|
Re: أَحْزَانُ الغَرِيب ... مَقَاطِع لَيْسَتْ ل (Re: Abdalla Gaafar)
|
(2)
الغَرِيبُ وَالشِّتَاء
يَنْهَضُ الشَّارِعُ مِنْ خَلْفِ الخُطَى التَّعْبَى وَيَفْتَحُ أَلْفَ تذكار عَلَى شَمْسٍ تُكَابِدُ فِي اِنْحِدَارِ الوَقْتِ آلَامَ المُغَيَّب تَفْتَحُ الأَيَّامُ أَبْوَابَ الشِّتَاءِ عَلَى الحُرُوفِ فَتَرْتَدِي جِلْبَابَهَا المَنْسُوجَ مِنْ وَجَعِ المَنَافِي ثُمَّ تَلَقِّي مَا تَبَقَّى مِنْ شُجُونِ الذِّكْرَيَاتِ عَلَى الدَّفَاتِرِ ثُمَّ تَذْهَبُ فِي النَّحِيب تُسْقِطُ الأَشْجَارُ أَوْرَاقَ الرَّبِيعِ وَمَا تَبْقَى مِنْ غُصُونِ الصَّيْفِ كَيْ تَبْقَى بِوَجْهِ الثَّلْجِ عَارِيَةً وَتَنْتَظِرُ الغَرِيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أَحْزَانُ الغَرِيب ... مَقَاطِع لَيْسَتْ ل (Re: Abdalla Gaafar)
|
وَكَأنَّ تِلْكَ الأَرْض مَا عَادَتْ تُسَمّى فِي قَوَامِيسِي بِلَادْ
وَخَلَعْتُ قَلْبِي عِنْدَ بَابِكَ كَيْ أَرَاكَ كَوَرْدَةٍ لِلحُلْمِ تَنْمُو فِي تلافيفِ النُّعَاسِ لِعَلَنِي أَبْقَى بِحِضْنِكَ كَيْ يُدَارِيَنِي لِأَلْقِي عِنْدَ شَطِّ اللَّيْلِ مِنْ تَعَبٍ عَصَاي وَاُسْترِيحْ الوَقْتُ شَيْءٌ مِثْلَ وَمِضَ البَرْقِ يَشْرَخُنِي لِأَرَقَبَ دَاخِلِي خطَ اِنْحِرَافِي مِنْ مَسَارَاتِ الرَّحِيلِ إِلَيْكَ تُرْهِقُنِي المَسَافَاتُ المُلَوَّثَةُ الخُطُوطِ أَعُودُ قلبيِ وَالمَسَافَةُ طَائِرَانِ يُحَلِّقَانِ عَلَى مَدَارٍ دَائِرِي فَأْرَاكَ بعضاً مِنْ شُمُوسٍ مَاضِيَاتٍ لِلأُفُولْ وَأرَى البِلَادَ نَهَارُهَا لَيْلٌ مِنْ التَّعَبِ المُوَزِّعِ فِي اِنْشِطَارِ الرُّوحِ مَا بَيْنَ الَّذِي رَسَمَتْهُ أَيْدِي العَابِثِينَ وَصُورَةٌ كَانَتْ مُعَلَّقَةٌ عَلَى صدرِ القَمَرْ وَأَنَا لَدَيْكَ وَلَا أَزَالُ عَلَى المَدَاخِلِ وَاقِفًا وَمِعَى بِطَاقَاتِي وَصَوَّرَتْنَا مَعًا وَشَهَادَةُ المِيلَادِ وَالوَجْهُ القَدِيمْ مِعَى تَصَارِيح القُدُومِ وَكُلٌّ مَا يَحْتَاجُهُ الإِنْسَانُ مِنْ أَجْلِ الوُقُوفِ بِبَابِ مَدْخَلِكَ القَدِيمِ وَلَمْ أَجِدْ مَنْ يَفْتَحُ الأَبْوَابَ لِي لَيْلًا وَلَا لِلعَائِدَيْنِ إِلَيْكَ مِنْ حَرْبِ الهُوِيَّةْ قَفْرٌ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي فَقَدَتْ أُمُومَتُهَا وَغَلّقَت المَدَاخِلَ فِي وُجُوهٍ العَائِدِينَ مِنْ البَنِينْ قَفْرٌ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي اِنْتَهَكَتْ شَوَارِعُهَا بُيُوتَ الكَادِحِينْ قَفْرٌ هِيَ الأَرْضُ الَّتِي لَا تَفَتح الأَبْوَابَ لِي لَيْلًاً وَلَا لِلقَادِمِين إلىى النَّحِيبْ وَأَنَا كَغَيْرِي فِي الرَّصِيفِ تَعِبْتُ مِنْ طُولِ اِنْتِظَارِي لِلصَّبَاحِ يُفَتِّحُ الأَبْوَابَ لِي سِرًّا فَأُعَبر كَالغَرِيبْ وَكَأنَّ تِلْكَ الأَرْضُ مَا عَادَتْ تُسَمّى فِي قَوَامِيسِي بِلَادْ
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أَحْزَانُ الغَرِيب ... مَقَاطِع لَيْسَتْ ل (Re: Abdalla Gaafar)
|
(وَبَحَثَتْ عَنِّي) (إِلى الشاعِر هَيْثَمَ الشَّفِيع)
وَبَحَثَتُ عَنِّي فِي دَمِي، قَلْبِي، مَسَافَاتِ الرَّحِيلِ مِنْ الشَّرَايِينِ الدَّقِيقَةِ نَحْوَ نَزْفِي فِي المَسَافَاتِ الَّتِي مَا بِيَن ذَاكِرَتِي وَعقلِي فِي المَسَامَاتِ المعرّقةِ الحَوَافِّ صَرَخْتُ مَنْ هَذَا المُوَزِّع بَينَ أَلفٍ مِنْ تَوَارِيخِ الرَّحِيلِ الصَّعْبِ بِين الصَّرْخَتَينْ؟ نَظرتُ نَحْوِي مَنْ أَنَا أَوْ مَنْ أَكُونْ؟ وَمَا دَرَيْت بِأَنَّنِي هَذَا المُبَعْثَرُ فِي الحنايا البَوْرِ أَصْرُخُ لَيْسَ يَسْمَعُنِي سِوَاي فأستحي مِنْ رَجعِ صَوْتِي كرَةً تَعْبَى فَألْتزم السُّكُوتْ مَنْ قَالَ أَنَّي قَدْ نَسِيَت الخطوَ نَحْوَي قَدْ كَذبْ مَنْ قَالَ أَنَّي اِبْن هَذَا الوَقْت أَوْ مَا عُدْت أَحْلُم أَنْ أَكُونَ أَنَا البَقِيَّة مِنْ بُكَاءِ الصَّرْخَتَيْنِ فَقَدْ كَذْبْ! هَذَا أَنَا مِنْ خَارِجِي صَوْتًا سَوِيًّا حِينَ أَضْحَكَ أَوْ أَرَانِي صَادِقًا مِنْ دَاخِلِي نَزْفًا عَلَى خَطوِ الرَحِيلْ هَذَا أَنَا بَعْضٌ مِنْ الفَرَحِ السَّوِيِّ إِذَا خَرَجَت إِلَى العُيُونِ أَوْ اِنْتَصَرَت عَلَى الَّذِي فِي دَاخِلِي هَذَا أَنَا زَمَنٌ مِنْ الحُزنِ المُلَوَّثِ بِالتَّنَاقُضِ حِينَ أَدْخُل كِي أَرَانِي عَارِيًا أَوْ حِينَ أعَبُر مِنْ دَمِي شَوْقًا إِلَيّ لَا شَيْءَ يَعْدِلُ أَنْ أَكُونَ أَنَا الَّذِي فِي الضَّوْءِ ضِدَّي كِي أَعُودَ لِدَاخِلِي تعِباً وَاِبْتَدَأ الخُرُوجْ! هَذَا أَنَا تَعِبٌ أُمَارِس فِي الخُرُوجِ الخطوَ ضِدَّي كِي أنَامْ
| |
|
|
|
|
|
|
|