|
Re: قوانين تحمى المُغفلين . (Re: shaheen shaheen)
|
حكاية رقم ( 2 )
غريب انا الغريب الان .. انا من نظر , وابتعد . وهو القريب الان .. هو من امسك اليد , وانحنى هامساً على الاذن . اللقاء كان صدفة , حرارة صيف هذه المدينة بشع كالعادة - شاهين .. معقول !! . - اصلو ما ممكن .. فريدة ؟ . - اهلاً وسهلاً . - اخبارك ؟ . تصافحت الايدى .. قبل عشر سنوات , كانت المصافحة تنتهى بقبلة على الجبين والفم . الان , كانت اللحظة مُربكة .. كانت الاسئلة من اجل سد فراغ التحديق الغبى , دون اهتمام حقيقى . - من متين فى الخرطوم يا فريدة ؟ . - انا جيت السودان لى شهر . - والله ؟ . كانت تمسكنى من خصرى من الخلف .. نهودها كانت ترتاح على ظهرى - الشارع يا مجنونة . - جبان . الصحف اليومية انتقلت من اليد اليسرى الى اليمنى . - انتا لسه فى عوارة السياسة والجرايد , والكتابة ؟ . - لسه .. انتى لسه فى السعودية ؟ . - سعودية شنو كمان ؟ زماااان مشينا منها .. نحنا هسع فى استراليا لينا سبعة سنين . - ما شاء الله .. والله كويس . العمر يجرى بهذه السرعة ؟ . - ناس البيت كيف ؟ . - كويسين .. تمام التمام , الحمد لله . - شنو شابكنى الحمد لله , ما شاء الله .. انتا خليت الشيوعية وبقيت كوز ؟ . - يا ريت . انتقلت الصحف اليومية من اليد اليمنى الى اليد اليسرى . - الجاى داك زوجى . طويل , غبى , له وجه حمار - الجاى داك ود عمى , جاى من البلد عشان داير يسافر السعودية . - ومالو شكلو كده , غبى وعندو وش زى وش الحمار . - حرام عليك .. ده انسان طموح , وبكرة بعد ما يسافر ويغترب ما فى زول حيقدر يتكلم معاهو . عندما اقترب نظر لى بغضب ظاهر - محسن .. ده شاهين , صديق عزيز . - اهلاً , اهلاً . كانت نبرة اللغة النوبية ثقيلة , تتكسر عندها الكلمات العربية .. وقف بعيداً عنا , غريباً منا , ينظر بعيداً . - شاهين .. ده محسن زوجى , شاهين ده كان صديق عزيز . - اهلاً , اهلاً . كانت اللغة النوبية ثقيلة . - بعد اذنك استاذ شاهين , نشوفك تانى . - طيب مع السلامة . امسك يدها وانحنى هامساً على اذنها .. كركرت بعدها فى ضحكة انثوية خافتة , سعيدة . وقفت انظر لهما , غريباً عنهما , وحيد . نظرت الى الصحف اليومية , كان المانشيت الرئيسى فيها كلها بعبارات مختلفة ؛؛ رئيس الجمهورية .. التحول الديمقراطى يحتاج لتضافر الجهود ؛؛ . انتقلت الصحف من اليد اليسرى الى اليمنى , اخذت اضرب بها على فخذى وانا ادندن نغمات اغنية نوبية قديمة عن الغريب الذى يتخبط فى غربته بعيداً عن حلفا القديمة .. ومضيت فى حال سبيلى .
|
|
|
|
|
|