فارقيهو دربي انسيهو حبي . لهذه الاغنية محبة خاصة حيث ارتبطت باشياء جميلة فيما مضى من ايام وصوت ابراهيم عوض اضفى عليها لمسة سحرية جعلت بريقها لا يختفي رغم تراكم الازمان عليها .ولشاعرها الطاهر ابراهيم علاقة عمل بمناطقنا ايام طيب الذكر مشروع الجزيرة وله صداقة باهلنا . وكل من يزور تلك القرى يعرف ان علاقة العمل تماثل علاقة الدم ان لم تكن اقوى وجانب اخر لهذه الاغنية تداوله الناس عن مناسبة القصيدة المرتبط بالزمان والمكان .
كنت اردد مقاطع الاغنية وعقلي في رحلة ذهاب واياب الى هناك حيث الاخلاء وضريح (صرتي) العظيم . ودفن الصرة في الموروث الشعبي دلالة على الوفاء والولاء للقرية والعودة لها حتى وان غاب الشخص عنها سنينا . وهنا يمكن قراءة العلاقة الترابطية بين اولئك الناس ومدى تقبلهم للواقع لا بل يرغبون حتى في بقاء ابنائهم على نهجهم . بعد مرور الزمن عرفت كيف شعورهم وهم يودعون من يغادر ارضهم. اي نبل هذا واي محبة هذه التي يتمتع بها اهل القرى . محاولة الموازنة العقلية بين الماضي والحاضر والمستقبل صعبة فالعوامل العاطفية ترجح كفة الاول رغم ان العقل يميل للقادم المشرق والذى غالبا ما يكون في شكل تمني . ما يهم هو شعورك في هذه اللحظة فالطاقة السلبية التى تتملكك حينها لو وزعت على الناس لجعلت الضحكة محرمة عرفا وفي بحر الحنين تنتشلك نسمات من الحاضر او اشارة امل من المستقبل ولتخرج من تلك الحالة الى ما يليها او ما يضادها تتسرب اليك من سطور الماضي بعض النكات والمواقف المضحكة . هذه العملية العقلية عملية التحول من حالة انهزام تام وتوهان كلي الى كتلة نشاط تحيرني كثيرا واجد في قول سبحان الله اجابة تسليمية اعجابية لمقدرة الخالق عز وجل . كان اليوم كما سبقه او قد يشبه ما يأتي غدا استحضر رسائل العزم تؤخذ الدنيا غلابة . خلق الانسان في كبد . السايقة واصلة . ادرت التلفاز وانا في حالة مقاطعة معه منذ عام لم انظر الى ما تقوله المذيعة الفاتنة بل قفزت الى سؤال لماذا كل مذيعات اخبار الطقس فاتنات وملابسهن تثير الحجارة دعك من ناس مثلي . ضحكت على حالنا ونحن في سن التحول الاكبر كيف كنا ننتظر نشرة الاخبار لنشاهد فقط بسمة مذيعة النشرة الجويه وحينها يشعر كل منا بانه المختص بهذه البسمة ربما كنا وحدنا او هناك ملايين محرومين مثلنا شعروا بما كنا نشعر به . بعض الاحداث الماضية جعلت التفكير في كيفية الواقع تأخذ معظم وقتي واعني ما بعد الرحيل ولي قصة لا تصلح للنشر عن رحلة سابقة لدار الاخرة . لكن اليوم وانا ممدد على سريري قررت بمحض ارادتي وقوتي العقلية وحالتي المعتبرة شرعا وقانونا وبعد ان استصحبت كل ما قيل بصورة ادق ما سمعته عن الاخرة. قررت ان اموت شريطة ان اعود لاستفيد من هذه التجربة . هناك طرق كثيرة للموت واقصرها الانتحار لكن انا ما زال لي في هذه الدنيا حقوق وبما ان الموت سيأتي الى لما اتعجل الذهاب اليه . هذا رد على فكرة الانتحار عموما والتي لم ولن تراودني ابدا . انتحر قبل ما اعرس معقولة بس . هسي نحن مش منتحرين