|
Re: اين أنت يا عم مِدْسو؟ (Re: Nasser Amin)
|
نسيت ان اسالك في غمرة غفلتيب الشبابية طيف جئت إلى تلك المدينة تاركا بلادك و جبل ألأولمب مقر (زيوس) كبير الآلهة كما زين لأجدادك خيالهم الرومانسي و شغفهم بالاساطير وكيف تركت لغة تحدث بها المشاؤون و السقسطائيون و ارسطو و سقراط و افلاطون؟ لم اكن اجد الوقت و لا اسعفني الذكاء الاجتماعي و لا مشغولية الامتحانات و ليالي المذاكرة المملة و وطأة الغربة الثقيلة و أنا الشاب اليافع بكل رهافة الحس و هشاشة الوجدان في أن ُأكثر من الأسئلة. زجدتك تدمع يوما و ذلك الشاب الوقح كان قد ترك في احساسك الجميل لسعة صوت من بذاءته و كثير من وقاحة كانت استهجنها جيرانك من اصحاب المحلات فجاءوا إليك مطيّبين للخواطر مهدّؤون للنفوس. كم مرة جئت مارا في طريقي و لسعات البرد العنيف في ايام العنفوان الشتوائي العنيف في نوّة رأس السنة( النوّات هي أيام تسقط فيها الأمطار بغزارة و مع اشتداد البرد و العواصف الباردة و ارتفاع الموج) جئت مارا و أنا أنوي أن لا أغشاك فالميزانية لا تسمح و قائمة الدين طالت و التحويلات من السودان تأخرت حتى ظننتها لن تأتي. فمررت عابرا من بعيدا فلمحتني أنت فصحت مناديا عليّ.فعرجت عليك مسلما و مسرعا و لكن بعد أن أصريت أن أحمل معي لفافة (الكفتة). لماذا يا مدسو تكسر كبريائي؟ حملته و قلبي و لساني يلهجان لك بالدعاء. انتهت أيام الدراسة و رجعت إلى وطني محملا بذكريات جميلة ذكريات لمعاملة طيبة و أناس أكرمونا و تعاملوا معنا بود لم نكن نظنه فيهم. عدت بعد ثلاث سنوات لنفس الأمكنة و نفس الأشخاص ..رجعت في ذلك الشارع الطويل أسأل عن عم مدسو. فوجدت محله مغلقا فانخلع قلبي. ..
|
|
|
|
|
|
|
|
|