متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ؟؟؟ ================================ هل داخ مسؤول على المستشفيات والصيدليات بحثا عن دواء او حجز موعد لعلاج احد أطفاله؟ هل ذهب مسؤول مع قريب من عائلته « الغنية جدا » إلى أحد مراكز غسيل الكلى في مستشفى حكومي، ثم فوجئ برفض استقبال قريبه لعدم وجود مكان؟ هل ذهب بقريبه إلى أحد المستشفيات الخاصة، وعرف قيمة العلاج بعد رفع الدعم عن الدواء؟ هل يحسبها مسؤول في محطة البنزين حين يسأله العامل: كم لتراً يا سعادتك؟ هل بحث مسؤول ليلا عن دواء الضغط فلم يجده متوفراً في الصيدليات؟ هل تعرض مسؤول لتذمر زوجته لأن مصروف البيت لم يعد يكفي حتى منتصف الشهر؟ هل امتنع مسؤول عن أكل اللحمة إلا مرة أو مرتين شهريا، لأنها أصبحت ترفا لا يقدر عليه؟ هل وقف مسؤول في طابور طويل من أجل الحصول على خبز (غير مدعوم) ليطعم به اطفاله؟ هل تذمر مسؤول من الوقوف تحت أشعة الشمس الحارقة في صف طويل ربما يستمر يومين او ثلاثة للغاز ان وجد؟ هل بحث مسؤول عن كيس سكر ليكرم به ضيوفه فلم يجده لانه لا يملك ثمنه؟ هل شعر مسؤول بالعجز وهو يرى ابنه خريج الجامعة يعاني البطالة لأكثر من 10 سنوات او يزيد؟ هل اختفى طفل من أقارب مسؤول قسراً منذ ثلاث سنوات او تم اغتصابه ولم يسمع عنه خبرا؟ هل تعرض مسؤول أو أحد أفراد عائلته للإهانة والتعذيب في قسم شرطة؟ هل يذهب مسؤول كل أسبوع لزيارة ابنه المعتقل او احد أقاربه بتهمة الاشتراك في مظاهرة؟ هل فكر مسؤول في أن هذه الأسئلة (وأكثر منها) موجودة في كل بيت سوداني، ولو طرحتنا الردود عليها فلا يكفيها الورق مساحة، ولو صار البحر مدادا. سأكتفي بسؤال واحد تعليقا على الأسئلة السابقة: إذا كان الرئيس او اي مسؤول لم يتعرض لمثل هذه المواقف التي تضمنتها الأسئلة الافتراضية، فلماذا إذن يتشدقون و يقهقهون ويتمسكون بالمناصب وهم لا يشعرون بألم الغلابه و المرضى و الجوعى ،، لماذا؟ الثراء تفحش، ويكبر كل يوم، كأنه يأكل من مال اليتامى بلا رقيب ولا حسيب ولا أحد يعلم متى ستتوقف الاختلاسات عن مال الشعب مال المسلمين ومال كل يتيم؟ فليس هناك جدول زمني لحل الأزمات.. لا يسمع الناس خططا بل مطالبات بالصبر، لا رقابة على الأسواق وسعر الصرف بل نسمع بتعويم العملة، ولا محاولة لتدبير السلع الأساسية بأسعار محددة وبكميات وفيرة، ولا تفكير في زيادة الرواتب في ظل أزمة اقتصادية طاحنه لم تشهد البلاد مثلها منذ 40 عاما، الحكومة مشغولة بتنفيذ تعليمات الرئيس في ما يخص سرعة إنجاز المشروع الحضاري و الحوار الوطني المزعوم و المشاريع التي تمنح للأجانب من اجل العمولات، فالرئيس يؤكد ولا نعلم حتى الآن من يقرر،. الحكومة تريد أن تنهي جدل العقوبات لصالح من و من اجل من لا احد يعلم الا هي، الذين بحثوا عن تخليد ذكراهم على لوحات حجرية، بينما شعوبهم تعاني الفقر والجهل، والمرض يضرب كل ولايات السودان،و أطفال يولدون في الظلام ويموتون تحت حرقة الشمس لا يحق لهم الجلوس على كرسي السلطة ولو يأخذ سيلفي فقط،، هل يعلم الرئيس انه سمي علي الذي فرق ببن الحق والباطل سيدنا عمر بن الخطاب الذي خاف ان يسأله الله يوم الحساب: ماذا فعلت برعيتك أيها الراعي؟ في عام الرمادة استمر القحط والجوع وعانى الناس، فكان عمر قدوة حسنة، حرم نفسه من الطعام الذي لا يجده الناس. كان يأكل الخبز بالزيت وحرّم على نفسه السمن، كان بطنه يقرقر فيخاطبه: ليس لك عندنا غيره حتى يحيا الناس.. لم يترك عمر بعد وفاته هرما، ولا امرأة ولا طفل جائعا، ولا بنى لنفسه جامعا ضخما، ولا قصرا فخما، كان يستطيع، لكنه ركز في مشروعه الأساسي: كيف يدير دولته بالعدل والإنصاف، وكان شديد المحاسبة لنفسه حتى إنه قال: لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها يوم القيامة. إذا طالبنا المسؤلين بالصبر فلماذا لا يشاركونا صبرنا ويجعلوا من أنفسهم قدوة لنا، السودانيين يحتاجون رئيسا يشعر بجوعهم، وبمرضهم، ويمحو جهلهم، ويعينهم في عجزهم، ويدرك أن مسؤوليته أمام التاريخ ليست في حفر اسمه على الألواح الحجرية او لَبْس بردعة الكرامة او مشاركة في قمة فاشلة او بناء جسر و تعبيد طرق او إقامة سد، فربما يأتي من يزيل هذه، لكن ما يجب أن يفكر فيه الرئيس ويشغل باله: كيف سيراه الشعب بعد أن يمضى، والأهم كيف سيقابل وجه ربه؟ إلهي اجعل فترة وجودي بينهم شفاعة لي يوم ألقاك،،
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة