عندي سؤال لأهل الفقه والعلم من اعضاء المنبر العام:
انا صائمة حتى الآن والحمد لله ، ولكن بدأت الآن امتحانات نهاية العام ووجدت صعوبة شديدة في مواصلة الصيام مع كثرة المذاكرة لساعات طويلة وخاصة وانني كنت غائبة اكثر من شهر واذاكر لأكثر من 14 ساعة في اليوم ، ومع مواصلة الصيام بدأت اشعر بتعب وارهاق شديد واتوقف عن المذاكرة لشعوري بدوخة شديدة،،
والسؤال هو : اذا شعرت بهذا التعب الشديد وعدم القدرة على التركيز والفهم فهل لي ان افطر ؟؟ وسألت زميلة لي مغربية وهي متدينة وقالت : نعم يمكنك الافطار لأن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم" وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين" اي ان الذي يصعب عليه الصوم ان يقوم بافطار مسكين.. . واشارت لي ان اقرأ تفسير عبد العزيز بن عبد الله بن باز السعودي في تفسير هذه الآية.
ولكني عندما قرات التفسير وجدته يعني الشيخ الكبير و العجوز... فلما قلت لها ذلك .. قالت لا انما الآية تعني كل من شق عليه الصيام وان الله لم يقل في صريح الآية الشيخ الكبير والعجوز...
وانا ألآن اسأل اهل الفقه والعلم .. هل يجوز لي ان افطر ام لا.. واقوم بإطعام مسكين كل يوم لأن الصيام شق علي في هذا الشهر؟؟
ودمتم جميعا بالف خير وصحة وعافية ، وكل سنة وانتو طيبين.
.. وهذا هو تفسير عبد العزيز بن عبد الله بن باز لهذه الآية: : وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون[2]. علماء التفسير - رحمهم الله - ذكروا أن الله - سبحانه - لما شرع صيام شهر رمضان شرعه مخيراً بين الفطر والإطعام وبين الصوم ، والصوم أفضل ، فمن أفطر وهو قادر على الصيام فعليهإطعام مسكين وإن أطعم أكثر فهو خير له ، وليس عليه قضاء ، وإن صام فهو أفضل ؛ لقوله - عز وجل - : وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون. فأما المريض والمسافر فلهما أن يفطرا ويقضيا ؛ لقوله - سبحانه - : فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر[3]. ثم نسخ الله ذلك ، وأوجب سبحانه الصيام على المكلف الصحيح المقيم ، ورخص للمريض والمسافر في الإفطار وعليه القضاء ، وذلك بقوله - سبحانه - شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)[4]. وبقي الإطعام في حق الشيخ الكبير العاجز والعجوز الكبيرة العاجزة عن الصوم ، كما ثبت ذلك عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - وجماعة من الصحابة والسلف - رضي الله عنهم - . وقد روى البخاري في صحيحه عن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - معنى ما ذكرنا من النّسْخ للآية المذكورة ، وهي قوله - تعالى- : وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين. الآية ، وروي ذلك عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - وجماعة من السلف - رحمهم الله - . ومثل الشيخ الكبير والعجوز الكبير ، والمريض الذي لا يرجى برؤه والمريضة التي لا يرجى برؤها ، فإنهما يطعمان عن كل يوم مسكيناً ولا قضاء عليهما ؛ كالشيخ الكبير والعجوز الكبيرة .ويجوز إخراج الإطعام في أول الشهر وفي وسطه وفي آخره . أما الحامل والمرضع فيلزمهما الصيام ، إلا أن يشق عليهما فإنه يشرع لهما الإفطار ، وعليهما القضاء كالمريض والمسافر . هذا هو الصحيح من قولي العلماء في حقهما .وقال جماعة من السلف : يطعمان ولا يقضيان ؛ كالشيخ الكبير والعجوز الكبيرة .والصحيح أنهما كالمريض والمسافر ؛ تفطران وتقضيان ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أنس بن مالك الكعبي ما يدل على أنهما كالمريض والمسافر .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة