|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: محمد المرتضى حامد)
|
لا أظنني أضيف جديدا إذا قلت أننا هبطنا في أسوأ مطار في العالم بدءا من حافلة نقلتنا إلى المبنى الذي يبدأ بمدخل خَرِب يذكرك ببرقة ثهمد امرئ القيس مستدعيا البكاء على الطلول، وليس انتهاءا بما يجري في الداخل، يقف على جانبي المدخل أناس يرتدون ملابس مدنية بلون اللامبالاة يبحلقون في وجوه القادمين ولاتدري من هم، يحتفظون بقسمات غير مرحبة وغير مريحة ، تتجاوزهم وتدلف إلى صالة وصول أقرب إلى أن تكون مخزنا كبيرا للأسى أو مغارة ورد وصفها في رواية لأغاثا كريستي، لكن دعنا نتفق أنها أقرب ما تكون فرنا لحرق النفايات ، مبنى يخلو من أدنى متطلبات المرفق العام سيما إذا كان ذلك المرفق هو ثغر البلد وواجهته ونافذته التي يطل منها إلى العالم. لاتتوفر في ذلك المبنى الكئيب أدنى مظاهر المطارات التي نعرف ولا نعرف، هو في الواقع أقرب ما يكون إلى (الجمالونات) المهجورة التي يتم فيها تبادل المخدرات بالمال بين العصابات في أفلام الآكشن الهوليودية. يستقبلك العاملون في الجوازات ولسان حالهم يقول : على رسلك يا عبدالله ، فبينك وبين الخروج (تستطيل حوائط ليل وينهض ألف باب) ، يضعون الأختام في جوازك في أدب وهدوء وعلى بعد مترين منهم تلتقيك طاولة أخرى عليها نفر يفحصون نفس الجواز يجاورهم جهاز فحص بالأشعة (سكانر) يتيم يفحص حقائب القادمين، جهاز واحد لاشريك له ، تتساءل سرا مع محمود درويش : هل مر المحارب من هنا؟ .. تغادر أولئك الموظفين الطيبين الذين خلت وجوههم من أي مشروع ابتسامه مرحبة وتتجه إلى حيث انتظار الحقائب وهنا الجزء المقيت في كل مراحل السفر .. هنا تعرف جيدا ماذا كان وعد سليمان للهدهد. تدخل إلى صالة يقف فيها ألف منكوب حتى تصل إلى (السير) الناقل للحقائب ، تسعى للحصول على عربة تحمل عليها الحقائب المتوقعة ، وهذه كالعنقاء والخل الوفي، تسأل أحد المحظوظين عن مصدر التي حازها فيفيدك أن عليك جلبها من خارج المطار فتعمل بنصحه وتخرج إلى ساحة كأنها غشاها طيران التحالف ، لاتعرف أين تجد مبتغاك.. تفرح حد النشوة حين تجد واحدة في منطقة مظلمة بين السيارات والركام لكن ثِق أنها لن تكون في حال تؤدي معه وظيفتها سيما بعد تحميلها بالحقائب فمعظمها ، على ما يبدو، صنع محليا ورغم ذلك تؤوب إلى صالة الوصول بالغنيمة في إيفوريا بائنة بحصولك على تلك الرولزرويس . ..تنتظر بصبر أيوبي خراساني الملمس تحرك (سير العفش) المهترئ، نعم، (حزام متحرك) أظنه، وليس كل الظن إثم، صنع من بقايا إطارات سيارات قديمه أو شئ نحو ذلك ، يتقافز عليه الأطفال لأنهم بحسهم الغريزي والمكتسب ولامبالاة ذويهم عرفوا أنه ، كوعد عرقوب، لن يتحرك قريبا وأنه سيبقى ساكنا لساعات طوال كأحلام المخدرين، حزام يتخذه بعض من أنهكهم السفر الطويل مجلسا ومتكأ وهو ليس بأفضل حال منهم حتى لاتدري من منهم يتكئ على الآخر.
صالة الوصول مبنى بإضاءة خافتة – لزوم الرومانسيه – إضاءة لاتكفي للتعرف على من حولك لكنها كافية لتكشف عيون الحبيبة وعمق الوجع المقيم فيها. هنا عليك بالصبر والدعاء، عليك أن تنسى كل ما يتصل بالذوق والجمال في حدوده الدنيا وأن تنسى إنسانيتك واحتياجاتك الطبيعية ، فمسألة المراحيض ، على سبيل المثال، شئ آخر ، والأفضل ألا تزرها كي تحتفظ في جوفك بمحتوياته رغم أنها تعلن عن نفسها بسبب رائحتها (النفاثة) النفاذه.. تقف إلى جانب حزام الحقائب لما يزيد على الساعة بانتظار أن تُبَث فيه الروح، لحظات كفيلة بتبديد ألف ميجاوات من الحنين للأهل والصحاب والتراب، شعور مصحوب بوجل من تلاشي حنين مزمن تمليه قوى خفية تمسك بتلابيب الخاطر و (تقبقب) الروح حتى تحار في ماهية ما تقمصك وأنت تمر بذات الوجع في كل مرة. شعور متناقض يجتاحك ثم ينحسر مد إحساسك الطيب تجاه الأرض والناس بسبب فداحة فاتورة اللقيا والثمن العالي اليهزم جيوش اشتياقك رغم أن لقاء الأحباب أقرب إليك من حبل الوتين. .لكن ما يلبث أن يرتد إليك ما تكن للأرض والأهل من مشاعرعند أول عناق. عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولايخرج منك حتى يواريك ثراه .. تمر ساعة من الونسات المؤقته المتبادله والتذمر المشترك الممزوج بالسخريه من المشهد ومن الذات، تسمع صافرة تعلن أن (السير) سيتحرك ، تنتظر في جَلَد مريب حقيبتك دون إنذار مسبق ، تمر من أمامك حقيبة حُزمت بالحبال كتب عليها إسم صاحبها بطريقة تكشف لك أنه لم يخطط للعودة ولكنها أسعار زيت الخليج (واهب اللؤلؤ والمحار والردى) على رواية السيَّاب..، تمر أمامك عدة مرات في كل مرة تمد لسانها إليك في امتحان لصبرك أو بادرة تسرية من الحزام من باب (القحه ولا صمة الخشم).. بعد إحساسك بالدوار وفقد السوائل بسبب التعرق والوقوف لساعات كحرس القصر تصل الحقيبة وهي في الواقع "وصية" أرسلت معك ، فنحن من أمة لايتورع أهلها أن يرسلوا معك حقيبة زنة 20 كم ، الواحد منهم يسألك عما إذا كنت (شايل معاك حاجه) ؟ فترد شايل همومي وما قد يكون ضروريا لعطلتي، فيفيدك أنه سيرسل معك (شيئا بسيطا) فتومئ موافقا بحسبان أنه سيرسل دواءا أو مظروفا فتعرف أنها حقيبة بالغة راشدة في كامل وزنها الإجتماعي وشحنتها المعتبره شرعا ، تسأل نفسك سرا : أيظن صاحبها بأن حقيبتك وأغراضك سترسلهم بالأيميل أو الواتساب أو ترفعهم على الآي كلاود لتتلقاهم في البلد؟؟ تصبر وبعد أن ينفد الصبر تصبر تارة أخرى..تبرز الحقيبة الأسطورة ضاحكة بسبب فتحات مستحدثة كنتيجة لل (هاندلنق) بين المطارات.. تفرح على اجتماع الشمل فالله على كل شئ قدير، فرحة كالشهقة الناقصه بسبب ما لحق الحقيبة من جراح، تنزل حقيبتك من على العربة وتتجه إلى المخرج وأنت لاتدري ما الذي ضاع منها، سرعان ما يعاجلك شخص يتطوع لوضع الحقيبه أو دفع العربة وقبل أن تشكره أنك لاتحتاج المساعده يبادرك بطلب (الحلاوه) فتندهش كيف سافر المصطلح إلى الخرطوم عكس تيار النيل!! وأنت تهم بمغادرة (الهنقر) الحزين يعيدك بعض الموظفين وهم جلوس ممدي الأرجل إلى قسم الجمارك بزعم أن حقيبتك تحتاج فحصا ، بينما البلد يعج بكافة أنواع السلاح الثقيل (قطاع خاص) فتعود إلى طاولة الجمارك بعد مناورة بالعربة لا يقدر عليها إلا فطاحيل الميكانيكا والحواة. تغادر المبنى لتتنفس بعض التراب المغربل في الخارج حيث تصادف كل أنواع البشر والمهن والحرف ، الكل يريد ألا تفوته الفرصة لينل منك ما لايستحق ، يأتيك من يستقبلك فيخرج من باطن الأرض جيش ليرفع الحقيبه الأسطورة إلى السيارة ويبادرك الناطق الرسمي باسم ذلك الجيش بأن تدفع (الفيها النصيب).. تتجه إلى خارج المطار و تسأل مرافقك عن الراعي فيجيبك أنه (في الحج) ، رحم الله ابن الخطاب فالبلد كلها نوق عثرن بالشام وما من مجيب . تندهش أن بلدا بهذا الحال أنى لولاته أن يفكروا في مجرد السفر خارج الحدود غض النظر عن مقاصدهم ، ويلوب في الخاطر سؤال: أتراهم غادروا من نفس (المطار) أم من منفذ آخر؟ تجري سيارتك في الشوارع التي لاعلاقة لها بالشوارع في مدينة حزينة تحتشد بأكوام أوساخ وحرائق صغيرة أشعلها البعض للتخلص من القمامة المختلطة بمياه الأمطار الخضراء جراء مساهمة الطحالب المعطونة بسفهِ السلطة مع جبال أنقاض تجاور مبان مطلية بأصباغ الفجيعة هي في حقيقتها قلاعا تمثل هزيمة أمة وتعبِّر بصدق عن ماتبخر من رجاء في وطن بطعم الوطن.. مبان كتب عنها أحد الزائرين الأجانب أنه لا يعرف ما إذا كانت تحت الإنشاء أم أنها جاهزة للهدم.. تمر من إشارات المرور التي لايحترمها جل السائقين فتحار في كيفية نيلهم إجازات سوق تلك المركبات ، يمرون على إشارات المرور المضيئة بكل ألوان الطيف دون تردد ، فمن أمِن العقوبة أساء الأدب ، سرعان ما تتجاوزك سيارات من كل الأنواع سيما رباعية الدفع تلك التي لاتحمل لوحات ، نعم، تتجول في كل مكان وزمان دون لوحات هي وعدد لايستهان به من الدراجات النارية في غياب تام لأدنى أصول الأمن والسلامة والإنضباط مع إعلان صريح للكافة ألا سلطة إلا لسائقيها وإلا كيف نبرر تلك الظاهرة؟؟