|
Re: هل قراءة الكتب تقود للتعاسة و الفشل و أحيا (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
المقال الذي أقصده بعنوان ضحايا الكتب الكاتبة:مروة متولي
صحيفة العرب [نُشر في 2017/04/13، العدد: 10601، ص(14)] المقال: في الأنشودة الخامسة من جحيم دانتي نقرأ عن عاشقين جلسا يقرآن في كتاب واحد فماتا بسيف واحد، “فرنتشسكا دا ريميني” وشقيق زوجها “باولو مالاتستا” اللذان قادهما إلى الموت كتاب يروي قصة حب بين ملكة وأحد فرسان زوجها الملك.
يتعاطف دانتي مع هذين العاشقين المعذبين عندما يرى الريح التي تدور بهما في الجحيم من دون أن تفرقهما فيطلب منهما أن يقتربا ويسألهما عمّا سبّب لهما ذلك العذاب الأبدي فتخبره فرنتشسكا بأنهما قد استسلما لقبلة كتلك التي كانا يقرآن عنها في الكتاب وأنها كانت الوحيدة قبل أن يخترق سيف الزوج جسديهما بضربة واحدة.
اللافت في هذه الأنشودة أن فرنتشسكا تبدأ الحكاية قائلة “كنا ذات يوم نقرأ”. وتختتمها قائلة “ولم نقرأ منذ ذلك اليوم شيئاً”، وكأنما إثمهما كان القراءة لا العشق، فالكتاب هو جوهر حكايتهما والكتاب هو كل شيء بالنسبة إليهما، فهو مأساتهما وحبهما وذكرى سعادتهما التي يعذبهما الحنين إليها وتذكرها في أوقات الشقاء.
هذان القارئان العاشقان هما أكثر من تألم دانتي لرؤيتهما في الجحيم حتى أنه كاد يموت وفقد وعيه من شدة ما شعر به من أسى وربما خوفاً من مصير مشابه.
|
|
|
|
|
|