|
Re: موسى وفرعون وأحمد بلآل يحرض بقلم محمد ودا� (Re: محمد عادل)
|
لا أعتقد بصحة رأي وزير الإعلام الدكتور أحمد بلال بأن فرعون موسى كان موقعه في السودان وليس في مصر. فالدكتور استدل بالآية الكريمة التي أوردت ما نطق به الفرعون المغرور بلسانه ((أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون)) باعتبار أن مصر بها نهر واحد فقط وهو نهر النيل على عكس السودان حيث النهرين الأبيض والأزرق ونهر عطبرة،،الخ، حسب رأي وزير الإعلام.
ولكن برأي أن تأكيد الفرعون لملكيته لمصر حسب الآية القرءانية يكفي لإثبات مصرية الفرعون من حيث الجغرافيا والتاريخ، أما مسألة ذكره للأنهار فليس دليلاً قوياً، حيث أن نهر النيل يتفرع إلى أكثر من نهر في مدينة القاهرة، وأيضاً نجده متفرعاً لعدد من الأنهار في منطقة الدلتا الخصبة شمال القاهرة، أشهرها نهري دمياط والرشيد. ومعروف أن منطقة الدلتا من أخصم الأراضي وهي التي تمد مصر بكميات لا تحصى من المحاصيل الزراعية.
نعم هناك احتمال كبير بأن تكون الآثار السودانية من تماثيل واهرامات أقدم من تلك التي في مصر ولكن من المؤكد أن الحضارة الفرعونية وآثارها العظيمة رسخت أقدامها في مصر وليس في السودان، وشيّدت في تراب مصر هذه المعابد الضخمة والتماثيل والاهرامات العملاقة التي لا مثيل لها. علينا في السودان أن نسلط الضوء على ما لدينا من آثار فرعونية في مروي وغيرها وأنها قد تكون هي الأسبق في الظهور، ولكن لا ينبغي علينا الدخول في جدال عقيم مع المصريين حول ما لديهم من كنوز ومعابد وشواهد ومقابر فرعونية لا ينقضي اكتشافها في القاهرة والجيزة وغيرها من محافظات مصر كأكبر دليل على نمو وازدهار الحضارة الفرعونية في مصر وليس في السودان.
على وزارة السياحة والآثار السودانية وكذلك وزارة الإعلام العمل على تطوير البنية التحتية وتوفير المعينات الضروية لجذب السياح لزيارة الآثار السودانية بدلاً من إشغال الناس بهذا التراشق الإعلامي الذي لن يفيد ولن يغري السائح الغربي وغير الغربي بالتوجه إلى السودان.
سيتدفق السياح إلى السودان إذا قامت حكومتنا بواجبها في تهيئة البيئة السياحية والبنية التحتية المناسبة أولاً ثم الترويج الإعلامي المتزن والمستمر لما لديها من آثار مع الإشارة إلى الناحية التكاملية للحضارة الفرعونية على امتداد وادي النيل من الجنوب إلى الشمال.
هذا النهج العلمي الهادئ والمتصالح مع الأخوة في شمال الوادي هو الأفضل لجذب السياح إلى السودان وربما يساعد هذا النهج في إنسياب السياح القادمين إلى مصر إلى السودان مباشرة بعد إكمال زيارتهم للآثار المصرية وبهذا نستطيع أن نترجم معنى التكامل بين البلدين بدلا من الضجيج الإعلامي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.
|
|
|
|
|
|