عقب زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية، وإلقائه محاضرة حول الإرهاب، دأب صراع عنيف بين دولة قطر من جهة وشقيقاتها الخليجيات السعودية، الإمارات والبحرين. بذرة الصراع كانت نتاج تصريحات لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نشرتها وكالة الأنباء القطرية “قنا” نددت فيها بمخرجات قمة الرياض، قبل أن تعلن قطر عن اختراق وكالة أنبائها وبالتالي تكذيب التصريحات الواردة على لسان أميرها. الإمبراطوريات الإعلامية الخليجية وعلى رأسها قناتي العربية السعودية وسكاي نيوز الإماراتية شنت حملات مكثفة على إمارة قطر واتهمتها بالخروج عن البيت الخليجي ووصل الأمر لمرحلة التشكيك في نسب الأمير تميم وعشيرة آل ثاني جمعاء. ما يهمنا في السودان هو أنّ لأطراف هذا الخلاف علاقات واسعة مع السودان وعلى الحكومة عدم محاباة طرف على الآخر كما حدث في حرب الخليج الثانية عندما غزى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين دولة الكويت، حيث أعلنت حكومتنا حينها الوقوف في صف العراق وبالتالي خسارة بقية دول الخليج. ممّا لا يخفى على القارئ أنّ هناك صراعات عنيفة على زعامة العالم وتسيده بدأت منذ قديم الزمان ولم تنته بعد، فنجد أنّ الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا وألمانيا تخوض صراعات مع بعضها البعض للتحكم في بقية دول العالم، وفي العالم الثالث نجد أنّ السعودية، قطر، ايران، تركيا والإمارات تسعى لبسط سيطرتها على من هم أضعف منها. نحن في السودان دوماً كنا ضحية لهذه الصراعات الدولية وخصوصاً الشرق أوسطية، فعندما كنا في محور ايران فرضت علينا الدول الخليجية ما خلا قطر حصاراً عنيفاً أدى لتدهور الإقتصاد السوداني، مما اضطر حكومتنا لتبديل تحالفاتها والإنضمام للمحور السعودي، الآن يمر السودان بموقف شبيه لما كان في الماضي حيث أنّ الصراع الخليجي الخليجي مرشح للتصاعد وبالتالي لن يعد بالإمكان الحفاظ على علاقات الصداقة مع طرفي المعادلة بنفس القوة، فربما ياتي يوم ونكون مطالبين بالوقوف مع قطر أو معاداتها والوقوف في الصف السعودي، حتى ذلك الوقت نرجو من حكومتنا ضبط النفس وإلتزام الصمت ومن ثم إنتقاء الحليف المناسب. قناعتي هي أنّ السودان دولة غنية تفوق الدول العربية مجتمعة من حيث الموارد الطبيعية والأراضي الصالحة للزراعة والرعي، فلذلك لسنا بحاجة لمجاملة أحد على حساب أحد والدخول في حروب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، على السودان توظيف موارده وإدارتها بالصورة المثلى وإعلان إرادته وبناء تحالفاتة وفقاً لمصالحه وقناعاته لا مصالح الآخرين.
العنوان
الكاتب
Date
الخلاقات السعودية القطرية .. إلى أين يتجه السودان؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة