تجاني عبدالقادر: غرز بقر "اصلب العناصر لأصلب المواقف"!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 01:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-26-2017, 09:14 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تجاني عبدالقادر: غرز بقر "اصلب العناصر لأصلب المواقف"!!!

    08:14 PM September, 26 2017

    سودانيز اون لاين
    عبدالله عثمان-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    المفكِّر الإسلامي د. التجاني عبد القادر لـ(الصيحة) :
    التقارُب بين "الوطني" و"الشعبي" (هش)
    تعلَّمتُ من الترابي التصالُح مع الذات
    غادرتُ الساحة السياسية لهذه الأسباب (....)
    الترابي انشغل كثيراً بالتكوین السیاسي للجماعة
    تشرذُم الحركة الإسلامیة نتاج طبیعي لغیاب المنھج
    "الإسلام السیاسي" مصطلح صار یُستخدم بطریقة سلبیة
    يُعد المفكر بروفسور التجاني عبد القادر من القلائل في تقديم نقد ذاتي لتجربة الإسلاميين في الحكم دون مواربة او خوف وظل في حالة نقد مستمر للتجربة منذ وقت طويل رغم ابتعاده عن الملعب السياسي منذ سنوات خلت إلا أنه أظهر متابعة دقيقة لكل تفاصيل المشهد الداخلي وبكل تعقيده.
    في هذا الحوار تحدث بصراحته المعهودة في عدد من القضايا، فإلى مضابط الحوار:
    حوار: عبد الرؤوف طه
    *كنت قبل فترة قصيرة بالخرطوم بعد غياب طويل؟
    - نعم، غبت طویلاً عن الخرطوم المدینة، ولكن الخرطوم "الناس والتاریخ" ظلت معي، وبالطبع فقد صرت أرى "الھموم" عیاناً في وجوه الناس بعد أن كنت أتلقاھا أخباراً.
    *ما الذي تبدَّل في الخرطوم؟
    - ازدادت المباني وتكاثر السكان وازدحمت الشوارع، وتفاقمت مشاكل البیئة والاقتصاد والسیاسة.
    * لماذا لم تعُد راغباً في البقاء بالخرطوم مفضلاً المنافي الاختيارية؟
    - أعتقد أن الإقامة في الخرطوم تقتضي في الوقت الراھن أن یكون المرء ذا سعة في المال وقوة في البدن وصلة قویة بالسلطان وقدرة عالیة على اللف والدوران وھي "میزات" غیر متوفرة لدينا.
    * نفهم أن هجرتك ستطول؟
    - غیر أن ھذا لا یمنع من معاودة النظر والتفكیر في إمكانیة التحول من مجال البحث العلمي والاشتغال بالعلم إلى سماسرة ورجال أعمال والدخول إلى مجال التجارة، فنحن في زمن تحولت فيه كل الأشیاء تقریباً إلى "سلع".
    * في زيارتك للخرطوم هل وجدت الحركة الإسلامية لا أقصد الاسم قطعاً بل الحركة الكيان والهدف والرؤية؟
    - لم یكن لدي متسع من الوقت للتواصل في ھذه الزیارة القصیرة مع من أعرف من عناصر الحركة الإسلامیة كما لم أعد أتابع تفاصیل نشاطھا، ولكني أظن بناء على مراقبة مؤتمراتھا السنویة ومواقفھا السیاسیة أنھا تعاني من الاختناق تحت قبضة النظام الحاكم.
    * في تقديرك أين ذهبت الحركة الإسلامية ومن المسؤول عن غيابها أو تغييبها؟
    - عمد نظام الإنقاذ منذ عھده الباكر إلى تقسیم الحركة الإسلامیة القدیمة إلى ثلاث فئات، فئة تقضي نحبھا في الجنوب، وفئة تستوعب في أجھزة الدولة، وفئة تُحوّل إلى فائض عمالة، تستنفر عند الضرورة القصوى ثم تُسرّح.
    * سنوات مفعمات بالعمل والإخلاص قضيتها في حواضن الحركة الإسلامية ثم تقاصرت الخطى وتركتها في نهاية المطاف.. السؤال ما هو سر ابتعادك عن أضابير التيار الإسلامي؟
    لم أنصرف إلى "الأكادیمیات" من قبیل التبطّل وتزجیة أوقات الفراغ، وإنما بقیت فیھا في محاولة مني للمساھمة في سد الثغرات الفكریة التي یعاني منھا مشروع النھضة الإسلامیة، إذ أن ما یردده السیاسیون والدعاة من حدیث عاطفي عام عن الشریعة والمشروع الإسلامي لم یعُد كافیاً بل یحتاج إلى تعمیق وإلى نظر منھجي وبحث مستفیض في النصوص وفي الواقع وفي التاریخ.
    *رغم ما تقوله لا تزال بعيداً عن التيار الإسلامي؟
    - أنا لم أزل ملتزماً بالفكر الإسلامي، ولكن من موقع الاجتھاد ولیس من موقع التبعیة لأمیر أو الالتزام بتنظیم.
    * حدَّثني كثير من الإسلاميين عن التجاني عبد القادر المفكر البارع بل يجزم البعض بأنك الأقرب للترابي في كثير من النواحي مع ذلك فضّلت الابتعاد عن الملعب السياسي؟
    - لقد تحول "الملعب السیاسي" كما ترى إلى "ملعب أمني"، ولا توجد فیه خانة شاغرة لفكر أو تنظیر لا یتسق مع المنظومة الأمنیة الحاكمة.
    * ثمة من يقول إنك تخشى دفع فواتير العمل السياسي باهظة التكاليف لذلك فضلت الابتعاد؟
    - لو كان سبب انصرافي عن السیاسة ھو أن "فواتیر العمل السیاسي باھظة التكالیف" كما تقول لانصرفت عنھا إبان الفترة المایویة ولما دخلت معتقلاتھا ولم أتجاوز العشرین من العمر، ولما قبلت التشرید والمطاردة.
    * إذاً ما سر الابتعاد؟
    - ابتعادي عن السیاسة في الوقت الذي جاء فيه أصدقائي الإسلامیون إلى الحكم وفي الوقت الذي تدفق فیه النفط، وفي الوقت الذي كثرت فیه المناصب والمغانم، فلا یمكن أن یفسر بخوفي من فواتیر العمل السیاسي.
    *ماذا تعمل في الخارج وفي ماذا تفكر؟
    - ما أفعله بالخارج لا یتجاوز التدریس والبحث والكتابة، وأفكر في مسائل تتعلق بمنھج إصلاح العقل المسلم، وفي كیفیة تحویل الطاقات الشبابیة من مسار التطرف والھدم إلى مسارات البناء، وفي كیفیة تجاوز المعادلة الصفریة بین التیارات الإسلامیة والیساریة، وفي كیفیة إقناع النخب السودانیة بأھمیة الخروج من "الصنادیق الحزبیة المغلقة" والعودة إلى البرنامج الوطني الأبیض"، وكیفیة القضاء على الفقر.
    *كيف تنظر لمستقبل الإسلام السياسي في السودان؟
    - مصطلح "الإسلام السیاسي" صار یستخدم بطریقة سلبیة یقصد بھا تنظیمات بعینھا، أما إذا كان المقصود ھو القوى الاجتماعیة الحدیثة التي ترید أن تحدث نھضة وطنیة وفقاً لقیم الإسلام المتمثلة في الحریة والعدالة والكرامة الإنسانیة والحكم الراشد، ووفقاً لمعطیات العلم والتقانة ولأسالیب الإدارة والاتصال، فھذه ھي قوى المستقبل، طال الزمان أو قصر.
    * في حالة حدوث تغيير بالسودان هل سيجرف التيار الإسلاميين بصورة استئصالية أم إن وجودهم في المعادلة السياسية أمر لابد منه؟
    - لا أعرف شیئاً عن طبیعة التغییر القادم الذي تتحدث عنه، ولا عن المدى الذي سیبلغ، ولكن إذا وقعت "ثورة" اجتماعیة كبرى ضد النظام الحاكم فلا یُستبعد أن یكتوي بنارھا الإسلامیون والمندرجون تحت النظام وربما یتطایر شررھا إلى الواقفین منھم على الرصیف؛ فالثورات كالنیران تقضي على الأخضر والیابس.
    *إذن مستقبل الإسلاميين على المحك؟
    - مع ذلك، فإن تاریخ السودان الحدیث یعلمنا أن كل عھد بائد یستطیع أن یعید نفسه في "العھد الجدید"، وأن ما بعد الثورة لا یختلف كثیراً عما قبلھا، وأن السدنة" سیصبحون وزراء؛ ذلك لأن الشرائح الفوقیة الحاكمة تنتمي إلى طبقة سیاسیة واحدة، ذات أصول اجتماعیة متقاربة، وتطلعات شخصیة متشابھة وترابطات عائلیة ومشاركات تجاریة.
    *كثيرون طالبوا بتجديد الفكر الإسلامي أو بالأحرى تجديد المرجعيات للحركات الإسلامية والقول إن المرجعيات السابقة كانت أكثر تطرفاً وساهمت في تفريخ كوادر أكثر عنفاً؟
    - تجدید الفكر الإسلامي عملیة ضروریة وھي بالضرورة عملیة اجتھاد علمي منھجي مفتوح، تستوجب أولاً استیعاب ھذا الفكر وإخضاعه للنقد الأمین، وذلك لإدراك مكوناته الحیة بغرض وصلھا بمنظومة فكریة أحدث وأوسع، تستطیع من ثم أن تحیط بالواقع الجدید وتفسره وتعطي مؤشرات للمستقبل.
    *ماذا عن تطوير المرجعيات للحركات الإسلامية حتى تكون أكثر مواكبة؟
    - تطویر مرجعیات الحركات الإسلامیة، ودفعھا في اتجاه "تفریخ كوادر أقل عنفاً فھذه عملیة داخلیة تخص ھذه الحركات، وتلقي مسؤولیة أخلاقیة على قیاداتھا، ومن العسیر أن تُفرض علیھا من الخارج، كما تحاول أن تفعل أجھزة المخابرات الدولية.
    *الترابي كان مثل الإمام بلا جماعة يفكّر وحده ويكتب وحده؟
    - مساھمات الدكتور الترابي الفردیة لا تُنكر، وقد كان له فضل المبادرة للتجدید قولاً وعملاً، ولكنه انشغل بتكوین الجماعة السیاسیة أكثر من اھتمامه بتكوین جماعة فكریة، بل لعله كان یخشى في أول الأمر أن تنشأ جماعات فكریة تكون سبباً من أسباب النزاع والتشظي في مجتمع ھش التكوین، ثم عاد في المرحلة الأخیرة من حیاته للتحریض على التفكیر والاجتھاد، ولكن عن طریق الصدمات الكھربائیة.
    *أين الحل؟
    - الحل في تقديري لا یكمن في البحث عن شخص عبقري یحل مكان الدكتور الترابي، وإنما یكمن في إعادة الاعتبار للمنھج العلمي المتوازن وللنقد الأمین وللجماعات العلمیة المفتوحة وللحریة الفكریة.
    * على ذِكر الترابي بعد رحيله لم تكتب عنه بصورة حزينة؟
    - كتبتُ عن الدكتور الترابي رحمه الله حینما كان على قید الحیاة، وھي كتابة تتعلق في عمومھا بالنموذج الذي كان یسیر علیه في قیادة الحركة الإسلامیة في السودان، أما بعد وفاته فقد رأیت أن "دراسة الترابي" أفضل من مجرد نعیه، فواصلت الكتابة عن ذلك النموذج، ولكني رأیت من جانبي كتابة صحفة أو صفحتین في نعي الدكتور الترابي قد لا تضیف جدیداً إلى ما كتبه الآخرون، لذا رأيت أن أؤجل النشر حتى تھدأ العواطف التي أثارتھا مصیبة الموت. یضاف إلى ذلك كتبتُ صفحة الترابي الإنسان" رجل خفیف الظل، یحب النكتة ویجید التمثیل ویعشق اللغة وله سخریة قارصة.
    *ماذا تعلمتَ من الترابي؟
    - تعلمت منه التصالح مع الذات.
