كاتب فرنسي يحاول إعادة قراءة موسم الهجرة: بيار لوي ‏ريمون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 02:31 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-23-2017, 05:04 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كاتب فرنسي يحاول إعادة قراءة موسم الهجرة: بيار لوي ‏ريمون
                  

09-23-2017, 05:15 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10936

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كاتب فرنسي يحاول إعادة قراءة موسم الهجرة: (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ي هذه الأيام التي يعود فيها موضوع الهجرة إلى الواجهة بكثرة، اخترت أن أتناول الموضوع من باب لا نطرقه كما هو مفروض أن يطرق، وهو باب الأدب الذي لا يزال لديه الكثير ليرويه.
    «نعم، مصطفى سعيد كان أنبغ تلميذ في أيامنا». مصطفى سعيد بطل الروائي السوداني الطيب صالح، كاتب الرواية الشهيرة «موسم الهجرة إلى الشمال». مصطفى سعيد بطل عرفه جمهور عريض من قراء العالم العربي، بوصفه رمزا للطالب المتألق انفتحت له أبواب النجاح واسعاً، نجاح الاستقرار في الغربة ونجاح العودة إلى أرض الوطن، إذا بنينا هذا النجاح على مكاسبه الاقتصادية التي جعلت منه رجل أعمال حقيقيا، بمقاييس تلك الفترة «مصطفى سعيد ترك بعد موته، ستة أفدنة، وثلاث بقرات وثورا، وحمارين وإحدى عشرة عنزا، وخمس نعجات، وثلاثين نخلة وخمسا وعشرين شجرة ليمون ومثالها برتقال. وبيتا مكونا من خمس غرف وغرفة واحدة من الطوب الأحمر، مستطيلة الشكل، ذات نوافذ خضراء». اختار الطيب صالح أن تتقاطع، محكومة بالذكرى، أزمنة روايته.
    نجد أولا زمان الدراسة الناطق بلسان «المأمور المتقاعد»، بعبارة أخرى المشرف العام على دراسة «سعيد» في المدرسة الابتدائية، وهو زمن تكونت فيه شخصية سعيد الفذة: «أنبغ تلميذ في أيامنا»، «معجزة في ذلك الوقت» (سمة يزداد مفعولها بقوة الذكرى)، «لم يوجد شيء يستعصي على ذهنه العجيب»، «كان بالفعل كأنه يسابق الزمن». كان هذا الزمن أيضا زمن تكوّن شخصية مستقلة، كان منعزلا ومتعاليا، يقضي أوقات فراغه وحده وتكون شخصية فكرية تبحث عن الثقافة ويحلو لها التأمل، على نمط طريقة ملئه أوقات الفراغ «إما في القراءة» أو كما يشير الراوي، «في المشي مسافات طويلة». وكأن مسيرات «الحالم المتوحد» لجان جاك روسو تلوح في الأفق. كما تحول هذا الزمان إلى تكون شخصية «الاغتراب» انطلاقا من المدرسة الابتدائية، وهي موقع من مواقع الدراسات الإنكليزية الشهيرة في السودان آنذاك، «كلية غردون» في الخرطوم: كان مدرسو اللغة الإنكليزية، مدرسي لغة هي «مفتاح المستقبل»، «لا تقوم لأحد قائمة بدونها». «كأنما يلقون الدرس له وحده دون بقية التلاميذ»، هو الذي «قطع مرحلة التعليم في السودان قفزا»، صاحب سوابق «كان أول سوداني يرسل في بعثة إلى الخارج». كما سنتعلم أن «مصطفى سعيد كان أول سوداني تزوج إنكليزية، بل إنه كان أول سوداني تزوج أوروبية إطلاقا. كان من الصعب في سياق تلك الفترة ألا تكون هذه الذكريات أيضا ذكريات شخصية تثير الحسد. فإن أطلق عليه أهل الدراسة لقب «الإنكليزي الأسود»، فعلوا ذلك «بخليط من الإعجاب والحقد. «وأحد محاور الحقد الرئيسية إحساس الجميع بأن «مصطفى سعيد سيصير له شأن يذكر»، أساسا في موضوع الترقي، الذي سيقطع تماما مع طريقة الترقي الوطنية في السودان، كما يرويها «المأمور المتقاعد في شهادته: «أول ما تخرجت، اشتغلت محاسبا في مركز الفاشر. وبعد جهد جهيد، قبلوا أن أجلس لامتحان الإدارة. وقضيت ثلاثين عاما نائب مأمور. تصور. وقبل أن أحال إلى المعاش بعامين اثنين فقط رقيت مأمورا».
    وبعد سودان ذكريات الدراسة يتدخل على خط الرواية سودان استحضار زمن النزوح، تلك الهجرة إلى الشمال التي جرت على صاحبه، في نهاية المطاف، ويلات أكثر مما حملت إليه من مسرات. ونلاحظ هنا كيف يحضر صالح راويا جديداً، «شاب سوداني يحاضر في الجامعة» «زميل دراسة» للكاتب في إنكلترا، وبينهما تجري الدردشة «تحت سماء الخرطوم المرصعة بالنجوم»، التي ترغب هنا في البقاء أكثر منه في «الهجرة إلى الشمال». وتجري الدردشة أيضا في حضور «رجل إنكليزي يعمل في وزارة المالية. «لكن زمن النزوح هذا لم تخترقه مواصفات الرواية المعتادة من زمان ومكان وحدث… بقدرما اخترقه، في لمحة أدبية رقيقة إلى نهج «الفانتازيا»، «طيف مصطفى سعيد «، «كأنه جن أطلق من سجنه، سيظل بعد ذلك يوسوس في آذان البشر». والجن هذا صاحب المعجزات الصاخبة، كأن يكون «اول سوداني تزوج أوروبية إطلاقا»، لم ينج من أحد أشد وجوه انتقاد الحضور الإنكليزي في السودان، وهو اعتماده على ذراعه من المتعاونين الممتد واسعا في طبقات المجتمع. وقد أشار الراوي إلى الظهيرة قويا عندما شدد على تعلق الإنكليز بمبدأ «فرق تسد»: «هكذا غرسوا في قلوب الناس بغضنا، نحن أبناء البلد، وحبهم هم المستعمرون الدخلاء». ليصل هذا الذراع الممتد إلى مصطفى سعيد نفسه، «أحد أخلص أعوانهم «المتهم من» الراوي صالح: بالانخراط سكرتيرا في «المؤتمر الذي انعقد في لندن سنة 1936» أي المؤتمر البريطاني المصري الذي تضمن في بنوده – في ما تضمن – بقاء الجنود البريطانيين في السودان بلا قيد أو شرط.
    هنا، تتلخص المعضلة: معضلة موقف الطيب صالح نفسه من هذه «الهجرة إلى الشمال» التي عاشها هو أيضا، وتألق فيها وبرع، فلم يغب عن أجيال من المتابعين للحياة الثقافية العربية، فضلا عن إنجازات الرجل الأدبية، برنامج الواحة الإذاعي الذي يعد من تراث المنتوج الإعلامي الثقافي العربي الذي صانت عهده «بي بي سي»
    لسنوات طوال ولا تزال في الأدراج بعض من حلقاته ضمن البرامج المخلدة لذكريات الإذاعة.
    من القواعد الأساسية التي دائما يذكر بها الناقد الأدبي وأستاذ الأدب، «ألا تجعل الشخصية الرئيسية تختلط بشخصية الكاتب»، فالمفروض أن تعتبر كاتب كل قصة راويا، ما يسمح بإقامة مسافة بين الأحداث التي تحياها الشخصيات وما أمكن للكاتب أن يعيش منها. فطالما لم يشر الكاتب نفسه إلى انتماء عمله إلى جنس «السيرة الذاتية» فلا يحق لأحد الفصل في الموضوع مكانه، لتصبح القاعدة متى طبقناها على رواية الطيب صالح، ألا يقع الاختلاط بين صالح نفسه والشخصية الرئيسية في «موسم الهجرة إلى الشمال»، مصطفى سعيد.
    في مناح عديدة من القصة، مصطفى سعيد بعيد كل البعد عن الطيب صالح، فلا «تواطؤ» للكاتب مع قوات الاحتلال الإنكليزي، ولا يعرف لصالح موقع سياسي في هذا المجال، وكيف وقد كان في السابعة من عمره زمن المؤتمر! ولكن نعم، عرفت لصالح هجرة متألقة.
    أما مصطفى سعيد، «الذي يعيش كاللوردات في الريف الإنكليزي» زمن شهادة الجامعي السوداني الذي عرفه، فقد «قضى آخر أيامه في قرية مغمورة الذكر عند منحنى النيل، ومات غرقا، وربما انتحارا».
    وهنا لا نستطيع أن نقمع السؤال: ما الذي جعل صالح، وهو الذي أكسب لهجرته هو الى بريطانيا مثل هذا الزخم الإيجابي، يرسم لبطله مسيرة هجرة تعد في النهاية مثيرة للجدل، أو لنقل للتساؤل؟
    نعم، «مصطفى سعيد ترك بعد موته، ستة أفدنة، وثلاث بقرات وثورا، وحمارين و إحدى عشرة عنزة…» ولكنه يصبح في النهاية رمزا للبطل المضاد، البطل الفاشل لعل جزءا من الجواب يكون الآتي: ألا يشملنا جميعا «موسم الهجرة إلى الشمال» في فترة من فترات حياتنا؟ فالهجرة داخلية أولا، وأصلا لا تمر بالضرورة عبر مسار الاغتراب الجغرافي، لكن عندما تمر عبر هذا المسار، تكون مغامرة تستدعي حيطة وتأهبا وإخلاصا لمشروع، سنسميه أخلاقي الطبع، يساهم في تحقيق الذات الجماعية، والمصلحة العامة، وهو ما فشل فيه بطل القصة ربما.

    ٭ كاتب فرنسي

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de