كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! (Re: امير بوب)
|
الأخ أمير بوب تحيِّاتي لك
قبل فترةٍ ليست قصيرةٍ نويتُ أن أفرد كتابًا خاصًا لمُناقشة فكر الدكتور محمَّد شحرور، في مُحاولة لتبيين التَّخبط الذي يعتري منهجه (إن كان بإمكاننا الافتراض الجدلي بأنَّ ما يُقدّمه هو "فِكرٌ" قائمٌ على "منهج")، ولم أنو الإقدام على هذا العمل إلَّا لعلمي السَّالف بأنَّه لا أحد قدَّم نقدًا موضوعيًا ومنهجيًا لأفكاره، وأنَّ أغلب الذين ردُّوا عليه إنَّما لجأوا فقط إلى شتمه والإعابة فيه، واتهامه بعدم التَّخصص في العلوم الشَّرعيَّة (تمامًا كما تفضَّلتَ في إحدى مُداخلتك). وعلى الفور بدأتُ في تجميع المراجع المطلوبة للكتاب، وعندها تفاجأتُ بوجود كُتب كثيرةٍ جدًا تناولت الرَّد على أفكار محمَّد شحرور، وقد اطلعتُ على قدرٍ معقولٍ منها، ومنها ما أفرد ردودًا على أفكار الدكتور شحرور حصرًا، ومنها ما تناول مسألة القراءة المُعاصرة للقرآن، وعندها شعرتُ أنَّني لن أقدَّم في كتابي شيئًا جديدًا، فعدلتُ عن المشروع نهائيًا. ومن بين هذه الكُتب: 1) الحداثيون العرب في العقود الثلاثة الأخيرة والقرآن الكريم – دراسة نقدية، الدكتور الجيلاني مفتاح 2) القراءة المعاصرة للدكتور شحرور – مجرد تنجيم / كذب المنجمون ولو صدقوا، سليم الحابي 3) القراءة المعاصرة للقرآن في الميزان، أحمد عمران 4) تهافت القراءة المعاصرة، الدكتور منير محمَّد الشَّواف 5) تهافت الدراسات المعاصرة في الدولة والمجتمع، ادكتور منير محمَّد الشَّواف 6) الفرقان والقرآن – قراءة إسلامية معاصرة ضمن الثوابت العلمية والضوابط المنهجية، الشيخ خالد العك 7) بيضة الديك – نقد لغوي لكتاب “الكتاب والقرآن”، يوسف الصيداوي 8) القرآن وأوهام القراءة المعاصرة – رد علمي شامل على كتاب “الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة”، جواد عفانة 9) الإشكالية المنهجية في الكتاب والقرآن – دراسة نقدية، ماهر المُنجد 10) الرد على الدكتور الشحرور في مسألة لباس المرأة، محمَّد هيثم إسلامبولي 11) تقويم علمي لكتاب “الكتاب والقرآن”، الدكتور محمد فريز منفيخي
بالإضافة إلى كتبٍ أُخرى. وقد لخَّص ماهر المُنجد -في كتابه المذكور أعلاه- الإشكاليات المنهجيَّة لدى شحرور في بضعة نقاط، وهي: 1 ـ تحطيم خصائص اللغة العربية وأنظمتها . 2 ـ عدم المقدرة لقراءة المعجم وفهمه وتفسير الكلمات بغير معناها . 3 ـ مخالفة معجم المقاييس لابن فارس وإهمال المعاجم الأخرى . 4 ـ تزييف حقائق اللغة والإدعاء بما ليس فيها . 5 ـ مخالفة نظرية الجرجاني في النظم من خلال اجتثاث المفردة من سياقها وتجريدها من معناها الحقيقي . 6 ـ إغفال علوم الصرف والاشتقاق التي كان من أئمتها أبو علي الفارسي وابن جني . 7 ـ مخالفة ما ورد في الشعر الجاهلي . 8 ـ الاستخفاف بعقل القارئ وغياب المنهج العلمي الحقيقي . 9 ـ إضفاء صفة العلمية والحقيقة على افتراضات وتصورات محضة فقدت أدلتها وبراهينها . 10 ـ الانطلاق من أفكار الماركسية ومبادئها وإكراه آيات القرآن وقسرها على التعبير عنها 11 ـ اتخاذ آيات القرآن غطاءً لأفكاره وأطروحاته وانهيار العلاقة بين التشكيل اللغوي للآية والمعنى الذي يوضع لها من خارجها . 12 ـ إقحام علم الرياضيات واستخدام ألفاظ العلم والتكنولوجيا بغرض الإرهاب العلمي 13 ـ بناء نظرية فقهية على أسس فاسدة ومقدمات باطلة علمياً ومنطقياً ولغوياً . 14 ـ وضع النتائج قبل المقدمات والإتيان بمقدمات واهية غير مسلم بها ولا ملزمة ولا منطقية 15 ـ عدم التوثيق وانعدام المرجعية مطلقاً وعدم مراعاة أبسط قواعد البحث العلم
إنَّ افتتان البعض بفِكر الدكتور شحرور، ليس مرده -في ظني- ترابط فكر الدكتور شحرور نفسه، وإنما حاجتهم إلى فِكر وقراءة جديدتين ومعاصرتين للقرآن وللإسلام في مُجمله. وأنا أتساءل: ما الذي تعنيه عبارة: "إعادة تأويل القرآن" أو "قراءة مُعاصرة للقرآن" أو حتى "إصلاح الخطاب الديني" ؟ كيف للمُسلم أن يمر على هذه العبارات دون أن يُوخزه ضميره بأنَّ هذه العبارات تدل بشكلٍ واضح على مُحاولات "تحايليَّة" و "تجميليَّة"؟
يزعم محمَّد شحرور أنَّ القرآن ليس به مُترادفات، وأنَّ التَّرادف لا يعيب الشعر ولكنه يعيب القرآن، فلا أدري ماذا قد يقول في استخدام القرآن للفظة (سفينة) و (فُلك) المُترادفتين في نفس السياق؛ إذ نقرأ: 1- {فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} 2- {فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ}
وماذا قد يقول في استخدام القرآن للفظتي (يم) و (بحر) المُترادفتين في نفس السياق؛ إذ نقرأ: 1- {فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} 2- {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ} ويقول أيضًا إنَّ (الكتاب) هو مجموع ما أنزل على محمد بين دفتي المصحف من سورة الفاتحة إلى سورة النَّاس، بينما (القرآن) هو ما يختص بالنبوة وهو جزءٌ صغيرٌ من الكتاب. وبهذا الفهم فيكون الكتاب للناس (أي لكافة النَّاس) والقرآن فقط للمُسلمين أو المُتقين، وليس كل النَّاس؛ لأنَّ ليس كل النَّاس مُتقين بالضَّرورة، ولهذا فالقرآن مُختصٌ -بحسبه- بنبوة محمَّد، وبالشَّعائر التَّعبديَّة لأتباع محمَّد، ولكن القرآن يُخالف هذه الفكرة بالمُجمل، فنقرأ في القرآن أنَّ القرآن (الذي من المُفترض أنَّه نبوة) هدىً للناس، وليس للمُسلمين أو المُتقين فقط {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ}
وفي المُقابل أيضًا نقرأ أنَّ القرآن استعمل لفظة (كتاب) وأشار أنَّه هدى للمُتقين فقط وليس لكل النَّاس: {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} فإذا أخذنا بفِكر الدكتور شحرور وقعنا في تعارض لا مُبرر له بين الآيتين، بينما حل هذا الإشكال "المُفتعل" هو الاعتراف بوجود "مُترادفات" في القرآن وأنَّ القرآن أحيانًا يستخدم لفظة الكتاب بمعنى القرآن، وأحيانًا أُخرى لا، بحسب السياق. فقط بهذه البساطة. كما أنَّنا نقرأ في القرآن أمرًا واضحًا وصريحًا؛ إذ يقول: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} وهذا يعني (بحسب فهم الدكتور شحرور) أنَّ الاستعاذة تكون فقط عند قراءة القرآن، وليس عند قراءة الكتاب.
الحقيقة أنَّ فِكر الدكتور شحرور فكر مشوش جدًا، ولا يقوم على منهج، وكما استنتج الأستاذ ماهر المُنجد في كتابه، فإنَّه يضع النَّتائج كمُقدمات، ثم يبدأ في البحث عن براهين تُثبت هذه النتائج، وهذا لا علاقة له بالمنهج العلمي أبدًا. وهو ليس فِكرًا مُقنعًا إلَّا للذين يبحثون عن "مُخارجات". وفي الختام، أنصحك (وكل من يرى فكر الدكتور شحرور فكرًا مقنعًا أن يقرأ لمن اعترضوا عليه، ولمن خالفوه، وبالإمكان الحكم بعد ذلك.
مودتي لك وللجميع
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | امير بوب | 02-10-17, 05:53 PM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | امير بوب | 02-10-17, 05:56 PM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | Amin Eltaib | 02-10-17, 06:06 PM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | امير بوب | 02-10-17, 06:16 PM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | امير بوب | 02-10-17, 06:26 PM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | امير بوب | 02-10-17, 06:40 PM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | امير بوب | 02-10-17, 06:56 PM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | امير بوب | 02-10-17, 07:49 PM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | امير بوب | 02-10-17, 07:52 PM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | امير بوب | 02-11-17, 02:07 AM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | امير بوب | 02-11-17, 02:21 AM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | امير بوب | 02-11-17, 11:02 AM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | نهال كرار | 02-11-17, 01:37 PM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | امير بوب | 02-11-17, 07:11 PM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | هشام آدم | 02-11-17, 09:00 PM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | امير بوب | 02-11-17, 09:04 PM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | امير بوب | 02-11-17, 11:35 PM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | امير بوب | 02-12-17, 00:15 AM |
Re: محمد شحرور ... كلاكيت تاني مرّة ! | هشام آدم | 02-12-17, 02:53 AM |
|
|
|