السُّخرية من الأديان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 01:48 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-05-2017, 09:00 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السُّخرية من الأديان

    08:00 PM July, 05 2017

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر

    السُّخرية من الأديان ، خطوة تجاه تعزيز ثقافة النقد ومحو الخطوط الحمراء:

    الكتابة الساخرة نمطٌ من أنماط الكتابة المُتعدِّدة وفنًّا من فنونها الكثيرة، لم يعتروه نُقاد الأديان أو يخبطونه خبط عشواء، بل إنّ لهُ جذورًا ضاربة القدم في عالم الكتابة، تجلّت في الإرث الضخم المتمثل في: الكاريكاتيرات، الأفلام، الروايات، المسرحيات الفُكاهية، والمسلسلات الكوميدية، والمقالات الساخرة، وكافة فروع الأدب والفن الساخر­­، فلم تتوقف الكتابة الساخرة عند خطوطٍ حمراء بعينها، بل العكس تمامًا كانت الخطوط الحمراء هي مادة الكتابة الساخرة بامتياز، وانتهاكها وتجاوزها كان العمود الفقري للفن السّاخر دائمًا، فمن دون الخطوط الحمراء ستتلاشى الكتابة الساخرة، أو يتضاءل حجمها، وتفقد الكثير من زخمها وفاعليتها، لذلك نجد أنّ هذه الكتابة شملت واستهدفت بشكلٍ أساسي السلطات السياسية والاجتماعية والدينية والعادات والتقاليد والأديان نفسها، وجعلت همها الأساسي تجاوز الخطوط الحمراء التي تفرضها تلك السلطات.

    السخرية من الأديان

    وتقاليد نقد الكتابة السّاخرة، أو ماهية النقد الذي يُفترض أن يُقدّم للأعمال الساخرة، يختلف عن النقد المُقدّم للكتابة في الفكر أو التاريخ أو الفلسفة أو السياسة، كما يجب أن يُراعى أنّ سقف حرية الكتابة الساخرة مرفوعٌ أكثر من سقف الكتابة في تلكم الأنماط من الكتابات، حيث يجوز للكاتب المبالغة والإسراف في إظهار العنصر المراد الكتابة عنه أو السخرية منه والتحامل عليه في إظهار مثالبه ومساوئه، ويمكن أن نضرب هنا مثلًا بفن الكاريكاتير بوصفه أحد الفنون والصيغ التعبيرية الساخرة، فإذا أردتُ في رسم كاريكاتوري أن أُظهر، مثلًا، شخصية ذات أنف طويل – مثل أحد سياسيينا – فإنّني سأُضاعف من حجم الأنف بشكلٍ ملحوظ حتى أُضفي على الرسم بعدًا أكثر كاريكاتورية.

    و من هنا، فإنّ اتهام الكتابات الساخرة التي اجتاحت فضاء الشبكة العنكبوتية في السنوات الأخيرة مستهدفةً مادة النصوص الإسلامية تحديدًا، بأنّ الغرض منها تشويهَ الإسلام هو زعم سطحيٌّ للغاية، فالكتابة الساخرة هدفها ليس التّشويه ـ وإن كانت تُشوِّه المادة المُراد السخرية منها بحكم الطبيعة الكاريكاتورية للسخرية ـ وإنّما الغرض هو إزالة حاجز القداسة ومحو الخطوط الحمراء التي تُمثِّل سلطة نفسية تحُول دون نقد تلك الأفكار المقدسة ذات الخطوط الحمراء، فالسخرية تُنزِل الفكرة من عليائها، وتغرس حتى في دواخل مُقدِّسيها الإحساس بنسبيتها وبإمكانية مساواتها بباقي الأفكار من حيث قابليتها لمختلف أنماط النقد.