    * لديك مقولة خالدة فحواها أنك مصدوم من تطاول الإسلاميين الغبش في البنيان، إلى شئ تعزو تحوّل إخوانك الإسلاميين من طور العبادة والزهد إلى طور الرأسمالية الدنيوية؟
    - نموذج الانفتاح "النیولیبرالي" الذي تندفع فیه الدولة، قد حطّم مؤسسات القطاع العام، وحوّل كل قطاعات الحیاة إلى مؤسسات ربحیة ھو المسؤول بالطبع عن حالة الھرولة الشدیدة نحو العقار" كملاذ آمن ضد حالة الانكشاف والإفقار المتعمد التي تعرَّض لھا أفراد المجتمع، وقد كان بعض الإسلامیین أسرع من غیرھم في ھذا الاتجاه لعلاقاتھم الوطیدة بأجھزة الدولة ولإحساسھم المبكر باتجاه التحوّل، كان المأمول أن یصلحوا "نموذج" الرأسمالیة المتوحشة، لا أن ینخرطوا فیه، وذلك ھو موضع انتقادي لھم.
    * تناولتَ في محاضراتك الأخيرة بجامعة الخرطوم العلاقة بين الدولة والمجتمع، كيف تنظر لعلاقة دولتنا مع المجتمع؟
    - لا تختلف علاقة دولتنا بالمجتمع عن التشخیص الذي أشرتُ إلیه في المحاضرة فھي دولة قابضة تقودھا مجموعة ذات عصبیة متآكلة مما یجعلھا تبحث في كل مرحلة من مراحل حكمھا عن عصبیة جدیدة من "الصنائع" تعتمد علیھم في تأمین وجودھا، كما تعتمد من ناحیة ثانیة على الاختراق الكامل لكل مؤسسات المجتمع السیاسي والأھلي بحیث لا تظھر قیادة أو تنشأ علاقة أو تقوم جمعیة إلا وھي تحت السیطرة الكاملة لأجھزة الاستخبارات، ثم تعتمد أخیراً على بعض القوى الإقلیمیة المرتبطة بمراكز الرأسمالیة العالمیة.
    *ما الذي يباعد بين الدولة والمجمتع؟
    - الذي یباعد (أولاً) بین الدولة والمجتمع في الحالة السودانیة الراھنة عامل اقتصادي، إذ أن الدولة تنشط من ناحیة في فرض الضرائب الباھظة على المواطن، وفي وتحصیلھا، ولكنھا ترفض من الناحیة الأخرى أن یكون لھذا المواطن الحق في مساءلة الدولة عن الأوجه التي تُصرَف فیھا تلك الضرائب، ناھیك عن محاسبتھا. والذي یباعد (ثانیاً) بین الدولة والمجتمع عامل أخلاقي، إذ أن قیادة الدولة تأمر الناس بالبر وتنسى نفسھا، وتأمرھم بالتقشف وترفل في أثواب الرفاھیة، وتسحب الدعم عن القطاع التعلیمي والصحي الذي یلوذ به عامة الناس وتضعه في القطاع الأمني والسیادي والذي یباعد (ثالثاً) بین الدولة والمجتمع ھو أن الدولة لا تھتم بالإنسان من حیث ھو إنسان، وإنما تھتم بالإنسان الذي یستطیع أن یؤثر سلباً أو إیجاباً على أمنھا، كأن یكون ذا عصبیة قبلیة نافذة، أو قدرة على حمل السلاح والخروج به إلى الغابات النائیة، أو نحو ذلك من التشكیلات ذات القدرة على الصراخ والإیذاء. ویترتب على ذلك أن تكون الأجھزة الأمنیة ھي الوسیط الوحید بین المجتمع والدولة، فتنتفي بذلك السیاسة بمعناھا المعروف، ویذھب كل مواطن لیبحث عن "رایة" یقف تحتھا لیتقي شرور القمع الأمني والإقصاء الحزبي.
    *هل من أمل في لم شمل الإسلاميين؟
    - لیس لم شمل الإسلامیین بأكثر أھمیة من لم شمل الوطن، دعنا ننسى أنفسنا ونفكر في الوطن أولاً، وفي الإنسان المسحوق الذي لا یستطیع الخروج منه ولا یقوى على البقاء فیه، فإذا أخرجنا نحن الإسلامیین من ذواتنا وانخرطنا في أعمال البر الإنساني العام فإن شملنا سیلتئم. إن الحركة الإسلامیة لیست غایة في ذاتھا، وإنما ھي وسیلة لترقیة المجتمع وتنمیته وإصلاحه، فإذا أصابھا العطب والعجز فلا ینبغي أن نعكف علیھا ونبدد الطاقات في معالجة أمراضھا، وإنما ینبغي تجاوزھا لوسائل أكثر نجاعة.
    *كیف تنظر إلى الانشقاقات في صفوف إسلاميي السودان بعد أن تفرقوا لأحزاب متناحرة؟
    - تشرذم الحركة الإسلامیة نتاج طبیعي لغیاب المنھج ولھشاشة الرؤیة ولضعف قیادة كیانات الإسلاميين الموجودة في الساحة ستظل تلتف وتدور حول السلطة السیاسیة والمواقع الرئاسیة على غیر ھدى ولا كتاب منیر إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.
    * بمعطیات الأمور یبدو واقع الحركة الإسلامیة مبكیاً وھذا ما أكده كثیر من الإسلامیین؟
    - مفردات البكاء والنحیب ونحوھما ینبغي أن تُحصر في مجال الأمور الشخصیة الخاصة، ولا ینبغي ترحیلھما إلى حالات النجاح والإخفاق في مجالات العمل العام. والواقع الذي تعیشه الحركة الإسلامیة لا یختلف كثیراً عن واقع التنظیمات السیاسیة الأخرى، من ضبابیة في الرؤیة، وضعف في القیادة وسوء في التخطیط. وھذه أمور لا تستوجب البكاء ولكن تستوجب التفكیر العمیق والصدق مع النفس .
    * عبد الوھاب الأفندي قال إن من یحكم السودان حالیاً ھو تحالف الأمن والقبیلة والرأسمالیة؟
    - في الواقع إن ھذه عبارتي، وقد وردت في مقال قدیم نشر بصحیفة الصحافة عن الرأسمالیین الإسلامیین، ولا أظن أنھا من أقوال الأستاذ عبد الوھاب، على أننا نقف على جانب واحد من الرأي في ھذه المسالة.
    * تغیيرات جذریة طرأت على مستوى الحكم والسياسة في السودان أبرزھا إبعاد بعض الوجوه القديمة (نافع، علي عثمان) نموذجاً، عطفاً على التقارب بین الشعبي والوطني؟
    - لا أعتقد أن إزاحة السیدین نافع علي نافع وعلي عثمان تمثل تغیيراً "جذریاً" في نظام الحكم القائم؛ فالنظام یجید "لعبة الكراسي" ھذه، وقد سار علیھا منذ زمن طویل، كما أنه لم یُعرف لأي من السیدین المُزاحین خط أیدیولوجي أو موقف سیاسي متمیز یمكن أن یُفتَقد بغیابھما.
    * كيف تنظر للتقارب بين الشعبي والوطني؟
    - التقارب بین الشعبي والوطني فھو أمر طبیعي بعد وفاة الدكتور الترابي، وبعد تطبیق "النظام الخالف" الذي وضعه، ومع ذلك فھو "تقارب ھش یمكن أن یستخدمه النظام كورقة للمساومة مع القوى الإقلیمیة الكارھة لما تسمیه بالإسلام السیاسي في المنطقة، أو للمساومة مع القوى السیاسیة المحلیة الساعیة للتمدد في المواقع القدیمة للحركة الإسلامیة. وفي كل الأحوال سیجد المؤتمر الشعبي نفسه في مأزق لا فكاك منه، فلا ھو یستطیع من خلال مشاركته في أزمة داخلیة تقود إلى مزید من الانشقاقات. السلطة أن یوفر حمایة لوجوده ولا ھو یستطیع أن یعود إلى المعارضة التي تخلّى عنھا، مما قد یحدث له.
    * علاقة الدین بالدولة ما زالت تشھد جدلاً كثیفاً؟
    - لیست المشكلة في الدین بقدر ما ھي مشكلة في "المتدینین" وفي فھمھم لمقاصد الدین العلیا، كما ھي مشكلة في خصومھم السیاسیین الذین لا یعرفون من الدین إلا الوجه "الثیوقراطي القدیم" الذي یجعل لرجال الدین وحدھم السلطة العلیا في الشأن العام والخاص. ولكن إذا استطاع كل من الفریقین أن یوسع دائرة النظر قلیلاً لتأكد لھما أن دین الإسلام یختلف عن الأدیان الأخرى من حیث أنه لا یضع أمور الدولة تحت دائرة الاعتقاد، وإنما یضعھا تحت دائرة الفقھیات؛ أي دائرة الاجتھاد وتقدیر المصالح، ویترك ذلك للأمة ولمن ینوب عنھا، مما یعني أن یترك المجال واسعاً للتداول والتراضي على أي دستور یراه أغلبیة النواب وعلى أیة سیاسة یتفقون علیھا.
    * النھضة التونسیة عمدت لفصل الدعوة عن السیاسة، كیف تنظر للتجربة؟
    - لقد وصلت الحركة الإسلامیة في تونس إلى منعطف خطر في ھذه المرحلة من تطورھا، وھناك كثیرون یتربصون بھا الدوائر، وھناك كثیرون یریدون لھا السقوط، ولذلك فھي تحاول أن تبعث برسائل تطمین إلى خصومھا السیاسیین، وإلى عامة المواطنین من خارج عضویتھا ممن أدلوا بأصواتھم لصالحھا، ومفاد تلك الرسائل أن حركة النھضة لا تعمد لاستخدام المؤسسات الدینیة والخطاب الدعوي من أجل مصلحة حزبیة ضیقة. وھذه سیاسة حكیمة لا غبار علیھا في اعتقادي.
    * هل يمكن تطبيق تجربة النهضة التونسية في السودان؟
    - ونحن في السودان كنا نفصل فصلاً بیناً بین المنظمات الدعویة والنشاط السیاسي المباشر للحركة الإسلامیة. فمنظمة الدعوة الإسلامیة مثلاً ووكالة الإغاثة الإسلامیة وغیرھما من المؤسسات الخیریة كان الغرض من قیامھا أن تقدم الخدمة للجمھور الواسع، وأن تعمل بصورة مستقلة عن التنظیم السیاسي.
    * أخيراً متى يعود تجاني عبد القادر لوطنه؟
    - یقول شوقي في بعض قصائده:
    وكل مسافر سیعود یوماً إذا منح السلامة والإیابا
    وقد سخر أستاذنا عبد الله الطیب رحمه الله من ھذه الفكرة الساذجة، وقال إنه بإمكاننا أیضاً أن نقول: كل مسافر سیعود یوما إذا مُنح تذكرة الإیابا.
                  

العنوان الكاتب Date
تجاني عبدالقادر: غرز بقر "اصلب العناصر لأصلب المواقف"!!! عبدالله عثمان09-26-17, 09:14 PM
  Re: تجاني عبدالقادر: غرز بقر andquot;اصلب العناصر � عبد الصمد محمد09-26-17, 09:34 PM
    Re: تجاني عبدالقادر: غرز بقر andquot;اصلب العناصر عبدالله عثمان09-26-17, 09:53 PM
      Re: تجاني عبدالقادر: غرز بقر andquot;اصلب العناصر عبدالله عثمان09-27-17, 05:51 AM
        Re: تجاني عبدالقادر: غرز بقر andquot;اصلب العناصر عبد الصمد محمد09-27-17, 06:10 AM
          Re: تجاني عبدالقادر: غرز بقر andquot;اصلب العناصر عبدالله عثمان09-27-17, 07:03 AM
            Re: تجاني عبدالقادر: غرز بقر andquot;اصلب العناصر Basamat Alsheikh09-27-17, 07:34 AM
              Re: تجاني عبدالقادر: غرز بقر andquot;اصلب العناصر عبدالله عثمان09-27-17, 07:48 AM
                Re: تجاني عبدالقادر: غرز بقر andquot;اصلب العناصر عبدالله عثمان09-27-17, 08:33 AM
                  Re: تجاني عبدالقادر: غرز بقر andquot;اصلب العناصر أحمد الشايقي09-27-17, 09:42 AM
                    Re: تجاني عبدالقادر: غرز بقر andquot;اصلب العناصر عبدالله عثمان09-27-17, 11:10 AM
                      Re: تجاني عبدالقادر: غرز بقر andquot;اصلب العناصر عبدالله عثمان09-27-17, 01:23 PM
                        Re: تجاني عبدالقادر: غرز بقر andquot;اصلب العناصر عبدالله عثمان09-28-17, 06:00 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de