، بعض تلك السيارات مطلي بطلاء مموه بما يوحي أنها تتبع جهة (نظامية) ما، وعلى ذكر (نظامية) هذه ، في وجعستان أصبح للكلمات معنى غير الوارد في المعجم ، فالنظام والأمن لهما مدلول مختلف عما هو متعارف عليه. تتجاوزك من جهة اليمين سيارة كآخر موديل من المرسيدس مسرعة بين الحفر والخيران والجداول المكشوفة التي تعج بالناموس ونبات العُشَر في توأمة مجيدة بين شتوتجارت ووسخستان، يتهادى على يسار الشارع لوري بدفورد (سفنجه) نزع منه كل ما يتعلق بالإضاءة ومعايير السلامة والراجح أنه جيء به من متحف الشركة وتخريبه عمدا ليتماهى مع محيطه، عليه شحنة برسيم تعانق السماء مع هامش للتوزيع من البضاعة على الشوارع، فالناس شركاء في ثلاث النار والماء والكلأ وزدنا عليها (الزباله) .على يمينك حافلة تجري بالعذاب ولوري (أوستن) 1968 (أبيض ضميرك) ، رضي الطيب عبدالله أم أبى، يتهادى بشحنة خراف بعضها ملَت الدرب وكرهت المسير كما غنى سيد خليفه، وأخرى تتفرج بعيون ناعسات على سيدة القرى وتبكي النهاية. . تمر من خلال طرق لايأبه الناس بأدنى حقوقها ، بشر يسيرون وسط الطريق وعلى أطرافه بلا هدى ولا هدف ولا غاية ، يجرجرون أذيال خيبة مزمنة معها ما تبقى من أجسادهم وأسمائهم وأسمالهم بأسلوب العرض البطئ فتدرك أن (الزومبي) ليس خرافة. تبلغ الحي ويدهشك غياب الكلاب التي لم يبق منها سوى من خانتها قواها على الرحيل، وبالسؤال يجيبك مرافقك أنه في ظل ما آلت إليه أسعار اللحوم إختفت حتى العظام عن أكوام القمامة . بصعوبة تمر السيارة من خلال الأزقة لتصل منزلك، ففي ذلك الحي (الراغي) اقتطع الكثير من القاطنين عدة أمتار على حساب الشارع وأقاموا عليها سياجا لتخزين سياراتهم أو زرعوا فيها نباتات أنانيتهم المروية بسبات المسؤولين من أهل الكهف، فهولاء أيضا لهم قضاياهم وهمومهم الخاصة بجمع ما أمكن من غنائم التمكين والتزاوج وكنز المال، أما أصحاب الدكاكين فقد صادروا مساحات إضافيه من الشارع عرضوا عليها بضاعتهم فلم يعد بالإمكان المرور بيسر في تلك الطرقات المنكوبة ، أضف إلى ذلك المشهد ما خلّفه البعض من مواد بناء في منتصف الطريق قبل أن تتكفل الأمطار ومستنقعات الطحالب بإكمال اللوحة التراجيديه. هنا يغمرني حنين إلى نقيق الضفادع وكرنفالات البعوض الملوِّن للمساءات بسيمفونيات الخلود ، لن يجادلني أحد أن بحيرة البجع من تأليف نيرون ولتشايكوفسكي الحريق وحسن العزاء.. كيف حدث هذا؟ سؤال يعلم الجميع إجابته ولكن تخفيه ذاتك عن ذاتك خجلا وانكسارا فجميعنا شريك في الجريمة وكما قال مظفر النواب : لا أستثني أحدا..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: محمد المرتضى حامد)
|
تخرج في اليوم التالي لأداء الواجبات الإجتماعية التي لاتحتمل التأجيل بتعزية الحزانى ممن فقدوا أحبابهم بأسباب تتعدد. في الطريق تتوقف حركة السير ليمر رتل من العربات مظللة الزجاج تسبقها صافرات (السارينا) فيقال لك أنه موكب أحد المسؤولين ، تظن أن فيه مهاتير أو ناصر أو تشرشل أو نكروما أو ديجول أو أنجيلا ميركل أو لي كوان يو وحبيبنا مانديلا، أو أي ممن صنعوا أوطانا تناطح السحاب ، فتعرف أنه أحد مسؤولي (الهوت دوغ) ، موكب كل سيارة فيه تزيد قيمتها على المليارين من الجنيهات المنتزعة من دماء الشعب قطرة قطرة والأطفال يفترشون الأرض لتلقي العلم في العراء ، وبعضهم أسلم الروح لغياب أدنى مستلزمات الشفاء.. تلتفت إلى مقالب النفايات والزمان فتجد طوابير المشردين تنبش فيها ليوفروا قوت يومهم، .. تعيد السؤال لرفيقك: هل أنت جاد في قولك أن ولاة الأمر في عرفات وهل هم مطمئنون أن الله سيتقبل منهم؟. في سرادق العزاء تسمع عن كل شئ ، تنطلق ألسن الناس بلا كوابح، يتحدث بعض المعزين بصوت جهير عن ما دار بين بعض (شيوخ البذاءة) من معارك وما تبودل على الملأ من ساقط أقوال نقلتها وسائط التواصل الإجتماعي التي لولا طرائفها لمات الوالي كمدا كما سمعنا. قالوا إن الأمر لن يمر كسحابة صيف ، لكن آخر يرى أن ليس في الأمر عجب ، فما جرى هو الأصل وأن الجميع يتبادل فاحش القول سرا ولن يُحاسب القائل والقاتل لأسباب لاتخفى حتى على تلاميذ مرحلة الأساس، بأسهم بينهم شديد والقاسم المشترك هو العيش التكافلي كما في قصة التمساح والطائر الذي يتغذى على بقايا اللحم في أسنان