    إنّ التفكير في وضع خطوط حمراء للأدب الساخر، أو للإبداع عمومًا، حتى ولو لم يكن ساخرًا، فهذا يعني الحكم عليه بالإعدام، فالأصل في الإبداع هو وُسُوعيّة الأفق أو اللامحدودية، والانعتاق من الأسر والقيود، والفكاك من التقليد، والتمرد على السلطات، فلا إبداع من غير جديد، ولا جديد من دون الثورة على السلطات وخطوطها الحمراء، فضلًا عن استحالة التوافق على معيار للإبداع حتى ولو أردنا ذلك، ولكن من الذي يضع تلك المعايير؟، وأيّة سلطة ستٓصوغها كقوانين؟، وهل السلطة التي تضع تلك المعايير للإبداع وتُصوغها كقوانين – لا سيّما بالنسبة للإبداع الساخر – ستسمح بتعرُّضِها للنقد الساخر، بوصفه إبداعًا يهدف إلى تجديد منطلقاتها ونقد بداهاتها أو تطويرها وتقويمها؟

    السخرية من الأديان

    إذ بحثنا في الموضوع سنجد أنّ أيّةٓ سلطة تنالها أو تنهشها أسهم النقد الساخر، وأحيانًا غير الساخر، تلجأ في سياق تعاليها على النقد وإقصائها للمُنتقِدِين لها إلى التذرُّع بالخطوط الحمراء: السيادة الوطنية، المقدسات، الرموز القومية، القيم والتقاليد… إلخ، وتَصرِف أيّ نقدٍ موجه إليها إلى ” نقض ” لتلك الرموز أو القيم أو المقدسات، وهي في حقيقتها ـ أي السيادة الوطنية والمقدسات وغيرها ـ مجرد عبارات فضفاضة أو أصنام من صنع السلطة ذاتها أنشأتها بغرض الاختباء خلفها، أو بالأدق إخفاء قداستها خلف قداسة تلك الأصنام الوهمية، والتي تُساعد على تشويه المُنتقِد أمام المجتمع بوصفه هادمًا للأوطان وداعيًا للانحلال ومنتهكًا للقيم والأعراف، لا مجرد ناقد للسلطة، حيث نجد عبارات مثل: خادش للحياء، وجارح ومُقوّض للنظام العام، تنتشر على مستوى خطاب السلطات الاستبدادية التي تخشى النقد، مثلما تذرّع العسكر ومن قبلهم محمد مرسي في مصر عندما حاولوا إيقاف برنامج باسم يوسف الساخر، وقد نجح العسكر في ذلك بينما فشل مرسي – كما هو معلومٌ للجميع – وقد استخدما كلاهما تهم الإساءة إلى رمز السيادة الوطنية، والإساءة للمقدسات، كمبرِّرات لوقف البرنامج الذي فضح سوءاتهم وكشف عوراتهم.

    السخرية من الأديان

    في حينٍ، أنّنا لو قرّرنا الاحتكام – فيما يُكتب، وفيما لا يُكتب – إلى مشاعر الناس، فسنجد أنفسنا أمام عدد مهول من انطباعات أي فرد ومزاجه العام ومقدساته وخطوطه الحمراء، لدرجة تستلزم من كلِّ كاتب إذا أراد الكتابة في الشأن العام أن يُجري استفتاءً عامًا يُحدِّد ما إذا كان يحق له الكتابة أم لا، في ذاك الشأن المُستَفتَى عليه، فمن أراد الكتابة عن الحجاب، عليه أن يُراعي مشاعر المجتمع، ومن أراد الكتابة عن نادي الهلال، عليه أن يُراعي مشاعر مشجعي الفريق… إلخ، وهكذا يفقد النقد كل مبرراته، فما دمنا عند إجراء أيّ نقدٍ ملزمين بمراعات مشاعر ومقدسات ورموز المُراد انتقاده فلن يُسفر نقدنا لهُ إلاّ عن تطبيل وتهليل له.

    هذا، وتُعتبر الخطوط الدينية، سيّما المتعلقة بدين الإسلام، أكثر الخطوط احمرارًا، حيث الرفض الشبه التام لأيّ نوعٍ من النقد، ناهيك عن النقد الساخر أو الكاريكاتوري! وهذا الرفض لا يقتصر على المُنتقِد للإسلام من خارج دائرة الإسلام فحسب، وإنّما ينسحب هذا الرفض حتى على المحاولات النقدية التي يُجريها أو يشرع بها مفكِّرون إسلاميون أو مسلمون، رفضًا يأخذ في الغالب أبعادًا هيستيرية وجنونية، كذلك الرفض الذي صاحب الرسوم الدانماركية الكاريكاتورية، والتي سخرت من ” النبي محمد “، أو الفيلم الذي سُميّ ب (الفيلم المسيء للنبي)، ولو رجعنا إلى تاريخ السلطة الاجتماعية أو السياسية في الإسلام، فسنجدها قد قامت بعديدٍ من الإعدامات والاستبعادات المجحفة بحق أشخاص كان لهم آراءً أو تأويلات مغايرة للتأويلات الدينية السائدة، حيثُ انتهى بهم الأمر إمّا معلقين على المشانق أو رجمًا قام به ” العامة ” من الناس. هذا، وإن تهمة الإساءة للمقدسات لا نجدها اليوم تُلاحق بذات الحدة من يهين الماركسية أو الاشتراكية أو الليبرالية وغيرها من الأفكار والنظريات، لكنها تلحق فقط بناقد الإسلام، رغم حرص السلطة الإسلامية ـ الرافضة للنقد بحُجّة حُرمة المقدسات ـ على التعامل مع الإسلام كنظير أو بديل للاشتراكية والليبرالية والماركسية… إلخ.

    السخرية من الأديان

    ولا أزال أذكر أيّام الجامعة، كلَّ يوم أربعاء تقريبًا، حيث أحرص أنا وعدّد من الأصدقاء من التيار العلماني في الجامعة على حضور مخاطبات وأركان نقاش (جماعة أنصار السنة) وذلك للاستماع لأحد كوادرهم الذي يملك قدرة هائلة على إضحاك الحضور عندما يسخر من العلمانيين واليساريين بالجامعة، وكنت أستمتع جدّا بأسلوبه الساخر الذي يتناول به العلمانية والعلمانيين، رغم أنّه عندما يلمحنا مباشرة، يوجه كلامه إلينا أمام الملإ، ويُشير إلينا قصدا، كعيِّنة ونماذج حيّة تنطبق عليها عباراته الساخرة دون أن نضيق به درعا أو نغضب منه نقدا، أو حتى نكفّ عن الاستماع والاستمتاع بطريقته الساخرة في الحديث عن العلمانية والعلمانيين. طبعًا، هذا لا ينفي وجود علمانيين كانوا يتضايقون من نقده الساخر، لكن هذا التضايق لم يصل حد التفكير في إقصائه أو اتهامه بالتعرض للثوابت والرموز.

    لهذا، أعتقد بأنّ تجاوز خطوط الدين الحمراء يُثير المتدينيين أكثر من غيرهم من الذين يتم تجاوز خطوطهم الحمراء. وهذا بالطبع فكر ينطوي على قدرٍ من الأنانية وحب الذات والنرجسية، ففي الوقت الذي ينتقد فيه المتدين الآخرين ويهزأ إلهه بهم (الله يستهزئ بهم) وينعتهم بالحمير والأنعام والقردة والخنازير والكلاب، نجد المتديِّن يُقيم الدنيا ولا يُقعدها لمجرد نقد ساخر أو غير ساخر نالهُ أو نال من إسلامه، ويُطالبك بالاعتذار، هذا إن لم يقتلك أو يضربك، مع العلم أن السخرية الصادرة من المسلمين لا يقتصر مداها على الكفار فحسبُ، بل نجد المسلمين فيما بينهم يسخرون من مذاهب بعضهم البعض، فالشيعي يسخر من الفتاوى والتراث السني المضحك كإرضاع الكبير وزواج القاصرات، والسني يسخر من فتاوى وتراث الشيعة كالإمام الغائب وعصمة الأئمة والتطبير، دون أن يعتذر الساخر لصاحب المذهب الآخر، فلو فهمنا تعاليهم عن الاعتذار لإهانتهم لغير المسلمين بوصف هؤلاء كفارًا لا يجوز الاعتذار لهم، أفلا يحق الاعتذار لمن تطاله سخريتهم فقط، لأنّ مذهبه مغاير لمذهبهم، رغم أنّهُ يشهد أن لا إله إلاّ الله مثلهم!!؟.

    والحقيقة، أنني لا أفهم عندما يُطالبني العديد من المسلمين بالاعتذار عندما يعتقدون أنّني أهنت مقدساتهم أو معتقداتهم والمُتمثِّلة بالغالب بالله، والنبي، والقرآن، والحديث… إلخ، فهل يتوجب عليّ الاعتذار لهم ـ إن أردتُ ـ نيابةً عن الله الذي أهنتهُ باعتبارهم ممثلين لهُ، أم أعتذر لله مباشرةً؟ وحتى لو كان عليّ الاعتذار – أمام الله – فما دخلهم هم حتى أكون مُلزَمًا على القيام بذلك بتوجيهٍ وأوامر منهم؟ إنّ هؤلاء الذين يُطالبونك بالاعتذار عندما تسخر من معتقداتهم ومقدساتهم لا يُقيمون فرقًا بينها وبينهم، فيتقمص الواحد فيهم رداء ربّه، ويغضب أكثر منه، ويمتلك الدين احتكارًا، وكأن الله استشارهُ عندما أنزله من السماء، فيعتبر السخرية من الدين سخرية منه، ويُطالبك بل ويُجبرك على الاعتذار ولو عبر المحكمة، بل وربّما قتلك، رغم أنّ ربه باستطاعته لو أراد ذلك أن يفعل بمنتهى السهولة حسب اعتقاده! عمومًا، لو فتحنا الباب للاعتذارات فسنجد أنّ جميع أصحاب الديانات والمذاهب مُلزمون بالاعتذار لبعضهم البعض، وملزمون باستئصال آيات وأسفار ونصوص الإساءة للمغاير لهم في الدين أو المذهب، أو على الأقل عدم المجاهرة بها بواسطة مكبرات الصوت، وفي الأماكن العامة. وإني لا أعتقد أنّ هذه الوضعية تُرضي أيّ متدين!

    إنّ التراث الإنساني بما فيه الديني والشخصيات العامة والشخصيات التاريخية لا حصانة لها من كافة أوجه وأنماط النقد، حتى الساخر منها، فذلك التراث وتلك الشخصيات العامة أو التاريخية هي ليست ملكًا لأحد حتى ولو كانت تلك الشخصيات دينية، فكم سيبدو الشيوعي سخيفًا لو غضب لسخرية نالت من لحية كارل ماركس الكثّة، وقام بحرق سفارات الدولة التي ينتمي إليها انتقاما ممن سخَر من لحية ” رمزه المبجل “، نفس الأمر ينطبق على الإسلام ونبيه محمد، فعندما يثور الإسلامي لسخرية نالت من نبيه فهو يبدو بذات سخافة الثائر لإهانة ماركس، فحتى لو كان ثمّة فرقٌ بين الماركسية وماركس من ناحية، وبين الإسلام ومحمد من ناحيةٍ أُخرى، فقناعة الإسلامي ـ الغاضب من السخرية من محمد ـ بشمولية دينه وصلاحيته كبديل اقتصادي واجتماعي وسياسي وثقافي للماركسية ولغيرها من النظريات (الوضعية)، يدحض هذه الفروق ويصير الإسلام، بما أنّه زُجّ به في صراع مع تلك النظريات، مثلها تمامًا من حيث القابلية للنقد، وأيّ رد فعل متعجرف حينها للإسلاميين سيكون بذات سخافة تعجرف ماركسي أغضبته نكتة عن ماركس!

    ولا ننسى ذكر أنّ القرآن ذاته يقول عن محمد (قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم)، وبما أنّ محمد بشر، وبما أنّهُ شخصية عامة وتاريخية فحتمًا سيكون محلّ نقد ساخر وغير ساخر، ولن يخسر المسلمون شيئًا لو كان النقد الساخر متهافتًا بمعايير النقد الساخر ذاتها، وسيكونون هم الرابحون لو كان النقد ناجحًا، فذلك يصب في بوتقة النقد وصحرائه القاحلة والفقيرة بالإسلام الذي قلّ إن نجد تفكيرًا نقديًا بين أتباعه.

    السخرية من الأديانعمومًا، إن أكثر الذين يسوؤهم النقد الساخر هم المتشدِّدين بالإسلام، وحتى موجات الجنون التي تجتاح غالبية المسلمين عندما يُسخر من دينهم أو نبيهم، فغالبًا ما تأتي نتيجة الشحن وتجييش العواطف الذي يقوم به المتشددون، والذين باتوا يملكون عددًا مهولًا من الفضائيات والمواقع الإلكترونية، والصفحات الكثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، والدليل على هذا أنّك في جميع المجتمعات المسلمة سيّما الأوساط الشبابية ستجد ” النكتة الدينية ” رائجة بها، بل وتُعد أكثر النكات استجلابًا للضحك، وجُلّ ما ينالهُ من ألقى النكتة بعد إلقائهِ لها هو قول المستمعين بعد انتهاء ضحكهم “: نستغفر الله العظيم.” لذلك، فكلّ تلك الانفعالات والتشنجات التي تنال نُقاد الأديان أو الإسلام، سواءٌ كان هؤلاء المُنتقِدين من المسلمين أو الملحدين، لا تعدوا عن كونها انفعالات زائفة، يوحي بها ويصنعها المتشددون عبر إعلامهم ثمّ يوظفونها في معركتهم مع الفكر النقدي الذي يُمثل نهاية سلطتهم وينزع عنهم قداستهم ويُعرِّيهم من ورقة التوت التي تستر تجاويف عقولهم البالية.

    إنّ النقد الساخر هو نفاج صغير لإزالة هالة القداسة حول المسخور منه أو المسلّم به، وهو ضربة البداية لأيِّ نقد يأتي بعده، فمن تعوّد على النقد الساخر ستصبح بالنسبة لهُ عملية قبول النقد والتعاطي معه بإيجابية سلوك أكثر من مألوف، فضلًا عن قيمة النقد الساخر في ذاته حيث لا يقتصر دوره في كونه مجرد نفاج أو مدخل للنقد الفكري أو غيره من أنواع النقد، إنّه فن لا يقل جماليةً عن غيره من الفنون، ويستحيل أن نضع أمامه خطوطًا حمراء لضبابية الحدود فيما يتعلق بالنقد وصعوبة، بل واستحالة رسمها من الأساس، لذا ينبغي على الجميع أن يقبل السخرية من رموزهم ومقدساتهم ومرجعياتهم وأصولهم، فحتى لو رفضوا نقدها سخريةً، أو ذبّوا عنها بالقوة والمنع والمصادرة، فذلك بدوره سيفقدها هيبتها وسلطتها، وسيُظهرها بمظهر العاجز عن الدفاع عن نفسه المختبئ خلف غيره!

    معًا ضد كلّ سلطة ظلامية تمنع العقل الإنساني من الوصول إلى نور الحرِّية حبًّا في الاستبداد وتعلُّقًا بالسيطرة!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de