|
Re: برلمان دولة جنوب السودان ينعي المناضلة فا (Re: Arif Nashed)
|
انطفاء شعلة الكفاح و نضال المرأة السودانية. 08-14-2017 *أتيم قرنق * برغم انطفاء شعلة كفاح المرأة بموتك يا أماه، ستظل ضياؤها تنير دروب و ساحات حقوق المرأة السودانية. سيظل رنين صوتك في ردهات التاريخ ينبه الذين غشي ظلم المرأة عيونهم. ستأتي اجيالٌ عقب اجيالٍ و لن تتجاهل تضحياتك من اجل ارتقاء المرأة السودانية. كنت نغماً من أنغام سودان الحق و لكن كُنْت في برية زمان لا يستصيغون فيه جمال الحق و أزلية المساواة! كنت يا فاطمة ضوءاً في نفق التاريخ كان يعشش داخله خفافيش الجهل و حراس أبواب الظلم. حاولوا حجب ذلك الضوء و عملوا كل ما في استطاعتهم لتبديد نغم المساواة بهدف ان يدوم الجهل و قهر المرأة السودانية، و لكن هيهات لقد هزمتيهم شر الهزيمة. يا لك من مرأة حريرية يسيرها حب السودان و عشق الحق و طرقت باب الحق بأنامل العلم و المعرفة. كيف لا ألم يكن بابكر بدري صوتاً داوياً في برية الجهل ينادي بحق تعليم المرأة. ألم تكونين انت رداً ابدية لصوت ذلك الرجل الجليل؟ في تلك الحقب، الدعوة للحرية و المساواة للمرأة كانت نداء شاذاً في إسماع حراس أبواب الجهل و خفراء الطائفية و ما كانت تتشدق بها هؤلاء الحراس و الخفراء كلها الْيَوْمَ ماضية الي مزبلة التأريخ. انت يا فاطمة رحلت و تبقي جهد عملك نبراساً يهتدي به دعاة المساواة و ستظل صوتك جرساً من أجراس التحرر و قد وصل رنينه أدغال قلب افريقيا. و لما لا و انت كنت تقودين كفاحاً فكرياً وسط شعب مكبل بأساطير الجهل و اوهام الطائفية. كنت تديرين معركة ضد جيوش الرجعية الفكرية و طغاة اعمتهم قوة السلاح و السلطة و تمادوا في الكبت و القهر و لكنك لم تجفلي و لم تهابي! ذهبتِ و ذهبوا و بقيتْ ثمراتُ كفاحِكِ و ها هي المرأةُ السودانيّة الْيَوْمَ معززة و مكرمة بنور العلم و مسلحة بسلاح المعرفة و تتبوء مناصباً قيادية في كُلِّ مجال و كم منهن في البرلمان الذي كنت فيه وحيدة! ألم يكن قاهروك و ظالموكِ يعتقودون انك في المكان الخطاء؟ ذهبوا و تبقي قصص ظلمهم لك و قهرهم و هضمهم لحقوق المرأة السودانية و حجبهم نور المعرفة عنهن ستبقي تطارد أوهامهم الزائلة و تظل اعمالك خالدة قلادة علي صدر كل مرأة سودانية في (السُّودانين). كم تحدثت يا فاطمة في برلمان السودان 2005-2010 عن الضعفاء و المقهورين و المطحونين تحت عجلات اقتصاد النهب و التجارة الطُفيلية و ترويج الظلم، و تصورك عن كيف تجب ان تكون دور الدولة في (رعاية أطفال الشوارع ) و كل من لا ملجأة له أو لها. تتواري أصوات جلاديك و يتعالي صوتك صوت الحق و الحرية و المساواة. دولة الرعاية الاجتماعية ستكون واقعاً يوماً ما مثل حق المرأة السودانية الْيَوْمَ. إيمانك بالمساواة و الحرية و الحق هي مبأدئ إنسانية أبدية و أزلية تتضمنها كل العقائد الدينية الا ان تفسيرها تجعل المرأة في هامش الحياة و لكن هذا الزمان يتغيير فيه الأشياء بوتاير متسارعة ليست فيه مجال لظلم المرأة. انت مفخرة لكل امرأة تجاهد و تكافح من اجل حقها في دول العالم الثالث. اتذكر بجلاء ذلك الْيَوْمَ داخل برلمان السودان و تلك الجلسة التي كنتُ أترأسها و ثارت فيها ثورة عارمة نارية و هاجمت فيها السيد (ابو القاسم محمد ابراهيم) و قالت فيه و عنه كل صفات الظالمين و القاهرين و لكن (ابو القاسم) تمالك و كان هادئاً هدوء التائبين، و تقلد قلادة الحكمة و كان يومٌ شهد ما لم تشهدها أية جلسة أخري و ربما الجلسة التي تقرر فيه إسقاط عضوية أعضاء الحزب الشيوعي السوداني في ستينيات القرن الماضي. في الْيَوْمَ التالي لتلك الجلسة زرتك يا أماه من اجل مؤازرتك و كنتِ عظيمة شامخة و قلت لي قول قائدة مكافحة تعرضت للظلم و لكن لا تحمل حقداً أو ضغينة و لكن تحمل الغضب و الألم و الثورة وتحمل حب السودان و تقدمه و تريدالمرأة السودانية في الطليعة و هي قد تحصلت علي كل حقوقها. يا لك من ثائرة شجاعة مثقفة و قيادية مقتدرة. لك تقديرى و احترامي و اجلالي في وفاتك كما كانت مكانتك لدي في حياتك. * أتيم قرنق : نائب رئيس المجلس الوطني السودانى 2005-2011 و حالياً عضو برلماني في جمهورية جنوب السودان
|
|
|
|
|
|
|
|
|