
عبدالأله زمراوي عبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744
تحياتي الثلاثي الرائع استاذنا علي والسر وعلاء. الحمد لله انكم نقلتم هذا الخيط ليظل ارثاً وذكرى لِمن يأتون من بعدنا في هذه الفانية...
ساحة شيخ منور وما ادراك ما شيخ منور. كان التجمع في الساحة تجمعا هائلا عجيبا؛ الناس من كل حدب وصوب ينسلون؛ فيهم الراعي من امثالنا وفيهم المزارع وفيهم الموظف وفيهم وفيهم.. أتذكر تماما شيء مهم جدا وهو الكشكوش. وبالرغم من ان الكشكوش يعتبر مقامرة؛ إلا ان التدافع للعبه كان ظاهرا وبائنا. واتذكر انني خسرت في عيد من الأعياد كل ما كنت احمله من نقود وقدرها خمسون قرشا؛ فقد ظفرت بلوري المرحوم سعيد ابو حوة؛ وكان جارا لنا يعاملنا كأبنائه. وعدت لكرمة الساب وانا في منظر بائس. المهم اثناء سيري من الشارع لبيتنا في الحفيرة وانا انظر للأرض وجدت مبلغا كبيرا عملات معدنية في الأرض فالتقطتها سريعا وناديت الصبية فجاءوا بغربال وبدأنا ننشد أنايمونا اوتونا فقيرن سُرفا دوج دوج. استغرقنا في البحث عن النقود المدفونة الى ان حل الظلام ونسينا كل شيء ولعبنا نص ليمون وشدت وكأن شيئا لم يكن...
يا سلام فتحتم لنا طاقة في الذاكرة كانت مخبوءة. فتح الله عليكم.
10-23-2017, 05:31 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
الله عليك شاعرنا الجميل زمراوي .. شيخ منور أبوعلي شيخ زمراوي الولي أيام الاعياد ومهرجانات العيد في الزمن الجميل اليوم أختفت معالم شيخ منور ولكن القباب مازالت موجودة قبة شيخ هارون وشيخ منور ناس أرتقاشا بالمئات عملوا سكن في شيخ منور ( قطعة الارض أكثر 200 مليون اليوم ) شاعرنا المنطقة بقت عامرة كرمة وارتقاشا مزدحمة بالسكان حتى البرقيق لا توجد ولا قطعة فاضية علي السوق القطعة بالمليارات .. منطقة آهلة بالسكان ولله الحمد .. واصل معنا بالذكريات ..
10-23-2017, 07:40 PM
علاء سيداحمد علاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162
ويشتري هؤلاء المساكين عدة حلقات حديدية ويظل يرمي بها حتى يفرغ جيبه تماماً ثم مكافأة له تعطى له فرصة مجانية ( دور فلس ) .. واؤكد لكم وفي جميع الاعياد التي حضرتها وربما التي لم احضرها لم يفز واحد من اهلنا بشيء لأنه من المستحيل ان تطوق تلك حلقة اي من المعروضات .. ولكن هكذا كان اهلنا ورغم خسارة بعض الدراهم ولكن لا بأس من قضاء يوم ترفيهي في وتسلية لن تتاح له إلا في كل عيد ..
وماتنسى يا على { الكرتلة } كرتونة فيها مجموعة صور وهناك صورة فى اعلى الكرتونة هى الصورة الفائزة حيث يتم فتحها بعد ان يشترى الشباب كل الصور وايضا الكشكوش .. فعاليات العيد فى وادى خليل وشيخ منور كانت كثيرة ومتنوعة وجاذبة للجميع رجالا ونساءا شيبا وشبابا .
