|
Re: ليسوا تكنوكراط بالتأكيد (Re: Abdullah Idrees)
|
حكومات التكنوكراط يتم اللجوء اليهما في بيئتين هما نقيض كامل لكلاهما الاخر .. نظام ديمقراطي راسخ ونظام شمولي قابض ولذا تتمايز الاسباب او تختلف اولا : حكومة مؤقتة يتم تشكيلها بسبب أزمة طارئة عنيفة حيث يتم تعيين اشخاص مشهود لهم بالكفاءة العالية والتخصص المهني الدقيق في مواقع او مراكز محددة وذلك في وجود برلمان منتخب وموجود لتسيير دفة الامور بعيدا عن مماحكات الاحزاب و بيروقراطية الدولة على ان يكون البرلمان رقيبا عليهم بكل شفافية ويفترض انهم لا ينتمون لاي حزب او اتنظيم سياسي ولذا يتعامل معهم البرلمان بشفافية عالية تخلو من الاعيب البرلمانات مثل وضع العراقيل امام خطط الحزب المنافس الخ الخ . وهنالك مثال في الحالة اليونانية الآن او في ايطاليا. ثانيا : حكومة شمولية قابضة ليس لها ايديولوجيا واضحة مسيطرة او خط سياسي معلن تقوم بتعيين تكنوقراط لتسيير دولاب العمل في الدولة وهنا تنعدم الرقابة وينتشر الفساد كما ان التكنوكراط المعنيين هنا هم غالبا يدينون بالولاء للبطريرك الكبير ولا تهمهم شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان وخلافه ، ومن يحاول الخروج على التيار العام للنظام او إبدا اي رأي حر معاكس لإرادة الرئيس او المجموعة الحاكمة يكون مصيره الركل خارج الحكومة او الاستقالة ( ب. محمد هاشم عوض ، منصور خالد الخ الخ في فترة تكنوكراط نميري ) .. اما في الحالة السودانية الراهنة ، فهذه لا تعدو عن كونها حكومة "كيكة" اكثر من اي شيء آخر ، لأن من جاز ان نطلق عليهم "تكنوكراط" في هذه الحكومة لم يتم تعيينهم بسبب كفائتهم في مجالات تعيينهم ، وما عندهم نجاح مشهود او Track-record اصلا في مجالاتهم ، ليس كل حامل شهادة عليا هو شخص عالي الكفاءة في مجاله . نميري مثلا استقطب كفاءات جيدة بمقاييس تلك الآيام ويمكن ان يكونوا الافضل ولم تكن لديهم ميول سياسية واضحة لكنهم لم يفلحوا لأنه لم يتوفر لهم اي مجال للإبداع ، لم يتوفر لديهم هامش جيد للابتكار وأخذ المبادرة ولذا بقي الإنتهازيون منهم بينما تفرق الشرفاء ذوي الشخصية والمعرفة بسبب الاقالة أو الاستقالة ..
نتابع ...
|
|
|
|
|
|
|
|
|