|
Re: تعاطِي السّكِينةِ (Re: بله محمد الفاضل)
|
تعاطِي السّكِينةِ *******
1 كانت جارتُنا الحسناءُ فارِهةَ الرُّوحِ، مدِيدةُ المدى، تُناوِلُنِي في السِّرِّ لألِيَّ قلبِها: غمزةً صبِيّةً كانتها عما قريبُ، حديثاً مُنتعِشاً بِالحنِينِ لِتفاصِيلٍ سِحريّةٍ بين الغاباتِ والمطرِ، ... كشقِيقينِ مُلتصِقينِ بِعنايةٍ في الضِّحكاتِ والخُطُواتِ، الرُّؤى والأُفقُ كُنّا نُوزِّعُ على الحيِّ عِطرَ الأُنسِ، نُقولِبُ بِالطّلاوةِ قيظَ النّهارِ والأنفُسِ إلى أنهارٍ مُقدّسةٍ تجرِي على الوُجُوهِ.. هكذا، وهكذا حتى تخطّفتنا رُعُودُ الحربِ، لكنما ظلّتْ أصابِعُنا مُتشابِكةٌ -رغم المسافاتِ- في الحيِّ، وخُطُواتِنا تتساقَى نسقَها في الظِّلالِ..
2 لِتنحنِي الجِبالُ الجِبالُ جمِيعُها الوُجُوهُ المشنُوقةُ على الرّغباتِ لِتنحنِي الوُرُودُ وهي ترُشُّ علي شذاها ... وأنا في خِضمِّ رقصةِ الانتِصارِ بِتُفَّاحِ الأُنُوثةِ الشّاخِصُ على اِمتِدادِ قوسِ النّصرِ تعالوا فُرادى بأجمعِكُمْ تعالوا لِلاِنحِناءِ لِلمجدِ.
3 إن لم تضعْ حداً لأصابِعِكَ فقد تلعبُ على نشازٍ يصِمُ رُوحَكَ يغلِقُ المسافاتَ الكائِنةَ بين قلبِكَ وقلبِكَ.
4 سأتوقفُ قريباً عن تعاطِي السّكِينةِ حين يتعثّرُ بي حجرٌ، يشجُ رأسَهُ ولا يعتذِرْ.
5 اخفيتُ ما اخفيتُ في جُنحِ الضّبابِ لكنهم كشفُوا بحرفنةٍ ولُؤُمٍ عن تعاوِيذِي الغِطاءَ وتبادلُوا الأنخابَ فوق موارِدِي الرِّيحُ والبيداءُ والسُّفُنُ المُكدّسةُ على مرمى الغرقِ وجدُوا أني ليسَ بِالذِّئبِ الذي يُخفِي وراءَ عُوائِهِ قلبَهُ: ولدٌ وبِنتٌ واِمرأةٌ من غِواياتٍ حلُوبٍ موهتُ ما موهتُ أخيلتِي، أُنثاي في نبضِ الشّجرِ، ولدِي حجرٌ، بِنتِي...، ولم أُتمِمْ بُكائِي عنها أو عن وُجُودِي في الجِوارِ أأنا الزّئيرُ؟ أم العُواءُ؟ أم اللّونُ المُزركِشُ لِلحدِيقةِ لِتحمِلَ الرِّيحَ في عُصّارتِها ويملؤُنِي الضّجرُ؟
6 اِعتنِي بِظِلِّي كغرِيبٍ يتشبّثُ بِذِكرياتٍ مُتلعثِمةٍ. هبْ أني مرفأكَ أيها الظِّلّ واِستنِدَ عليّ لِتعبُرَ ذاتَكَ هُناكَ.
7 كُلُّ أزرقٍ سماءٌ غابَ وجهُهَا في الغمامِ كُلُّ أزرقٍ أُنثى لن تسعَها أكُفُ الأمامِ كُلُّ أزرقٍ رحيقُ الرُّوحِ من دنِّ المقامِ كُلُّ أزرقٍ مدى مدائِنُ لا تصِلُنَا بالمرامِ
8 ثمة شارِعٌ وإن رفعتَ خطوكَ على الغمامِ ثمة اِلتِقاءٌ حتفَ أنفِ المسافةِ لِقلبِينِ عاشِقينِ سيأويانِ عما قرِيب بقصرٍ يُحلِّقُ ثمة شجرٌ يركُضُ لِيهَبَ ظِلَّهُ.
9 لا يفقِدُ المرءُ الأملَ في اِمرِئٍ على خطأٍ في الظّاهِرِ، الجِهاتُ تجتمِعُ جميعُها عند النُّقطةِ المُشتعِلةِ، عند منبتِ النّارِ.
10 أغرقُ في ضجِيجِي بِصمتٍ منقُوصِ الأطرافِ
11 أجملُ شيءٍ ما تجهلَهُ...
12 تقترِبينَ.. فأرانِي. . . . أنا في الأثرِ: نبضُكِ الدّاوِي..
13 عِــــتـــقٌ ـــــــــــــ " الدّمُ يتشتّتُ كماءِ الخرِيفِ في كمدٍ بينما صفقُ الرُّوحِ –يابِساً- يُصفِّقُ... يسقُطُ حِذا الدّمعِ ويغيبُ في البدّد... تقُولُ: ما مِن أحدٍ... أنتَ الذي اِستملتَ سلةَ الجسدِ واِشتبكتَ... فلا يُدرِكنّ مُسرِفٌ بأيِّ جنبٍ تلَجُّ ريحُ الأبد. وما مِن أحدٍ، ما مِن أحد!! قُرابةُ تحليقٍ والتفاتةٍ شاكستْ قوائِمُ الطّائِرِ الهواءَ وأمسكتْ نُبُوءةَ العرافةِ وبللتُها في المسدّ.... وما مِن أحدٍ، ما مِن أحد. قطفْ الطّائرُ حيرتَهُ فمَن مِن هُناكَ يرتقُّ الوجلَ ويُسرِبُ لِلطّائرِ وشاياتٍ: أسمُكَ وحُورَ عينٍ في صدرِ الحنانِ... يتزلزلُ تحتَهُ المكانُ يسقُطَ من الفرحِ المجنُونِ فمَن....... وما مِن أحد.". 5/6/2016م
|
|
|
|
|
|