10-24-2017, 04:20 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
علاء أننقا .. أتذكر أيام العيد .. الحلويات من سوق البرقيق .. والخبيز في البيت علاء أننقا بوست كرمة البلد فرصة للتوثيق لبعض الحاجات زمان لدي هنا بعض الخواطر :
======
كانت هناك حركة دائبة لتجهيز صينية العيد ( اريدة ) أو العريضة والكلمة مأخوذة من العربية .. أهمها الكعك والقرقوش والبسكويت .. وفي زمن متأخر قليلا ( كل نايم ) او الاكل الناعم ( المنين) وكانت محصورة لدى طبقة معينة .. يتم عمل الطحين بدقة متناهية ويقوم الطحان بضبط حجر الطاحونة على ان يتم الطحن بدقة زائدة ثم تقوم ذوات الخبرة من الامهات بغربلة الدقيق بعدة أنواع من الغربال منه الخشن و الحرير .. ويتم الفرز حسب الحاجة .. ثم العجين .. ورص العجين في قوالب من الحديد ( سرويس ) والعرض في الشمس للتمدد والانتفاخ .. ثم إشعال الفرن أولا بالحطب ثم روث البقر ( تي تولونجي) ثم تبدأ عملية الخبز في مجموعات وكل نساء الحي منهمكات في هذا العمل حتى ليلة العيد أحياناً .. أما الحلاوة .. هذا الشيء الجميل الذي كان يملأ خيالنا حتى عندما نأوي الى الفراش حيث كان أحدنا يتخيل ويحلم بقطعة حلوى .. ( خاصة اللكوم المصري .. وآه ثم آه من ذلك الدقيق الابيض من السكر المرشوش حول اللكوم ) كان الواحد منا إذا وجد قطعة لا يأكلها على التو كنا نقلبها ونشبع منها بالنظرات ثم نقوم بلحس الدقيق من حولها ثم نقطمها من الاركان قليلاً بعد ان ننزوي الى ركن قصي لا تدركنا فيه إلا رعاية الرحمن وملائكة الرحمة ولا نخرج من هذا المخبأ إلا بعد أن نقضي عليها تماماً ونزيل كل آثار العدوان عن أيدينا وملابسنا .. القطعة الواحدة بقرش .. وبعدها بفترة تطورت صناعة الحلويات السودانية فكانت شركات سعد والكريكات وأنزلت الى الاسواق بعض الحلويات فكانت لها أسماء وهي في علب من الورق وعليها صور نساء مثلاَ واحدة واضعة يدها على خدها كانت تسمى ( دائماً على بالي ) وواحدة بشلوخ كانت تسمى ( كريمة ) وأجودها حلويات سعد وكانت علبة الحلاوة آنذاك بثمانية قروش ..
نواصل ..
10-25-2017, 04:41 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
قمة الفرحة كانت هي تلك الساعة التي نذهب فيها الى الترزي في ( كمبو سوق ) سوق البرقيق وغالباً ما يكون من أعمامنا اهل ارقو كما ذكرت سابقاً هناك كمية من الود والتواصل بين تجار أرقو ومزارعي أرتقاشا لم ينفصم حتى تاريخ اليوم بل تطور الى تواصل في الافراح والاتراح .. غالباً من كان يتولى الوالد هذا الامر فنذهب أولاً الى فرش تاجر الملابس لشراء القطعة وتكون غالباً من الدبلان ( ولم يكن هناك غير هذا الدبلان والذي يستخدم الان في تكفين الموتى فقط ) وهذا السرد سابق لتاريخ ( التيترون ) .. ثم يتم أخذ المقاسات من الترزي ويبدأ في خياطة الجلابية ونحن نقطع ما بين مكان الترزي والبيت ذهاباً وأياباً ربما لعشرات مرات حتى تتم الخياطة وتجربة الجلابية التي دائما ما تكون قصيرة .. وكان التفصيل لمن لم يعاصروا ذلك الوقت شبيه بالثوب السعودي الحالي ( جلابية بلياقات مثل جلاليب الختمية ) للاطفال أما الكبار فلا إختلاف كبير بين اليوم والامس .. كانت غالباً هي الجلابية الوحيدة الجديدة التي تشتريها طوال العام .. وهي تلبس في عيد الفطر ثم في عيد الضحية وكذلك عند زيارتك للشفخانة لآي طاريء او مرض وبعد ذلك كله يكون الزي المدرسي الثابت حتى عيد الفطر الاخر .. أخطر ما يتعرض له هذه الوحيدة ( الجلابية ) هي بقع تظهر في موسم إثمار النخيل وخاصة ( القلو ) او (بالقلوك) والمصيبة الكبرى في عصير هذا القلو لأنه عند تناوله يكون مليء بالسوائل لانه مازال بسراً وغير ناضج وإذا تلوثت الجلابية بهذا العصير فيستمر البقعة الى أن ينتهي عمر الجلابية والذي من المفترض ان يكون طويلاً .. وهذه البقع الناتجة من جراء أكل القلو لا يمكن إزالتها بأعتى أنواع الصابون .. كنا لاننام الليل حتى صباح العيد ونهرع الى اللبس الجديد فقط نغسل الوجه ومن بالغ منا يمكن أن يغسل رجليه ويديه الى حد معقول وغالباً ما يكون خط تقسيم المياه في الارجل مرسوماً مثل ( الجوارب ) .. ولا ننسى مع هذه الجلابية ( عمة خشنة صغيرة من الكرب هي تكفي لفة واحدة ) والجزمة طبعاً ( باتا ) من القماش والارضية بلاستيكية وغالباً ما يكون اللون بني غامق ..
10-26-2017, 07:58 AM
عبدالأله زمراوي عبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744
هنالك قصة طريفة تٌعاد ذكرياتها كلما ازور كرمة. اشتري والدنا رحمه الله شدّة بلون أزرق من أرقو في سوفها الخميسي يوم وقفة العيد. وكان مقاسي نفس مقاس شقيقتي حياة. المهم نسي الوالد شراء شدة لأختي التي بكت بشدة وما كان من الوالد الا ان اعطى السائق سعيد ابو حوة فردة من الشدة لشراء واحدة لأختي. وبما ان لوري ابو حوة اصابها العطل في منطقة شيخ منور فما كان لي سوى خيار واحد وهو أن البس فردة واحدة واضع رجلي الخالية الأخرى في (الخُرُج) أو (الكِمني) والوح بها للمارة وما نزلت من الحمار حتى وقت العصر لما رجع السواق بالفردة التانية.
شاعرنا حفيد زمراوي الولي .. مسكاقمي .. كنت عندي مشكلة في الشبكة بإذن الله نرجع بكثير من الحكاوي
وكان مقاسي نفس مقاس شقيقتي حياة. المهم نسي الوالد شراء شدة لأختي التي بكت بشدة وما كان من الوالد الا ان اعطى السائق سعيد ابو حوة فردة من الشدة لشراء واحدة لأختي. وبما ان لوري ابو حوة اصابها العطل في منطقة شيخ منور فما كان لي سوى خيار واحد وهو أن البس فردة واحدة واضع رجلي الخالية الأخرى في (الخُرُج) أو (الكِمني) والوح بها للمارة وما نزلت من الحمار حتى وقت العصر لما رجع السواق بالفردة التانية.
ذكرتنا الخرج والكمني .. جميل يا شاعرنا .
رحم الله عمنا سعيد أبوحوة ..
