|
Re: لمن نرفع السلاح: مذكرات جنود مغمورون تتحو� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
من خلال قامات الحشائش الطويلة التي كانت تنتصب في عناد و التي كان يحاول تنحّيها جانباً في عزم و شدة كان يتقدم في بطء متحاشياً أن يصدر منه أي صوت. خطا خطوات في خط مستقيم ثم مال ناحية اليسار.و فجأة سمع حركة خافتة .ثم صوت أرجل تركض و أصوات خشخشة سريعة امامه و على الجانب الأيسر.تنبهت حواسه كلها و حاول هو يشرع سلاحه و هو يتابع مصدر الحركة و الصوت. شعر بالتهديد و الخطر الحقيقي قام بتعمير سلاحه بسرعة ثم رقد أرضاً بحركة سريعة و تلقائية. لم يعد يسمع إلا صدى أنفاسه المتلاحقة. مرّت الدقائق بطيئة و ثقيلة تحمل في طياتها الخطر.ظل منتظراً في ترقب و قلق هو على هذه الحال. اصاخ السمع و لكنه لم يعد يسمع أو يرى شيئاً. و بعد مرور عدة دقائق و لم تكن هناك ثمة حركة أخرى أو صوت نهض واقفاً ببطء و هو ينظر حوله في حذر مشوب باليقظة. سلاحه ممدود أمامه في وضع الاستعداد. سلاحه أمامه و في خطوات حذرة و أعين مفتوحة اتجه و هو مرخي سمعه نحو الحشائش الكثيفة. بالرغم من توقعه لكل طاريء و لكل مفاجأة. لكن تدفّق الدم المفاجيء في كل شرايينه و كأنه يود أن يخرقها حدث في ثانية و كذا قلبه يكاد أن يخرق صدره عندما انتصبت امامه خلال تقدمه تلك الأعين المفتوحة و الوجوه الآدمية الصامتة و هي تظهر بين الحشائش. من أنت! قالها بصوت حاول أن يكون حاسماً. فجاة تحركت الحشائش من حوله .تلفت يمنة و يسرة . من بين الحشائش كان هناك حوالي خمسة أجسام تنتصب فجأة أمامه. اكتفي بعرض هذا الجزء
|
|
|
|
|
|
|
|
|