يبقى خلاص . الجملة الاخيرة ساحسم بها امري اذا راودتني عن نفسها اقصد الفكرة فامراءة العزيز لم تعد تعشق يوسف بل تعشق عزيز ارض ثانية. ( مرحلة التمايز الجيبي من منظور النساء) ما علينا . تشهدت وتبت لله مما فعلت وهو ان لم يغفر لي يبقى الرماد كال حماد لكنه غفور رحيم . ومن هذا الباب اتعشم في رحمته . انتابني الخوف ليس من الموت ولكن هل ما افعله حرام . هل استخدام عقلي في اشياء محظورة يجعلني في خانة الشرك . وجدت أن تجربة استكشاف الواقع للوصول الى الحقيقة مقنعة بالنسبة لي وما هو مقنع للبشر ليس بالضرورة ان يقنع الخالق . لكن الله بمد حبل العشم لعباده مهما غاصوا في الجحيم . خروج الروح لم يكن كما سمعت لم يحضر الملك والفلم البوليسي داك بل كانت عملية سهلة جدا . انسحب العقل من الجسم (العقل اعني به مجازا الروح وعارف ان الروح من امر ربي ) شعرت بالم الانفصال (اي انفصال مؤلم الجنوب /الخطيب بتاع العرس ما بتاع الشيوعيين /الكهرباء/ حتى الاصبع لما ينفصل مشكله ) المهم القيت من نفسي على نفسي نظرة الوداع وتسالت كيف بتم تسليم هذا الجسد لاهلي واصحابي حتى يبكونني ويعددون مأثر حياتي التي يرؤنها ولم ارها . ليسوا سذج ولكنهم طيبون جبلوا على حب الوحدة والالتقاء لا الفرقة والشتات . سرحت وانا لم ابعد عن جسدي مسافة كيلو سماوي لا اعلم ما يعادله مما تعدون . رأيت جسدي يهبط بمطار الخرطوم في صندوق خشبي لو وجدته قبل موتي لكان منزل لي .على كل حال ساقول عند الحساب رجعت اليكم كما ادخلتموني الدنيا . ربما عدم امتلاك اشياء في الدنيا يخفف العذاب او يزيده لا اعلم . استقبل اصحابي واهلي الصندوق بالتكبير والتهليل فتح الصندوق للمقربين لالقاء نظرة الوداع منهم من دخل في صدمه ومنهم من كان ثابت ينظر الي بحسرة . احدهم يصارع دمعة تحاول الهرب يعض على شفتاه. يخرج هواء ساخن بانفه . جفنه يرتجف تنتصر الدمعة يلاحقها بيده ثم يدير وجهه ويغادرني اسمع صوت فلان وهو عزيز علي رغم انه لا يعلم مدى محبتي له يحاول ان يدخل لينظر الى جسدي الممدد داخل الصندوق . التف حوله الناس ليمنعوه من الدخول لم اتمالك نفسي وقفت خلفه اعلم انهم لن يرؤني دفعته للامام حتى يتجاوز الحشود انتصرت له وما ان دخل علي حتى وقف تمنيت ان افيق لاسلم عليه فقد مضى زمن لم نلتقي ولكن تذكرت اني في مهمة لا تقبل الضعف او الهوان وحين عودتي ساقالده واحكي له عما مضى من ايام . تركتهم يغادرون بي الى المقابر والجميع في حالة حزن كان المعزيين كثر بعضهم اعرفه وبعضهم لا رغم اني انا موضوع الحضور اي امة هذه واي قيم هذه التي يتمتعون بها . كانت ايام العزاء متعبة للجميع تكبدوا المشاق تركوا ابناءهم واعمالهم من اجل العرف الاجتماعي وهبني المتدينون ايام من الصوم كرمني الشباب بدورة رياضية . صديقي الذي ترك الكاس عاد اليه ودعاني للشرب معه . حبيبتي الاولى جعلت صورتي على هاتفها . الثانية اسمت ابنها تيمنا بي . الثالثة وهبتني عمرة . الرابعة نحتت الحرف الاول من اسمي وعلقته على صدرها حبيبتي الخامسة