التمساح فيشبع من تنظيف أسنان الأخير وهكذا تسير الأمور في ألمستان. إنه تحالف السلطة والمال ، تصاهرتا فانصهر الشعب وتبخر أي أمل في أي زاوية من النفس بغد جميل. في ناحية أخرى من السرادق تعلو الأصوات ولغط حول أسباب خسارة الفريق الفلاني وأن ذلك مرجعه إلى تولي الدخلاء مصير الرياضة فكل شئ في خذلانستان يشترى بالمال بما في ذلك رئاسة الأندية والألقاب الأكاديمية فأصبح السواد الأعظم من سكان البلد من حملة الدكتوراة ودرجة الأستاذية حتى تخال أنك في وادي السيليكون أو معهد ماسيوسيتش للتكنولجيا قبل أن يعيدك إلى صوابك من يقف للتبول في مجرى مواز للطريق وغير بعيد عن جار قرر التخلص من بقايا الأضحية عند باب بيتك.. فتتجاوز عن إساءته عملا بوصية (الدين) ولإدراكك أنها الفردانية الشرسه التي انتظمت البلاد نسجا على نول عشيقة لويس ، أنا ومن بعدي الطوفان. ينصحك مرافقك أن دعه، فلديك ما يكفيك من حروب وليس هناك ما يستدعي المزيد منها . يقول حمزاتوف: شيئان في الدنيا يستحقان المنازعات الكبيرة وطن حنون وامرأة رائعة ، أما بقية المنازعات فهي من اختصاص الديكة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: محمد المرتضى حامد)
|
تغادر العزاء لمعاودة المرضى والزمنى وأداء طقوس الوداع الأخير لمن زرتهم ودعوت لهم بالشفاء جهرا ورددت سرا: أنتم السابقون ونحن اللاحقون، تتجه لتهنئة من تزوجوا في غيابك ثم من صادفت احتفالهم معبرا لهم عن فرحك بإنجازهم ، تبارك لهم شجاعتهم وجرأتهم مرددا بينك وبينك سؤالا يتعارض مع تسونامي حالة الحب والغيبوبة التي تسبق عقد القران: ما ذا أعددتم لقادم الأيام الكوالح المسهدات؟ وهل مهدتم الأرض لأبرياء في الطريق؟ تغشى صالات (الأفراح) فقط لتؤدي التزامات إجتماعية ، تلك المناسبات التي لم تعد لحظات لاحتفاء من القلوب المضرجة بالفرح كما عهدناها في الأيام الخضر بقدر ما هي سويعات من النفاق المكلف ، تلتقي العروسين و(أولياء أمورهم) الذين أفنوا مدخرات العمر لتحترق في ساعتين من التنافس في المظاهر الخادعة والزار الدائري، تمر بين الطاولات لاتكاد تميز بين البنات فجميعهن بلمسة (ميدوزا) أصبحن بلون واحد وملامح مشتركة ولولا الفوضى في كل شئ لظننت أنك في حفل بشانغهاي، تلاشى لون بناتنا الأسمر الجميل دون سابق إنذار والوجوه اشتعلت قمحا ودقيقا وأشياء أخرى، تحرص على مصافحة أهل (الفرح) المؤقت فقط لتسجل في دفتر الحضور كمراوغة خفية للعتاب ، هنا لا تسمع من كلمات المجاملة حرفا فالكل مشغول مع المغنية وهي تعوي: (انا جيتك ياخاينه وانتي صاحيه ولا نايمه ... لو انتي مرتو الاولى أنا ببقليهو التانيه .. مغرزة .... جب جب جب..) ... تحث الخطى مغادرا ذلك المفاعل النووي الهيستيري الخطير عائدا إلى حيث أتيت درءا لما يمكن أن يصيبك بسبب الضجيج المنضّب والمظاهر التي تتضاد مع عموم الحال مدفوعا بقلق على راحلتك في الخارج والتي يندر ألا تكون قد تعرضت لاختفاء بعض أجزائها ، تصلها وصدى العواء يلاحقك (خالتو الشمشاره لافحة توبا لشمارا ....كان ما عجبتا الحالة تقعد تربي عيالا ...وبرضو عروسنا حلوه حلا...الصفقة... الصفقة .. الصف.. الص).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: محمد المرتضى حامد)
|
تتلقى دعوة من صديق قديم لكوب شاي في ذلك الفندق الأنيق الفاحش الغلاء فتلحظ بنظرة سريعة أن معظم الرواد من فئة لاتخطئ العين أنهم من مستحدثي النعمة ، بفرض أن المال في يد البعض نعمة، يتبدى ذلك جليا في طريقة التزيي ومواضيع الحديث والقهقات العالية السمجة منزوعة الذوق مع أحذية (تحلل) عنها أهلها تحت الطاولات مؤقتا بغرض (التهوية) وعمائم وضعت على الأكتاف وثمة نفر بذلوا جهدا للتفرنج في مظهر يبعث على شعور يتراوح بين الرثاء والبكاء، كل المشهد يولد فيك إحساسا باليتم. من السماعات تخرج مقطوعات صولو الساكس المعروفة لكيني جي ، خجلى تكاد تتوارى، تجول بناظريك حول المبنى والحضور فتحسب لوهلة أنك أمام لوحة سورياليه لدالي أو في مشهد من مسرح العبث فلا تدري هل ما ترى كونشيرتو لعوضية مفكات أم أنه ديسباسيتو بالكوارع.. تسأل محدثك كيف يديرون هذه الفوضى وكيف يتم التخطيط للغد في هذا البلد وما إذا كان هناك أدنى إحساس بأن الجميع في خطر عظيم وفي اتجاه واحد نحو الهاوية؟ يرد بابتسامة ساخرة وحزينة في آن، فالبلد جميعه غدا ضربا من مسرح اللامعقول، بلد لاشك أنه يدار ب ( ست الودع أرمي الودع لي كشكشي..)، ولأنك تحسب أن محدثك من العالمين ببواطن الأمور تسأله عن المآلات فيبادرك بالنصح أن تنسى هنا كل شئ تعرفه عن الخارج لأن وجعستان في كوكب آخر وأن عليك تغيير (السوفتوير بتاع بره) بمجرد دخولك أجواء البلد. الشئ الآخر أن عليك بالصبر حتى يعجز الصبر عن صبرك ، ثم بعد نفاد صبرك تصبر مرة أخرى حتى تذهل كل مرضعة عما أرضعت فجل من ترى تشجيهم رائعة العميد (فارِق لاتلم ...أنا أهوى الألم.. ).. تؤدي الجمعة في المسجد القريب بتوقيت انقطاع التيارمستمعا لخطبة عن تهجد ابن قتاده كدواء لمزمن الأمراض وكيف تكون جهنم في فقه ابن معديكرب وما كان يردده أبو حنيفه في صلاة الميت ودعاء المتوفى عنها زوجها وما يجب أن ترتدي من ثياب في عدتها وكيف يكون عذاب القبر وفصيلة المامبا المكلفة بمعاقري الخمر والكوبرا المخصصة للمتبرجات ، وكيف انطفأت (لمبات) حصن خيبر وكيف انتهت موقعة الأحزاب بالدفاع بالنظر، وعن رأي الحنفية في غسل الميت وما يفضله ابن حنبل من كفن وكم يلزم الأرملة من حزن طويل التيلة ، ثم يذرف الدمع الهتون على القمرين النيرين ، خطيبنا تحدث في كل شئ عدا موقعة الرغيف وفساد الذين استباحوا ما تبقى من البلد ولا ذِكر للحاويات التي تهربها قبيلة هوازن أو المال العام الذي استباحه بنو قينقاع يا أخا العرب، ولا السرطان والكوليرا وفشل السد والكٌلي الذي انتظم مضارب بني هلال. يختم خطيبنا بالدعاء الدائري على أهل الكفر والإلحاد والغرب الذي أراد بالبلد سوءا فنحن مستهدفون لتمسكنا بديننا لكنها ابتلاءات فما لدنيا قد عملنا والأفضل أن ننساها ونعد النفس للآخرة ، فتسأل نفسك : ما لهذا الرجل ؟ يا رعاك الله أتظننا أحياءا ؟ أولم تسمع قوى الشعب العامل تردد مع (الخُدير) وهو يحتضر : أنا ماني حي!! بلد تنصب فيه المحاكم السريعة لجلد الحرائر بجنحة ارتداء البناطيل و(تتحلل) فيه جيوش اللصوص ممن نهبوا بلدا بحاله فذهبوا بما غنموا دون أن نسمع عن مجرد لوم أو تقريع لهم عن ما جنت أياديهم . بلد يأكل اللهب من أطرافه والساسة من فؤاده وتجتاحه الحرائق والمآزق من كل اتجاه والخطباء والساسة يدعون على الكفر نهارا جهارا ويسألون ترمب المدفع الرزام الدقاتو من حظرك في السر أن يرضى عنهم ليلا.. وأنت تغادر المسجد يسبقك الإمام إلى سيارته الفارهة وبجواره رفاق اللحى المعطره يتضاحكون متكرشون حتى تلاشت الرقاب وفي المقعد الخلفي لل (برادو) تتوهط بطيختان ضخمتان فتعرف من عناهم بالقمرين النيرين مع بعض صناديق التفاح اللبناني الذي باركه ميشيل عون وحلويات شامية بخاتم جيش النصرة فالمؤمن حلوي . الخميس كان مباركا وكذا ستكون الجمعة مثنى وثلاث ورباع حتى ليلة السبت و (يا حلوة العينين يا أنت..).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: محمد المرتضى حامد)
|
تمضي أيامك سراعا قبل أن تستوعب ما يجري فتحمل ما تبقى من حقيبتك المحشوة بتقرحات الروح وجسد غادرته بهجته وملَّته مهجته لتتقاذفك مطارات الدنيا ، وأنت بصالة المغادرة تعيد شريط أحداث انقضت في لمح البصر ، حزينا ترتل ما تيسر من سورة الحزن وتغرق في حال لخّصه القائل:
مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريحُ ؟ سَـلاماً أيـُّها الوَطـَنُ الجَريحُ ! تـَشابَكَت النـِّصالُ عليكَ تَهوي وأنتَ بكلِّ مُنعـَطـَفٍ تـَصيحُ وَضَجَّ المَـوتُ في أهليـكَ حتى كأنْ أشـلاؤهـُم وَرَقٌ وَريـحُ ! سَـلاماً أيـُّها الوَطـَنُ الجَريحُ وَيا ذا المُسـتـَباحُ المُستـَبيحُ تـَعـَثـَّرَ أهلـُه ُبَعضٌ ببَعض ٍ ذ َبيحٌ غاصَ في دَمِه ِ ذ َبيـحُ ! وأدري..كبـرياؤكَ لا تـُدانَى يـَطيحُ الخافِقـان ِوَلا تـَطيحُ لذا سَتَظلُّ تـَنزفُ دونَ جَدوى ويَشرَبُ نَزفـَكَ الزَّمَنُ القبيحُ ! سَـلاماً أيُّـها الوَطـَنُ الجَريحُ !