10-29-2017, 09:16 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
شاعرنا الجميل .. سيرناقمي .. هنا لابد لنا أن نأتي بسيرة إخواتنا في العيد ==================
أما للغيد الحسان من إخواتنا .. فكانت الواحدة تجهز شعرها من قبل فترة .. فكانت تقوم بحل الضفائر القديمة وتغسلها بالماء والصابون ( بدون عطر .. صابون غسيل ) وتنظفها بعناية فائقة ثم تأخذ دورها عند المشاطة التي غالباً ما كانت تحضر الى المنازل لممارسة عملية المشاطة والتي كانت تتم بدقة متناهية لكل ضفيرة وهي عملية تحتاج الى صبر ووقت وطويل وممل لذا كانت شخصية المشاطة دائماً ما تكون مرحة ومليئة بالحكايات والطرائف وكان مسموح لها تخطي الخطوط الحمر بالنسبة للحكايات فقط في وجود الاناث .. وبعد أنتهاء المهمة تجد ست الحسن والجمال تقضي معظم وقتها وفي يدها مرآة ربما جلبت من مصر عن طريق جدها او أبيها .. وهي تجرب شعرها الامامي ( المساير ) ( اور نول) تشدها أحياناً وتموجها أحياناً اخرى مع دهن الزيت لزيادة اللمعان .. وكانت المساير أحياناً ترمى على الصدر او قريباً منه إذا كانت البنت من ذات الشعر الطويل او تلف حول الاذن ليظهر الجيد ( الرقبة ) ولم تكن الفتاة تتزين بأكثر من ذلك ( ذهب ممنوع عطر ممنوع وبدخل في سياق العيب ) ..ويكون الفستان جاهز طبعاً من قماش أقرب الى البوبلين المورد بزهور واغصان وبألوان فرايحيه جميلة يتم تفصليها عن طريق ( ترزية ) مهرة جداً لهم أسماء رنانة في السوق ( أشهرهم كان من ناس ارقو العم أبوله / والكاروري ) وكذلك عمنا عبده ندرتود أخيراً وهو من ابناء مشو .. ويتم التفصيل بصدر مناسب وخصر ضيق والجزء السفلي يكون( منفوش ) مع عمل الكشكشة حتى يظهر الجزء السفلي منفوخ وواسع ( كما في الافلام المصرية القديمة ) وكنوع من التطور أدخل لاحقاً نظام ( السسته ) من الظهر وبعض (الازار الملونة من الامام ولكن بدون فتحات ).. وكان الفستان يمتد الى تحت الركبة فقط وتظهر السيقان من تحت الركبة قليلاً حتى القدم ولا ضير لأن العفة متأصلة فيهن.. وكانت تتزين بالطرحة فقط وخاصة طرحة ( نيري كول ) بالعربي ( أم صدف ) وهي كانت مشهورة بها رسومات من الخرز وصدف البحر ..
زمن يا بلد .. عفة وجمال وثقة ..
10-30-2017, 03:47 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
حاولت أن أستحضر بعض الخواطر .. عن حمانتود كان كبيرالطباخين في البرقيق الاميرية الوسطي قبل عمنا ومعاه كنا عمنا حسن خميس رحمهم الله رحمة واسعة .. حمانتود أول زول جاب راديو في حلتنا .. =========== اذكر ذلك الرجل من اهل مقاصر كان إسمه ( حمادنتود ) يعمل رئيس طباخين في مدرسة البرقيق الاميرية الوسطى وكانت وظيفة مجزية في ذلك الزمان ويسكن الجار الثالث لنا حيث كانت اقامتنا مؤقته بالبرقيق ونتنقل بين البرقيق وارتقاشا لظروف عمل الوالد .. زوجته فاطمة وإبنته ( بتولة ) في بداية الستينيات ( ابام عبود ) .. كان الرجل انيقاً نظيف الثياب مرتب الهندام وكنت كلما ذهبت الى منزله اختلس نظرة الى الداخل لآرى الدولاب الكبير والصغير وبعض المقتنيات التي كانت تكنولوجيا متقدمة للارتاويين مثلنا في ذلك الزمان .. اتذكر والدتنا / فاطمة وهي تغني لبنتها بتولة بكلمات عربية ( حلاته يا زولة .. يا بتولة .. الله لزوقه .. يا بتولة ) وفاطمة كانت تتميز عن امهاتنا بحسن الهندام وطلاقة التحدث بالعربية والأفق المتفتحة وما يجعل عمنا ( حمانتود ) احد الذين لا يفارقون الذاكرة رغم مرور نصف قرن من الزمان هو ذلك الجهاز (الراديو)
10-30-2017, 04:43 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
اذكر انه كان في حجم التلفزيون حالياً ويعمل ببطارية أقرب الى بطاريات السيارات الحالية مع اختلاف المحتوى واريل هوائي في السقف .. وعندما يتم تشغيل هذا الراديو وخاصة في بعد العصر يتحلق الناس حوله ويستمعون الى الاغاني وخاصة برنامج من ربوع السودان ويقدمه عبدالرحمن احمد واغنية الافتتاح المشهورة جداً ..واغاني مثل (سمسم القضارف .. والنقلوك من عندنا .. والاغنية الشهيرة فنجان جبنة بي شماله ) وركن السودان من القاهرة ومباريات كرة القدم .. أما الكبار فكانوا يحبذون سماع نشرة الاخبار الموجه الى الاخوة الجنوبيين باللغة العامية البسيطة لسهولة فهم تلك اللغة بالنسبة لأهلنا .. يعني بدل (إليكم الانباء الخارجية) تكون ( اليكم الاخبار بتاع بلاد بره) هذه مفهومة أكثر لدى اهلنا .. و هكذا ارتبط اسم هذا الرجل من مقاصر بوجداننا كواحد من اول من اقتنى وسيلة تكنولوجيه في ذلك الزمن البعيد .. ( رحم الله الرجل وبارك في ذريته )
نواصل خواطر الزمن الجميل ..
11-04-2017, 01:15 AM
علاء سيداحمد علاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162
Quote: لقد تبرع ابن كرمة الدكتور علي زمراوي محمد عثمان ادريس مسكن زمراوي ببناء قسم طوارئ بمستشفي البرقيق مما سيؤهل المستشفي ليكون مستشفي مرجعي وتعليمي ---واعلن عن تبرعه ذلك بواسطة شقيقه وبعض اقربائه الذين يعملون في لجنة اصدقاء المرضي وخاصة الكلي بمستشفي البرقيق
11-07-2017, 04:28 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
علاء أننقا .. أبناء زمراوي جبلوا على عمل الخير .. صدقني أنا كنت في لجنة المستشفى في جدة قبل فترة بصراحة لولا شباب كرمة البلد لما قامت قائمة للمستشفى وهذا الحديث خاطبت به جمع كبير في نادي قاشا بالبرقيق .. لا أريد أن أعدد الاسماء كي لا أظلم أحد ..
شكراً علاء .. وتحياتي لكمال عباس .. المشكلة أنا جوالي أبوكشاف النوع القديم ما أي نشاط في التواصل الاجتماعي ..
نواصل ..
11-07-2017, 04:37 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
التحية للأديب الأريب الاستاذ بريمة .. لقد قام الاخ بريمة بجمع كل مشاركتي في هذا البوست عن كرمة وأرتقاشا وعمل ترتيب جميل جداً وكمان مقدمة في عدد من الأسطر .. وأوصاني بأن أقوم بطباعة كتاب بنفس المحتوى لأن وجهة نظره من الناحية التراثية
هل هناك أجمل من هذه الخدمة ؟ أجزم بأن هذا الرجل انسان جميل في دواخله . لم يكن بيني وبينه أي علاقة خاصة إلا عبر بعض المداخلات في هذا المنبر صدقوني عندما فتحت الايميل حسب رسالته الخاصة .. وجدت مفاجأة كتاب جاهز مرتب وبإطارات وزخارف .. لقد أحبب هذا المنبر الذي جعل لنا أمثال بريمة صاحب الحروف العربية والانجليزية
شكرا بريمة .. وسوف أقوم بطباعة الكتاب حسب الترتيب .. ولن أنسى دورك الرائع لأن هذا حفك ..
عاجز عن الشكر ..
