|
Re: رسالةٌ “صادمةٌ” من الجبير إلى المُعارضة (Re: Yasir Elsharif)
|
وهذا تطور آخر له دلالات مهمة في الساحة في الشرق الأوسط، وقد جاء أيضا في افتتاحية "رأي اليوم": ــــــــــــ AUGUST 7, 2017 تونس باتت تُصدّر الوفود الحزبيّة للتضامن مع النّظام والشعب السوري معًا بعد أن كانت تُصدّر آلاف المُقاتلين.. كيف حَدث هذا الانقلاب؟ وهل سنَرى سفارة سورية في تونس قريبًا؟
 في بدايةِ الأزمة السورية قبل سبع أعوام تقريبًا، كانت تونس تُصدّر المُقاتلين إلى سورية للقِتال مع الفصائل المُسلّحة في إطار مشروعها لإسقاط النظام السوري، وبلغ عدد “المُجاهدين” التوانسة في صُفوف الجماعات الإسلاميّة المُتشدّدة، و”الدولة الإسلامية”، وجبهة “النصرة”، على وجه الخصوص، أكثر من خمسة آلاف مُقاتل. مُعظم هؤلاء الشباب كانوا يتدفّقون إلى جبهات القتال السورية، لأن المناخ السياسي في تونس التي كانت تُحكَم، (بضم التاء)، من قبل ترويكا يتزعّمها حزب النهضة الإسلامي الذي كان يتبنّى أيديولوجية “الإخوان المُسلمين”، وأبرز أضلاعها الدكتور المنصف المرزوقي، أحد ابرز الشخصيات التونسية الناشطة في ميدان حُقوق الإنسان. الترويكا الثلاثيّة التونسيّة كانت من أبرز الدّاعمين لثورات الربيع العربي، لأنها تعتبر نفسها أحد أبرز إنجازاته، ولهذا كانت تتطلّع إلى تكرار السيناريو التونسي الذي أطاح بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في سورية، ولهذا استضافت أول اجتماع لانعقاد منظومة أصدقاء سورية في العاصمة التونسيّة، وباقتراح من تركيا. بعد سبع سنوات من بدء الأزمة السورية تغيّر الحال بصورةٍ شِبه جذرية، فالرئيس المرزوقي لم يَعد في قصر قرطاج، وحزب النهضة قَطع صِلاته التنظيميّة مع حركة الإخوان المسلمين، وبات يتقبّل التعايش مع الأحزاب العلمانيّة، ويتحالف مع السيد الباجي قايد السبسي، رئيس الجمهورية، وحزبه الليبرالي العَلماني، وشُوهد الشيخ راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة يرتدي ربطة العُنق فوق بِذْلة أنيقة، خلال مُشاركته في احتفال سفارة المملكة المغربية بتونس بمناسبة عيد العرش أواخر الشهر الماضي، الأمر الذي أشاع مَوجةً من التكهّنات حول رَغبته في خَوض الانتخابات الرئاسيّة المُقبلة. تونس لم تَعد تُصدّر المُقاتلين إلى سورية، وإنّما وفود الأحزاب والتجمّعات النقابيّة والمهنيّة، فبعد عشرة أيام من استقبال الرئيس السوري بشار الأسد لوفد من الاتحاد التونسي للشغل، الحائز على جائزة “نوبل” لدوره في إنجاح الحوار التونسي، الذي ساهم في التفاهم بين الأقطاب السياسيّة التونسيّة، وإخراج البلاد من عُنق الزجاجة، وقيادتها نحو الاستقرار والحكومة الائتلافية، ها هو الرئيس السوري يستقبل وفدًا يُمثّل الأحزاب التونسية. القاسم المُشترك بين الوفدين التونسيين، هو تأييد الرئيس الأسد، ودعمه في مُواجهة الجماعات الإرهابية التي تُريد زعزعة أمن واستقرار سورية. المُتحدّث باسم وفد الأحزاب التونسيّة الذي التقى الرئيس الأسد قال “أن الوفد جاء إلى دمشق للتعبير عن موقف الشعب التونسي المُؤيّد للشعب السوري الذي صَمد رغم كل الدعم الخارجي للهجمة الإرهابيّة التي يتعرّض لها”. تونس تتغيّر، وسورية تتغيّر أيضًا، والوضع الإقليمي يتغيّر أيضًا، وتتغيّر معه خريطة التحالفات، فمَنظومة “أصدقاء سورية” بقيادة الولايات المُتّحدة الأمريكيّة انقرضت، ولم يَعد لها وجود، والمُقاتلون التونسيون بدأوا يعودون إلى بلادهم، أو من بقي منهم على قيد الحياة، والدّول الداعمة لهم، والجماعات المُسلّحة، باتت تُطالب قادة المُعارضة بتقبّل وضع بقاء الرئيس الأسد في السلطة، حسب ما نُسب إلى السيد عادل الجبير، وزير الخارجية السعودي، أثناء اجتماعه مع أعضاء الهيئة العُليا للمُفاوضات في سورية قبل أربعة أيام في الرياض. العلاقات الرسميّة، وتبادل السفراء بين تونس ودمشق بات وشيكًا، لأنه أصبح مَطلبًا شعبيًّا.. وسُبحان مُغيّر الأحوال. “رأي اليوم”
|
|
 
|
|
|
|