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: Osman Musa)
|
مولانا الملك
Quote: وصلت النضم حدو .. على الرغم من الكلمات النازفة .. فيا لها من لغة فارهة .. وعلى الرغم من واقعيتها الفاضحة .. فيا له من فؤاد يبكي حبا .. على وطن بدا شاحبا نافرا عن مسوح نضارته .. وإن في القلب هو هو ذاك الخميل الذي ما قبلنا لأزهاره الذبول.. بقيت أغني عليك غناوي الحسرة والأسف الطويل .. عشان أجيب ليك الفرح رضيان مشيت بالمستحيل.. ومعاكي في آخر المدى سبتيني يا هجعت مواعيدي القبيل .. بعتيني لى حكم الأسى بعتيني للحزن النبيل.. ياخي اقول ليك : حلو الكلام في خشم سيدو
|
لا فض فوك يا سليل الفراديس
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: محمد المرتضى حامد)
|
مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريحُ ؟ سَـلاماً أيـُّها الوَطـَنُ الجَريحُ ! تـَشابَكَت النـِّصالُ عليكَ تَهوي وأنتَ بكلِّ مُنعـَطـَفٍ تـَصيحُ وَضَجَّ المَـوتُ في أهليـكَ حتى كأنْ أشـلاؤهـُم وَرَقٌ وَريـحُ ! سَـلاماً أيـُّها الوَطـَنُ الجَريحُ وَيا ذا المُسـتـَباحُ المُستـَبيحُ تـَعـَثـَّرَ أهلـُه ُبَعضٌ ببَعض ٍ ذ َبيحٌ غاصَ في دَمِه ِ ذ َبيـحُ ! وأدري..كبـرياؤكَ لا تـُدانَى يـَطيحُ الخافِقـان ِوَلا تـَطيحُ لذا سَتَظلُّ تـَنزفُ دونَ جَدوى ويَشرَبُ نَزفـَكَ الزَّمَنُ القبيحُ ! سَـلاماً أيُّـها الوَطـَنُ الجَريحُ ! ....
سلاما أيها الوطن الجريح..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: nour tawir)
|
نعم أستاذه نور: الشاعر عبدالرزاق عبدالواحد كتب قصيدة مؤلمه تذكرني بأشعار مظفر النواب وفي هذه القصيدة وفي ذات المقام وبقدر مستوى الألم قال مظفر شعرا ظللنا نردده في ثمانينيات القرن المنصرم منه :
:وطني علمني أن أقرأ كل الأشياء
وطني علمني .. علمني أن حروف التاريخ مزورة
حين تكون بدون دماء
وطني علمني أن التاريخ البشري
بدون الحب
عويلاً ونكاحاً في الصحراء
وطني ... هل أنت بلاد الأعداء؟
هل أنت بقية داحس والغبراء؟
وطني أنقذني من رائحة الجوع البشري مخيف
أنقذني من مدن يصبح فيها الناس
مداخن للخوف وللزبل
مخيف
من مدن ترقد في الماء الآسن كالجاموس الوطني
وتجتر الجيف
مودتي يا نور..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: الطيب شيقوق)
|
محمد المرتضى تحية وسلام يغشاك والتحية لمولانا الملك ومولانا شيخ العرب والتحية موصلة لعثمان موسى ذلك القامة فى السفر والترحال
محمد المرتضى مولانا الملك عمل ليك ختمة جميلة لحديثك الموجع عن الوطن والغربة والله العظيم حاسى بيك الله فى عون ابناء الوطن لنا عودة بالمهلة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: محمد المرتضى حامد)
|
هذه "مناحة" كاملة الدسم في حق شعب عملاق يتقدمه أقزام لكن العزاء أن قد قال صادق الوعد:
Quote: أنا زعيم بأن الإسلام هو قبلة العالم منذ اليوم.. وأن القرآن هو قانونه.. وأن السودان، إذ يقدم ذلك القانون في صورته العملية، المحققة للتوفيق بين حاجة الجماعة إلى الأمن، وحاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة، هو مركز دائرة الوجود على هذا الكوكب.. ولا يهولن أحدا هذا القول، لكون السودان جاهلا، خاملا، صغيرا، فإن عناية الله قد حفظت على أهله من أصايل الطبائع ما سيجعلهم نقطة التقاء أسباب الأرض، بأسباب السماء.. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: محمد المرتضى حامد)
|
تحياتي مولانا محمد المرتضى و ضيوفك الكرام
وصف دقيق و مشحون بالأسى كأنه فيلم تسجيلي حزين .
الخوف على الناس الما شافت البلد من 20 - 30 سنة ح
يتحملوا الحزن ده كلو كيف ؟
مافي خيار غير التفاؤل و النحت في الصخر عسى و لعل
يستجيب القدر و تتنزل رحمة الله .
ادام الله عليك الصحة و العافية و الأمل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: نعمات عماد)
|
بكيت ما شاء لك البكاء أيها المأزوم وطن ما باقي فيهو وطن
أكثر ما يحيرني أيها الباكي: تسأل الناس الجوه عن كيف حالكم يقولوا ليك والله عايشين في نعمة كفاكم تعالوا ساي وأنا أرد في غيظ: سمح بجي
عوداً حميداً لأحضان الوطن ومودة لا تغيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: عمر أبوعاقلة)
|
(أكثر ما يحيرني أيها الباكي: تسأل الناس الجوه عن كيف حالكم يقولوا ليك والله عايشين في نعمة كفاكم تعالوا ساي وأنا أرد في غيظ: سمح بجي) هل تعلم أن هناك جيل بحاله لم يعرف غير هذه الحكومه ولم ير وجوها سوى تلك التي تجلده عيونه صباح مساء ؟ حتى حسب ذلك الجيل أن هؤلاء الأفراد بعض من ظواهر الطبيعه ..وزراء ومستشارون وولاة من طول بقائهم الكريه أصيبت الكراسي بالبواسير..لذا لا يرى أو يحس البعض بأن هناك خللا يا عمر..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: محمد المرتضى حامد)
|
لا أجد تعليقاً أنسب من قصة الرجل صاحب المظلمة وبتاع العرضحالات.. الذى وبعد أن إنتهى الكاتب من صياغة العريضة طلب منه أن يقرأها له.. وبعد أن قام العرضحالجى بقراءتها ما كان من الرجل إلا أن أجهش بالبكاء.. وعند سؤاله أجاب بأنه لم يكن يعلم بأنه مظلوم لهذه الدرجة.. نعيش وسط كل هذه الدمامل التى وصفتها فى مقالك التحفة ولكننا لم نرها بهذا السؤ إلا اليوم.. كأنك ذلك الطفل، ودة طبعاً القياس مع الفارق وأنت الأعلم، الذى فاجأ قومه حينما هتف أنظروا إلى مليكنا العريان.. لقد تصالحنا مع الفوضى ومع الوساخة ومع الحفر ومع دولة اللا قانون حتى بتنا لا نراها .. ويأتى مقال مثل مقالك فيعيدنا إلى واقعنا الأليم...... عزيزى ود المرتضى.. هل إنتهى زمن المعجزات.. أرجو ألا تكون إجابتك هى النفى حتى لا تزيد فواجعنا فاجعة أخرى.. فنحن ننتظر معجزة لتنتشلنا مما نحن فيه، وعلى هذا الأمل نعيش.. لك المحبة والتحايا والأمل فى أن نلتقيك فى سانحة أخرى هنا أو هناك.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: azhary awad elkareem)
|
الآخ الفاضل محمد المرتضى حامد...
تأثرت بما كتبت كثيرا.. و كل الذى سيطر على ذهنى لحظة القراءة هو أن السودان هو البلد الوحيد فى العالم الذى يخسر مبدعيه دون أن يرجف له جفن.. و من شدة التأثر لم أجد ما أكتبه.. فنقلت التحية الى البلد.. و لكننى اراك تجاهلت دخولى.. و لم تعرنى أى أهتمام.. و على العموم يآه دا المنبر.. بيطّلع ليك العضم فى الفشفاش ! أتمنى أن تواصل الكتابة عن تلك الايام فى السودان.. فهى عملية جراحية دقيقة نشعر بعد قراءتها بالشفاء التام ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: محمد المرتضى حامد)
|
انا كمان يامولانا كنت هناك ورايت الوطن يلهث من التعب . والقوم عنه في شغل فاكهون . لايوجد من بينهم من تحدثه نفسه لينزل بئر المسولية والنخوة فيملأ خفه ثم يروي ظمأه . المطار حدث ولا حرج من القبح الذي يستوطنه . الشوارع والبيوت وحتى الانفس يسكنها الخراب . بعض الاشياء تحتاج فقط لمن بنفسه بعض جمال وقليل من الذوق ليستقيم وضعها ولكن القوم اصحاب نفوس بائسة ، خالية ' عاطلة . يصدون عن سبيل الفطرة السوية وعن سراط الانسانية المستقيم . انهم كالجراد المنتشر الذي لم يبق ولم يذر تجدهم في كا ناحية من نواحي مدن الفساد واقبيته . اسال عنهم اين وجد المال والنساء النفاق والكذب . في صالة المغادرة وانا عائد لغربتي ماكنت ادري من يغادر من . اتفحص الوجوه المشدوهة . اري الوطن يغادر عيونهم ويختفي شئيا فشئيا . ومع ذلك هم فرحون انهم ذاهبون الى ضفاف اخرى قد تكون ارحم . والى مدن صامتة كأنها القبور ومع ذاك ترى السعادة على وجوهم . تذهب تحملك غيمة من الامنيات الجميلة ثم يخالف الواقع البئيس توقعاتك فتعود خاطرا مكسورا ، واحلام قد سفأتها رياح الظلم والغبن ،
(عدل بواسطة عمر مصطفى مضوي on 10-10-2017, 09:07 PM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: عمر مصطفى مضوي)
|
يا عزيزي المرتضى
الكنجالات الممكن تصلح العوج دا كلووووووووووو صارت تذهب لجيوب دبلوماسيي التمكين الذين لا يجيدون ابسط قواعد تحنّك المزز و لا حتى اختيار المكان المناسب لشراب البقنية
يا ريت - يا اخوي - لو بقت في مطارنا . بشتنة مطارنا دا لا شغالة بيهو الاوبزيرفر و لا الاكونومست و لا النيوزويك
كدى امشي أعمل إسكانغ سريع للصحف دي وشوف شو الحكي عن حصاناتنا الدبلومسية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: ابو جهينة)
|
مولانا الجميل ...
كتر خيرك اول شي على الكتابة الباذخة في رثاء الحال ...
و كتر خير تاني انك بتكتب في زمن اصبح فيهو حال المنبر كحال البلد الذي وصفته ...
و كتر خيرك تالت لأنك ( قنّعتني تماما) من اَي أمل باقي في دواخلي ...
سحبنا خط ... و حنقضى ما تبقى من العمر نغني مع الشفيع و ود القرشي ،،، الذكريات .. صادقة و جميلة .. مهما تجافينا بنقول حليلها ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: يحي قباني)
|
شكراً لك يا مولاي على الكتابة الفارهة، التي يضوع منها حبّ حقيقي للوطن،
وحقيقةً مهما أراد المتلقي لهذا العمل الإبداعيّ الوطني الجميل، أن يعبر عن شعوره إزاءه، يجد نفسه عاجزاً،
ليتك وأنت تحمل هذه الروح المتفائلة، تواصل اندياحك في اتجاه وصف آليّات التغيير الممكن، نحو الوطن الذي نحبّه! لاحقاً!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: بلال زكريا)
|
كما عودتنا يا مولانا قطعة فنية متكاملة
صدق الحروف يعكس صدق المشاعر والانطباعات
كل ما كتبته مررنا به بنفس التفاصيل ولكن ملكة الكتابة والتعبير هبة من الله فهنيئاً لك
اعجبني جداً تسمية البلد بعدة اسماء وفق المقطع وما يحتاجه التعبير عن الالم والاستنكار
واضحكني جداً هذا الجزء: ( فيفيدك أنه سيرسل معك (شيئا بسيطا) فتومئ موافقا بحسبان أنه سيرسل دواءا أو مظروفا فتعرف أنها حقيبة بالغة راشدة في كامل وزنها الإجتماعي وشحنتها المعتبره شرعا)
تحياتي واتمنى ان تتحفنا دوماً دون توقف بمثل هذه الجواهر الثمينة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: محمد المرتضى حامد)
|
من حسن حظك يا ( محمد المرتضى ) ، انك تربيت على يد اب و أم ( أفاضل ، كرام ، عزاز ، غيرين extroverted ، تجدني اعرفهم ) .. علموك ان الوطن هو الأب و الام ..
قال مولانا الملك في بكاءية الوعي و الصحوة بتاعتك ، ما قاله العباسي في عهد جيرون : و كيف نرضى أسباب الهوان .. ولنا اباء صدق من الغر الميامين .. النازلين على حكم العلاء أبدا .. من زينوا الدنيا .. خير تزيين ..
محبتي و تقديري العميق لكل من لامس و جدانهم هذا المكتوب النادر الواقع خارج تصورات كل النحويين ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: محمد المرتضى حامد)
|
الاديب الاريب محمد المرتضي حامد كدت ان اقول لك انا حسي بالبلد وما شايف هذا الرثاء الحزين لحال البلد لكن وكزني تعليق الاخ ازهري عوض الكريم بان تصالحنا مع الاشياء جعلنا نري الجمال من بين براثن هذا الحال المائل لكنه الوطن الزول كان ربنا ابتلاه بي جنا خِـــلاقه بي يعافو ... ربنا يصلح الحال ... : : : : : مع التحيات لله الزاكيات
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: ABUHUSSEIN)
|
الاستاذ محمد المرتضى لك العتبى حتى ترضى فلم انتبه لطرحك وما بداخله من سحر قلم جاءه تَنَزُلٌ من قلب وعقل كاتب مفوه القلم وهذا هو قولي عنك لابي حسين ردا على مداخلته:
Quote: .يا ابوحسين مشكور لمداخلتك ومشكور لكشف اسم كاتب المقال ولكن افسدت علي طريقة طرحي فكنت اريد ان يقرأ القارئ المقال دون معرفة اسم الكاتب واحببتُ ان اتوقف طويلا عند خاتمة المقال للاشادة والنقد بصاحب هذا القلم الساحر فاحسب نفسي من القراء وقد مضى علي زمن ليس بقصير زهدت فيه من الكتابة الرتيبة التي تطرح للقراء ولكن هذا المقال لم يجذبني فقط للقراءة بل اعاد لي شهيتي وجدد روح القارئ في فهو مقال بالتاكيد نزل وحيا من روح كاتبه ولا اظنه استغرق منه وقت اطول من الوقت الذي نقرأ فيه المقال لأن مثل هذا الكلام يتنزل على القلم من الروح والقلب فلا يجتهد الكاتب فيه بصناعة الكلمة فلمولانا محمد المرتضى حامد انحناءة قارئ محب للكلمة الصادقة التي تخرج كالحليب من بين رفث ودم يضخه القلب ولك يا ابوحسين شكري وسأعود للاخوة والاخوات الذين تداخلوا واتكأوا وناموا على بداية هذا المقال الذي جاء فيه قول ما سبقه اليه احد ابدا حين قال مقالة تعادل رواية بحالها وهي:
عجيب أمر ذلك البلد، تخرج منه ولا يخرج منك |
فاستأذنك بان تسمح لي بمواصلة طرحي فهو زيادة كيل بعير من القراء والا ؟ سامسك مع مودتي المحمولة بالاعجاب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: Ali Alkanzi)
|
Quote: ولكن افسدت علي طريقة طرحي فكنت اريد ان يقرأ القارئ المقال دون معرفة اسم الكاتب واحببتُ ان اتوقف طويلا عند خاتمة المقال للاشادة والنقد بصاحب هذا القلم الساحر فاحسب نفسي من القراء |
اعتقد انك الوحيد في هبا المنبر الذي لم يقرأ هذا السرد البديع ... كلمات محمد المرتضى و عناوين بوستاته كنقرشة كابلي و ابو الامين على العود من اول كلمة نفهم ان كاتبها هو ود المرتضى ...
Quote: فاستأذنك بان تسمح لي بمواصلة طرحي فهو زيادة كيل بعير من القراء والا ؟ سامسك مع مودتي المحمولة بالاعجاب |
وهل بعد السلسبيل من ماء ؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريح؟ (Re: يحي قباني)
|
يا قباني لك الحق فيما تقول، ولي الحق فيما ظننتُ لاني كنتُ اجهل ان المقال نزل بسودانيزاونلاين فإن علمتُ لامسكتُ لهذا يحق لي أن استاذن فإن اذن لي صاحب المقال واصلت واتصلت وان ابى فإني ممسك طرحي من الخوض ويكفي انني عندما قرأته ظننتُ انه الطيب صالح عثر على بعض اوراقه وهذا ليس تقليلا لكاتب المقال ولكني جعلتُ منه صنوا للطيب صالح
| |
|
|
|
|
|
|
|