المقرن لغة هو مكان التقاء رافدين ليندمجا في نهر احد ، او التقاء الأنهار بالبحار. وفي العالم اليوم هناك 26 مدينة تقع في مقرن ، ومنها مدينة الخرطوم عاصمة السودان. وجعله الأستاذ متوسطا بين الخرطوم والبرزخ..لقياس نقطة التقاء العقل الواعي بالعقل الباطن.
ولازلنا نستصحب التنفس (طريق ومقياس الخشوع والطمأنينة) ، وقلنا عن الخرطوم (كاداة للتنفس) وشرحنا معناها الداخلي ، وايضا نحتاج للخرطوم (الأنف) لتحديد موقع المقرن. حينما تنظر في وجه الإنسان ، تجد ان الأنف (الخرطوم) ظاهريا تنتهي عند نقطة تقع بين العينين ، ولو تاملتها تشريحيا ، لوجدت المنخرين ينتهيان هناك ثم تكون قناة واحدة اخرى ، لا علاقة لنا بها هنا. تلك الجبهة (المقرن) من ناحية تشريح داخلية ، يلاحظ بان خلفها تقع غدة صماء مهمة ، وهي الغدة الصنوبرية ..واسمها بالإنجليزية: Pineal Gland ارتبط اسم الغدة الصنوبرية في قديم الزمان بمركز الروح البشرية ، ولكن في الوقت الحالي مازالت الغدة الصنوبرية موضع ابحاث. وقد تم اثبات ما يلي : هي المسئولة عن الحالة النفسية المتغيرة عند الإنسان ، ومسئولة عن تنظيم الوقت ، وعن الحالة الجنسية ، وقد لوحظ ان تخريب المنطقة يؤدي الى البلوغ المبكر ، وهي تعمل ايضا على منع الأكسدة بواسطة مادة الميلاتونين التي تفرزها مباشرة في الدم وذلك بعد تعرض الجسم للظلام وهو ما يمنع تشكل الأورام السرطانية – ويكيبديا وهذه الغدة لها حضور كبير في تفكير بعض الفلاسفة العقلانيين والصوفيين ، من الفلاسفة نذكر رينية ديكارت الذي كتب عنها ، والذي يذهب الى انها (مركز الروح) ، واليونانيون القدماء يعتقدون بانها نقطة الوصل بين عوالم المعرفة. في التأمل والفلسفة ، تسمى هذه الغدة بــ(العين الثالثة) لأنها في موقع بين العينين الظاهرتين في جسم الإنسان ، ويمكن للبعض متابعة المفهوم.وفي الكوشيات القديمة (او المصريات كما يحلو للبعض) فانها تسمى (عين حورس) ولمقاربة المفهوم نستصحب مقال قصير لصفاء محمود بعنوان (العين الثالثة (عين حورس) وعلم الباطن) ، فتقول صفاء:
(تمثل العينان مبدأ الازدواجية فى الانسان , و حين نرى فى الفن المصرى القديم العينان (اليمنى و اليسرى) فان الفنان هنا يرمز الى ما بداخل الانسان من ازدواجية و ثنائية ( duality/polarity ) ,
اذ ترمز العين اليمنى الى الفص الأيسر للمخ / المذكر / طاقة الشمس , فى حين ترمز العين اليسرى الى الفص الأيمن للمخ / الأنثى / طاقة القمر . أما العين الثالثه (عين حوس) فهى تلك العين التى تنشأ بعد أن يتمكن الانسان من الملاءمة و المصالحة و احداث التوازن و التناغم بين ما بداخله من متناقضات , و عندها يرى الانسان بهذه العين …. عين البصيره التى ترى الماورائيات )
وتقول صفاء (و يقع مكان العين الثالثه عند الانسان فوق الجبين فى المنتصف بين العين اليمنى و اليسرى و هذا الموقع هو أيضا رمز للتوازن و التوسط بين القطبين المتناقضين (الأيمن و الأيسر , الذكر و الأنثى , الشمس و القمر )
و هذا الموقع الذى تحتله العين الثالثه فى الوجه هو أيضا موقع الشفرة السادسه فى جسم الانسان و المرتبطه بالغده الصنوبرية . و يقول علماء الروحانيات أن الغده الصنوبرية هى وسيلة اتصال الانسان بالعوالم الأخرى و هى الغدة المسئولة عن التطور الروحى و القدرات الميتافيزيقية للانسان) .
ولقد توصل العلماء (بيولوجيا/طب/تشريح/سيكولوجيا) ان لهذه الغدة وظائفة مهمة في جسم الإنسان ، فهي المسئولة عن عمليات النوم الإستيقاظ ، وهي المسئولة عن عمليات افراز (الكورتيزول) والذي يفرز بصورة عالية في الفجر (الحرص على صلاة الفجر مهم للغاية/تأمل) ، وهي المسئولة عن الأداء الفكري في الإنسان ، وهي المسئولة عن افراز البرولاكتين ، وهي المسئولة عن افراز هرمون الميلاتونين والذي يكثر في الليل. وهنا تحضرني طرفة عن الأستاذ محمود محمد طه وتشجيعه لتلاميذه بالحرص على صلاة الليل..وهو تقليد شائع عند غالبية المسلمين والمبادئ والأحاديث التي تحضهم على ذلك ، واعلى التعاليم القران الكريم الذي يحض على (قراءة قرآن الهجيع/وقت متأخر في الليل).. ولقد ذكر البعض مجمل من فوائدها بقولهم
( تقع في تجويف المخ خلف العينين وقد ثبت مسؤوليتها عن تنظيم الوقت لدى الانسان والحالة النفسية والجنسية له وتحديد وقت بلوغه وان الميلاتونين الذي تفرزه يمنع الأكسدة وبالتالي يمنع تشكل الأورام السرطانية ومضاد للاكتئاب والتوتر )
واضافوا:
( ا ثبتت التجارب على الطلاب (التي تمت بمساعدة أجهزة المسح المغناطيسي) مسؤوليتها أيضاً عن الإلهام وتوارد الخواطر والإحساس بالمخاطر قبل وقوعها ، واستشفاف بالمستقبل، والإحساس عن بعد، والشعور المسبق بالكوارث ، وقال عنها الفيلسوف الفرنسي ديكارت إنها الجهاز المنسق بين الروح والجسد - في حين ادعى بعض المتصوفة أنها تكبر بكثرة التأمل والسجود وتضمر بكثرة الترف والبعد عن الله - وأقر الطب أنها تتوهج ويزداد نشاطها بعد التأمل والعبادة ) وكل هذه الأقوال وردت في مقال بمدونة اسمها (مدونة ابن خانكان)..
والجدير بالإعتبار هنا تصور بعض الصوفية لوظائف هذه الغدة وارتباط ذلك بالصلاة والتأمل.
والكبت ، لجم الشهوات /الخشوع والتبتل ، يكون من ضمن مواقعه (المقرن) أي الغدة الصنوبرية..ومنها يتحقق الفلاح لمن يستطيع اليه سبيلا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة