ركضٌ سَلِسْ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 06:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-19-2017, 03:27 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ركضٌ سَلِسْ (Re: Dahab Telbo)

    أرق



    إنها الواحدة صباحاً؛ حيث تأوي جميع المصائب الى وسائدها؛ الجو الخانق يجعلك تدرك انك تعيش انفاس ابريل الاخيرة؛ باب الغرفة الموثر ببقايا نوبة الغبار اللجوجة لازال يحفظ عهد الإقفال؛ بينما النملية المدثرة للنافذة تلهو تحت بريق قمم ابراج الخرطوم من خلف سورها النيل؛ ثم لا شيء سوى رائحة "حلو مر" متسكعة في زاوية ما من أزقة "الفتيحاب" المغبّرة؛ كنت غاضب جدا ، ومحتار اكثر للجهل بالسبب؛ غرفتي البائسة أصابتها جائحة الغبار، فبدت كمخزن مهجور مع لهب لمبة الكايروسين، نضوت عن المكتب الصغير طبقة الغبار الكثيفة فأنجلت أشعة الكايروسين عليه، ثم عبساً حركت مفتاح المصباح الكهربائي قبل أن استدرك أن أمدرمان لا تنير للأتربة الشوارع، استدرت بالكرسي الجوال لأفتح النافذة الخلفية وأزود غضبي بالورق الابيض، فالكتابة هي المسكن الوحيد في هذا الليل الدامس، سحبت الدرج لأنتقي قلماً من ركام الاتربة، فلكل حالة مزاجية نصل من الحبر، الان كل شيء جاهز، ولكن ماذا عساي أن اكتب؟
    نظرت للسقف مع وهج لمبة الكايروسين المتراقص، لم تجبني اشعتها الضالة في متاهة الليل الاسحم بما يهدي السطور نقش ازرق، تفكرت في مسيرتي الكتابية الطويلة، فمنذ سنوات وأنا اخلق على الورق عوالم تعج بالخبايا والتفاصيل، دون ان اقترب منها، لابد من الغوص في عالمك الخاص يا محمد. وكزني ضميري؛ فالتقرب من هؤلاء الورقيين هو الشيء الوحيد الذي اجده سهلاً، بل هو الشيء الاكثر تسلية على الاطلاق، هممت بإدارة الكرسي الجوال لإخراج رزم المسودات القابعة في الخزانة؛ قبل أن ادرك بأني لا أحتاج لذلك، فأنا اعرف عالمي جيدا لأني انا من رسم له مسار اقداره، ومع تأكيد الاحاطة ذلك أدركت شيئاً كنت في سهو عنه تماماً، عندما تُقرأ الامور بطريقة مغايرة نكتشف خباياها، فأنا لم أفكر يوماً في نهايات أبطال قصصي بمعزل عن بداياتهم، ثلاث وتسعون شخصية، يلقون نفس المصير، يا للصدمة!، كيف تجاهل النقاد هذه النكسة، فجميعهم كتبوا حول الحبكة الدرامية، وإهتزاز بنية السرد في وسط النصوص، حتى إن احدهم كتب عن تقارب فضاء الحكايات وتداخل المشاهد التصويرية، لم يلحظ أحد منهم تشابه النهايات، ربما لأنهم لم يعطوا محصلة النهاية ما أعطوه لصورة قفل المشاهد من إهتمام، ففلتت من اعينهم الحقيقة الفاضحة،ولكن ذلك لا يهم، الان لدينا امر اهم من ذلك، لابد من الكتابة، نعم الكتابة، فهذا الليل الاصلم لن يرضى سوى بالسطور؛ ولطالما وددت الثرثرة مع الكائنات الورقية لذلك فلنكتب للأخرق صاحب قصة "الرضوخ".
    الى السيد/ علي جودات
    بإحترام
    أظنك تدري يا صديق الورق، انه في سكون الليل وهجيعه ترتحل ذواتنا نحو عالمها الخاص بادئة الرحلة بنشيد الروح؛ وفي طريقها الطويل ترنمه بإخلاص يليق بإندماجها المقدس، ثم قبل فراغها من الانشاد تعرج الى المنارة؛ حيث اشياءها الخاصة.
    لقد استمتعت ايما متعة عند أبتداع حوارك مع الروح، لأني أعرفكما أكثر مما يعرف فؤاد توجياته، لذلك تفننت في ابتداع عباراتك وصدقها، ليس فقط من أجل أن تكون بطل قصة ناجح؛ وإنما لأنك ستبقى طويلاً في فضاء السرد، وقد بنيت تنبؤاتي على خبرتي في إبتداع الابطال بلا شكً؛ ولكن رغم ذلك فقد بدوت صادق في حديثك ومضمون إفادتك. ولو جاز لي السؤال لكان:
    لِمَ كل هذا القدر من التعمد؛ في تبسيط للاشياء وتفسيرها نقيض ما نعرفه؟ ثم تزيد على ذلك بإنكار الحقائق!
    لقد بهرتني جراءتك التي ولدتها حمى السرد عندما صدحت: " الشمس لا تشرق من جهة الشرق حقيقة" ثم بدأت بنفث الاكاذيب؛ فقط لتعضض كذبتك المفضوحه !؛ لا ادري، لكن أظنني قادر على الزعم بأنك دائماً ما تسئ تقدير الاشياء؛ فبإمكانك ان تكون متفردا في طرحك، مرتبا في تناولك، و تستخدم الاسئلة مدخلا لزلق افكارك الى الاخر –لاشعورياً ثم تفاجئة بالنتيجه- دون الحاجة الى خلق مزيداً من الاكاذيب -ولكنك رغم ذلك كنت بارع في الطرح لدرجة جعلت الروح تصدقك وهي ميقنة باكذوبة الفكرة؛ لقد سرني ذلك!-؛ وكأي مغرور بفنون الكلام أعلم أنك مهووس بالكمال؛ ولكنك تتجاهل حقائق مهمة؛ فما من كمال الا وبعده نفص؛ والواصلون رجوع، فعند نهاية الهرم تبدأ درجات النزول؛ لذلك؛ قدّرت عليك -دائماً- إبقاء شئ عندك لكي لا تصل الى نهاية الهرم، ثم المناورة من محيط تلك النقطة فبقي التوازن ابدي.
    إليك اكتب، واعلم انك سوف لن تعير كتاباتي ادنى اهتمام، فالورقيون لا يهتمون سوى بهواجس المحو، ليس استخفافاً بك، ولكنك محض بطل ورقي لم تذق يوماً حلاوة التواصل؛ ولو أنك تدرجت قليلا في سلم السطور لرأيت ما بدا لك بعيدا في حياتك البيضاء؛ أعني شطحاتك في عالم الخيال، لا اظن بأنك ستغضب لو ان احدهم أخبرك بأنها محض هواجس بشرية بالية ألصقتها بك كحيلة لمجاراة آلة الزمن المعطلة بجانبك، وان واقعك المفترض هو حقيقةً تاريخ المتطلعين البؤساء الذين لم ينالوا أي شئ من مباهج الحضارة البشرية، ولا شغف إكتشافاتها، إذاً أنت محض حيلة قذرة؛ هل ذلك سيزعجك؟
    لا أظنك بعد كل هذا ستفكر في هيبتك أمام اعين النقاد وجموع القراء، فالحقيقة أنك لم تنل من ذلك شيء، فأنا هو من تسلم الجائزة المالية، بل أنا ايضا من قام بالحديث لوسائل الاعلام عن حياتك دون الرجوع لك، فانت مجرد بيدق، تشبه تماماً مشرد ينام تحت مجاري السطور ذات الحبر الجاف، هل أنت الان مندهش من وصولية اصحاب الالفيه الثالثه. حسناً؛ فهو أمر لا يدعو للدهشة، لاسيما تحت سلطة الامين العام للأمم المتحدة، لأنه يفعل ذلك بنفسه وبقلق دائم.
    عند اطلاعهم على أكتشافك العظيم أحرقوا اوراق بحثه وحطموا الأنموذج في
    حفل تقديمه الكئيب. لقد شعرت بالمرارة التي تعيشها داخل عالمك الورقي خصوصا عندما بدأت تردد جملتك المعهودة "دي ما امة يرفعوا ليها علم" ولكنهم رغم كل ذلك فهم لم يفعلوا سوى ما فعله التاريخ البشري مع المارقين، أعلم أنك تجهل ذلك!.

    كلما تذكرت ذلك الموقف ضحكت عاليا ولو في مكان عام، أقصد قصتك مع ال############ان*، اذكر ان احدهم عندما رويتك له –بابتذال- حيث قدمت له موجز لرؤاك من التجارب العلمية والى إعتمادك تعيلم الجراء فنون القتال، ثم كيف انك تعتقد ان الكلاب هي الاصل وان ما سواها من حياة صنيعة بديهية لوجودها؛ وبعد أن جادلني طويلا نعتني بالخرافة. خاصة عندما كذبت عليه مدعيا وجودك واقعياً في بقعة ما من هذه اليابسة.
    أدري أنك تعيش داخل سطور خارجة عن سلطة الزمن ولكن سأتساءل؛ هل أنت ضجر الآن من عواصف الغبار التي تجتاح المدينة؟
    حسناً؛ لابد من ختم الرسالة الآن فأشعة الكايروسين غلبها النعاس..

    تلبو

    * الكلمة المحذوفة ال ج ر ذ ا ن
                  

العنوان الكاتب Date
ركضٌ سَلِسْ Dahab Telbo04-28-17, 05:09 PM
  Re: ركضٌ سَلِسْ Dahab Telbo04-28-17, 05:27 PM
    Re: ركضٌ سَلِسْ Dahab Telbo04-28-17, 05:35 PM
      Re: ركضٌ سَلِسْ Dahab Telbo04-29-17, 08:02 PM
        Re: ركضٌ سَلِسْ Dahab Telbo04-30-17, 01:19 PM
          Re: ركضٌ سَلِسْ Dahab Telbo05-19-17, 03:27 PM
            Re: ركضٌ سَلِسْ Dahab Telbo05-22-17, 08:51 PM
              Re: ركضٌ سَلِسْ Dahab Telbo06-11-17, 06:07 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de