|
Re: عم عمر وسنين الضياع (شبح حكاية) (Re: درديري كباشي)
|
فجأة تقف أمامنا سيارة لاندكروزر من النوع التي يستخدمها جهاز الأمن . نحن كنا معتادين عليها لأنها كانت سيارة لصديق وزميل الجامعة الذي .كان يعمل بأحدى المنظمات الأجنبية بمنطقة خشم القربة وكان عادة يزورنا في الصناعية كل خميس أو مرتين في الشهر ليكمل اللمة الجميلة .. نزل الصديق من السيارة مع سائقه الخاص .. سلم علينا ..أما عم عمر فقد سكت عن الكلام المباح وغير المباح تماما . وكان في الأول ينظر للصديق بريبة و وجل . لاحظت لنظراته وهمست للصديق قلت له .. (خلي بالك عم عمر خاف منك ) فهم الدور وبدأ يلح على عم عمر ليواصل حديثه بأسلوب تهديدي زاده رعبا ( كنت قعد تقول في شنو أنت؟ أتكلم ...كمل كلامك) عم عمر في الاول نظر الينا مستنجدا بنظراته فقط ثم بدأ ينسحب بظهره بخطوات بطيئة مواجها لنا ثم أسرع الخطى بعد أن استعدل في المشي .. ثم مهرولا ناحية الورشة التي يعمل بها .. نحن بعدها ضحكنا . والصديق أصر يكمل التثميلية .. قال لي أرح نزوره في ورشته .. وفعلا وصلنا كان هو جالس في كرسي أمام الورشة قربه عامل يلحم في الحديد .. بعد ما شاهدنا قادمين نحوه دخل الى الورشة مذعورا .. وقف الصديق و بدأ يسأل عن أشياء لا غرض له فيها مثل ( الباب تعملوه بكم والشباك يكلف كم وهكذا) وكل مرة يرفع رأسه ينظر ناحية عم عمر وعليه ما عليه من حالة .... ثم عدنا أدراجنا .. لكن بعدها الأسف أنقطع عن زياراتنا تماما ويبدو أنه فقد الثقة فينا .. ظل عم عمر منقطعا عن زياراتنا. لكن بعد فترة سمعنا أنه تم العثور عليه في موجة برد ضربت المدينة ميتا في أحد البيوت المهجورة .. الله يرحمه . هو نموذج من النماذج لناس في الحياة التي يطلون عليها بصمت ويغيبوا عنها بهدوء دون أن يتركوا أي أثرا أو يلعبوا دورا في حياة أحد .. فارق عم عمر الدنيا دون وداع كما تقول حياته الكئيبة أيضا أنه دخلها دون أستقبال أو فرح من أحد .. لا أدري هل أحد من ألاصدقاء يذكر عم عمر السياسي بلا سياسة والثوري بلا ثورة ... لا نملك الا أن نتمنى من الله أن يتغمده بواسع رحمته بقدر ما حرمته الدنيا والمجتمع من رحمتهما .
|
|
|
|
|
|