نعتني بقصيدة لو كان مصطفى سيد احمد موجود لغناها . حفظت ابياتها وقلت في عصريات الاخرة ساقابله واطلب منه ان يغنيها . حبيبتي التي لا يمكن ترقيمها لا يمكن وصف حالها لكنها تدعوا كل صلاة اني تلحق بي . قررت حينها بعد العودة ان اذهب اليها والعرس شر لا بد منه . كنت غريب لا دليل لي ولا رفيق . وحدي احمل ذنبي . جبال طائرة اصوات عالية. مخيفة رعد وبرق لاهب. امطار من حجارة . اختبي خلف الاشجار فتتحول الى رماد اسمع صيحات هنا وهنا تعلقت بلوح مطاط. ساخن تفسخت يداي افلتت يدي الاولى ثم الثانية لاحس بيد ناعمة تلتقطني صعدت على اللوح وجدت (جنيفر لوبيز وهيفاء وهبي وميريام فارس ونسرين الكانت بتقراء في اشعة) جميعهن في بنت واحدة سالتها من وين يابت؟ وفي سري قلت البت دي الهملة ليها شنو مارقة في نص الليل . ياربي دايرة تستكشف الواقع زي كده . قالت انا نوريتا من الاكوادور وانت ؟؟؟ لساني غلبوا الكلام . هووي وين انت سارح . قلت ليها انتي نورتينا مش نوريتا . انا اسمي خليه في سري قلت (هو ده اسم عليك النبي الكله حفر ده) .لكن من هسي اسمي صاحب نوريتا ضحكت ليها ضحكة عجيبة ياخ انا لما بقيت (منبهش) مندهش ومنبهر يعني . انتي جيتي لي شنو قالت لي مت وماشة الاخرة وانت؟؟ قلت ليها زيارة سياحة وراجع . زحت مني بعيد وقالت لي انا ما صدقت اني فارقت الدنيا وناسها وانت جاي هنا. زيارة انت شكلك مرطب في الدنيا. (طبعا يا اخوانا اول ما رفعنا الفراش لقيت لافتة في الشارع بتاع الاخرة بتقول كل اللغات مفهومه يعني اي زول يتكلم بلغته والتاني بفهمك ويرد ليك بلغته ) المهم نوريتا زعلت زعل شديد مني عاينت كده لقيت لي جردل بتاع بلاستيك لفيتو في شكل ورده وقدمته دليل محبه واعتذار كده . المهم لما قالت لي (قريسياس) ياخ كرعي نملن ومدت لي فتيل ريحة قالت عشان العطر مفيد طبعا من بخيت الريحه كده ناس سوبا كلهم حرسوا المقابر يتبركوا بقبري عشان ريحة الجنة جات منو!!! قعدت مع نوريتا في مطعم جنب درب التبانة ونعاين للناس هناك الجكس كلو جاي يتبرك ياسلام ياخ انا لو عارف كده كان مت زمان . واهم حاجة جاء الوزير داك قعد في خلوة مع قبري وقعد يبكي والله ياشيخنا انا ناوي اعرسها رسمي بس موقفي حساس وهسي هي حالفة ما تجهض اها اعمل شنو وجات البت القال عليها ياخ احكموا ليوم الدين بس طلقها وخليني اعرسها طبعا قلت الكلام ده والوزير من سمع البركات الكلاميه دي. ياخ الزول ده جرى جنس جري تاني يوم الصحفي المعاط داك كتب قصة شيخ سوبا على لسان الوزير صراحة الوزير نجر بس عجبني اقلاها حاقابل الجكسي والمسؤولين من خلال البركة القبرية دي . نوريتا بعد شافت صورة المذيعة الوقفت شعبنا الابي على فرت كراع في الجريده و مكتوب جنبها نجمة الشاشة دخلت في صدمة وبقت تقول لي دي نجمتكم !!! وانا مبسوط اقول ليها اي تقوم تبكي وتاني تسالني واجوتببنعم وتبكي ياربي نوريتا بتغير منها ؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الجنيد حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست