|
Re: وترية الهاجس والحرف للشاعر عبد الرؤوف باب (Re: Khalid Elsayed)
|
هــــداء أوّل. .ــــ إلى الجيل المحدّق في الفراغ ـــ وكاد أن يغرق.. إلى الوطن الممزّق ... إلى الحريّة المعشوقة التي استعصت.. فلا أمل ولا باب ليطرق.
إهداء ثانٍ. . وطني شجني لغتي سكني.. روح الحرف بغير سكون فيك ولدت.. وفيك نشأت.. وفيك أكـــــون .
إهــداء ثالث. إلى الموتورين من شرفاء الأمّة.. إلى قوافل التحدّي في الجامعات العربيّــة.. وإلى المجهولين القابعين خلف القضبان.. والمشرّدين خارج أوطانهم..
مقدّمـــة الهاجس .. يتعرّج الحرف، يتوه، يرتسم جدارا، يشتعل دخانا، ينطلق رصاصا.. يتمزّق ، يتصلّب .. يموت.. ويحيا..يسمو.. يغوص بأسفلها، يتشكّل روحا.. جسدا.. يعبث.. يلهو.. يؤمن.. يكفر.. يبدع.. يخلق.. .. هو ذات الرّوح من أمر الربّ.. تتدفّق عبر الحرف.. والحرف المجموع من المجموع، هو ذات الروح، من الرّوح الأم.. بإرادته وإرادتها.. بقدرته.. وقدرتها.. موتورا كان بذاتيّته.. موتورا كان بآلام جموع، يتمزّق ألما.. يتبعثر.. يتجمّع في غضب قدسيّ، يثأر للنفس وللمجموع.. يثور ويتمرّد عن كلّ الأشكال.. يلتزم بجوهر صدق.. يقاوم، يرفض أن يهزم.. حتّى في العبثيّات يقاوم.. لا يتحنّط.. يرفض حتّى الموت.. فالرّوح هي الأبعد.. وفي موت الجسد حياة للرّوح، وحياة الرّوح هي الأقوى.. الحرف إذن يحمل كلّ معاناة الرّوح.. والشعر الدفقات الأمواج، يدور كما الأمواج ولا ينضب.. يقاوم مثل الريح.. يهدر كالرّعد ويهدأ.. يسكن مثل نسيمة فجر يستشرف أسعد ما في الغد.. لكنّ الهاجس رؤية، ويصير قضيّة، يستنفر كلّ جزيئات الرب.. يلتحم بمجموع لا يعرف يوما طعم هزيمة.. فالنصر حليف الرّوح، لو صدق الرّوح الحرف، تمدّد فيه بلا صنعة.. فالصدق طبيعة روح ، وسجيّة حسّ، حين يكون الحسّ رؤية روح لجماد.. فجماد الروح جماد الحرف..دمار النفس، خيانة مجموع الربّ.. رباط لا ينفصل ولا ينفصم ولا يحترف المنهوك أو المجزوء. هذا مذهب روحي.. يا أرواح تهيم وراء الحرف.. ويا أرواح تقود الحرف.. ويا أرواح بحياة الحرف تعيش، بموات الحرف تموت.. وموات الأرض موات الزرع.. وموات الرّوح موات الحرف.. وموات الحرف خيانة من علّمنا.. كفر بالقلم وبالإنسان.. هاجس روحي بين يديكم، وشكل الروح بشكل الحرف.. والحرف بلا شكل من أشكال الماضي.. وهو الماضي وهو الحاضر، وهو الرؤية فينا الأبعد، بين أياديكم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|