11-07-2017, 06:35 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
كل دراويش المنطقة كان لهم حضور في المستشفى وسوف أورد بعض الخواطر عنهم رحمهم الله :
لم يكن حول المستشفى أي من الاكشاك الحالية المنظر الخارجي كان في غاية الجمال والابهار مع مساحات خضراء لبس الممرضين والممرضات كان مرتب ومهندم لون ابيض جميل حتى احد أعمامنا شبههم ( قوق كري ) او طير البقر الناصع البياض .. وبعضهن على مستوى من الجمال النسبي والاناقة وفن اللبس مقارنة بما كان عليهن امهاتنا واخواتنا في ذلك الزمان .. وهن بملابسهن الضيقة واجسادهن المكتنزه ولا ضير من متابعتهن ببعض النظرات من هؤلاء المتهتكين والمتصابين .. أكثر من كان متيماً بهؤلاء هو عمنا ( مري الجواب ) رحمه الله عند ظهوره الاول وهناك ظهور ثاني بعد غيبة اكثر من عشرين عاماً.. عمنا (مري الجواب ) رغم انه كان يعيش في عالم آخر ولكنه كان عاشقاً متيماً يقرض الشعر كيفما اتفق ويكون جالساً في ردهات المستشفى وعندما تمر واحدة من هؤلاء يبدأ بالغناء وبالمناسبة كان صوته جميل وشجي: يا بنوت اللقية اللابس دبلة مع الوقية ( وهي انواع من المصوغات ) هذه الابيات كان يغنيها عمنا ( مري الجواب ) عندما تمر عليه واحدة من تلك الحسناوات ولكن ماذا كان يقول اذا مرت بجواره واحدة عادية من اهلنا او من المشروع فإذا لم يعجبه شكلها يترنم بهجاء مقذع :
يا بنوت سمجكن ترقن توب كفنكن ( والترقة هو توب قبيح الشكل كان منتشراً في ذلك الوقت كان يأتى من منطقة شندى ) ..
للحديث بقية ..
11-09-2017, 09:16 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
الامر المحير ما سر تعلق هؤلاء الدراويش بالمستشفى والعاملين فيها .. كما حدث مع عمنا الرائع / عباس ناصر وكان الرجل خارج السياق .. ذهب الى الدكتور امين صقر وكان عمنا عباس عائداً من مصر .. فكان الرجل انيقاً وجميلاُ في هيئته نظيف الملبس والطلعة في ذلك الزمان الذي لم تكن للاناقة معرفة لدى معظم اهلنا .. دخل عمي عباس على الدكتور امين صقر وتكلم معه بلهجة مصرية سليمة جداً ووصف له البنك الاهلي المصري في القاهرة بالتفصيل وذكر اسماء من العاملين في البنك واجزم للدكتور انه قدم له قرض بمبلغ 50 جنيه مصري وان يريد استعادة المبلغ .. اسقط في يد الدكتور امين صقر ولو لا تنبه الاخ/ عوض ادريس لكان امين صقر اليوم مجنوناً هائماً في شوارع البرقيق او القاهرة .. كم جميل انت يا عمي عباس وانت تتقمص الشخصيات بعمق منقطع النظير .. ثم كان الدرويش الآخر ساتي فقير احمد ( الولي ) وقد سمعته يوماً يخاطب بعض الناس امام مكتب الدكتور ( شوفتو الباب ده .. الكلام في العدة جوا ) وهي جملة ربما سمعها من احد المسئولين ويكررها على اسماع اهلنا وكأنه مسئول متخصص ( رحمك الله ) ..
نواصل ..
11-09-2017, 09:18 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
وعمنا سعدان وهو من اهلنا رحمنجي وكان يأتي بحماره من جهة الجنوب ويكون قد نال حظه من ( الابيض الصافي ) انتاج الجلابة .. ويقف امام المستشفى من الباب الغربي ويصيح بأعلى صوته :
يا خوانا هووي .. ده ما اسبتالية .. ده كراخانة .. ولم اعرف ما كان يقصده عم سعدان (رحمه الله ) الا بعد أن استرجعت المعاني والذكريات والكلام كان كبير .. ولكن كان عم سعدان هكذا يملا الدنيا ضجيجاً حتى يتخطى حدود البرقيق ومن العادات التى كان ينفرد بها كان يسف الصعوط الشفة الفوق . وفي ذلك الزمان كانت الحرية المكفوله له وللجميع طالما يعبر عن ما في صدره بدون اذى للناس .. و تتكلم كما تريد وليس عيباً او مستهجناً ان تعاقر الخمر ولكن العيب ان تخوض في اعراض الناس او تقرب الحرائر هنا كانت تراق الدماء ..
رحمهم الله ..
نواصل
11-13-2017, 05:59 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
سيارات الاسعاف في ذلك الزمان : ضيعناك وضعنا وراك يا عبود .. لا يمكن المقارنة بهذا الزمن العجيب ===============
الاسعاف كان يمثل للناس ( طائر الشؤم ) كانت عربة انيقة جداً من نوع ( كومر) انجليزي مجهز بدولاب للاسعافات الاولية ونقالة من الجلد ( تخيلوا الكلام ده في الستينيات .. ضيعناك وضعنا وراك يا عبود .. ) مظلل بكتان اخضر جميل يمكن ان يغلق تماماً .. كانت هذه العربة المنقذة لحياة الناس تمثل شؤم بالنسبة للناس العاديين وعندما يرونها في الحي يتشاؤمون يظهروها لدرجة ان بعض الصبية كانوا يرجمونها بالحجارة لأنها تمثل بالنسبة لهم نذير شؤم .. حتى ان السائق كان يرفض ان يوصل الموتى الى اماكنهم البعيدة خوفاً من تلك الممارسات الغريبة وكم الجثامين حملها اهلنا حتى كرمة البلد ومن كرمة يتم توصليها الى وداي خليل وهكذا حتى يصلون ديار الميت وبالتدريج انتهت هذه الممارسات الخاطئة بداية بالمناطق القريبة المستشفى واليوم صار واحداً من اهم المطالب للمنطقة بتوفير الاسعاف المهيأ .. كان عم الطيب وعبدالرحمن حاج حمد هم سائقي الاسعاف .. وعم الطيب من اصل محسي ومن سكان الحواشات كان رجل وسيم الشكل كث الشوارب على خده شلوخ ويقص شعرة بطريقة جميلة لم اشاهده يوماً يلف عمه في راسه .. صارم القسمات كان يصفه الناس بنوع من العلمانية ( شيوعي ) وهو لا يعرف أي نظرية عن الشيوعية .. هكذا يحكم اهلنا على الناس .. زميله الاخر عبدالرحمن حاج حمد من اهل بنا ابيض اللون ذو شخصية جذابة وصاحب صوت شجي في المديح وليالي المولد في البرقيق تشهد له ذلك ..
نواصل .. رحم الله هؤلاء الاباء
11-14-2017, 04:22 PM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481
.. أمام المستشفى كان نادي الموظفين وهو احدث قليلاً وكان منتفس لهؤلاء للتسلية وقضاء الوقت وبني النادي بإستقطاع ومشاركة من الموظفين آنذاك وكنا لا نقترب منه حتى لا يرانا المدرسين او الناظر فيكون الحاسب عسيراً في اليوم التالي في الطابور .. وكنت امقت ذلك المبنى كثيراً وحتى في اجازتي الحالية لم ادخله اطلاقاً ليس كرهاً ولكن هو تخوف ورهبة كانت تسرى في اجسامنا خوفاً من المدرسين آنذاك وكيف كانوا يرصدون الاخطاء حتى ايام الاجازات وتحاسب عليها .. ولم نكن ندرك انها التربية والاستقامة في السلوك داخل المدرسة وخارجها .. كنا نسمع اصوات لعبة ( الدومينو ) والطاولة وقهقهات الافندية التي كانت تمزق ليالي البرقيق الساكنة .. هذه الحياة كانت مختلفة تماماً عن حيات اهل المنطقه لم أرى احد من آبائنا واعمامنا بين هؤلاء الناس ابداً ولا يشاركونهم في أي نشاط بل كنا نعيش في ( كنتونات ) بعيدة وجزر معزولة وكان الفرق كبيراً بين حينا واحياء هؤلاء القوم رغم اننا بالشرق ولكننا كنا جزء لا يتجزء من الجزيرة بتواصل يومي او اقامة مع حبوباتنا ايام الاجازات الطويلة لذا لم يتأثر اهلنا بهؤلاء وكذلك امهاتنا لم يكن لهن حظ ولا في كلمة عربية واحدة رغم الزخم الهائل من البشر من مختلف الاجناس ..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
علي عبدالوهاب عثمان
علاء سيداحمد
Ahmed Alim
عباس محمود
السر عبدالله
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست