في رثاء الراحلة فاطمة أحمد إبراهيم كتبت الشاعرة التونسية فوزية العلوي ..
لعينيه وفاطمة
ستأتي فاطمة ونلعب عند البئر المعطلة سنلقي الحصوات وننتظر ارتطامها بالماء ونرتجف في أحضان بعضنا مخافة أن يدفعنا الجني في الفوهة السوداء لفاطمة اقراط من فضة أحاول قراءة نقوشها فتستعجم وتظفر هي شعري بخيوط حمراء و تغني بصوت خفيض كالمطر واروي لها عن الطفل الذي يشبهها ويعبر في منامي مثل الشهاب لكني لا أمسك به ابدا وكيف يلقي في حجري حصوات زرقاء ومشطا من قرن الغزال ورقا فيه خطوط تشبه خطوط ابي تسألني النجوم عن اسمه فانسى وتضحك فاطمة وحباحب الليل وتنزرع فوق ثوبها نحلات بلون العسل لكن وجهها يشحب فجأة تتهاوى بين ذراعي كعرجون فامددها في جذع النخلة واقرأ لها الرحمان تبتسم فاطمة ودمعها يسيل على خديها يغرق المكان وتفيض البئر وكل الحصى الذي قذفناه يتدفق ابيض أزرق اصفر ارجوانيا يأتي الصبي الذي يشبه فاطمة يأخذها بين ذراعيه كظبي جريح أظل واقفة في الليل لاشيء يدل علي فاطمة حبيبة الأطفال المرضى تتف على كفها وتسمح على بطونهم فيذهب الوجع وحبيبة السباع الجياع تصنع لهم ثريدا من لحم الايائل وتدعوكم لياكلوا في باحتها وصاحبة النساء الفزعات تروي لهم حكاياها فتعود السكينة إلى قلوبهن فاطمة ما زالت ندعو المطر فيسح على كل الصحراء وينفعم النهر فتروى كل الحقول وتعطو السنابل في ربى السودان وتخفق طيور الحرية
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة