ابان تواجدي في الفاشر في العام الف تسعمائة وثلاثة وتسعون لقضاء فترة الخدمة الألزامية هناك معلما بأحدى مدارسها كان طلاب جامعة الفاشر الجديدة وقتها يعانون من مجتمع الفاشر المحافظ في حركتهم وأنتقالهم لم يكن من السهل أن تستوعب المدينة القادمين الجدد من مناطق السودان المختلفة وراى بعض سكان المدينة وقتها في الطلاب قيم اولاد وبنات البحر المنفلته عن نسق الصرامة الفاشري ، والأمر هنا أن مجتمع الفاشر مجتمع محافظ للغاية وليس متعلقا برفض هذه المدينة العريقة والتى تقف على أرضية حضارية راسخة وقديمة للوجود الطلابي الجديد والكاسح ، نفس الشئ حدث مع كلية القانون في المتمة إذ لم يستطع ذلك المجتمع أن يتعايش أو يهضم حركة الطلاب وأختلاطهم في مجيئهم وذهابهم وتعرضوا لمضايقات حسب مارواه لي بعض الزملاء لاحقا يقول محدثي والذي عمل بالدويم بأن مدينة الدويم نفسها تعرضت لحركة كبيرة من هجرة الريف الذي حولها وأنحصر ماتبقى من بقي فيها في ألأحياء القديمة أي أنها فقدت عناصر المدينة من حيث الوعي والحيوية الأجتماعية التى تفهم بها ذاتها كمدينة تعرف كيف تستوعب تطورها ضمن حالة مدن ووطن ، وهي التي كانت مقرا لملوك الشلك وعاصمة لهم في عهود سابقة وهذا الترييف أنعكس على الأدارة السياسية والتنفيذية للمدينة وعلى جامعة بخت الرضا حيث تدار من قبل أعضاء المؤتمر الوطني ولهم موقف مبني على حيثيات لاتخلو من عنصرية تجاه طلاب دارفور ، وواحدة من الأشكالات هي ربط طلاب دارفور بأنشطة الحركات المسلحة وهو خطأ بالطبع فالطالب في الجامعة يمارس السياسة ولايحمل السلاح بين قاعات المحاضرات، لكن من المهم أن نعرف بأن مناخ العمل الطلابي في الجامعات هو مناخ غير صحي وأستوطنه عنف مزمن وهذه شراكة فادحة قديمة قام بزرعها في حوض مؤسسات التعليم العالي الأتجاه الأسلامي والشيوعيين وبرعاية مؤساتهم الحزبية التى استثمرت طلابها في اتون هذا العنف وادخلت خلل فادح مازال مستمرا حتى الأن الأحتجاج بأن اولئك الطلاب نسبوا أنفسهم لأقليم دارفور غير مفيد هنا وفيه محاولة لدفن الرؤوس في الرمال والأنسحاب من ميدان معركة حقيقية وموجودة ضد العنصرية والبحث وضرورة التحقيق مع ادارة الجامعة إن كانت مظالمهم تلك حقيقية وأنهم تعرضوا للتمييز والعنصرية داخل مؤسسة تعليم عالي كان يفترض أن تكون بوتقة للأنصهار والتمازج والتعارف وبناء شخصية سودانية سوية ومفيدة لمستقبل بلدها لا أن تتلقى كل هذه التشوهات أما إن اطلق هؤلاء الطلاب على انفسهم طلاب دارفور ونسبوا هويتهم لذلك الأقليم فهو امر غير مفيد للجدال للذين أعترضوا على هذه التسمية لانه لا يلغي سؤال العنصرية التي تعرضوا لها ..وفي ظني أن الطلاب لديهم حساسية عالية وقدرة التقاط مهما أرتفع حس الفوران السياسي لديهم في مرحلتهم تلك ،لكنهم بالتاكيد يستطيعوا أن يميزوا بين الموقف السياسي العادي في سياق صراعاتهم الطلابية وبين الموقف المستند علي العنصرية فهو من الأشياء التى لاتستطيع أن تخفى سوى في الجامعة او المدينة
07-19-2017, 08:52 PM
اخلاص عبدالرحمن المشرف اخلاص عبدالرحمن المشرف
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 10314
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
حاتم الياس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست